26عاماً من الفساد وسفك الدماء الممنهج ضد العزل والابرياء من أبناء هذا الشعب فى مناطق التماس المتاثرة بالحروبات . هذا النظام لم يترك لنا خيار سوى خيار الإنتفاضة والعصيان المدنى . لذا يجب علينا تنظيم الصفوف وترتيب الأدوار بين كل فصائل المعارضة السودانية بشقيها المدنى والعسكرى . نحن محتاجين لعمل ثورى منظم يقدر يحقق لنا التغيير المنشود . لا نريد ان نقع فى نفس الاخطاء السابقة التى حدثت فى ثورة سبتمبر حيث غياب قادة الاحزاب السياسية لقيادة العمل الثورى كان لها أثر . وشاهدنا كيف الجماهير خرجت فى سبتمبر دون تنظيم او تنسيق لذا تم قتل عدد كبير من الشباب بسبب عدم التخطيط لهذا العمل . وبرغم غياب قادة الاحزاب السياسية فى هذه الملحمة الا إن الثورة السبتمبرية حققت اهدافها . والشعب كسب الرهان وإنتصر على هذا النظام الفاسد . فى تقديرى الشعب السودانى اروع البطولات والتضحيات حيث قدم لنا أكثر من 200 شهيد من ابناء وبنات هذا الشعب الطيب . ولقد خرج الشعب فى هذا الثورة بمعزل عن القوى السياسية التى كانت تتفرج لهذا العمل الضخم الذى قام به الشعب فى ثورة سبتمبر المجيدة . فى تقديرى برغم من غياب القادة السياسيين فى ثورة سبتمبر المجيدة إلاان هذا الشعب قدم لنا تجربة نضالية سامية تضاف الى انجازات هذا الشعب التى تهدف الى نيل الحرية والديمقراطية فى وطن تغيرت ملامحه بفعل سياسة أصحاب المشروع الحضارى . فى رأى لقد حانت ساعة المواجهة بين الطرفين أى النظام والشعب . اذاً علينا وضع الخطط اللاذمة والتنسيق الجيد بين كافة أطياف المعارضة ومنظمات المجتمع المدنى . كما يجب إشراك النقابات العمالية وأصحاب المهن الهامشية لان هؤلاء هم أصحاب القضية الحقيقية حيث أنهم اكثر فئات مهمشة من قبل الدولة . يجب علينا حث الجماهير الى العصيان المدنى فى كل المؤسسات والدوائر الحكومية والخاصة والجامعات والمدارس وحث الجماهير على الإعتصام عن العمل وعن الدراسة وايضآ يمتد هذا الحراك داخل البيوت حيث على ربات المنازل الاعتصام فى منازلهم وعدم الخروج . ولحتى تكتمل أركان هذه الثورة يجب علينا الإلتفاف حول هدف واحد وهو التغيير وبناء دولة المواطنة والواجبات التى تحترم حقوق المواطنيين . ***** الأستاذالشهيد / محمود محمد طه كان يعلم جيداً عظمة هذا الشعب ومقدرته على إقتلاع جماعة الهوس الدينى من جزروها ، لذا قال فى ندوته الشهيرة فى 1985 قبل إستشهاده قال الأستاذ الشهيد /محمود محمد طه إن جبهة الميثاق الإسلامى قادرة أن تأتى الى الحكم عبر عنف وهذا ما حدث بالضبط حيث استولت جماعة الهوس الدينى على الحكم فى 1989 عبر انقلاب عسكرى وأتوا الى القصر على سطح دبابة . وقال الاستاذ سوف يملأون الأرض فساداً وظلماً وسوف يذوقون هذا الشعب أحد الأمرين . والشعب سوف يكتشف مدى زيف هذه الجماعة . وسوف تتنامى الفتنى فيما بينهم و سوف يختلفون فى بعضهم البعض . وهذا ما حدث فعلاً حيث الشعب لم يجد من هذا النظام منذ استيلائه على الحكم فى 1989 غير الفساد والقتل والتعذيب والتهميش والإغتصاب وغيره . حقيقى تحقق ما تنبأ به الاستاذ حيث شهد العام 1999 فى رمضان مفاصلة الاسلاميين المشهورة الى مؤتمر وطنى وشعبى جماعة القصر والمنشية . وايضآ الفترة الآخيرة شهدت إنشقاق عدد من التيارات الاسلامية من الحزب الحاكم مثل حركة الاصلاح الآن بقيادة دكتور /غازى صلاح الدين ومجموعة السائحون بقيادة العميد ود إبراهيم وغيرهم . وقال الأستاذ هذا الشعب سوف يقتلعهم من جزروهم . وهذا ما سوف يحدث عاجلاً أم آجلاً . ***** . الأستاذ الشهيد / محمود محمد طه لم يكن يعلم الغيب عن مستقبل السودان فى تلك الفترة لانه ليس بنبى وليس هناك وحى ينزل عليه ليخبره بما سوف تؤول إليه الإمور . فقط كان مفكر وصاحب رسالة انسانية عظيمة وكانت له معرفة علمية وكان له رؤوية مستقبلية محكمة حول مستقبل السياسة فى السودان . الاستاذ / محمود محمد طه كان على دراية بما سوف يحدث لهذا الشعب من جراء سياسة جماعة الهوس الدينى على حسب رؤيته ونظرته فى هذه الجماعة لذا تنبأ الاستاذ بمستقبل السودان فى عهد جماعة الهوس الدينى . ولقد صدق الأستاذ فى جميع تبنؤاته