قبل أن ترخي احتفالات المولد سدولها وتعلن عن ختامها وتكفكف خيامها بأمدرمان وفي ساحات جامع الخليفة . شنت الطرق الصوفية وبإجماعها هجوما عنيفا علي تمدد الخطاب السلفي الوهابي متهمة الجهات الحكومية بالتواطوء والسماح بنشر التطرف والتكفير منتقدة التحايل الذي تنتهجه السلطات بالتقرب من الصوفية بينما تعمل علي العكس من ذلك في إشارة لدعوة رموز الوهابية والسلفية للبلاد التي تملأ لافتات الترحيب بهم وجدول محاضرتهم الطرق الرئيسية من أمثال العريفي وسلمان العودة والسويدان وغيرهم وفتح ابواب الجامعات لهم والقاعات الكبري . الأمر الذي أعدته الطرق الصوفية محاربة ومحاولة لإجتثاث التصوف بمساعدة حكومية بالإضافة لسماحها لهم ولعقود بالمخاطبة في الميادين والأسواق معددين هجمات المتطرفين لقباب مشائخ الطرق الصوفية التي لم تشهد اي قبض او محاكمة او قوانين رادعة لجماعات الفكر السلفي الوهابي الذي يعد التربة الخصبة لداعش اليوم . وفي ذات السياق اكدت الطرق الصوفيه في خطابات مستمرة طيلة ايام احتفالات المولد علي رسوخها في المجتمع السوداني وثقافته ووجدانه الأمر الذي يستحيل معه محاولات السلفية والوهابية واموالهم ودعم السلطات لهم إنتزاع التصوف من البلاد محذرة في ذات الوقت من أن تضطر الطرق الصوفية لحسم الجبهجية والوهابية علي حد قول خطيب خيمة الطريقة السمانية ( الشيخ الياقوت ) بإعتباره انزلاقا لصراع طائفي اجتماعي بين الصوفية والوهابية في تحول جديد دامي وعنيف قد تشهده البلاد وعندها سيجد السلفي الوهابي بطن الارض خير من ظاهرها في ارض السودان . وأضاف ايضا تحذيره للطرق الصوفية من مغبة الإنجرار وراء مايسمي بتوحيد اهل القبلة وتوحيد المسلمين حيث لاينبغي أن يكون الصوفي مع السلفي الوهابي والسروري والقاعدي والداعشي علي صعيد واحد لأن قبلتهم التكفير والتطرف والإرهاب ونشر الكراهية . واستنكرت بعض الخيام زيارة العريفي التي سبقت المولد للبلاد ووصفته إستفزاز حكوميا بقدوم شخص يسيئ للوجدان الشعبي السوداني بينما كفرت خيمة الامام مالك الفقهية الجماعات السلفية والوهابية بإعتبارهم مجسمة للذات الالهية كماورد في كثير من كتبهم علي حد قولهم . بينما تبارت كثير من الطرق بتقديم محاضرات تحتوي علي ادلة نصية في جواز التوسل والإستغاثة بالصالحين و تقبيل اليد وبناء القباب وبمافيه الإحتفال بالمولد النبوي . واجمعت العديد من الطرق الصوفية علي قبولها بالتسامح والتعدد الديني في رفض تام للتطرف والإرهاب بل اكثر تسامحا في فهمها للدين فقد أشار خطيب الطريقة القادرية لمآثر الطرق الصوفية في قبول الخطاة وليس التعالي عليهم كمايفعل المتطرف الوهابي . بينما تحدث خطيب خيمة الإمام الأشعري عن الفساد وفتوي التحلل وغلاء الأسعار ونفاق المنافقين الذين يبتاعون الدنيا بالدين موجها حديثه الي الحكام أن اتقوا الله في عباده مذكرا بنهاية الطغاة والظالمين والجبابرة . وكانت الليلة الختامية مهرجانا شعبيا بين قرع الطبول والإنشاد والذكر والتراتيل ابتهاجا من كل الاعمار والنساء والرجال والاطفال والشباب في مشهد يقبل التعدد بثقافات واهازيج وأمزجه سودانية وقوميات متنوعه وبالإنفتاح والتسامح والحب والفرح برغم برودة الطقس الذي أحاله إيقاع النوبة الي دفئ ليصبح المولد مهرجانا شعبيا ولوحه فلكلورية بإمتياز أكثر من كونه خصيصة دينية لطائفة ما . [email protected]