توالت ردود الأفعال حول النهاية الدراماتيكية للإجتماع التشاوري الذي إنعقد في ردهات فندق ريدسون في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا (الزهرة الجديدة ) بتأريخ 18مارس 2016، حيث أُسدل الستار على العرض المسرحي تحت عنوان نحته أمبيكي الإجتماع التشاوري ،جاء هذا الإجتماع بعد جولات من المباحثات المكوكية التي فاقت عشرة جولات ،بإختلاف مسمياتها غير رسمية ورسمية وختاماَ بالإجتماع التشاوري بين الاطراف المتصارعة والذي أكد ضعف وهشاشة الوسيط وتبنيه مواقف حكومة المؤتمر الوطني في حرمان الملايين من المدنيين في إقليم النيل الأزرق ،وجبال النوبة ،ودارفور من الطعام والكساء والدواء بما فيهم الأطفال والنساء وكبار السن ، وفي المقابل ظلت الحركة الشعبية لتحرير السودان متمسكة بموقفها الأخلاقي والتي تتمثل في إعطاء الأولوية للمسألة الإنسانية وإبعادها عن الأجندة السياسية الأمر الذي رفضة المؤتمر الوطني مراراَ وتكراراً، ويربطه بتحقيق أهداف سياسية وعسكرية ويتسق هذا الموقف مع توجهات أمبيكي الرامية لتحقيق مصالحه الشخصية ،ربما معالي السيد الدولار أعمى بصيرة ثابو أمبيكي وجعله يخلط الأوراق ويعزف على أوتار المصالح الخاصة منتهجاً مبدأ المصلحة أولاً وأخيراً وأصبحت اليتيمة المساعدات الإنسانية في كف العفريت الوطني الذي ضلل أمبيكي وزيّن له خيوط الخداع السياسي الذي نسجها ماكينة المؤتمر الوطني بدقة ،وذاده إيماناً ومضى بنفسة مسوقاً لسعلة الكوراك الوطني ( الحوار الوطني ) منتهية الصلاحية فكانت مصيرها البوار في السوق السياسي السوداني . تباينت وجهات النظر حول ثابو وإمكانية إدارتة لخيوط الازمة السودانية المعقدة ، فكثيراً من المرقبيين والمحللين تشككوا ليست في القدرات السياسية التي ينبغي أن تتوفر في شخصيتة كوسيط فحسب ،إنما يتعدى الأمر إلى أكثر من ذلك ، فإن بانورما الفعل السياسي لهذا الوسيط منذ تولية رئاسة دولة جنوب إفريقيا ملئ بالقضايا المعقدة أبرزها الفساد الذي أطاح بأمبيكي وقتذاك حينما أُرغم لتقديم إستقالتة من رئاسة جنوب أفريقيا، فالملفات الإمبيكاوية تحتشد بتجاوزت تقشعر له الأبدان . فمنذ أن قرر الإتحاد الأفريقي توسيع مهمة وتفويض آلية أمبيكي الخاصة بالصراع المسلح في دارفور وتغيير إسمها إلى الآلية الأفريقية رفيعة المستوى للسودان وجنوب السودان في أكتوبر/تشرين الأول 2009م ، للقيام بمهام التوسط بين الدولتين حول القضايا العالقة، ومنطقة أبيي المتنازع عليها ،والأزمة السودانية في إقليم النيل الأزرق وجنوب كردفان بدأت سفينة الآلية الأفريقية الإبحار وسط موجات المشكل السوداني المتلاطمة لتواجها عاصفة الحرب التي إندلعت في جبال النوبة ، حيث قامت قوات المؤتمر الوطني بشن هجوم على الوحدات المشتركة المدمجة التابعة للحركة الشعبية في خريف يونيو2011 م ،وذلك على خلفية خسارة مرشح المؤتمر الوطني أحمد هارون المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية في إنتخابات جنوب كرفان مايو 2011 م وفوز مرشح الحركة الشعبية لتحرير السودان عبد العزيز آدم الحلو حاكماً للإقليم ،إلا ان قيادة الحركة الشعبية وقتها لم تقف مكتوفة الأيدي بل بزلت مجهودات مضنية بقيادة القائد / مالك عقار اير لنزع فتيل الأزمة والأيلولة دون إنتشار الحرب في مناطق أخرى ،هذه المجهودات أدت إلى توصل الأطراف للإتفاقية الإطارية 28 يونيو 2011 م بعد المباحثات التي جرت في أديس أبابا برعاية الآلية الإفريقية ممثلة في رئيسها أمبيكي ،وهي الإتفاقية المعروفة بإتفاق عقار – نافع ولكن هذه الإتفاقية لم تصمد َ فتم تمزيقها من قبل المؤتمر الوطني ولم يقُل أمبيكي البغم في هذا الشأن حيث بلغت التعقيدات السياسية أهدابها بشن قوات المؤتمر الوطني هجمات على المدنيين في النيل الأزرق في سبتمر 2011 م على قِرار ماحدث في جنوب كرفان و إنقلب علي الشرعية الدستورية والحاكم المنتخب القائد\ مالك عقار من قبل شعب إقليم النيل الأزرق ،و لم ترجف للآلية الأفريقية جفن ولم يحرك ثابو أمبيكي ساكناً وبدأت سناريوهات التواطؤ المصلحي يطفو على السطح إلى أن إستبان المستور عندما رفض المؤتمر الوطني الجهود الإقليمية والدولية لتوصيل الإغاثة للمتضررين في مناطق الحرب ، وإجهاض المبادرة الثلاثية بين الإتحاد الأفريقي والأممالمتحدة والجامعة العربية 2012 م مما أثبت للجميع بما لا يدع مجالاً للشك انه وسيط فاشل من الدرجة الاولى تتجسد في شخصة الفساد السياسي ،لا يهمه مايحدث للمدنيين من مآسي في جبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور ولم نسمعه يوما قط أنه طلب من الحكومة السودانية إيقاف القصف الجوي على المواطنين ، ومواصلةً للمواقف الأمبيكية السالبة ظلت قرارات الإتحاد الإفريقي 456 ، والقرار 539 حبيسة أدراج أمبيكي دون تفعيل وفقدت قيمتها حتى ولجت غرفة العناية المركزة نتيجة الضربات التي تلقاها من الوساطة، وبلغت نكسات أمبيكي أقصى درجاتها ليطلق رصاصة الرحمة على نفسه بتوقيعة كشاهد في 21مارس2016 م على إتفاق خارطة الطريق تم التوقيع علية من طرف واحد (المؤتمر الوطني ) ورفضت قوى المعارضة التى شاركت في الإجتماع التشاوري وعلى رأسها الحركة الشعبية لتحرير السودان التوقيع على هذه الخارطة،وبتلك الخطوة أجزم بأن الوسيط فقد الأهلية القانونية ولاتتوفر في شخصه معايير النزاهه ،بل أطلق لرغباته العنان و كتب على تويتر ذات يوم دون إكثراث ( أنه لايوجد مصلحة لجنوب أفريقيا في توقيف عمر البشير ، وأن دولة جنوب أفريقيا تربطها مصالح مع السودان ) نسي الوسيط أن مسألة توقيف البشير ليست لها علاقة بالمصالح وإنما هي قضية جنائية وهو أن رئيس دولة السودان مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية لإرتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور والإنتهاكات الواسعة في جنوب كردفان والنيل الأزرق ، فالمعطيات الماثلة تدل على عدم حيادية الوسيط وإنتهاكه الصريح لقواعد وأدبيات الوساطة . بعد ذلك نشر أمبيكي نتاج ما طبخه المؤتمر الوطني على صفحتة الشخصية المشوه ويريد من الحركة الشعبية مشاركة حالة الإنحطاط السياسي ، بئس الوسيط ولكن هيهات لم تفعل الحركة الشعبية، بل نشرت على صفحتها موقفها المبدئي والصارم أنها ليست في طور اليرقة في الممارسة السياسية وبالتالي لاتوقيع على /وإعجاب ب صفحة شخصية متسخة بنيتها الخيانة والمصحلة على حساب المستضعفين في الأرض وكذا خدع الإمبيكيين أنفسهم ووقعوا في جُب المؤمراة التي فشلوا في تدبيرها وًإصتطدموا بتضاريس النقد والمناهضة لهذه الخارطة المضللة نحو الكوراك الوطني ( الحوار الوطني ) الذي أطلقه المؤتمر الوطني ممثلاً في رئيسه عمر البشير وسماه بحوار النطة ( الوثبة ) وتبعه في ذلك إكسسوارته من القوى السياسية الهلامية الغير موجودة في الساحة السياسية وتظيمات أخرى كيبوردية تجيد إصدار بيانات التأييد والتصفيق للمؤتمر الوطني كي يضفي صفة الشرعية لنفسه وكذا يعيد النظام إنتاج نفسة ،ولكن المعارضة المسلحة والسلمية وقتذاك وعلى رأسها الحركة الشعبية لتحرير رفضت الدخول إلى نادي الحوار الوطني وإن كانت تذاكر الدخول مجانية بل قاطعت هذه الأكذوبة المسماه بالحوار الوطني ،فالسؤال الذي يطرح نفسه إن كان لدي أمبيكي مثقال ذرة من الحيادية وإحترام الحقوق كما ينص علية القانون الدولي الإنساني ،لماذا لايتحرر إبن أمبيكي من عبودية المصلحة باشا ويقف إلى جانب المدنيين في إقليم النيل الأزرق وجبال النوبة ودارفو ر بالضغط على الحكومة السوادنية لكي تنفذ تعهداتها أمام الأممالمتحدة والإتحاد الإفريقي وإنهاء المآساة الإنسانية ؟ أم الأمبيكية ستقتال آمال الأبرياء في الحصول على المساعدات الإنسانية.