ربما كان هذا صدر بيت لسيد العرب معن بن زائدة، أشهر الناس كرماً وحلماً، تعامل معه الحجاج بن يوسف، الذي كان عالماً نحريراً، وشاعراً ذا فقه في الشعر وأصوله وضرب الأمثال به، ولكن طغى عليه جبروته وظلمه وإيمانه بحماية الحاكم والحكم الذي يستخدمه ولهذا كان أداة ابن مروان في قهر أعدائه وتثبيت حكمه!! ولكن ليس هذا هو المقصد من الإتيان بصدر البيت، في هذا المقال.. والبيت كاملاً يقول: ونفسُ عصامٍ سودت عصاماً وعلّمته الكرّ والإقداما ولقد جئنا بالبيت نضرب به المثل للابن الصديق، العزيز الهندي عز الدين.. هذا الفتى المقدام، الذي وقف على أبواب الصحافة دون أن يهاب طول الوقوف على أبوابها، أو الطرق على مفاتح مغاليها في الخير السابق، أو التحليل المعمور بالمعلومة، أو التقرير غير المسبوق، أما العمود، فكان شهادة لله، رصاصة لا تخطئ الهدف، ولا تعرف رحمة الحديث، المرجم، خصوصاً إن كان الأمر عن فساد أو شبهة فساد، أو جهراً بالسوء من القول.. ولا يهم الهندي.. من يكون على الطرف الآخر.. ليس من باب مجرد البحر أو التهاتر.. أو الهتر المغرض لمجرد القذف والسب، ولكن الهندي يجرد سيفه القلم، يخوض معركة من أجل الحق، والاستحقاق، وهنا يكون هندياً آخر غير ذلك الودود، الباسم.. مع ذلك (يتلقاك باسما).. (فالهندي مفرح.. وشوفتو تفرح).. خصوصاً لي.. منذ أن عرفته في «ألوان».. وحينما لا يجد مكاناً يجلس عليه، ليكتب ما عنده يدخل الاستديو.. ويظل يدلق على الورق معطيات حصافته وقتها كان الهندي قد جاء من مدرسة الرأي «القارص» الذي لا يعرف كبيراً غير الحق، عزّ وجل!! والجدير بالذكر أن هذه المجموعة التي تخرجت في مدرسة الرأي (القارص) أصبحت الآن مجموعة مهمة جداً في الصحافة السودانية.. فالهندي عز الدين كان قد أصبح نائباً لرئيس تحرير العزيزة آخر لحظة التي قادها هو وزميله ذلك الفتى التحرير تلميذ النابهين أبو العزائم والريفي وكلاهما كان مؤسسة صحفية وحدها تخرجنا منها.. ونعتز بالانتماء اليها قبل أن نبدأ في تأسيس مدارس خاصة بنا، خصوصاً فضل الله محمد، وأنا «في السوداني»!! المهم أن الهندي عز الدين في مجال الفتح في عالم الصحافة، وضع يده في يد محمد الفاتح أحمد حسن، أحد أحبائي وتلاميذي النابهين «هو وبخاري بشير سكرتير الرأي العام الآن» وجعلوا من مكتب المستقلة مدرسة قائمة بذاتها، رغم وجود «الحامدي» العارض بين آونة وأخرى.. وكنت أرتادها.. عاملاً، وأرتادها محتاجاً،.. وفي الحالتين أجد الخير كله.. وأجد محمد طه الشهيد هناك!! بمعنى أن «البيت» الذي سقت صدره، عنواناً لهذا المقال سقته، لأحدث أن الهندي، لم أقرأ له يوماً، بعض قول منسوب إلى أبيه أو خاله أو عمه.. وإنما هو.. هو الهندي عز الدين!! هذه بعض سيرة ذاتية أقدمها لرجل عرفته وتعاملت معه.. وآكلته.. محدثاً بها أهلي في الثورات.. وما أكثر أهلي في الثورات من الحارتين الأولى والثانية وحتى الحارة الحادية والسبعين حيث يقيم أخي الشريف عوض ابراهيم وهو صحفي عريض الجاه والمعرفة.. ويبحث ويقرأ ويكتب أربع لغات!! ليس أقلها الفرنسية.. وابن أخي.. وأبناء أخواتي وإخواني وأصهاري في هذه الحواري ممن يملكون أصواتاً.. وجدت أن أغلى ما يمكن أن يفعلوه هو دفعها للهندي.. هذا الفتى المقدام المصادم صاحب القلم السيف، والكلمة الرصاصة والعمود البندقية.. ولقد سعدت بأن يشارك في حملته شاعر فحل مثل مختار دفع الله، ومختار شاعر يتنفس الشعر ومثل الهندي صاحب موقف.. وأقل ما يمكن أن يفعله أهلي على اختلاف مواقع سكانهم، ضمن الدائرة (13) الثورات أن يدفعوا بأصواتهم للهندي عز الدين المرشح المستقل المنتمي للسودان.. كل السودان وهذا بعض من دين نرده للفتى العصامي الذي سودته نفسه.. ونفس عصام سودت عصاما.. وتحية خاصة لأهل الدائرة (13) فقد كنت يوماً واحدا من سكانها!! ولكن أهلي ما زالوا هناك أصلاً وفصلاً يقيم الدنيا ويقعدها.. وعليهم جانب الهندي يلزموه.. فأم درمان ثانياً والسودان أولاً بحاجة لمقاتل مثل الهندي عز الدين.