الداخلية السودانية: سيذهب فريق مكون من المرور للنيجر لاستعادة هذه المسروقات    السودان..مساعد البرهان في غرف العمليات    مدير شرطة ولاية النيل الأبيض يتفقد شرطة محلية كوستي والقسم الأوسط    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    تدرب على فترتين..المريخ يرفع من نسق تحضيراته بمعسكر الإسماعيلية    عيساوي: حركة الأفعى    أبل الزيادية ام انسان الجزيرة    الفاشر ..المقبرة الجديدة لمليشيات التمرد السريع    الزمالك يسحق دريمز في عقر داره ويصعد لنهائي الكونفيدرالية    سان جرمان بطلا للدوري الفرنسي.. وعينه على الثلاثية    أرسنال يحسم الديربي بثلاثية    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. سائق "حافلة" مواصلات سوداني في مصر يطرب مواطنيه الركاب بأحد شوارع القاهرة على أنغام أغنيات (الزنق والهجيج) السودانية ومتابعون: (كدة أوفر شديد والله)    السودان..توجيه للبرهان بشأن دول الجوار    نائب وزيرالخارجية الروسي نتعامل مع مجلس السيادة كممثل للشعب السوداني    شاهد بالصورة والفيديو.. طلاب كلية الطب بجامعة مأمون حميدة في تنزانيا يتخرجون على أنغام الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله)    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصور.. بالفستان الأحمر.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة مثيرة ومتابعون: (هندية في شكل سودانية وصبجة السرور)    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    جبريل إبراهيم يقود وفد السودان إلى السعودية    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    تجارة المعاداة للسامية    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    دبابيس ودالشريف    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    بمشاركة طبنحة و التوزة...المريخ يستأنف تحضيراته    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    لماذا لم تعلق بكين على حظر تيك توك؟    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خطاب هام ومؤثر ل(مونيكا لوينسكى) عن اخلاقيات الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعى
نشر في حريات يوم 15 - 09 - 2015

أنتم تنظرون الى إمرأة ظلت صامتة لعقد من الزمان و من الواضح، أن ذلك قد تغير و لكن مؤخرا فقط.
كان ذلك منذ عدة شهور خلت عندما قدمت أول حديث للعامة في قمة فوربس لفئة تحت الثلاثين بحضور 1500 من العقول النيرة جميعهم تحت الثلاثين من العمر ذلك يعني أنه في عام 1998 كان أكبرهم سنا بعمر 14 سنة فقط و الأصغر بعمر الرابعة. مزحت معهم أن بعضهم ربما سمع عني من أغاني الراب فقط. نعم، لقد ذكرت في أغاني الراب. تقريبا في 40 أغنية راب. (ضحك)
و لكن في ليلة إلقاء كلمتي، حدث شيء مفاجئ عندما كنت بعمر 41، غازلني فتى عمره 27 سنة أعرف، أليس كذلك؟ كان ساحرا و كان يتغزل في و لكني رفضت. أتدرون ماذا كانت الطريقة غير الموفقة التي إبتدر بها النقاش؟ أن بامكانه جعلي أشعر و كأني ما زلت بعمر 22 سنة مرة أخرى. (ضحك) (تصفيق) لاحقا في تلك الليلة، لاحظت أنني من المحتمل الشخص الوحيد فوق 40 سنة الذي لا يرغب أن يعود لعمر 22 مجددا. (ضحك) (تصفيق)
عندما كنت بعمر 22، لقد وقعت في حب مديري و في عمر 24 أدركت العواقب الوخيمة لذلك.
هل استطيع أن أرى برفع الأيدي أي من الموجودين هنا لم يقترف خطأ أو يفعل شيئا يستوجب الندم عندما كان في 22؟ نعم، ذلك ما توقعت. قد يكون بعضكم مثلي عند 22 من العمر سلك المسار الخاطئ و سقط في حب الشخص الخاطئ حتى و إن كان رئيسك في العمل و لكن بعكسي، فإن رئيسك ربما لم يكن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بكل تأكيد، الحياة مليئة بالمفاجآت.
لا يكاد يمر يوم إلا و يتم تذكيري بخطأي و أنا نادمة أشد الندم على ذلك الخطأ.
في عام 1998 بُعيد الانجراف في علاقة رومانسية لم تكن بالحسبان تم سحبي بعدها الى منتصف إضطراب سياسي و قانوني و إعلامي هائل كما لم نشهد من قبل. تذكروا، قبلها بعدة سنين كان يتم إستقاء الأخبار من ثلاث مصادر فقط: قراءة صحيفة أو مجلة اخبارية أو الإستماع الى المذياع أو مشاهدة التلفاز هذا ما كان عليه الأمر. و لكن لم يكن ذلك قدري. بدلا عن ذلك، أُوصلت هذه الفضيحة إليكم عن طريق الثورة التقنية. عنى ذلك أنه كان بوسعنا الوصول إلى كل المعلومات التي أردنا وقتما أردناها، في أي وقت و أي مكان و عندما انتشرت القصة في يناير من عام 1998 إنتشرت على الإنترنت. كانت المرة الأولى أن الأخبار التقليدية يتم إغتصابها بواسطة الإنترنت الى قصص إخبارية رئيسية بنقرة يتردد صداها في جميع أنحاء العالم.
و ما قد عناه لي ذلك على المستوى الشخصي أنه بين ليلة و ضحاها تحولت من كوني شخصية منزوية بالكامل الى أخرى معرضة للإذلال علنا حول العالم. كنت الحالة الأولى لفقدان السمعة الشخصية على نطاق عالمي على الأغلب ، فورا .
هذا الإندفاع في إطلاق الحكم، تم التمكين له بواسطة التكنولوجيا الأمر الذي قاد إلى حشود من ملقي الحجارة الإفتراضيين. من المُسلّم به أن هذا كان قبل شبكات التواصل الإجتماعي و لكن كان بمقدور الناس التعليق على الإنترنت كانت هناك قصص في شكل رسائل إلكترونية و بالتأكيد دعابات قاسية جدا بثت مصادر الأخبار صورا لي لكل العالم من أجل تحقيق مبيعات للصحف و بيع ملصقات الإعلان على الإنترنت و إبقاء الناس مشدوهين إلى التلفاز هل تتذكرون أي صورة خاصة لي مرتدية قلنسوة مثلا؟
الأن، أعترف أنني إقترفت أخطاء و بخاصة إرتداء تلك القلنسوة. و لكن الإهتمام الذي سلط علي و الحكم الذي أطلق بخلاف القصة نفسها بل علي شخصيا، كان لا مثيل له. تم تسويقي كمتشردة مومس، وقحة، عاهرة، داعرة، و بكل تأكيد، تلك المرأة. كنت مألوفة للكثيرين و لكن فعليا معروفة من قبل عدد قليل. و لقد فهمتها: كان من السهل نسيان أن تلك المرأة كانت ذات أبعاد كانت تتمتع بالروح و غير مكسورة الخاطر.
عندما حدث هذا لي منذ 17 سنة مضت، لم يكن له إسم محدد الآن نحن نسميه "التنمّر" عبر الإنترنت والتحرش على الانترنت. اليوم، أود مشاركتكم بعضا من تجربتي و كيف أن تلك التجربة ساعدت في تشكيل ملاحظاتي الثقافية، و كيف آمل أن تجربتي السابقة يمكن أن تقود إلى تغيير تلك النتيجة متمثلة في معاناة أقل للآخرين.
في عام 1998 فقدت سمعتي و كرامتي. على الأغلب فقدت كل شيء و كذلك شارفت على فقد حياتي.
دعوني أرسم لكم صورة لذلك. كان ذلك في سبتمبر من عام 1998. كنت جالسة في غرفة مكتب خالية من النوافذ داخل مكتب المستشار المستقل تحت طنين أضواء الفلورسنت. كنت أستمع إلى صوتي صوتي في مكالمات هاتفية مسجلة خفية قام بها صديق مفترض خلال السنة الماضية. أنا هنا لأنه تم طلبي بشكل قانوني للمصادقة شخصيا على 20 ساعة من حوار مسجل. خلال الأشهر الثمانية الماضية، محتوى هذه الأشرطة الغامض ظل معلقا كسيف ديموقليس فوق رأسي. أعني، من يستطيع تذكر ما قيل قبل سنة مضت؟ كنت أستمع بخزي و أنا مرتعبة كنت أستمع لنفسي و أنا أثرثر حول أحداث اليوم كنت أستمع و أنا أصرح بحبي للرئيس و بالتأكيد حسرتي كنت أستمع أحيانا إلى نفسي الحقودة و الفظة أحيانا و السخيفة أحيانا أخرى كوني قاسية و لا أغفر و فظة. أستمع بعمق و أشعر بعميق الخزي إلى أسوأ نسخة من نفسي إلى نفس لم أستطع حتى التعرف إليها
بعد عدة أيام تم نشر تقرير ستار إلى الكونغرس و قد شكلت كل تلك التسجيلات و النصوص و تلك الكلمات المسروقة جزءا منه. مجرد فكرة أن أولئك الناس يقرأون النصوص هو شيء مرعب و لكن بعد عدة أسابيع تم إذاعة المكالمات الصوتية المسجلة على التلفاز و أصبح جزء مقدر منها متاحا على الإنترنت. كان الإذلال العلني موجعا. كانت الحياة لا تطاق تقريبا
كان الأمر خارجا عن السيطرة في عام 1998 و بهذا أعني أن سرقة خصوصيات الناس من كلمات و أفعال و محادثات و صور و نشرها على العلن علنا دون موافقة خروجا عن السياق و علنا من دون أي إشفاق.
بعد 12 عاما من عام 2010 مع الوضع في الإعتبار ولادة وسائل الاعلام الإجتماعية أصبح المشهد و بشكل محزن مأهولا بالنماذج كما حدث لي في حال أن شخصا ما ارتكب ذنبا أو لم يفعل و الآن يكتوي بناره العامة و الخاصة من الناس. بالنسبة للبعض أصبحت العواقب أليمة جدا
كنت على الهاتف أتحدث إلى أمي كان ذلك في شهر سبتمبر من عام 2010 و كنا نتحاور حول خبر عن طالب جامعي شاب من جامعة روتجرز يدعى تايلر كليمنتي. تايلر الجميل و الحساس و المبدع تم تصويره سرا بواسطة رفيقه في الغرفة بينما كان في لحظة حميمة مع رجل آخر. عندما علم عالم الإنترنت بهذه الحادثة إشتعلت السخرية و التنمّر عبر الانترنت. بعد بضعة أيام قفز تايلر من على جسر جورج واشنطن إلى حتفه. كان في 18 من العمر.
كانت أمي تشعر بالتأثر نتيجة لما حدث لتايلر و عائلته و قد كانت تشعر بأشد الألم لذلك بشكل لم أستطع أن أتفهمه ثم أدركتُ ذلك في نهاية المطاف انها كانت تعيش ذكريات عام 1998 عندما كانت تجلس بجانبي كل ليلة و عندما كانت لا تتركني أستحم إلا و باب الحمام مفتوح و ذلك الوقت عندما خشي والداي أن أتعرض للإذلال حد الموت حرفيا.
الكثير من الآباء اليوم لم تتح لهم الفرصة أن ينقذوا أحبائهم الكثير منهم علموا بمعاناة أبنائهم و ما يتعرضون له من إذلال بعد فوات الأوان. كانت وفاة تايلر المأساوية نقطة تحول في حياتي. فقد ساعدت في إعادة تأطير تجاربي لذلك بدأت أدرس عالم الإذلال و التنمّر من حولي و تبدت لي أشياء مختلفة. في عام 1998 لم تتوفر لنا طريقة لمعرفة هذه التكنولوجيا الجديدة الشجاعة المسماة بالإنترنت و إلى أين ستأخذنا. منذ ذلك الوقت فقد ساعدت في ربط الناس بشكل لا يصدق لم شمل الأشقاء حفظ الأرواح و إحياء الثورات و لكن الأسوأ كان هو التنمّر و تشويه السمعه الذي إختبرته بنفسي الشيئ الذي إستفحل و بشده. يتعرض الناس كل يوم و بخاصة الشباب منهم و الذين لا يتمتعون بالإستعداد العقلي الكافي لمجابهة هذا الأمر إلى الإستغلال و الإذلال لدرجة اليأس من مواصلة الحياة ليوم آخر و البعض بشكل مأساوي لا يفعلون و ليس هناك من شيء إفتراضي حول هذا الأمر ChildLine منظمة بريطانية غير ربحية ركزت على مساعدة الشباب في قضايا عدة أطلقت في أواخر السنة الماضية إحصائية صاعقة من عام 2012 إلى 2013 كانت هناك زيادة بنسبة 87% في عدد المكالمات و الرسائل الإلكترونية التي لها علاقة بالتنمّر عبر الانترنت. تم إجراء تحليل في هولندا أظهر و للمرة الأولى أن التنمّر على الإنترنت كان يقود إلى الأفكار الإنتحارية و بشكل أكبر من التنمّر على أرض الواقع. ثم أتدرون ما صدمني، على الرغم من أنه لا ينبغي ذلك أن دراسة أجريت العام المنصرم أكدت أن الإذلال كان العاطفة الأكثر شيوعا أكثر من السعادة أو حتى الغضب
بالنسبة للبعض لا تعتبر القسوة شيئا جديدا و لكن في ما يتعلق بالإنترنت، تكنولوجيا يعتبر الفضح الممنهج في حالة تضخم من غير إحتواء و يمكن الوصول إليه بشكل دائم صدى الإحراج الذي جرت العادة أن يمتد فقط إلى أسرتك و قريتك و المدرسة و المجتمع أما الآن فهناك مجتمع الإنترنت أيضا. الملايين من البشر و غالبا مجهولي الهوية بإمكانهم طعنك بكلماتهم و ذلك مؤلم بحق. و ليس هنالك من دلالات عن عدد الناس الذين بمقدورهم مراقبتك علنا و وضعك في حظيرة عامة. هناك ثمن شخصي باهظ للإذلال علنا و نمو الإنترنت ساعد في مضاعفة ذلك الثمن.
لما يقرب من العقدين من الزمان الآن نحن نزرع و بشكل متأني بذور الإفتضاح و الإذلال العلني في تربتنا الثقافية سواء على الانترنت أو خارجها. مواقع القيل و القال و المصورون و برامج الواقع و السياسة وكالات الأنباء و أحيانا المتسللون كلهم بغرض الإفتضاح و هذا قاد إلى الحساسية وبيئة متساهلة على الانترنت الشيء الذي يفسح المجال للتصيد و إنتهاك الخصوصية والتنمّر عبر الإنترنت. هذا التغيير أدى إلى ما يسميه بروفيسر نيكولاس ميلز ثقافة الإذلال آخذا في الإعتبار بعض الأمثلة البارزة خلال الستة أشهر الماضية فقط. خدمة Snapchat والتي تستخدم غالبا من قبل الأجيال الشابة و التي تدعي أن عمر الرسائل فيها لا يتجاوز ثواني معدودة. لكم أن تتخيلوا كمية المحتوى الذي يتحصلون عليه تطبيق ما عبارة عن طرف ثالث يستخدمه المستفيدون من الخدمة للحفاظ على عمر رسائلهم، تعرض هذا التطبيق للإختراق فتم تسريب 100,000 محادثة شخصية و صور و فيديوهات إلى الإنترنت و التي تتمتع الآن بعمر أبدي. تعرضت جينيفير لورينس و ممثلون أخرون عدة إلى إختراق حساباتهم على iCloud و تم نشر جميع الصور الخاصة و الحميمة و العارية عبر الإنترنت من غير إذن منهم. أحد مواقع الإشاعات حاز على خمسة مليون زيارة على هذه القصة وحدها. و ماذا عن إختراق شركة Sony على الانترنت ؟ المستندات التي حازت على معظم الإهتمام
كانت رسائل البريد الإلكتروني التي تحوي أقصى قيمة إحراج علني.
و لكن في ثقافة الإذلال هذه يوجد نوع آخر من دفع الثمن متعلق بالفضح العام و هو ثمن لا يقدر الكلفة بالنسبة للضحية مثل تايلر و آخرين كُثر تحديدا النساء و الأقليات و ما دفعه أعضاء مجتمع LGBTQ و لكن الثمن يقيس أرباح أولئك الذين يقعون ضحية لهم هذا الإنتهاك للآخرين هو عبارة عن مادة خام تعد و توضب بكفاءة و بلا رحمة و تباع مقابل أرباح. وقد ظهرت سوق جديدة حيث الإذلال العلني يعتبر سلعة و الإفتضاح صناعة. كيف يتم جني الأموال؟ نقرات. كلما زاد الفضح زادت النقرات. كلما إزدادت النقرات إزداد جني الدولارات من الإعلانات نحن في دائرة خطيرة. كلما إزداد عدد النقرات على هذه الإشاعات كلما إزددنا برودا تجاه الحيوات الإنسانية خلف ذلك و كلما إزداد برودنا إزداد نقرنا. و في الأثناء هناك شخص ما يجني المال من جراء معاناة شخص آخر. مع كل نقرة نحن نختار كلما إزداد إشباعنا لثقافتنا فضحا تصبح أكثر قبولا مما سجعلنا نشهد أكثر سلوكا مثل التنمّر على الإنترنت التصيد، بعض من أشكال القرصنة و التحرش على الإنترنت. لماذا؟ لأن الإذلال من صميم جوهرهم هذا الإذلال هو عرض للثقافة التي خلقناها. فقط فكروا بالأمر
تغيير السلوك يبدأ بتطور المعتقدات و لقد وجدنا أن ذلك ينسجم مع العنصرية و الجنسية المثلية و العديد من النزعات الأخرى، اليوم و في الماضي فكما غيرنا من نظرتنا تجاه الزواج من نفس الجنس، منح الكثير من الناس حريات متساوية. و عندما بدأنا تقييم الإستدامة، بدأ المزيد من الناس بإعادة التدوير. لذلك كلما نمت ثقافة الإذلال لدينا ما نحتاجه بالمقابل هو ثورة ثقافية. أن يتوقف الإذلال العلني كما يجب أن تتوقف الرياضات الدموية و قد حان الوقت للتدخل على الإنترنت و تجاه ثقافتنا أيضا.
يبدأ التغيير بشيء بسيط و لكنه ليس سهلا. نحن بحاجة أن نعود إلى قيم الرحمة الأولى، الرحمة و التعاطف على الإنترنت لدينا عجز في مستوى الرحمة و أزمة تعاطف.
قال الباحث برينيه براون و سوف أقتبس حديثه "الفضيحة لا يمكنها أن تحيا مع التعاطف" الفضيحة لا يمكنها أن تحيا مع التعاطف. لقد شهدت أياما مظلمة في حياتي و قد كان مقدار الرحمة و التعاطف من أسرتي و أصدقائي و ذوي الإختصاص بل أحيانا حتى الغرباء هو الشيء الذي أنقذني مجرد التعاطف من شخص واحد يخلق فرقا. نظرية تأثير الأقلية أقترحت من قبل عالم النفس الإجتماعي سيرجي موسكيفيكي قائلا حتى في المجموعات الصغيرة عند توفر الثبات مع مرور الزمن فإن التغيير قابل للحدوث. بالنسبة لعالم الإنترنت يمكننا تعزيز تأثير الأقلية بأن نكون دعاة حق. و ذلك يعني بدل أن نقف متفرجين بلا مبالاة يمكننا لصق تعليق إيجابي لشخص ما أو الإبلاغ عن حالة تنمّر.
صدقوني، التعليقات التي تحمل طابع التعاطف تساعد إنحسار السلبية يمكننا القيام بهجمة مرتدة بأن ندعم المنظمات التي تتعامل مع هكذا قضايا مثل مؤسسة تايلر كليمينتي في الولايات المتحدة في المملكة المتحدة يوجد برنامج مكافحة التنمّر و في أستراليا هناك مشروع روكيت
نتحدث كثيرا عن حقنا في حرية التعبير و لكننا بحاجة أن نتحدث أكثر عن مسؤوليتنا تجاه حرية التعبير جميعنا يريد أن يسمع صوته و لكن لابد أن نتعرف على الفرق بين التحدث مع تبييت نية و التحدث من أجل الإهتمام الإنترنت هو الطريق السريع إلى الآنا و لكن على الإنترنت، إظهار التعاطف للآخرين ينفعنا جميعا و يساعد في خلق عالم آمن و أفضل. نحن بحاجة أن نتواصل على الإنترنت برحمة أن نتناول الأخبار برحمة و أن ننقر برحمة. فقط تخيل أن تسير مسافة ميل في حياة شخص آخر أحب أن أنتهي بملاحظة شخصية. خلال الشهور التسعة الماضية كان السؤال الذي يطرح علي بشدة هو لماذا. لماذا الآن؟ لماذا تركت مخاوفي و تحليت بالشجاعة؟ لكم أن تقرأوا بين السطور في هذه الأسئلة و الإجابة لا علاقة لها بالسياسة. إجابة الملاحظة الأولى كانت و ما زالت بسبب أن هذا هو الوقت المناسب الوقت كي أوقف التسكع حول ماضي الوقت لوقف عيش حياة الإزدراء. و كذلك لإسترداد حكايتي.
لا يتعلق الأمر فقط بإنقاذ نفسي. كل من يعاني من الفضح و الإذلال العلني يحتاج أن يعرف شيئا واحدا: يمكنك النجاة من ذلك. أعرف أن الأمر صعب. قد لا يبدو رحيما أو سريعا أو سهلا و لكن بإمكانك الإصرار على نهاية مختلفة لقصتك. كن رؤوفا بنفسك جميعنا يستحق الرأفة و أن نعيش على العالم الإفتراضي أو الحقيقي بطريقة أكثر رأفة.
شكرا على إستماعكم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.