* نسبة لأساطيل الجهل والضلال (في عهده الذهبي!) ونسبة للتحريفات المغروضة لهواة (المياه العكرة!) نذكِّر بأن القدوة كلمة لا ترتبطُ (بدِين) بل بالمعاني.. لكن اصطيادها دينياً سهل إذا أراد (معتوه) ذلك.. فنحن اليوم نعيش في مكان يطبق عليه الغي؛ نتيجة لعقود الهوس والعته.. فالشخص القدوة لغةً هو من يتخذه الناس مثلاً في حياتهم.. ونبيِّن المعنى حتى لا يربط بعضهم الكلمة ب(جلابية!) معينة..! النص: * نموذج آخر من إسرائيل (عدوّة بعض العرب والمسلمين!)؛ هذا النموذج يمد لسانه باتجاه مكاننا السوداني الذي يلتصق فيه المسؤول بالمنصب، كالتصاق البَهمة بالضرع.. (لا تخجله الفضائح ولا يغالبَه قرع الصفائح!).. ومما رسخ في الأذهان وسارت به الركبان أن الاستقالة لأي سبب مرفوضة في (مخيخ) المسؤول عندنا؛ بحسبان أنها (تقطع رزقه) ويمكن أن يتوفى بعدها حرقة على ضياع المخصصات والترف..! المسؤولون (هنا) يعتبرون المنصب (وجاهة) وفقدانه يشمِّت فيهم الأعادي.. بعضهم يضلل نفسه عنوة بأن الإستقالة تخالف المبادئ؛ على نحو ما شهدنا في العام 2013م.. فقد رفض وزير الإرشاد بولاية القضارف تقديم استقالته عقب مقتل "12" من الحجاج بسبب (تزاحم!) نتج عن إهمال.. قال الوزير إن الاستقالة أدب غربي لا يمكن أن يقتدي به لكونه (إسلامياً)..! جاء تبريره الأجوف نصاً: (أنا رجل مؤمن بالقضاء وما حصل لحجاج القضارف هو قضاء وقدر، والاستقالة هي أدب في المجتمع الغربي أنا لا أقتدي به لأني مؤمن بالقدر(..! * هذا نموذج؛ إذا استثنينا أصحاب الفضائح والقبائح والمتحللين..! أما النموذج الاسرائيلي في احترام الشعب و(المنصِب) فيجب أن نهديه لكل وزيرة أو وزير في بلادنا؛ عسى أن يدركوا أين موقعهم في مؤشرات السّفل.. فقد استقال نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي وزير الداخلية سيلفان شالوم يوم الأحد الماضي على خلفية اتهامه بالتحرش جنسياً بعدد من النساء إبّان حياته العملية. * الخبر حسب وكالات الأنباء؛ أوضح أن نساء تقدمن بشكاوى تفيد بتحرش المذكور بهن.. ولم يتم فتح تحقيق في هذه القضية؛ لنعلم (إلى أي مرحلة وصل التحرش؟) .. بمعنى أن مجرد (كلام ستات) جعل الرجل يقدم على (خطوة) الاستقالة؛ والتي تعتبر أبلغ من أي اعتذار أو عقاب..! * لم يتم ضبطه متلبساً مع ست في نهار رمضان أو رجب.. ولم يكن مدمناً أو مروجاً للمخدرات؛ أو مسؤولاً عن دفن نفايات مهلكة.. لم تقبض عليه الشرطة مع (طالبة) في وضع مخل (بالتعبير المؤدب).. لم يختلس مليارات المبالغ تحت ستار كرسيه وحصانته وقربه من (الجماعة الحاكمة!) لم يدمّر مشروعاً ولا ابتلع أموال زكاة أو حج..! لم يستغل نفوذه ليتلاعب بمقدرات شعبه في الأراضي المحتلة باسم شركة وهمية..! الأبلغ أن الوزير الاسرائيلي لم يُحقق معه بعد في القضية الآنفة؛ لتأخذ المحاكمة مسارها الطبيعي..! مع ذلك استشعر الحرج وقدّم ل(مدعي الفضيلة) درساً أخلاقياً صغيراً جداً (بالمقارنة مع موبقاتهم) وبلاويهم وخستهم.. فحتى لحظة استقالته يعتبر شالوم متحرش (حسب أقوال النسوان!).. أليست هذه هي الشفافية والنزاهة غير المدّعاة؟! أم أنه إسرائيلي (يعمل لدنياه) ولا يصوم الإثنين والخميس؟!! أعوذ بالله