لم تكتحل عيناي برؤية "ابراهيم محمود حامد" مساعد "عمر البشير" ونائب رئيس حزبه : "المؤتمر الوطني" ، سوى مرة واحدة .. ولم أفتتن . وكانت برفقة الصديق العزيز الزميل "سعد الدين حسن" مراسل قناة العربية – آنذاك- وذلك في زيارتنا لمدينة"كسلا".. عقب إتفاقية شرق السودان الهزيلة التي رمت بأهل الشرق في الصحراء بلا "موسى" .. وكان وقتها ابراهيم هذا "والياً" على المدينة .. واصدقكم القول انني قد صدمت في تلك المقابلة .. فالرجل بالكاد يستطيع نطق عبارات الترحيب .. حيث بدأ جباناً رعديداً يتلعثم حتى في الإجابة على سؤال "البول" و"القاذورات" التي أصبحت ماركة مسجلة بإسم المدينة في عهده .. بعد ان كانت قبلة العشاق والشعراء الذين تغزلوا فيها شعراً ونثرا قبل نكبة (ثورة الأنجاس) ! أمس تذكرت السيد " ابراهيم" حين نشرت الصحف تصريحاته في "اللقاء التنويري" عن "الحوار" الذي نظمه حزبه بولاية وسط دارفور .. حيث قال – متّعنا الله برجاحة عقله وطلاقة لسانه – : ( إن ما تخشاه دولة "إسرائيل" هو تمكن السودانيين من تحقيق "الوفاق الوطني" والعمل على تنمية البلاد .. وأردف قائلاً بان "وزير الدفاع الإسرائيلي" : (أبدى تخوف دولته من استقرار ونهضة السودان) !! لا شك عندي ان قائل هذا الحديث الكوميدي الساذج هو نفس "ابراهيم" الذي تقابلت معه في السابق وتعاطفت معه .. فالرجل الرث لا يحرك في النفس أي شهوة أو رغبة : حتى رغبة البصق عليه .. ولا يملك من يقابله سوى التعاطف معه .. والدعاء له : بان يثبت الله عقله ، ويحلل العقدة من لسانه حتى يفقه قوله .. أين ومتى ولماذا قال الوزير الإسرائيلي ذلك الحديث ؟ لا يهم .. ولماذا ياترى تخاف إسرائيل من سودان "إبراهيم وبشيره" وأسراب طائراتها تستبيح أجوائه في رابعة النهار قصفاً و"فسحة" دون "إحم أو دستور" – كما يقول "آل ابراهيم" ؟! أيضاً لا يهم .. أليس من العار والإنحطاط أن يصل شخص بمثل هذه المواصفات المتدنية إلى درجة أن يصبح الرجل الثالث في "الحزب" الذي يحكم بلادنا ؟ أليس هذا دليلاً على إنحطاط الحاكمين قبل المحكومين ؟ ان هذا النظام الإجرامي الكذوب يثبت لنا كل يومِ قدرته على إجتراح طرق وأساليب سخيفة في الكذب .. وإكتشاف شخصيات رخيصة تردد تلك الأكاذيب .. فهناك دائماً من يروج أكاذيبهم الأسطورية ، من : نافع علي نافع إلى مصطفى عثمان إلى الحاج آدم حتى المسكين "حسبو" .. وليس إنتهاء بابراهيم .. الذي يذكرني بإدعاءاته وأكاذيبه "الفطيرة" بشخصية "ابراهيم الأبيض" في ذلك الفيلم المصري الشهير .. مع إعتذاري لبطل الفيلم "ابراهيم الأبيض" الذي حتماً لن يقبل بوضعه في أي مقارنة مع "ابراهيم الهزيل" .. هناك مقولة حكيمة قديمة معروفة منسوبة للإمام علي رضي الله عنه أرددها دائماً ، وهي : ( لو كان الفقر رجلاً لقتلته) .. وبدوري وتأسياً بمقولة إمام المتقين ، أقول : (لو كان رأس هذا النظام رجلاً لطالبت بقتله ).