بدأت تظهر نذر مجاعة بشرق السودان بسبب فشل الموسم الزراعي وإرتفاع أسعار المحاصيل . وقال الأستاذ حامد إدريس سليمان عضو مجلس تشريعي ولاية البحر الأحمر – سابقاً – في تصريح ل (حريات) ، ان سعر جوال الذرة في مدينة (طوكر) بلغ (335) جنيهاً . وحذر حامد من تجاهل المشكلة من قبل حكومة الخرطوم ، مطالباً إياها بإعلان (المجاعة) والسماح لمنظمات الإغاثة الإنسانية الدولية بدخول شرق السودان لإنقاذ أهالي المنطقة من الموت في ظل الإهمال الحكومي المتعمد. وأكد الناشط الحقوقي عبد القادر محمد صالح المحامي في تصريح ل (راديو دبنقا) خطر المجاعة الذي يهدد مدينة (طوكر) ، بسبب فشل الموسم الزراعي نسبة لشح الأمطار وعدم إستقرار الأوضاع إضافة إلى إنتشار نبات (المسكيت) الذي أصبح يغطي (70)% من الأراضي الزراعية في مناطق الشرق . وكان على عيسى ، مدير عام وزارة الزراعة بكسلا ، قال في تصريح لصحيفة (الخرطوم) ، نشرته (حريات) أمس ، ان موقف الانتاج والموسم الزراعى المطرى بالولاية غير مطمئن نهائياً . وأضاف بان المساحات المستهدفة للزراعة بكسلا مليونى فدان وان ترتيبات الزراعة من المساحات المستهدفة وصلت نسبتها الى (75%) الا انها توقفت متأثرة بالامطار ، قاطعا بان (40%) من المساحات متوقع منها انتاجية والمتبقى خاصة المناطق شمال الولاية لا توجد بها زراعة . وكشف المزارع حسن زروق ل(الخرطوم) عن خروج (5) ملايين فدان عن دائرة الانتاج من جملة المساحات المزروعة (8) ملايين ، قاطعا بان الانتاجية المتوقعة لن تتجاوز ال(15%) فى محصول الذرة ، وفى السمسم (5%) . وقال مصدر زراعى فضل حجب هويته ل(الخرطوم) ان معظم الولايات خاصة ولايات الانتاج المطرى تأثرت هذا العام بتأخر هطول الامطار . وقطع المصدر بخروج محاصيل الذرة والسمسم والفول نهائياً عن دائرة الانتاج ، مؤكداً عدم تحقيق انتاجية فى اغلب ولايات السودان ماعدا جنوب النيل الازرق والقضارف والذى يتوقع انتاجيتها اقل من (40%) ، فيما توقع ان تكون الانتاجية فى بقية ولايات السودان الاخرى (10%) . وكانت شبكة الانذار المبكر من المجاعة (FEWS NET) أكدت فى آخر تقاريرها عن السودان انه على الرغم من تحسن هطول الامطار منذ بداية اغسطس الا انه لا يزال أقل من المتوسط فى معظم انحاء البلاد بنسبة 25 – 80% مما يؤدى الى انتاج زراعى أقل من المتوسط . واضاف التقرير ان نقص الامطار الجارى تسبب فى تأخير الزراعة وقلة المساحة المزروعة وفى موسم زراعى أقل مما سيؤدى الى انتاج أقل من المتوسط عام 2015 – 2016 . كما توقع ان يبدأ الحصاد متأخراً عن المعتاد . واستنتج التقرير ان الافتراضات الواردة عن الأمن الغذائى فى السودان فى يوليو 2015 لم تتغير . وبحسب تقرير يوليو فان 4 مليون سودانى يعانون من انعدام الأمن الغذائى فى مرحلتيه ، الثانية والثالثة (الأزمة وانعدام الأمن الغذائى الحاد ). ويوجد غالبية هؤلاء السكان فى المناطق المتأثرة بالنزاع فى دارفور ، جنوب كردفان ، غرب كردفان ، والنيل الازرق ، وكذلك فى المناطق المتأثرة بالجفاف فى البحر الاحمر ، شمال كردفان ، وشمال دارفور وكسلا . ويوجد غالبية الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائى الحاد (المرحلة الثالثة) فى مناطق سيطرة الحركة الشعبية شمال بجنوب كردفان وفى معسكرات المنزحين داخلياً بدارفور . وأكد التقرير ان السكان فى منطقتي وارنى كاو – وجنوب شرق جبال النوبة ، وكوما قنزا – يابوس النيل الازرق ، كما توضح تقارير حديثة ، استهلكوا مخزونهم المخصص للزراعة من الحبوب ، ويستمرون معزولين عن الاسواق ، ويعتمدون على النباتات البرية كمصدر رئيسى للغذاء .