المخدرات.. من الفراعنة حتى محمد صلاح!    خطف الموزة .. شاهدها 6 ملايين متابع.. سعود وكريم بطلا اللقطة العفوية خلال مباراة كأس الأمير يكشفان التفاصيل المضحكة    بالصور.. معتز برشم يتوج بلقب تحدي الجاذبية للوثب العالي    لولوة الخاطر.. قطرية تكشف زيف شعارات الغرب حول حقوق المرأة    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    مدير شرطة ولاية القضارف يجتمع بالضباط الوافدين من الولايات المتاثرة بالحرب    محمد سامي ومي عمر وأمير كرارة وميرفت أمين في عزاء والدة كريم عبد العزيز    توجيه عاجل من"البرهان" لسلطة الطيران المدني    حركة المستقبل للإصلاح والتنمية: تصريح صحفي    جبريل إبراهيم: لا يمكن أن تحتل داري وتقول لي لا تحارب    برقو الرجل الصالح    مسؤول بالغرفة التجارية يطالب رجال الأعمال بالتوقف عن طلب الدولار    مصر تكشف أعداد مصابي غزة الذين استقبلتهم منذ 7 أكتوبر    لماذا لم يتدخل الVAR لحسم الهدف الجدلي لبايرن ميونخ؟    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    مقتل رجل أعمال إسرائيلي في مصر.. معلومات جديدة وتعليق كندي    توخيل: غدروا بالبايرن.. والحكم الكارثي اعتذر    النفط يتراجع مع ارتفاع المخزونات الأميركية وتوقعات العرض الحذرة    النموذج الصيني    غير صالح للاستهلاك الآدمي : زيوت طعام معاد استخدامها في مصر.. والداخلية توضح    مكي المغربي: أفهم يا إبن الجزيرة العاق!    الطالباب.. رباك سلام...القرية دفعت ثمن حادثة لم تكن طرفاً فيها..!    موريانيا خطوة مهمة في الطريق إلى المونديال،،    ضمن معسكره الاعدادي بالاسماعيلية..المريخ يكسب البلدية وفايد ودياً    ثنائية البديل خوسيلو تحرق بايرن ميونيخ وتعبر بريال مدريد لنهائي الأبطال    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل مصري حضره المئات.. شباب مصريون يرددون أغنية الفنان السوداني الراحل خوجلي عثمان والجمهور السوداني يشيد: (كلنا نتفق انكم غنيتوها بطريقة حلوة)    شاهد بالفيديو.. القيادية في الحرية والتغيير حنان حسن: (حصلت لي حاجات سمحة..أولاد قابلوني في أحد شوارع القاهرة وصوروني من وراء.. وانا قلت ليهم تعالوا صوروني من قدام عشان تحسوا بالانجاز)    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    إسرائيل: عملياتنا في رفح لا تخالف معاهدة السلام مع مصر    الجنيه يخسر 18% في أسبوع ويخنق حياة السودانيين المأزومة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    الولايات المتحدة تختبر الذكاء الاصطناعي في مقابلات اللاجئين    كل ما تريد معرفته عن أول اتفاقية سلام بين العرب وإسرائيل.. كامب ديفيد    زيادة كبيرة في أسعار الغاز بالخرطوم    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المهدي : سؤال البديل عن الانقاذ سؤال ابله
نشر في حريات يوم 31 - 03 - 2011

وصف الامام الصادق المهدي سؤال البديل عن الانقاذ بالابله ، لان المطروح ليس حزباً او شخصاً وانما نظام يقوم على الحرية والعدالة والمشاركة .
وقال في حوار مع صحيفة (الصحافة) مشيراً الى نظام الانقاذ هذه ( الطبلة يا تنفتح يا نفلسها ) .
( نص الحوار أدناه) :
(الصحافة –حوار صباح احمد)
٭ بين الحين والآخر تتسرب بعض التفاصيل عن حوار الحزب والمؤتمر الوطني، لكن الملاحظ ان هناك اختلافات بين نتائج هذا الحوار حسب ما يرد في وسائل الإعلام.. ما هي حقيقة الموقف بالضبط؟
- هناك غفلة في التناول الإعلامي بالنسبة للموقف السياسي، وهناك اهتمام فقط بطرف واحد من أطراف العملية السياسية.. العملية السياسية الكاملة، فنحن في حوار مع كل الأطراف وبدأنا بوضع ما سميناه أجندة وطنية من سبع نقاط.
«يحسب على أصابع يده اليسرى»…
- النقطة الاولى تتعلق بمستقبل السودان، والثانية تتعلق بحل مشكلة دارفور، والثالثة تتعلق بعلاقة خاصة مع دولة الجنوب، والرابعة تتعلق بقضية الاقتصاد، والخامسة بقضية الحريات، والسادسة تتعلق بقضية التعامل مع ملف العدالة الدولية، والسابعة تتعلق بإقامة حكومة انتقالية قومية.. هذا الحوار والأساس ليس اطرافه الأمة والمؤتمر الوطني فقط، انما نتحاور مع كل الاطراف.. مع الحركة الشعبية للعلاقة بالنسبة للعلاقة الخاصة مع الجنوب، ومع الاخوة ممثلي فصائل دارفور كلها بالنسبة لحل مشكلة دارفور، ومع القوى السياسية بالنسبة للملف الخاص بالاقتصاد
والحريات والعدالة الدولية.. نحن نتحاور مع هذه الأطراف كلها وليس المؤتمر الوطني فقط..
٭ لكن ما الهدف من كل هذه الحوارات؟
- الهدف من هذا الجهد كله الوصول إلى حل قومي ديمقراطي للمشكلة السودانية كلها.. فالحزب الآن عنده فرق تتناول هذا الحوار، وبعد أن نصل في هذا الحوار الى نهاية واضحة سيعرض هذا على أجهزة حزب الأمة لتقول رأيها في الموضوع كله، فاذا كان الرأي إيجابياً أو سلبياً سيتخذ القرار بشأنه، ثم يلي ذلك لقاء قمة مع الأطراف المعنية.. لقاء قمة في إطار الحوار بيننا والمؤتمر الوطني، ولقاء قمة بالنسبة للقوى السياسية الأخرى.
«يسكت قليلاً»:
والفكرة من كل هذا أننا بصدد هندسة قومية ديمقراطية للشأن السوداني.. ونقول هذا الكلام باعتبار أنه اذا نجحت هذه الخطة سيكون هذا معناه الخطة السودانية الاستباقية للتحول الديمقراطي في البلاد. واعتقد أن هذا سيكون بمثابة المعادلة السودانية للتماهي مع الثورة العربية الشعبية، باعتبار أننا نعتقد في حزب الأمة أن الثورة الشعبية العربية هي شكل تحرك حتمي بسبب وجود عجز ديمقراطي في العالم العربي، وأن العالم الآخر شهد موجات، الموجة الأولى والثانية والثالثة والرابعة من موجات التحول الديمقراطي، وكان العالم العربي متخلفاً في هذا الصدد، فالآن هذه هي الموجة الخامسة، وهي في تقديرنا حتمية مثلما في الماضي كانت هناك حتمية لتحرير البلدان من الاستعمار ومن الاحتلال الاجنبي، حتى صارت كل البلدان المحتلة أجنبياً مستقلة. وبنفس المنطق نحن نعتبر أن النظم الاستبدادية تمثل احتلالاً داخلياً لهذه البلدان، وتشهد في تقديرنا الآن موجة التحول الديمقراطي العالمي الخامسة، وهي في تقديرنا في الإطار العربي تمثل حركة الاستقلال الثاني من الاحتلال الداخلي، فهذا هو المفهوم الذي نعجز للأسف عن رؤيته، ونرى أن الإخوة والأخوات في الإطار الإعلامي مشغولين بجزئية واحدة فقط، تتحدثون عنها وتأتون بمعلومات عنها.
٭ طيب.. ما مدى صحة هذه المعلومات من عدمها وما هو تقييمكم لنتائج الحوار نفسها؟
- نحن نقول لا توجد معلومة واحدة حتى الآن صحيحة أو عندها معنى، ما لم تصدر عن أجهزة حزب الأمة.. ويمكن أن يتحدث الأفراد كيفما شاءوا.. فهنالك أناس يقولون لك نحن مع الحوار أو ضد الحوار، ولا مانع لدينا في أن يعبروا عن رؤى، لكن الرأي الحاسم سيكون عبر الخطوات التي ذكرتها لك سابقاً.. لكن لأن النظرة الإعلامية السودانية للأسف محلية للغاية يضايقنا هذا.. فنحن نطرح قضايا أخرى لا أرى انكم تلتفتون إليها.
٭ وما هي هذه القضايا الأخرى؟!
- نقول أولاً إننا نسعى إلى عمل تشبيك لحركات التحول الديمقراطي العربية كلها، وسنسخر المنظمة العربية الديمقراطية التي لها وجود عالمي الآن وشبكة الديمقراطيين العرب.. فهذه كلها منظمات موجودة ولدينا فيها عضوية نريد تنشيطها في اتجاه تنسيق وتعاون بين التيارات الديمقراطية العربية في ما يتعلق بالمجالات المختلفة، وهذا سرنا في اجتماعات فيه. ونحن نتكلم عنه ولكن لا يهتم به أحد.. واليوم أنا ذاهب الى القاهرة في اطار مؤتمر الهدف منه أننا نريد ان نقول وهذه حقيقة ان الإسلام اليوم يمثل القوى الثقافية الاولى في العالم، ويمثل أيضاً القوى الاجتماعية الأكبر في البلدان العربية اليوم، لكن للأسف أن الاسلام يمكن ان يطرح بصورة تتناقض مع العصر، فتضر القضية او تتناقض مع الحرية والعدالة وحقوق المواطنة، وهذا أيضاً يمكن أن يضر، لذلك نريد الاتفاق على رؤية للمرجعية الإسلامية لكي تستنير بها الحركات الإسلامية المختلفة، فلا تخلق داخل بلدانها تناقضات تضر بالقضية الإسلامية.. والموضوع الثالث وانا ذاهب فيه، ونحن لدينا عضوية في مجموعة من المنابر الدولية، هناك حوار الشرق والغرب وحوار الشمال والجنوب، وهناك حوار الحضارات، وهناك نادي مدريد.. فكلها أشياء نريد تسخيرها لمناقشة القضية الآتية: إن الأسرة الدولية تعاملت مع الشعوب العربية باستخفاف كبير، لأنها اعتمدت العلاقة بينها وهذه البلدان على أساس العلاقة مع الطغاة، وهذا ضيع لنا مصالح كبيرة وكثيرة، لهذا نحن نتحدث عن انه لا بد من أساس جديد في التعامل بينهم وبيننا، يراعوا فيه مُثلنا ومصالحنا، وسنخرج في النهاية بأساس جديد للتعامل بين الشعوب والأسرة الدولية، كذلك لا بد من مراجعة قضية السلام مع إسرائيل، فموضوع السلام مع إسرائيل للأسف انحرف انحرافاً كبيراً.. إسرائيل خلقتها قرارات دولية، لهذا فالحل لا بد أن يكون بقرارات دولية وليس تفاوضاً بين طرفين، فاسرائيل لم تقم نتيجة تعاقد بين الفلسطينيين والاسرائيليين، انما فرضت على العرب وعلى الفلسطينيين بموجب القرار «181» في عام1947م.. فهذه المسؤولية مسؤولية دولية. وإسرائيل بوصفها دولة تصر على تحقيق أهدافها، وتحاول فرض إرادتها. والتكوينات العربية المختلفة خاصة في الفترات الماضية كانت مقصرة جداً، لهذا لا بد من عمل أساسي في استرداد الأساس الصحيح للتعامل مع قضية السلام العربي الإسرائيلي، ويجب أن ينطلق من القرار «181» قرار دولي، وهو الذي يجب أن يكون وليس التفاوض بين الفلسطينيين والاسرائيليين بالصورة العبثية الموجودة الآن.. أوسلو وخارطة الطريق.. هذه كلها مسائل عبثية، والأسرة الدولية لا بد أن تعترف بأنها هي المسؤولة عن غرس هذا الكيان، وهي المسؤولة عن تحقيق السلام بموجب قرار دولي، وليس تفاوضاً بين طرفين غير متكافئين.
هذه هي الأطر التي نسير عليها، ونحن نقول هذا الكلام لكن للأسف لا يوجد أي شخص يناقشنا حوله، وكل الكلام إنهم يقولون لك ماذا عملتم مع المؤتمر الوطني؟! المؤتمر الوطني هذا غرفة واحدة في بناية كبيرة جداً، لكنكم تهتمون بهذه الغرفة ولا ادري لماذا..
٭ ربما لأن الناس يعتقدون أن هذه الغرفة يجب أن تُعطى أهمية خاصة أكثر من البناية نفسها؟
- هذه الغرفة نعم مهمة.. لكن هي ضمن غرف أخرى.. وهي نغم ضمن معزوفة كبيرة جداً.. لكن للأسف تهتمون بهذه الغرفة فقط وتتركون ما عداها..
٭ حسناً.. أنت تتحدث عن سعيكم لهندسة قومية ديمقراطية للشأن السوداني.. هل هناك وقت يسمح بحصول هذه الهندسة.. ألا ترى أن حواركم مع النظام قد تطاول أمده فلا شاركتم في السلطة ولا عارضتم النظام بصورة واضحة؟
- يا أستاذة… يا أستاذة.. يا أستاذة.. «يكرر الكلمة عدة مرات»..
اذا في حاجة حتفرض نفسها علينا مثلما حصل في تونس ومصر فليكن.. ما في حد بقول ليها انتظري.. لكن إذا الناس طلبوا مننا قراراً فنحن بوصفنا أناساً مسؤولين لازم نتكلم عن القضية بصورة مخططة ومرتبة.. وكل الحركات التي حدثت الآن في تونس او مصر بعد ما حققت الثورة فهي محتارة تعمل شنو.. ولذلك نحن أيضاً نناقش هذا الموضوع لأنه عندما تكون الحاجة تلقائية فليكن، لكن نحن نطالب ليس بحاجة تلقائية.. بل بحاجة مخططة.. فكيف نقول للناس اطلعوا وافعلوا واتركوا وما عندنا صورة واضحة عما يمكن أن يحدث..
- «يسكت قليلاً»..
وهناك أناس يقولون لك ما هو البديل؟! هذا سؤال أبله.. فالبديل ليس شخصاً.. البديل نظام.. نحن نريد نظاماً يقوم على الحرية والعدالة والمشاركة و.. و.. الخ لهذا نقول لا يوجد شيء اسمه الزمن.. الداير يتحرك واللي فاكر نفسه متحرك وما عنده قدرات عشان يعمل تحرك تلقائي فليكن.. الله معاه.. نحن لا نقول للناس انتظروا لكن العايزين مننا كقيادات مسؤولة نقول ماذا يحدث لا بد أن نقول ماذا يحدث بناءً على تحضيرات.. عشان كده نحن بنقول بوضوح تام في هذا الإطار والله دي طبلة يا تنفتح يا نفلسها..
٭ لكن تفليس الطبلة قد تكون عليه تبعات كثيرة جداً، وربما كان من الأفضل تحضير طبلة جديدة؟!
- صحيح.. عليه تبعات كثيرة جداً، لأننا نحن ما زي مصر ولا زي تونس.. هناك بوادر حرب قد تقع بين الشمال والجنوب.. فنحن لازم نخطط ونتجنب هذا باتفاق مع الجنوبيين.. هذه بوادر حرب نحن نراها.. وقد بدأت بالوكالة الآن.. نحن لا بد أن نخاطب هذا الكلام.. واي انسان يقول لينا كلام غير كده ده انسان غير مسؤول.. ثانياً الآن بعد أن انفصل الجنوب هناك الجنوب الجديد جنوب النيل الازرق وجنوب كردفان.. عندهم كلام عن المشورة وبعضهم يتحدث عن الحكم الذاتي.. ده شنو ده؟! ده لازم نتفق عليه.. هذه كلها قنابل زمنية تركتها اتفاقية السلام، لأن اتفاقية السلام في رأينا فيها عيوب كثيرة جداً، واحدة من عيوبها انها تركت كثيراً من الامور والقضايا حمّالة اوجه.. إذن هذا موضوع لا بد أن نرتبه وما نقدر نخليه معلقاً في الهواء.. وهكذا.. وعن دارفور.. نحن مش ممكن لو عقلاء نمشي في خط التغيير أياً كان، ولا نضع في الحسبان ما يحدث في دارفور.. لهذا نحن نقول لفصائل دارفور قضيتكم لم تعد قضية إقليمية او جهوية، إنما هي قضية السودان، لهذا لا بد أن نتفق أنتم ونحن على التغيير الذي سيحدث، سواء حدث بالحسنى أو غيرها.. ولا بد أن نكون متفقين، وأي كلام عن أننا نتحرك دون هذه الآفاق ده كلام فارغ.. طبعاً في ناس يقولوا ليك الزمن طويل.. لكن لا.. ما طويل كلها أشياء جاهزة.. بمعنى ان هناك خطابات وتحضيرات ومفاوضات وأسس.. على أية حال نحن بوصفنا أناساً مسؤولين مش حيهمنا الكلام الفارغ بتاع الناس يقولوا ليك اتحركوا واستعجلوا.. الداير يتحرك يتحرك نحن ما مانعين حد يتحرك.. لكن عايزننا نحن نتكلم حنتكلم بمسؤولية بعد أن ننجز هذه الحوارات ونصل الى نتيجة.. لاننا بصدد وطن.. وكثير من الناس لا يرون ذلك.
٭ ربما.. قلت قبل قليل إن الأمور في تونس ومصر كانت سهلة، وأن الوضع في السودان لا يشبه حال تلك البلدان؟
- هذا صحيح.. فالجيوش في تونس ومصر قومية، ولا توجد قوى أخرى مسلحة في الساحة، لذلك كان الوضع أشبه بلعبة شطرنج.. لما حاصروا الملك كشوا الملك، وهذا غير موجود في كل المناطق.. فحينما تكون الجيوش مؤدلجة أو مؤدلجة جزئياً وهناك عناصر عصبيات قبلية وقوات مسلحة غير القوات القومية المسلحة، فحينما تكون هناك مشكلات مثلما يحدث في ليبيا مثلاً أو اليمن.. والعملية لم تمض بالسلاسة التي كانت عليها في تونس ومصر، ففي تونس ومصر كما قلت لك كانت أشبه بلعبة شطرنج كش الملك وانتهت.. لكن هنا عوامل أخرى من حيث أدلجة في القوات المسلحة نفسها.. ومن حيث وجود عصبيات قبلية ومن حيث وجود قوى مسلحة غير القوات المسلحة النظامية.. فنحن في السودان عندنا أكثر من هذا، فلا يمكن أن نتحرك دون أن نرى كل هذه الأشياء.. إنهم يتكلمون معنا عن أن السودان خلاص.. الناس يفكرون في السودان، وهذا منطق مفهوم بمنطق أكتوبر 1964م وأبريل 1985م.. لكن الجسم السياسي السوداني لم يعد كما كان.. الحصل في عهد الإنقاذ تشويه أساسي للجسم السياسي السوداني، ومن لا يدرك هذا أعمى.. فنحن خضنا تجربة ثورة 64م وخضنا تجربة ثورة 85م، ونعرف الفرق بين سودان اليوم وسودان 1964م وسودان 1985م.. ما ممكن يجينا واحد متحمس ساكت يقول لينا بناءً على التجربة تلك الناس يتحركوا الآن.. لا بد أن نأخذ كل هذا التشويه الذي حدث في الجسم السياسي السوداني في الحسبان… فالقضية ليست مجرد الإطاحة بالنظام فقط، لكن أيضاً ما هو تركيب الوضع بعد هذا، حتى لا نجد أنفسنا في حالة أسوأ.
٭ لكن هناك من يرى أن استمرار الأوضاع بشكلها الحالي سيؤدي بنا الى كارثة؟
- نحن أيضاً نقول هذا.. لكن إذا استبدلنا النظام بدون أن نرتب للأوضاع التي ذكرتها سابقاً فإن ذلك سيكون كارثة أيضاً. ونحن لا نريد أن نضع أنفسنا بين كارثتين.. نريد ان نرى امكانية ايجاد مخرج للسودان.
٭ مخرج مخالف لمصائر الثورة العربية؟
- مش مخالف لمصائر الثورة العربية.. لكنه يشكل إجراءً استباقياً لأهداف الثورة العربية بما يراعي واقع السودان.. هذا هو الموقف.
٭ يتهمكم البعض بالتردد في اتخاذ القرارات والمواقف، الأمر الذي يقولون إنه اضعف الحزب ووضعه في خانة رمادية، فلا هو معارض للحكومة ولا هو في صف النظام؟
- تردد من وين؟! هذا كلام نقوله بوضوح تام في كل الأمور.. يعني لحسن الحظ نحن في كل الامور نتكلم.. في السياسة والصحافة وفي المنابر المختلفة وفي المقالات المختلفة.. يعني في كل المجالات.. نقول هذا الكلام لكن الناس بس يمسكوا ليك في جزئية بسيطة.. وهذه درجة للأسف الشديد من الأمية السياسية أن يعتقد الناس اننا ماشين لسه في آ.. فتحة أسد.. ب فتحة باب.. ت.. فتحة تمر.. نحن نتكلم عن حالة من الوضع السياسي تستوجب ترتيب خاص للأوضاع. ولكن للأسف الشديد لا نناقش في هذا.. وحتى من يتحدثون يقولون ناس فلان يريدون المشاركة في الحكومة وناس فلان دايرين قروش من المؤتمر الوطني.. يعني كلام حاجة بعيدة جداً عن المستوى الذي نعمل فيه، ولذلك أحزن جداً حينما يقول لنا الناس وصلتوا وين ومشيتوا وين؟! نحن موقفنا كما شرحته لك سابقاً.. فهناك قضايا كثيرة لا بد أن تبحث وتحسم، وبعد ذلك نقول رأينا.. ونرجو من الصحافة السودانية أن تكون صادقة في نقل الموقف. ونناقش حول الموضوع.. فهناك من يمكن أن يخطئ كلامي هذا ويمكن للناس أن يقولوا ما شاءوا لكن لا يمكن أن نتحدث على مستوى من السياسة فوق الجامعي ويخاطبوننا بمستوى من السياسة في الروضة.
٭ تديرون حواراً مع النظام وفي نفس الوقت يقود بعض قادة الحزب تعبئة من أجل إسقاط النظام.. الا تعتبر سيدي أنها ازدواجية في موقف حزب الأمة؟
- لا.. نحن نقود تعبئة للأجندة الوطنية، وهذه نقطة أيضاً يعجز الناس عن فهمها.. نحن نتفاوض مع الأطراف المختلفة كما قلت لك.. مع المؤتمر الوطني ومع الحركة الشعبية.. مع القوى السياسية كلها.. لكن هناك شيء اسمه الرأي العام السوداني ماذا عنه؟! نحن في نفس الوقت وبنفس المنطق ماشين في ما نسميه التعبئة الشعبية.. والتعبئة الشعبية منطلقة من الأجندة الوطنية كلها.. الآن عملنا مواقع تعبئة شعبية كبيرة جداً في النيل الأبيض، وعملناها في أم درمان. وفي الأول من شهر أبريل سنعمل واحدة اخرى في النيل الأبيض، ويوم 9 سنعمل واحدة في القضارف، وماشين في اتجاه تعميم هذه التعبئة في السودان كله.. أيضاً نمضي في اتجاه تعبئة شبابية وتعبئة نسوية وتعبئة إقليمية.. ونريد مثلما نتحدث مع كل هذه الأطراف أن نتحدث مع الشعب السوداني ونخبره ماذا نفعل ولماذا.. ونعتقد أن هذا امر ضروري جداً، فنحن لا نريد أن نحصر كل كلامنا في الغرفة فقط.. انما سنفتح كلامنا للزفة.. والزفة تعني العمل التعبوي.. حنمشي في خط تعبوي موازٍ للخطوط التفاوضية. وارى ان هذا ايضاً ضروري، فالقضية ليست مع قوى سياسية أخرى فقط، انما تشمل وجود رأي عام سوداني، وهناك رأي عام دولي ورأي عام عربي ورأي عام اسلامي، ورأي عام اقليمي وافريقي.. كلها نخاطبها ضمن التعبئة بتاعتنا.. لأننا نعتقد أن المسألة لا بد أن تكون متكاملة.. وبهذه الصورة يمكن القول إننا نخوض تعبئة موازية للتفاوض تنطلق كلها من نفس مفردات الأجندة الوطنية.
٭ مواقف القوى السياسية المعارضة يبدو أنها غير متسقة مع بعضها البعض، وهناك نوع من عدم الثقة خاصة بين القوى السياسية وحزب الأمة ظهر في كثير من المواقف، خاصة بعد لقائكم الأخير مع رئيس الجمهورية.. كيف تفسر هذا الأمر؟
- كثير جداً من إخواننا في القوى السياسية ما بعملوا تحضيراتهم وبتكلموا ساكت، وبشوفوا البنعمل فيه ده يمكن يكون فيه تأخير، وليهم حق في أن يعتقدوا ما شاءوا.. لكن نحن نقول لهم من قبل وحينما بدأنا كلاماً مع المؤتمر الوطني عندما غير من سياساته الى افضل في رأينا.. كان الموقف شبيهاً بما هو عليه الحال الآن.. حينما قررنا في عام 9991م محاورة النظام والتفاوض معه خلتم اننا بصدد الاشتراك في السلطة، واننا تخلينا عن المعارضة بذلك، لكننا وقتها قلنا إن هذا غير صحيح، واننا لم نتخل عن المعارضة، لكننا نرى ان هناك فرصة لكي نحقق أهدافنا بوسائل ناعمة، ولذلك تخلينا عن الوسائل الخشنة ما دام انفتح هذا الباب، لأننا نعتقد، ودائماً نقول هذا الكلام، ان الوسائل الخشنة يمكن أن تجعلك ترتمي في أحضان جهات أجنبية، ويمكن ان تجعلك تفعل أشياء مؤذية، وهذا يمكن ان يضطر له الناس، لكن حينما يقول الحكام اننا مستعدون للتفاوض نبدأ معهم الكلام، وفعلاً تكلمنا معهم.. وفي النهاية توصلنا الى ان ما عرضوه لا يناسب المطالب الشعبية، لذلك اغلقنا باب الحوار، واتخذنا قرار «81» فبراير 1002م، وقلنا هذا الكلام، وكانت النتيجة لهذا أن كل القوى التي انتقدتنا وانتقدت موقفنا اشتركت في الحكم في مستوى تنفيذي أو تشريعي أو مستوى ولائي إلا حزب الأمة.. والآن نحن لسنا بصدد الدخول او الاشتراك في حكومة ثنائية أو..
٭ «مقاطعة».. إذن أنت تعتبر ألا شيء يبرر عدم الثقة هذا؟
- كان يمكن أن يحصل هذا لو كانت الناس تجاربهم معنا اننا فعلنا شيئاً يستحق عدم الثقة.. لكن ما فعلناه حتى الآن نعتقد أنه يستحق الثقة، ونعتقد حقاً أنه يجب أن تكون هناك ثقة وليس عدم ثقة.. واذا كان هناك من يستحق عدم الثقة فهم لا نحن.. نحن ننتهج نهجاً قومياً والناس ديل عموماً… «لا يكمل العبارة».
حتى عبارة فلان متردد وناس حزب الأمة مترددون هذا كلام فارغ.. هم يرون أننا مترددون لأننا نسعى للقرار القومي، وهم لا مانع لديهم في فرض القرار الحزبي، وجربوها في انقلاب الإنقاذ، وجربوها في انقلاب النميري، وكلها طلعت نتائج بطالة جداً.. فالقرار الحزبي المتفرد نتائجه دائماً سيئة.
لما أرسل لنا الفريق إبراهيم عبود في أكتوبر 4691م وكان هناك مركزان للمعارضة، مركز جبهة الهيئات في نادي الاساتذة جامعة الخرطوم ومركز القوى السياسية في بيت المهدي بام درمان، وعندما حل الفريق عبود المجلس الأعلى للقوات المسلحة وحل المجلس المركزي وأجهزته الحاكمة، أرسل لنا مندوبين هما السيد عمر محمود صغير والسيد طاهر عبد الرحمن رحمهما الله، وهما لواءان في الجيش عشان يقولوا لينا انتوا عايزين إيه.. نحن حلينا هذه الاشياء تعالوا نتفاوض، وكان يمكن أن نلبي الدعوة ونتفاوض، لكن كان كلامنا ما في مانع، لكن معانا ناس آخرين.. يمكن أن يحدث التفاوض بيننا، لكن لا بد ان يشملهم.. وبالفعل رسلنا ليهم وضميناهم لينا، ولذلك جاءت النتيجة القومية دي.. نحن بنفتكر السودان ده جسمه السياسي ممزق، والآن زاد التمزق، وأي حل لمستقبله في رأيي لا بد أن يشمل القوى السياسية ونوعاً من التفاهم مع الحركة الشعبية.
٭ حتى بعد انفصال الجنوب؟
- نعم.. حتى مع انفصال الجنوب.. ويشمل القوى الدارفورية، ويشمل الجنوب الجديد، ويشمل تحفظات ورؤى أهل الشرق.. وإلا فسوف نعيد إنتاج الازمة. وحتى لا يحدث هذا نسعى للحل القومي، وفي رأيي هذا ممكن تحقيقه إذا الأطراف كلها أدركت هذا.. لكن في ناس بفتكروا أننا ممكن بس نتحرك ونفرض رأينا على المؤتمر الوطني.
٭ والى أي مدى يمكن أن يكون هذا الافتراض صحيحاً؟
- «يرد بسرعة» المؤتمر الوطني في رأيي ليس مثل الاتحاد الاشتراكي، فالاتحاد الاشتراكي بناء فوقي، ولكن هذا مؤكد عنده كوادر وقواعد، ومؤكد عنده تدابير يحمي بها نفسه.. صحيح نحن قد نضطر الى نواجه هذا الموقف، ومهما تكن النتائج تكن، لكن اذا كنا عقلاء لا بد أن نبحث عن الحل باليد قبل الكلام عن الحل بالسنون.
٭ في الفترة الأخيرة ارتفعت بعض الأصوات المطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية.. إلى أي مدى يمكن تحقيق هذا الأمر؟
- مسألة الشريعة هذه حصل فيها أكبر طرح انتهازي.. أولاً أي مسلم بمجرد أن يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله، فقد دخل في أمر الشريعة.. يعني صار ملزماً بالشريعة.. ثانياً المسلم في رأيي حتى يكون مسلماً يستحق جزاء الجنة عنده التزام بالآتي: «يحسب على أصابع يده اليسرى» التوحيد.. النبوة.. الميعاد.. أركان الإسلام الخمسة، وهي الصلاة والصيام والزكاة والحج والشهادة.. فمن يؤمن بهذا مسلم ولا يجوز تكفيره، ولذلك فالشريعة في نظري هي هذا.. لكن هناك أحكام إضافية بمعنى تطبيق أحكام مدنية وجنائية وأحكام أخرى.. هذه الأحكام نقول ان تطبيقها في الزمان والمكان خاضع لاجتهاد، ويمكن لأسباب ما يكون فيها قرار للتوفيق بين التطبيقات الاسلامية وحقوق المواطنة للآخرين غير المسلمين، ويمكن بشأنها التعليق، وبشأنها يمكن التعامل حسب ظروف الزمان والمكان، ولذلك هناك أشياء وعوامل تحتاج للتعامل معها، لهذا اقول ان المسلم تطبيق الشريعة بالنسبة له كمسلم هو التوحيد.. النبوة.. الميعاد.. واركان الاسلام. والاضافات لا بد أن تراعي اولاً حقوق المواطنة للآخرين وظروف الزمان والمكان.
٭ لكن هناك من يرى الآن أن تطبيق الشريعة الإسلامية أمر ضروري وحتمي و..؟
- «مقاطعاً» الكلام عن ان هناك من يرى أننا نطبق الشريعة هذا كلام غير صحيح.. صحيح أن المسلمين يصلون ويصومون، لكن حينما يتحدث البعض على ان المفهوم الذي عمله جعفر نميري في قوانين سبتمبر وان هذه هي الشريعة هذا غير صحيح أو مقبول.. ونحن نعتقد أن السودان من حيث الأخلاق والمعاملات قبل عام 9891م كان أقرب للاسلام منه الآن.. وأي شخص يعرف هذا.. فاخلاق الناس الآن ومعاملاتهم ساءت للغاية، لأنه صار هناك نوع من التسييس لبعض الشعارات المنفرة للمسلمين.. لهذا فإن اجتماعنا في القاهرة سيتطرق لهذا الموضوع.. نحن مسلمون، فماذا تعني المرجعية الإسلامية؟!! وهناك الآن أنماط.. نمط طالبان، وهو في رأينا نمط منكفئ ويضر الشريعة، لكنه نمط لا بد من مناقشته. وهناك أيضاً نمط اردوغان في تركيا، ونعتقد أن تركيا خطت خطوات للأمام.. صحيح انهم مازالوا ملتزمين بالعلمانية، لكنها علمانية صديقة للدين وليست مثل علمانية أتاتورك التي كانت علمانية معادية للدين.. سنناقش كل التجارب، تجربة طالبان وتجربة ايران وتجربة باكستان وتجربة السودان، ونقول بناءً على هذه التجارب وظروف الزمن الذي نحن فيه ومشاكل الاقليات الدينية ومشاكل العصر الذي نحن فيه، ماذا ينبغي أن تكون عليه المرجعية الإسلامية، وطبعاً لا بد أن نطرد الأفكار التكفيرية باعتبار أنها أفكار غير إسلامية، فبالاسلام تعبر إلى الايمان ما دمت تعلن الشهادة.. والاشياء الباقية كلها تحتاج نسبة الى ظروف تعريفات إضافية واجتهادات إضافية.. لكن للأسف في السودان حصل نوع من التهريج في موضوع الشريعة الذي يضر جداً.. فلا يوجد انسان يستطيع ان يلغي الشريعة لمسلم يقول لا إله الا الله، لأن المسلم بموجب أنه يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله، هذه بداية الشريعة، لكن بقية المسائل الخاصة بالموضوع كما قلت تحتاج الى اجتهادات وبيانات، ولكن ليس بالطريقة الغوغائية الموجودة حالياً التي للأسف تضع الاسلام في تناقض مع العصر وتناقض مع الحرية وتناقض مع حقوق المواطنة، وهذا في رأيي يضر جداً بقضية الإسلام.
٭ البعض يتخوف من علو صوت المتطرفين والمتشددين خاصة بعد انفضال الجنوب.. هل هناك ما يبرر هذه المخاوف برأيك؟
- مهما كان هذا فأي عاقل لا بد أن يرى ماذا كانت نتائج هذا الصوت خلال العشرين عاماً الماضية.. كانت نتائجه دماراً للوطن، فلذلك الارتفاع في هذا الخط في رأيي معناه مزيد من دمار الوطن واستنساخ سيناريو انفصال الجنوب في دولة الشمال الجديدة.
٭ أنا قصدت بعض الشخصيات بعينها تلك التي تكفِّر الناس، وتتخذ مواقف بالغة التطرف والتشدد.. أمثال عبد الحي يوسف ومحمد عبد الكريم و…؟
- «مقاطعاً» ما أنا بقصد هؤلاء.. أصلاً في كل البلدان التي يقوم فيها نظام أيديولوجي يقول أريد أن اطبق أية ايديولوجيا، النظام يضطر في الواقع يتعامل مع هذا الواقع، وحينما يتعامل مع الواقع تنشأ دائماً في يمينه ويساره حركات تقول قد خذلتم الايديولوجيا.. وحينما قامت الثورة البلشفية في روسيا قال بعض الناس للينين إنك في مرحلة ما انحرفت عن الأهداف الشيوعية.. لانه عمل سياسة جديدة.. هو كتب عنهم وسماهم «الشيوعية اليسارية».. «ينطقها بالانجليزية». وفي غزة الآن حماس اضطرت للتعامل مع الواقع، وفي تعاملها مع الواقع قام أناس بتسمية أنفسهم أنصار الجهاد.. اعتبروا أن حماس انحرفت.. وهذا يحصل في كل مكان يُرفع فيه شعار ايديولوجي، لأن الذين يطبقون العمل في السلطة سوف يضطرهم الواقع إلى نوع من التعامل معه.. التعامل مع الواقع بالنسبة للآخرين الذين يتكلمون بأصولية يبدو فيه انحراف.. لكن أنا رأيي بالنسبة لكلام هؤلاء وهم للأسف ينطلقون نحو هذا الموضوع بغوغائية، ما عندها نتيجة غير أنها تأتي بفتنة بين المسلمين، ولكن الكلام الصحيح في موضوع الإسلام هو الذي قاله ابن القيم الجوزية.. وهو من أهم علماء الظاهرية الإسلامية، قال كلاماً مهماً جداً.. قال التعامل مع الإسلام وأحكامه يجب أن يراعى الواجب والواقع والتزاوج بينهما.. الواجب معروف.. وطبعاً لا بد من الاجتهاد في نصوصه لكن الواقع متغير جداً.. الواقع في السودان مختلف تماماً عن واقع أي بلد آخر، ولا بد أن نراعي هذا الواقع، لهذا فإن الكلام عن الشريعة دون أي اجتهاد في الواجب، أي النصوص ومعرفة للواقع، دائماً يأتي بنتائج عكسية.. والكلام عن تطبيق الشريعة في هذه الظروف إذا كان لا يجتهد في الواجب ولا يدرك الواقع، سيأتي باسم الإسلام بكارثة السودان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.