نشرت صحيفة القارديان البريطانية تقريراً عن اسباب تخلى عمر البشير عن ايران والتقارب مع السعودية ، واشار التقرير الى اهمية العامل الاقتصادى فى التحول. وأوردت انه حين أعدمت السعودية رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر مما دفع محتجين ايرانيين إلى اقتحام سفارة المملكة في طهران وإضرام النار فيها كان السودان بين ثلاث دول فقط قطعت علاقاتها مع إيران تضامنا مع الرياض. وعززت الخطوة التي اتخذها عمرالبشير في الرابع من يناير تحولا سياسيا، فعلى مدى العامين الأخيرين أدار عمر البشير ظهره للتحالف الذي استمر ربع قرن مع إيران من أجل تقوية علاقاته مع السعودية. وأشارت الى ان السعودية تملك استثمارات في السودان تبلغ حوالي 11 مليار دولار معظمها في قطاع الزراعة. وعلى مدى السنة الأخيرة أودعت السعودية مليار دولار في البنك المركزي السوداني ووقعت اتفاقات لتمويل بناء سدود على نهر النيل بل وتعهدت بضخ المزيد من الاستثمارات في القطاع الزراعي. وهذا يوضح أن الحكومة السودانية آثرت العلاقات الاقتصادية مع السعودية على علاقتها مع إيران التي تركزت في معظمها على الأسلحة. وقال البروفيسير / الطيب زين العابدين أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم (الحكومة اتخذت قرار الابتعاد عن التحالف مع إيران بعد أن قيمت العلاقات مع إيران ووجدتها مضرة اقتصاديا وسياسيا). وأضاف (إيران لم تقدم أي مساعدات اقتصادية للسودان وهذا ما جعل الحكومة تظن أن العلاقة مع إيران مجرد عبء). ويمثل التحول صوب الرياض مسارا جديدا يسلكه عمر البشير الذي احتفظ بالسلطة لأكثر من 25 عاما من خلال التنقل بين تحالفات مختلفة. وانضم البشير في 2015 إلى التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن لمحاربة الحوثيين المتحالفين مع إيران وأظهر لدول الخليج السنّية أن بمقدوره المساهمة بدور فعال في معركتها الرامية للحد من نفوذ ايران. وكانت علاقات السودان مع السعودية متوترة في معظم الفترة التي قضاها البشير في السلطة منذ عام 1989، فقد أيد الغزو العراقي للكويت في 1990 ، وعزز العلاقات الودية مع طهران. وساعد السودان إيران على بسط نفوذها بأن صار المدخل الرئيسي لصادرات الأسلحة الإيرانية إلى أفريقيا. وفي المقابل استفاد السودان من التكنولوجيا العسكرية الإيرانية التي ساعدته على أن يصبح منتجا مهما للأسلحة في أفريقيا. ولكن الشراكة توترت في سبتمبر 2014، عندما أمر المسؤولون السودانيون بإغلاق المراكز الثقافية الإيرانية في السودان، والتى اتهم موظفوها بنشر التشيع وسط الغالبية السنية فى السودان. وقال مصدر دبلوماسي في الخرطوم ان الدوافع الكامنة (إغلاق المراكز لإعطاء إشارة إيجابية إلى المملكة العربية السعودية). وجاء الإغلاق مع الاقتصاد المتعثر بعد ما يقرب من 20 عاما من العقوبات على انتهاكات حقوق الانسان ودعمها للمتطرفين الإسلاميين، بمن فيهم أسامة بن لادن ، وتفاقم تعثر الاقتصاد بانفصال جنوب السودان في عام 2011، والذى أخذ معه ثلاثة أرباع احتياطيات النفط في البلاد. وأثار رفع حكومة الخرطوم لاحقا الدعم عن الوقود احتجاجات في الشوارع في سبتمبر 2013، في واحدة من أخطر التحديات لحكم البشير منذ استيلائه على السلطة في عام 1989. وقال الاستاذ / مجدي الجزولي – محلل سياسى مستقل – ان (المحرك الرئيسي للعلاقات الخارجية هو وضع بنك السودان) في اشارة الى حالة اقتصاد البلاد. ويأمل المسؤولون السودانيون ان تمارس الرياض ايضاً ضغطا على واشنطن لازالة نظام العقوبات الذي من شأنه انتشال الاقتصاد. وقال مصدر دبلوماسي في الخرطوم (جميع البلدان تتخذ سياسة خارجية بما يتماشى مع مصالحها) (مصلحة السودان الآن الاقتصاد). (مصدر التقرير أدناه) http://www.theguardian.com/world/2016/jan/12/sudan-siding