منذ أن ظهر علي سطح السياسة السودانية التي تلد كل عجيب هذا الجسم الجديد الشديد مجلس الصحوة الثوري شغل الناس واقام الدنيا وأنضم هذا الجديد لفسيفساء السياسة في هذه البلاد فبعد الأحزاب التي تكاثرت عددا وأنشطر ت الي أجزاء وفروع واصبحت من العسير التفريق بينها حتي في الاسماء فكل أسم يخطر علي بال تجد له مسمي من الاحزاب أضف الي ذلك الحركات المسلحة في دارفور فهذه بدورها تكاثرت وانشقت الي حركات ما أنزل الله بها من سلطان بعضها تحولت الي أحزاب كما تدعي وبعضها في طريقها الي التحول والبعض الاخر في منزلة بين المنزلتين وفي ظل هذه الاجواء العبثية التي تشهدها البلاد دخل الي الساحة مجلس الصحوة الثوري بقيادة الشيخ موسي هلال ولا ندري علي وجه الدقة أن كان هذا المجلس حزب سياسي تحت مظلة قانون الأحزاب الساري المفعول ! نقول ذلك لان زعيم هذا المجلس ما زال يعرف نفسه بأنه مستشار بديوان الحكم الاتحادي وقيادي بالمؤتمر الوطني وقد أكد هو بنفسه أكثر من مرة أنه ما زال قياديا بالمؤتمر الوطني وفي ذات الوقت أفصح أكثر من مرة بأن له مطالب محددة يجب تحقيقها ّ! وبالمقابل فان الحكومة والمؤتمر الوطني تعاملا معه بلطف وربما بحكمة ذلك أن موسي هلال قد لعب دورا بارزا في مقاومة الحركات المسلحة في دارفور وهو يقف الي جانب الحكومة وبالتالي فمن العسير علي الحكومة التخلي عنه ولكن موسي هلال لديه حساباته الخاصة ولسبب ما توترت العلاقة بينه والمؤتمر الوطني وتبادل الطرفان الأتهامات وربما الشتائم وكان لسان موسي هلال أكثر حدة من لسان حليفه ورغما عن ذلك لم يقطعا حبل الوصال بينهما وبعد وساطات جمة عاد موسي هلال الي الخرطوم لحضور حفل تنصيب رئيس الجمهورية وقد وصفت الصحافة حضوره الي الخرطوم بانه أستقل طائرة رئاسية خاصة قادما من نيالا التي وصلها من معقله بمستريحة مصحوبا بعشرات الاندكروزات المسلحة كما جري أستقباله بشكل رسمي هناك وفي الخرطوم حظي باستقبال جماهيري من انصاره هذا وقد زاره شخصيات حكومية مرموقه وفجاة غادر موسي هلال الي القاهرة غاضبا كما وصف وسط تكهنات بان التفاهمات بينه والمؤتمر الوطني وصلت الي طريق مسدود بسبب تجاهل الحكومة السودانية في تنفيذ الاتفاق وتنصلها عن دفع التكاليف أقامة وأعاشة أنصاره الين أتي بهم الي الخرطوم! والوضع بين الشد والجذب خرجت علينا الاعلام والصحافة بالخبر اليقين أعلان قوات المجلس الثوري بأنتشارها حول جبل عامر بولاية شمال دارفور ومنعهم لأي قوة حكومية أو شركة من دخول منجم الذهب في جبل عامر الا بأذن من المجلس هذا وقد صرح القيادي بمجلس الصحوة أسماعيل أغبش بان نشر قوات الصحوة بجبل عامر الهدف منه بث الاطمئنان وسط العاملين في التنقيب وحمايتهم من المتفلتين الذين ظهروا بالقرب من مناطق التعدين ومضي هذا القيادي الي القول بأن مجلسهم وصل لتفاهمات مع الحكومة حول الملفات الاربعة التي ناقشها رئيس مجلس الصحوة مع مساعد الرئيس أبراهيم غندور في يناير الماضي وهي الملف الامني والتنمية والمصالحات ومجلس الصحوة !بالله عليكم هل فهمتم شئ ؟ مجلس الصحوة الثوري والذي هو في أحسن الحالات حزب من الأحزاب من حقه بل من واجبه الاهتمام بالقضايا الوطنية ومناقشتها مع الحكومة أو مع غيرها ولكن ما ذهب اليه هذا المجلس لم يسبقه أليه أحد من العالمين ! وفي تطور أخر كشفت مصادر موثوقة عن تحرك من قبل اعيان قبيلة الرزيقات للجمع بين الشيخ موسي هلال رئيس مجلس الصحوة الثوري والقيادي بالمؤتمر الوطني والعميد محمد حمدان (حميدتي) قائد قوات الدعم السريع في أطار تعزيز مساعي السلام والتعايش السلمي بأقليم دارفور مشيرا الي أن التحركات بين الرجلين هدفت لدحض الشائعات التي تحدثت عن توترات في بعض ولايات دارفور بسبب الخلافات بين الرجلين ! ولعلم القارئ بان العميد حميدتي يتبع للقوات المسحة وهو قائد قوات الدعم السريع مجمل القول أن ما يجري في دارفور يثير الشفقة وان الحكومة لم تتعظ ولم تعتبر مما جري في دارفور فاستقطاب القبائل لمقاتلة الحركات ادخلت البلاد في مخاطر كادت أن تودي بذهاب ريحها بينما كانت القوات المسلحة بتاريخها وخبرتها قادرة علي التعامل مع التمرد بدون مليشيات القبائل التي عاثت في الارض فسادا واصبحت السيطرة عليها تحفها المخاطر فمسألة موسي هلال ومجلسه الثوري في حاجة الي معالجات موضوعية تدخل موسي هلال في علبته الحقيقية والا لظهر أكثر من موسي هلال ….. يحدث كل هذا في دارفور والسيد التيجاني السيسي رئيس ما يسمي بالسلطة الأقليمية لدارفور لا يملك الا ان يطالب بضرورة بسط هيبة الدولة مهما كلف الأمر وهو يتابط أتفاقية الدوحة التي شبعت موتا حقا الاختشوا ماتوا .. ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم بارود صندل رجب – المحامي [email protected]