كشف خبراء إقتصاديون ومختصون في تحليل النزاعات والصراعات المسلحة، أن تقديرات تكلفة النزاعات والصراعات المسلحة في السودان فاقت (100) مليار دولار. ونوهت وزيرة الدولة السابقة بوزارة المالية د. عابدة المهدي إلى دراسة أعدها د. حامد علي قدرت التكلفة الإقتصادية للصراع في إقليم دارفور وحدها في الفترة من العام 2003م وحتى العام 2009م، بأكثر من (35) مليار دولار، والتي تعادل (233%) من الناتج الإجمالي المحلي. وأشارت عابدة إلى أن تلك التكلفة لا تشمل الأموال التي بددت في الصراع بعيداً عن الموازنات العامة للدولة خلال الفترة المعنية، وباستثناء التكلفة غير المباشرة للصراعات المسلحة المتمثلة في تدهور الوضع الاقتصادي بصورة عامة، وتكلفة معالجة أوضاع النازحين، وغيرها من البنود الإنسانية. ولفتت عابدة إلى أن التكلفة غير المباشرة تشمل تدني مستوى المساعدات المالية التي تقدمها الهيئات الدولية، وتركيزها على القضايا الإنسانية بدلاً عن القضايا التنموية، والفرص الإقتصادية المهدرة والمتمثلة في فقدان الحق في التعليم، والهجرة والنزوح التي تسببت في فقدان الأيدي العاملة. وأشارت عابدة المهدي في جلسة التكلفة الإقتصادية للصراعات المسلحة في السودان، ضمن فعاليات منتدى السلام الذي نظمه معهد أبحاث السلام بجامعة الخرطوم، بالتعاون مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة (UNDP ) في السودان، أمس الأول، أشارت إلى أن هنالك تكلفة لا تقدر بثمن وهي التكلفة البشرية، المتمثلة في الأرواح التي قضت نحبها جراء الصراع. ومن جهته كشف أستاذ الإقتصاد بجامعة الخرطوم، وعضو مجلس إدارة معهد دراسات التنمية بالجامعة د. عبد الحميد الياس، عن مشروع بحثي تقوم به جامعة الخرطوم عبر عدد من الكليات والمعاهد التابعة لها، وذكر ( المشروع يهدف إلى إعداد دراسة وافية ومفصلة عن الأثر والتكلفة الإقتصادية للصراعات المسلحة في السودان، في شتى المجالات)، وأوضح أن المشروع يشرف عليه نخبة من أساتذة الجامعة وعدد من الخبراء السودانيين والأجانب، بتمويل داخلي من وزارة التعليم العالي، وخارجي من وكالات دولية.