إعترف إبراهيم غندور وزير خارجية حكومة عمر البشير بالطريقة الغامضة التي غادرت بها الطالبة صافيناز إبنة الناطق الرسمي باسم وزارته علي الصادق من مطار الخرطوم الى تركيا للالتحاق بداعش. وقال غندور في تصريحات صحفية بالمجلس الوطني ، أمس ، ان وزارته شرعت في إجراء تحقيق حول كيفية مغادرة حاملة الجواز الدبلوماسي للبلاد. وكانت (حريات) نشرت نقلاً عن صحفي في مواقع التواصل الاجتماعى الاثنين الماضي ، ان الناطق باسم الخارجية على الصادق صرح للصحفيين وهو بالمطار فى طريقه الى تركيا بان ابنته سافرت دون تأشيرة ولم يكن اسمها ضمن قائمة المسافرين وانهم تعرفوا عليها عن طريق كاميرات المطار ، وأضاف الصحفى نقلاً عن على الصادق ان هناك رشاوى ضخمة تدفع بمطار الخرطوم لتهريب المغادرين . الأمر الذى يشير الى تضافر فساد اجهزة السلطة مع انحطاط تعليمها وازدواجية سياستها فى رعاية الارهاب . وأكدت مصادر طلابية موثوقة ل (حريات) ، ان حملات التجنيد لصالح تنظيم (داعش الإرهابي) بدأت تنتقل من جامعة مأمون حميدة – القيادي الإسلامي ووزير الصحة بولاية الخرطوم إلى الجامعات الاخرى ، وفي مقدمتها جامعتي الخرطوم والسودان للعلوم والتكنولوجيا الحكوميتين ، وكلية الخرطوم التطبيقية الخاصة ، إضافة إلى جامعة (الرباط). وأضافت المصادر الطلابية ان عناصر تنضوي تحت تنظيم (أقم) – (إتحاد قوى المسلمين) – تنشط وبشدة في تجنيد الشباب والشابات للحركات السلفية الحربية. وذكرت المصادر ان هذه العناصر الارهابية تنشط تحت غطاء جمعيات مثل (جمعية القرآن الكريم) ، (جمعية النور) و (جمعية الإصلاح) ويسمح لها بمزاولة جميع أنشطتها التي تتعارض في أحايين مع التقويم الدراسي وفترة الإمتحانات. وأكدت ذات المصادر العلاقة القوية بين هذه الجمعيات وتنظيم المؤتمر الوطني بالجامعات (حركة الطلاب الإسلاميين الوطنيين) ، مشيرة إلى ان قادة وأعضاء هذه الجمعيات توفر لهم الموارد المالية ويسمح لهم بعقد جميع محاضراتهم وندواتهم بإستخدام مكبرات الصوت ، ونشر بيانات وأشرطة تحتوي على محاضرات دينية سلفية ، ومعارض شهرية تعرض فيها صور لمقاتلى (داعش) و(جبهة النصرة)، وتروى فيها قصص لبطولاتهم. ويسمح لهم بكل هذا في مقابل دعم طلاب المؤتمر الوطني في الانتخابات ومساندته في مواقفه بالجامعات . وسبق وأوضح شقيق أحد المغرر بهم من طلاب جامعة مامون حميدة ل (حريات) ان ادراة الجامعة سمحت للسلفى الحربى محمد على الجزولى باستقطاب طلاب الجامعة عبر جمعية (الحضارة الاسلامية) . ويشارك المؤتمر الوطنى الحاكم تنظيم (داعش) فى المنطلقات الايديولوجية الرئيسية ، ولكنه بسبب المواءمات والانتهازية السياسية لا يصل الى درجة شطط داعش . كما يتبنى المؤتمر الوطنى سياسة مزدوجة تجاه مثل هذه الجماعات ، فمن ناحية يسمح لها بالنشاط بل ويؤازرها ، كى يخيف بها الغرب والقوى الديمقراطية فى الداخل وينفذ بها بعض العمليات القذرة ، وفى ذات الوقت (يبيع) بعض ملفاتها الى المشترين الاقليميين والدوليين ، ولكن فى الحدود التى تجعل سمسرته مطلوبة دوماً ، اضافة الى انه احياناً يتخذ ضدها بعض الاجراءات القمعية حين تخرج عن دورها المرسوم بدقة .