جهاديو الجامعات يحيلون سوح العلم إلى ثكنات حيدر المكاشفى تحت عنوان (الحركة الإسلامية الطلابية تطالب بإغلاق الوحدات الجهادية)، أوردت الغراء (الانتباهة) أمس ما يلي (طالبت الحركة الإسلامية الطلابية، الجهات المختصة بإغلاق ما يسمى الدور والوحدات الجهادية داخل الجامعات التي وصفتها بالمصدر الرئيس للعنف، وقررت إيقاف أي عمل مشترك مع طلاب الحزب الحاكم، واتهمت الحركة في بيان لها طلاب الحزب الحاكم بارتكاب اعتداءات وصفتها بالبربرية على الأساتذة والطلاب، وأكدت إشهارهم لأسلحة نارية وسيخ وملتوف وسواطير داخل منبر الحركة في الجامعة الإسلامية، فضلاً عن اعتداءاتهم المتكررة على تنظيمات سياسية وروابط اجتماعية داخل الجامعات)… وتجدر الإشارة الى أن هذه الحركة صاحبة هذا البيان هي الواجهة والفصيل الطلابي لحزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه الترابي الأب الروحي للإسلام الحركي في السودان، ويذكر أيضاً أن مدير جامعة الخرطوم البروف حياتي كان قد أصدر في وقت سابق قراراً بتصفية الوحدات الجهادية بالجامعة على خلفية أحداث عنف أودت بحياة أحد الطلاب، وكشفت عن انتشار السلاح في الجامعة وتخزينه في بعض المقار التابعة لها؛ أبرزها مسجد الجامعة، ولكن اذا بخبر (الانتباهة ) يجيب خبر ذاك القرار ويؤكد أنه راح شمار في مرقة جهاديو الجامعة .. إذن ماتزال تلك الوحدات التي تم إنشاؤها في بدايات التسعينيات على أيام اشتعال الحرب الجهادية على الجنوب، وانخرط فيها الطلاب الذين تم تجييشهم وتدريبهم وتفويجهم لساحات الوغى فتركوا الاجتهاد من أجل تحصيل وكسب العلم وتفرغوا للجهاد حتى برزت منهم فئة سميت ب(الدبابين)، ومنذ تاريخ نشوئها قبل أكثر من عقدين؛ ظلت هذه الوحدات الجهادية قائمة حتى بعد الانفصال، بل وإلى يوم الناس هذا، ولا أحد يدري لماذا الإبقاء عليها بعد أن انتفى الغرض منها (على علاته)، وعلى ذكر هذه (الوحدات) أذكر أن مدير الجامعة الأسبق البروف مصطفى إدريس، وهو إسلامي ناصح وشهادته غير مجروحة، كان قد وجه نقداً عنيفاً وشجاعاً لها ولدبابيها، أوجبته عليه أمانة العلم التي استودعها الله لدى العلماء وائتمنهم عليها، فمن موقعه كمدير لجامعة وليس مديراً لعمليات عسكرية، قال بكل جرأة وأمانة في إفادات صحفية سابقة، إن الدبابين فشلوا أكاديمياً، ورغم السلام مستمرون، والواقع أنه حين قال ما قال في الدبابين سواء خص منهم اللاحقين أو شمل قوله حتى السابقين إنما كان يقرر واقعاً عايشته وتعايشه الجامعات والمعاهد العليا مع هذه الفئة من الطلاب الذين قذفوا بإرادتهم وبمباركة ذويهم وبتعليمات تنظيمية أو دون ذلك بالأقلام وامتشقوا الحسام وارتدوا لامة الحرب وغادروا مواقع الدرس ليخوضوا الواقعات.. ثم ها هم الآن بعد انتهاء حرب الجنوب وبحسب بيان إخوة لهم سابقين، لم يتعافوا من ثقافة العنف والضرب بل دأبوا على ممارستها داخل الجامعات على النحو الذي أورده البيان وتؤكده جملة من الشواهد الأخرى ما يرجح أنها سياسة تنظيمية معتمدة.