بعيدا عن السياسة ومشاكل السودان التي استعصى حلها وكثر الجدل حولها دون رؤية ضوء في نهاية النفق دعونا نجتر بعض الذكريات علها تخفف عنا بعض هم الامل في مستقبل يصعب التكهن بمآلاته وحاضر يلهب جلودنا بوخزات الالم ففي الذكريات بعض السلوى وصدق ود القرشي عندما قال:الزكريات صادقة ونبيلة وايامنا وين الليلة- تحدث الكثيرون عن ذكريات بعض المدارس الثانوية العريقة امثال وادي سيدنا وحنتوب وخور طقت وغيرها ولم يتعرض احد لذكريات المدارس الوسطى الا لماما ومدرسة كورتي من المدارس الوسطى العريقة والمشهورة على مستوى الولاية الشمالية او المديرية الشمالية سابقا بتفوقها الاكاديمي وضمها لطلاب من معظم قرى الولاية الشمالية وتقع المدرسة في الطرف الجنوبي الشرقي لقرية كورتي والتي تعتبر من اعرق القرى شبه المدن والتي كانت تعتبر من حواضر مركز ريفي مروي او محلية مروي حاليا والتي كانت تمتد في السابق من الحامداب وحتى ارقي شرقا ومن نوري وحتى الغابة غربا وكورتي هي ديار الكوارتة والمشهورون بالتجارة على نطاق السودان ومن نافلة القول ان نذكر بالخير الشيخ عمر عبد السلام كمبال وهو صاحب السبق في فتح طريق دنقلا امدرمان والذي كان يأخذ مسارا مختلفا عن طريق شريان الشمال وفي هذا المقام لاننسى شيخ السواقين جابر والذي استطاع ببصات عمر عبد السلام مع آخرين ان يقهروا رمال الصحراء بتلك النيسانات اليابانية القوية ومن اشهر شخصيات كورتي العمدة احمد عمر كمبال والد دكتور صلاح وعبد الرحمن محمد الحسن كمبال وحمزة بشير وعرفت كورتي بعد مروي المرافق الحكومية وكانت مدرسة الراس العريقة قبل انشاء المدرسة الوسطى تستقبل طلبات المدارس الصغرى على نطاق مجلس ريفي مروي تمهيدا للجلوس لامتحان المدارس الوسطى في مروي ودنقلاوحلفا حتى تم انشاء المدرسة الوسطى بكورتي والقرير والدبة في نهاية خمسينيات القرن الماضي وتحديدا تم قبول اول دفعة بالمدرسة في عام 1956 وشملت تلك الدفعة طلاب مم شتى مناطق المديرية الشمالية سابقا ومنهم طلاب من حلفا القديمة وشندي والدامر وابوحمد وغيرها من المناطق النائية وكان طلبة الدفعة الاولى كبار السن نسبيا وكان بالمدرسة اربعة داخليات اذكر منها صلاح الدين وكانت بالمدرسة فريقين لكرة القدم يتم التنافس بين الداخليات بمايشبه الدوري الممتاز حيث تمنح الداخلية الفائزة في نهاية العام الكاس وضمت مدرسة كورتي اميز المعلمين من خريجي دار العلوم بالقاهرة ومنهم مولانا محمد عثمان محمد موسى من بدين واسماعيل عبد الصادق وعبد القادر من منطقة الجابرية واستاذ سعيد محمد عثمان وعابدين من منطقة دنقلا واستاذ جكنون من كريمة وداؤود سليمان من حلفا واشهر اساتذة اللغة الانجليزية عبد الحميد عثمان من عبري واستاذ عبد القادر من اللعوتة واشهر نظار المدرسة كان عبد الله البشير من امبكول وهل ننسى عم علي وتركي وهما من اشهر عمال المدرسة ومن عمال المدرسة صباح الخير السقا وعم عبد المجيد في المطبخ واذا دلفنا الى سوق كورتي نجد كشك ود السقا الترزي الشهبر ودكان وقيع الله صالح وابو جزمة ومطعم عم عبد المجيد ومن اشهر نساء السوق اللاتي يفرشن اغراض الاكل العمة التاية والسرة ومن شخصيات دراويش كورتي علي خضر وام خشيم وهي امرأة مخبولة كانت تخيف الطلبة بالليل عندما بسمعون صوتها في الخور وابنها عبد الله ود ام خشيم يشبه شخصيات الطيب صالح في عرس الزين وبسوق كورتي مكتب بوستة كبير ونقطة بوليس وتوجد محطة كبيرة للبواخر السفرية بين كريمة ودنقلا وكانت مدرسة كورتي مع رصيفاتها في القولد وعبري هي التي تغذي وادي سيدنا واهالي كورتي اناس كرام كانوا يصطيفون الطلبة لعدد من السنين قبل تشييد المدرسة الوسطى ويتبرع بعضهم ببعض المواد الغذائية لداخلية المدرسة وقت الازمات ولطول الزمن ربما فات علي ذكر اشياء مهم ولكني وددت فتح الباب للزملاء وفاء وعرفانا لتلك المدرسة ونترحم على ارواح من توفاه الله من اساتذتنا الاجلاء وزملائنا الطلاب ونتمى للاحياء الصحة وطول العمر مع تحياتي ومودتي اخوكم / سيداحمد الخضر المعمورة ااخرطوم