بعد عامين من الإهمال البشير يوجه بتعويض أسر ضحايا سبتمبر 2013 بعد عامين من الصمت والإهمال المتعمّد لملف ضحايا أحداث سبتمبر 2013م أصدر الرئيس السوداني عمر البشير الأسبوع الماضي توجيهاته لوزير العدل بصرف تعويضات لأسر الضحايا، الذين لقوا حتفهم برصاص السلطات الأمنية ومليشياتها المسلحة، وذلك على خلفية خروجهم في تظاهرات سلمية إحتجاجاً على تطبيق برنامج الحزمة الثانية من رفع الدعم عن المحروقات والسلع الضرورية. إن التحالف العربي من أجل السودان يعبر عن أسفه وإستيائه البالغ لهذا الحديث غير المسؤول من أعلى سلطة في الدولة، ويستفز مشاعر أسر الضحايا، ويعني ضمناً عدم الإعتراف بقضيتهم بتعزيز مبدأ الإفلات من العقاب بجماية الجناة وهي سياسة ممنهجة ظلت تمارسها السلطة الحاكمة في كل القضايا، ويشير التحالف إلى أن توجيهات الرئيس السوداني تعني تعطيل إجراءات العدالة في وقت ظلت أسر الضحايا تنتظر الإنصاف من الدولة، ولكن هذا الحديث زاد غضبهم أكثر وعبروا عن رفضهم للتعامل مع قرارات الرئيس كما عبروا عن ذلك في عدد من وسائل الإعلام. بعد عامين من الصمت كنا نتوق ونتطلع أن يبدأ الرئيس السوداني في العام الأول من ولايته الجديدة التي ستستمر خمسة أعوام أخرى، أن يوجه بإعادة فتح ملف ضحايا أحداث سبتمبر، وأن ينحاز إلي الحق بتقديم الجناة إلى القضاء تطبيقاً للعدل، ولكن يبدو أن سنواته الخمس القادمات ستكون إمتداداً لمسيرة الستة وعشرين عاماً الماضية والتي شهدت فيها البلاد أفظع الإنتهاكات وبإسم القانون. لقد رفضت السلطات السودانية منذ إندلاع الأحداث، الإعتراف بالجريمة البشعة التي إرتكبتها أجهزتها الأمنية ومليشيات حزبها الحاكم "المؤتمر الوطني" ، وأنكرت عدد الضحايا ومازالت، ووقتها قال ثلاثة من مسؤوليها في مؤتمر صحفي مشترك أن عدد الضحايا من المواطنين والشرطة لم يتجاوز ال35 مواطن، في حين أوردت منظمات دولية أن عدد الضجايا تجاوز 200 شخص بينما بلغ عدد المصابين قرابة الألف شخص. رغم رفضنا لتوجيهات الرئيس السوداني إلا أنه ظل يصدر القرارات دون تنفيذ وستصبح مجرد إستهلاك سياسي وإعلامي ، فإن كانت السلطات السودانية لاتعترف بعدد الضحايا فكيف سيتم تعويضهم..؟ إن التحالف العربي من أجل السودان يدعو جميع منظمات المجتمع المدني ونشطاء حقوق الإنسان بالضغط على السلطات السودانية لإعادة فتح ملف أحداث سبتمبر 2013م وتقديم الجناة إلى العدالة، والتضامن الواسع مع أسر ضحايا أحداث سبتمبر حتى يقول القضاء كلمته.