انعقدت ظهر أمس الثلاثاء الأول من مارس، وتحت حراسة مشددة ومع إخراج الحضور بحجة التفتيش، بمحكمة جنايات الخرطوم شمال الجلسة الثالثة من محكمة البطلين عروة وعماد الصادق، حيث تم الاستماع إلى شاهد الاتهام الأول زين العابدين محمد أحمد، بعد أن امتنع الدفاع عن استجواب الشاكي باعتبار أن أقواله لا قيمة لها للقضية. وانعقدت المحكمة برئاسة القاضي الدكتور صلاح عبد الحكيم، فيما مثل الدفاع الأستاذ ساطع الحاج المحامي، ومثل الاتهام مستشار قانوني من نيابة الجرائم الموجهة ضد الدولة. وفي بداية الجلسة امتنع ممثل الدفاع الأستاذ ساطع الحاج عن استجواب الشاكي ضابط جهاز الأمن أنس البادرابي باعتبار أن هيئة الدفاع اجتمعت ورأت أن إفاداته لا صلة لها بصحيفة الادعاء وتشكل (خط أول من خطوط دفاعنا). وبدا شاهد الاتهام الأول زين العابدين مرتبكاً مشتت الأقوال وكأنه تم تلقينه الإفادات لتتطابق مع أقوال جهاز الأمن فكان ممثل الاتهام يكثر من الأسئلة الإيحائية له ليدلي بما يريد، ويعترض الدفاع كل مرة، حتى أضحك المحكمة كلها على نسق مسرحية (شاهد ما شافش حاجة) حينما بدأ يكرر أقوال الشاكي (أنس البادرابي) حتى فيما لم يحضره من وقائع بمسجد الخليفة عام 2014م، وعلق المحامي الأستاذ نبيل أديب للقاضي قائلاً (ده كلام سماعي سيدي القاضي)! وقال الدفاع كذلك إن إفادات هذا الشاهد لا صلة لها بصحيفة الادعاء، ممتنعاً عن استجوابه وإضاعة زمن المحكمة. وكان جهاز الأمن اعتقل عماد الصادق ، الكادر الطلابي بحزب الأمة ، في ديسمبر الماضي بينما اختطف شقيقه عروة وهو مدير مكتب الأمينة العامة لحزب الأمة في يناير بعد نشاطه في المطالبة بإطلاق سراح شقيقه، وفي خطوة لاحقة تقدم بشكوى ضم فيها قضية الشقيقين معاً. وبعد السماع للتحري في الجلسة الأولى، قدم الشاكي (ملازم أول أمن أنس عمر إبراهيم عبد الله البادرابي) إفاداته في الجلسة الثانية بتاريخ 23 فبراير الماضي والتي غطتها الخطوط العريضة في صحف النظام في اليوم التالي، وانصبت على اتهام الشقيقين بالتخابر مع جهات معادية للدولة والتخطيط لاغتيالات أفراد جهاز الأمن وأسرهم مع رصد خلايا نائمة لذلك، حيث دلل الشاكي على اتهاماته بنشر عروة لمقالات في (حريات) الإلكترونية باعتبارها تابعة لجهات تقاتل الدولة (!)، ونشره لمعلومات حول صورته هو ورفيقه بالجهاز، إضافة لصور لمقار سرية للأمن في صفحته بالفيسبوك نشرت على صفحة الجبهة الثورية على الفيسبوك. وفي نهاية الجلسة كرر ساطع الحاج مطالبة الدفاع بعرض عماد الذي ساءت حالته الصحية على طبيب الشيء الذي أكد القاضي قبوله في الجلسة الماضية، وطالب الحاج بتحديد موعد لذلك إما يوم الخميس 3/3، أو الجمعة 4/3 أو السبت 5/3 ونقل عماد لمقابلة طبيب بمستشفى رويال كير بالخرطوم، الشيء الذي صادق عليه القاضي، واتفق على أن تكون الجلسة القادمة يوم 7 مارس 2016م. وشهدت المحكمة تواجداً شرطياً وأمنياً كثيفاً، وفي بداية الجلسة تم إخراج الحضور من قاعة المحكمة بحجة التفتيش. وقال شاهد عيان (حضرت قبل الجلسة بوقت مريح حتي اجد مقعدا ، ووجدت والدي عروة وعماد واخوته وتبيان زوجة عروة، وآخرين، بدأنا ندخل قاعة المحكمة وكان الحضور كبيرا جدا وازدحمت القاعة، كان في مقدمة الحضور د. مريم الصادق والاستاذة سارة نقد الله ود. محمد المهدي حسن ونشطاء وحضور كثيف، فجأة حضر أفراد الشرطة وبعدد أكبر من المعتاد في الجلسات السابقة ويحملون أسلحة ظاهرة، وقالوا بصوت جهير: اخرجوا كل الناس من قاعة المحكمة للتفتيش الشخصي!! نساءا ورجالاً، داخلني الشك، عرفت أن في الأمر خدعة، وقف الشرطي أمام الكنبة التي نجلس عليها. خرج الجميع ولم يبق في القاعة غير المحامين وأهل عروة وعماد، لم أخرج، اعتبرت نفسي ضمن أهلهما. المقاعد التي اصبحت شبه فارغة، دخلت اشكال من الناس لا نعرفهم خمنا انهم يتبعون لجهاز الأمن، جلسوا على المقاعد بعد خروج أغلب الحضور. وأقفلت أبواب القاعة ولم يسمح لهم بالدخول مرة ثانية. ونحن داخل القاعة سمعنا أصوات احتجاجهم ومجادلتهم لرجال الشرطة الذين يحرسون الباب).. الأستاذة سارة نقد الله بالمقابل أكدت ل(حريات) إنه تم إخراجهم بحجة التفتيش ولكن لم يجر أي تفتيش وإن ذلك كان بغرض حرمانهم من حضور الجلسة ولكنهم أصروا فدخلوا، وقالت (تحت إصرارنا دخلت ومعي مريم وآخرون)، بينما ظلت الغالبية العظمى بالخارج محرومة من الدخول. ويضيف شاهد العيان وهو يصف المشهد قبل انعقاد المحكمة وبعد بلبلة إخراج الحضور وإحلالهم بعناصر أخرى (فجأة سمعنا تكبير قوي جدا يهز جدران المحكمة. الله اكبر ولله الحمد.ثم دخل من باب القاعة الاحباب عروة وعماد. كبرنا ايضا نحن داخل القاعة). محضر الجلسة الثالثة لمحكمة البطلين: الثلاثاء 1/3/2016م المحكمة بدأت الساعة 12:40 ممثل الاتهام معتصم من نيابة الجرائم الموجهة ضد الدولة. القاضي الدكتور صلاح عبد الحكيم ممثل الدفاع الأستاذ ساطع الحاج القاضي: طلب من الدفاع أن يستجوب الشاكي أنس البادرابي. أستاذ ساطع: بعد أن اجتمعت هيئة الدفاع وتفحصت إفادات الشاكي، وجدت أن ما أدلى به ليس له صلة البتة بالتهم في صحيفة الادعاء، رأينا أن ما أدلى به الشاكي خط أول من خطوط دفاعنا. لا طائل من إضاعة زمن المحكمة، لا فائدة من مناقشة هذه الأقوال، لن يكون هناك استجواب cross examination، الدفاع ليست له أسئلة للشاكي. القاضي: بالنسبة للمحكمة ممثل الاتهام إن شاء الله يكون شاهدكم موجود. (مثل أمام القاضي شاهد الاتهام الأول وطلب منه القاضي أن يعرف بنفسه ويؤدي القسم). الشاهد: زين العابدين محمد أحمد علي محمد، ساكن جبرة، شغال عنصر بجهاز الأمن، عمري 32 سنة. (وأدى القسم). معتصم: قدم للمحكمة ما تعرفه. زين العابدين: في يوم 12/12 مشينا السوق العربي أنا والشاكي، مشينا في مهمة خاصة عمارة السلام نشتري بعض الحاجات الخاصة. نحن خشينا الدكان في شاب جالس ومعاه شنطة.. معتصم: ورينا وين قاعد؟ زين العابدين: يجلس في الدكان وواضع شنطة على أرجله. نحن بنتحاور مع سيد الدكان شلنا سماعة، أثناء بنتفاوض مع سيد الدكان التقط لينا صورة بي طريقة سرية بي الموبايل أثناء ما بنتكلم مع سيد الدكان. هنا المتهم قال شيخي البحنن النسوان. قام بتاع الدكان قال ليه عيب عليك الناس ديل ما نضموا معاك. الشاكي قال ليه يا عماد أنا عرفتك بتكلم معاك بالقانون. او اتخذ ضدك إجراءات قانونية. شلنا حاجاتنا ومرقنا برة. الشاكي اتكلم مع المستشار القانوني. اسم عماد سمعه من سيد الدكان قال ليه الناس ديل ما سألوك. بتاع الدكان قال ليه عيب الناس ديل ما سألوك. الشاكي اتكلم مع المستشار القانوني بالتلفون في أثناء ما بتكلم المتهم طلع بتكلم بالتلفون. أخد كم خطوة وقام جاري، بعد داك أنا والشاكي رجعنا لي سيد الدكان قلنا ليه الزول دة بتعرفه؟ بتاع الدكان أدانا بيانات المتهم. أثناء الحوار بعد ما التقط الصورة المتهم قال ليه ديل صعاليك ساكت، في الشارع قال ليه حريقة فيك، بعد الكلام دة لقينا الصور منشورة في الفيس. معتصم: لقيت شنو؟ زين العابدين: في الفيسبوك لقيت الصور مصورة بي طريقة سرية، لقيتها في صفحة الجبهة الثورية ومعاها كلام أو نشر اطلعت عليه. معتصم: ما هو النشر. زين العابدين: يتحدث بالتصفية وحرق الأكباد لعناصر الجهاز. معتصم: انت في الجهاز، ما هي الجبهة الثورية؟ زين العابدين: الجبهة الثورية حركات مسلحة تسعى لإسقاط النظام بقوة السلاح، تحالف الحركات المسلحة لإسقاط النظام بقوة السلاح. معتصم: هل وجدت الصور في هذا الموقع؟ اطلعت عليها.. ساطع: اعترض، هذا سؤال إيحائي leading question. (القاضي قبل الاعتراض) معتصم: ما علاقة المستندات بالمتهم الأول والثاني؟ زين العابدين: العلاقة ما عارفها. معتصم: اطلعت على النشر بصفة عامة، لفت انتباهك شنو؟ الزين: الصور التي التقطت بالموبايل. معتصم: بتخص منو؟ الزين: بتخصنا نحن. (أستاذ نبيل طلب الورق ليطلع عليه). معتصم ناول الورق للقاضي ليناول الورق لنبيل. وسأل الشاهد: ما هي المواقع المعروضة في هذا الورق؟. الزين: محل موقع اعتقال عماد شرق السكة حديد بالقرب من موقف شندي. هذا الكلام في صفحة عروة الصادق. جايب فيها مباني لجهاز الأمن مصورة. معتصم: مواقعها وين؟ الزين: عروة الصادق قال إنه دي مباني الأمن بأم درمان. برضو في موقع في صفحة عروة الصادق. مباني لجهاز الأمن في صحفة عروة الصادق أيضا. وجاب صورتين قال لمحميتهم التي ينالوا فيها من الشرفاء، لمبنيين لجهاز الأمن في صفحة عروة الصادق. القاضي: طبيعة هذه المباني شنو؟ الزين: طبيعة المباني طبيعة سرية لا يجب نشرها. معتصم: وجدت المعلومات القلتها سرية موجودة في موقع جهة معادية للدولة وتحمل السلاح ماذا يعني هذا الإجراء؟ الزين: يعني تخابر. معتصم: ماذا يعني؟ الزين: تشيل معلومات زي صور وأي نشر تاني محظور تتناولها في صفحات تمرد مثل الجبهة الثورية معادية للنظام. معتصم: المتهم اسمه شلته من وين؟ الزين: من صاحب الدكان. الشاكي قال لاقى المتهم عماد في حوش الخليفة، وجه ليه اساءات قال ليه انتو أولاد المايقوما وحاجات. استاذ نبيل أديب: دة كلام سماعي سيدي القاضي. (دار جدل بين الأستاذ نبيل والقاضي) القاضي: في 2014م قابله في بيت الخليفة وتبادلوا الاتهامات والاساءات. قابل منو؟ الزين: قابل الشاكي.. (المحكمة ضحكت) معتصم: المتهم كان في المحل قاعد داخل الدكان؟ الزين: الدكان مساحته كبيرة 5 متر في 5، هو كان قاعد قدام البترينة القدام سيد الدكان. معتصم: قال ليكم شنو؟ الزين: المتهم اتكلم أول قال نحن شيخنا البحنن النسوان. معتصم: الكلام دة الساعة كم؟ الزين: الساعة 1:30 أو الساعة اثنين أو ثلاثة. معتصم: وتاني قال ليكم شنو؟ الزين: اساء لجهاز الأمن الوطني. ساطع: معترض على ان هذا سؤال إيحائي. معتصم:ماذا يقصد المتهم بالكلام في صفحته؟ الزين (مواصلا): مقصود تخابر لإسقاط النظام وإشانة سمعة منسوبي جهاز الأمن الوطني. معتصم: عندك علاقة بالمتهمين ديل؟ الزين: ما عندي بيهم علاقة. انتهى الاتهام من استجواب شاهده الأول. ساطع: بداية الحيثيات السمعناها من الشاكي الافادتان لا علاقة لهما بالمواد الموجودة في صفحة الادعاء. تعلن هيئة الدفاع أنها ليس لديها استجواب لهذا الشاهد no cross examination. (وقف المحامون). انتهت الجلسة الساعة 1:10 ظهراً ساطع: ما زالت الحالة الصحية لعماد الصادق إسماعيل سيئة، وقد تقدمنا في الجلسة السابقة للسماح بعلاجه على النفقة الخاصة. هذا الطلب اصطدم مع.. نقدم الآن طلباً محدداً وهو السماح لعماد بعرض نفسه على طبيب في رويال كير يوم الخميس القادم 3/3/2016م على نفقته الخاصة. واحتياطا يوم الجمعة4/3 أو السبت 5/3، الطبيب موجود على مدى 24 ساعة، وذلك لتدهور حالته الصحية. القاضي: المحكمة سبق وأن وافقت على مقابلة طبيبه الخاص حسب الضوابط، والان تقررت له مقابلة طبية في رويال كير وفق الضوابط.. احضار المتهم وترحيل.. الخ. المحكمة يوم 7/3/2016م.
