كنت قبل ثلاثة ايام أجلس في صالة القدوم بمطار الخرطوم ومعي اعداد كبيرة من المستقبلين حيث نزلت طائرتان قادمتان من القاهرة وخطر بذهني تلك الثورة العارمة والاحاديث الملفقة التي تناولتها وسائط الاعلام المختلفة من صحف واذاعات ومحطات فضائية وكان اكثرها عبر المواقع الاسفيرية والتي تمتاز بسرعة انتشار تلك الاخبار المفبركة والمدعومة ببعض الصور المدبلجة والتي اتضح بانها لاحداث اخرى حدثت في الماضي كل ذلك كان يدور بخلدي وانا اتفرس في ركاب الطائرتين القادمتين في ذاك المساء من القاهرة الخارجين من البوابة صوب مواقف السيارات وكنت بالطبع اتوقع ان ارى اثار تلك الاعتداءات الوهمية في شكل كدمات في الرؤوس والجباه وجبص على الايادي والارجل ومن تحمله الكراسي الطبية او يتوكأ على عصا بسبب ما اشيع من تعرض السودانيين بالقاهرة للضرب والمداهمات داخل الشقق وحكاوي كثيرة حول اساليب التعذيب من قبل الشرطة المصرية ونهب للمقتنيات من مال وغيره واذا بالركاب يخرجون من البوابة وكل يدفع امامه عددا من الحقائب والادوات الكهربائية وغيرها من السلع والبضائع والادوية التي تجلب من مصر باسعار لاتقارن باسعارنا والكل تعلوا وجوهم الفرحة للوصول لارض الوطن ومقابلة ذويهم واتضح بان ماتم من اشاعات لااساس له من الصحة وكل الذي حدث طال عدد محدود من السودانيين وعدد كبير من المصريين بسبب مخالفة قوانين الاتجار بالعملات الصعبة خارج نطاق قنوات البيع المعروفة وهو اجراء يحدث في كل بلاد الدنيا وقد يكون البعض قد تعرض للبلطجية الذين يصطادون بعض الضحايا ويخدعونهم بانهم من رجال الامن ويطلبون منهم تسليم ماعندهم من عملات بغرض الفحص لان هناك عملات مزورة وانا شخصيا تعرضت لمثل ذلك بالاسكندرية قبل عامين وهو شيء موسف حقا ان تنتشر مثل تلك الشائعات من جهات معلومة للجميع بغرض تعكير صفو العلاقات بين الشعبين وضرب السياحة في مصر وتحريض السودانيين على مقاطعة الخطوط المصرية وعدم الذهاب للعلاج في مصر ووصل البعض لدعوة من له املاك بمصر ان يصفيها كما نادى البعض بالانتقام من المصريين في السودان ونسوا في غمرة العواطف والتشنج شيم السودانين الذين ماعرفوا بغدر ضيوفهم حتى ولو كانو اعداء ناهيك عن اخوة يجمعنا بهم النيل والعروبة والاسلام والرحم والجوار والمصالح المشتركة والتي منعت دول الخليج من قطع علاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع ايران التي تحتل بعض اراضيهم وتناصبهم العداء من اجل المصالح المشتركة واذا لدى البعض انطباعات سيئة عن بعض المصريين فيجب ان لايعمم ذلك على شعب يبلغ تعداده اكثر من تسعين مليون وان كانت هناك مشكلة في حلايب وشلاتين فلدينا اراض اخرى محتلة من دول الجوار الافريقي شرقا وجنوبا وغربا ومشاكل الاراضي بين الدول والمنازعات كثيرة ويجب ان تحل بالطرق الدبلوماسية اما من يدعي بان المصريين يعاملون السودانيين باستعلاء فهذا وهم كبير وعقدة يرددها البعض ويربطون ذلك باحداث تاريخية ليس لجيل اليوم من المصريين والسودانيين يد فيها ومن ينكر افضال الاخوة المصريين علينا في التعليم جاحد والتعليم المصري في السودان ساهم مساهمة فعالة في رفع جهل السودانيين مع رصيفه التعليم السوداني وحتى في جامعات ومدارس مصر تكون المعاملة واحدة بين السودانيين والمصريين وايضا في العلاج يعامل السوداني مثله ومثل المصري في المستشفيات الحكومية وكانت هناك بعض البروتكولات بين مؤسسات الدولتين مثل السكة حديد وغيرها ويقال ان عدد السودانيين بمصر حاليا يزيد عن الثلاثة مليون وتتاح لبعضهم فرص العمل الخاص او في القطاع الخاص ولم نسمع بان هناك معاملة عنصرية ضد السودانيين كأن يرفض احد استئجار شقة اوبيع شقة للسودانيين والدليل على ذلك بان الكثيرين من السودانيين متزوجين من مصريات ومن السودانيين الذين كانوا يعملون بالجيش المصري من وصلوا الى رتب عالية ومنهم الشاعر الملهم عبد المنعم عبد الحي وكان احد السودانيين في عقد الستينيات يشغل وظيفة محافظ احدى المحافظات وهناك الكثيرين الذين انتهب خدمتهم بمصر وعادوا للسودان ومازالت الحكومة المصرية تتكفل بدفع معاشاتهم والبعض ورثت لاسرهم بعد الوفاة اين الدونية في كل ذلك ومحمد نجيب وانور السادات امهاتهم من اصول سودانية وان شئنا او ابينا فلا فكاك لنا ولهم من العلاقات الاخوية لان الجوار يربطنا مع بعض ولايمكن ان تكون كل دولة كجزيرة معزولة عن الاخرى هذا مستحيل والنيل يربطنا مثل الشريان في القلب ومن لهم اغراض اخرى لاتراعي مصلحة الوطن فليبحثوا عن معركة اخرى يخوضونها من اجل مصالحهم التي تعلي نزوات افكارهم ومعتقداتهم الايدلوجية على مكانة الوطن ومصالحه ولك الله ياوطني . سيداحمد الخضر