من المفارقات الغريبة في السودان بلد المليون ميل مربع والمواطن ما لاقي قطعة ارض يسكن فيه فيها تجري النيلين واطول نهر والناس تموت بالعطش نعمة الماء في السودان تحول الي نقمة لا تجني منها إلا هدم المنازل وتدمير البنية التحتية مع قلتها . لعب السودان القديم دورأ هامأ في مسار الحضارة الانسانية بذلك يجعل السودان محل اهتمام كبير لسياح والمهتمين لكن أصحاب المشروع الحضاري يرون كل هذا الإرث التاريخي مجرد أصنام والأهتمام بها ينافي توجهاتهم بل البعض يعتقد بأن الزيارة في مثل هذه الأماكن شرك بالله والاخ محمد عبدالكريم الهد وزير السياح والآثار واحد من الذين يعتقدون ذلك وتدمير مثل هذه المواقع يعتبر جهاد في سبيل الله, يبدو انه شغل هذا المنصب لغرض تدميره او من اجل استوزار, علي اية حال ان استوزار مثل هذا الرجل في هكذا قطاع المهم وواحد من مصادر الاساسية لكثير من الدول يدل علي عدم دراية القائمين علي أمر الدولة بألاهمية الاقتصادية لهذا القطاع او مواصلة استكمال ما تبقي من مشروعهم الذي يقوم علي اساس إفقار الشعب وتمص ما تبقي من الهوية السودانية!!. عالم يري في السودان سلة غذاءهم بما فيها من اراضي صالحة للزراعة وانهار التي تجري تحت الارض إذا استقلت بشكلها الصحيح لكن شئ المؤسف ان السودان لا يستطيع توفير ما يسد به رمق مواطنيها وأصبح غالب بيوت السودانية لا يملكون قوت يومهم تمتلئ كل الطرقات بالمتسولين وما اكثرهم يتأففون لا يسألون الناس إلحافا. السودان من الدول المنافسة في تصدير اللاجئين حيث بين كل سبع لاجئي عالميا بينهم لاجئ سوداني وبالتالي يجب اعادة النظر في قصة سلة وما أدراك,الحقيقة انه السودان لا يستطيع ان يكون سلة غذاء نفسه وكثير من ابناء السودان في الشتات والباقي الموجود في الداخل ما لاقي فرصة خروج لظروف مادية. نال السودان استقلاله في عام 1956 ووقع اول انقلاب عسكري عام 1958 اسقطت عبر انتفاضة شعبية في اكتوبرمن عام 1964 ايضأ انتفض الشعب السوداني علي حكومة جعفر نميري في عام 1985 انتهي بإسقاط نظام نميري وبذلك اسقط الشعب السوداني بأعتي ديكتاتوريتين ويكني بالشعب المعلم لكن الذي يستدعي الاستغراب ان الشعب بهكذا تاريخ يعيش تحت اسوأ ديكتاتورية واجبنها علي تاريخ الديكتاتوريات منذ ربع قرن وصل خلالها الشعب الي الدرك الأسفل من إفقار الجيوب والعقول والتربية, انفصل فيها جزء عزيز من الوطن انتهي فيها هيبة الدولة وفقد الأنسان كرامته ولبس لباس الذل لاخمس القدمين ووصل درجة إذلال اقصي مداها كما رأيناها في الايام المنصرم في محاكمة شباب حزب المؤتمر السوداني بالجلد, مع ذلك مازال الشعب ينتظر لحظة المناسبة حتي يفجر غضبه كأنما يقول لسة علي الغضب وبالفعل سمعت هذه الجملة اكثر من مرة من بعض المجموعات اذا غضبنا سوف نسقط الحكومة في اقل من شهر هكذا يقولون ولا ادري متي يغضبون تب ثم تب لمن لم يغضبه انفصال نصف من تراب الوطن ومصرع اكثر من ثلاثمائة الف قتيل من اطفال ونساء وشيوخ دارفور والأقتتال الدائر في النيل الازرق وجبال النوبة التي احرقت الأخضر واليابس ومصرع مائتين شاب في مقتبل العمر بعضهم مازالوا اطفال في اقل من يومين في عاصمة البلاد. يستحضرني قصة مشهورة انه رجل في طريقه الي المنزل وهو راجع من السوق تعرض الرجل المسكن علي نهب فظيع من قطاع طرق سرقوا منه كل شئ حتي ملابسه الداخلية تبقي له فقط الطاقية في الرأس وصل الرجل الي المنزل بهذا المنظر الغريب والمريب البعض ظن ان الرجل قد فقد عقله سألوا بإستغراب وإندهاش حصل ليك شنو يا زول؟ قال لقوني حرامية اولاد كلاب سرقوني قالوا طيب ليه ما شالوا الطاقية ؟ قال هي لو شالوا الطاقية ما نموت معاهم!!, ويستذكرني ايضأ قصة لرجل بالو واسع لأبعد الحدود صبور صبر الورل كما يضرب في المثل السوداني الذي يشير الي الصبر المضر يحكي الرجل لصديقه و يقول "انا في حياتي ما زعلت" إلا يوم لقيت واحد قتل ابوي وموصدو( واحد قاتل ابوه وعامل مخدة بالجثة )يقول الرجل لصديقه قربت ازعل لما لقيت ابوي في ذاك الحالة لو ما لعنت الشيطان ساكت!!. اغضب فإن العار يسكُنُنا ويسرق عيون الناس لون الفرح, اغضب فإن الأرض تُحني رأسها للغاضبين, اغضب فإن بداية الأشياء أولها الغضب ونهاية الأشياء آخرها الغضب اغضب ستلقي الأرض بركانأ ويغدو صوتك الدامي نشيد المُتعبين ثورة غضب تزلزل قصر المرجفين. يعقوب عبدالنبي [email protected]