[email protected] ثورات الربيع العربي لم تراوح مربعها الاول ،* لأن الغاية ليست في ازاحة انظمة الاستبداد الحاكمة* بقدر ما هي وسيلة* لتغيير النظرة الشائهة* حول الدولة** ودورها السياسي والاقتصادي والحضاري واعادة بناءها علي اسس ديموقراطية من أجل تحقيق الحرية والعدالة وبلوغ الرفاهية* من اجل الكرامة* الانسانية . هذه الأهداف السامية لا يمكن تحقيقها ما لم تحدث مراجعة فكرية جذرية لكل التيارات السياسية وخاصة* التيار الاسلامي* المتحفز للحكم حتي لا يعيد انتاج نظام استبدادي بديل كما فعل ( إخوتهم ) في السودان . التيار الاسلامي يعكف علي* إنتاج خطاب* سياسي معتدل ومقبول بعيدا عن تلك القوالب الايدلوجية* التقليدية التي تبناها نظام السودان (الفاشل) الذي انحاز لفكرة ايدلوجية عزلته محليا وعالميا . الدولة الاسلامية شعار* اثبت فشله في ظل شبكة نظام عالمي لا يمكن الخروج منها* ليصبح الشعار مجرد وسيلة* للحكم* الاستبدادي . التيارات الاسلامية* ستظل معزولة ما لم* تخرج من فكرة الجماعة الصفوية* والحركة الرسالية الي رحاب التنظيم السياسي المفتوح بلا قدسية وتبني دستور مدني ديمقراطي يحترم الحقوق والحريات* وتداول السلطة سلميا . في ظل ما يحدث من* مراجعات فكرية داخل التيارات الاسلامية في بلدان الربيع العربي* يعيش نظام الانقاذ ( الاسلاموي ) في حالة عزلة وغربة شديدة* واصبح كالاجرب تبرأت منه كل التيارات الاسلامية الصاعدة* حتي لا ( يجيب ليهم الهوا) لانه نظام أسوأ من تلك الانظمة* الاستبدادية* التي أطيح بها وقالها صراحة أمير قطر للبشير بأن ، علي الإنقاذ أن تستوعب حركة التغيير في المنطقة وصعود الحركات الإسلامية، والإنقاذ إذا لم تقدم تنازلات حقيقية لا تستطيع أن تقف أمام تيارات التغيير، ونحن لا نستطيع أن نقدم أكثر من ما قدمنا خاصة تجاوزنا عن الاحتجاجات التي اندلعت في بعض المناطق حماية للنظام . راشد الغنوشي رائد النهضة الاسلامية في تونس لخص الانقاذ* في : إن المشروع إلإسلامي الذي كان يبشر بالحرية والتجديد، والتأصيل لسلطة الشورى، والمؤسسة، والمجتمع المدني تحوّل إلى حكم قامع ومستبد يستأثر رجاله بالمناصب والمصالح لأنفسهم وأسرهم وأبناء قبائلهم ويزاحمون على الشركات، والمشاريع التجارية. المشروع الإسلامي في السودان امتداد لعجز أصيل في تاريخنا السياسي عن إدارة الاختلاف سلميًّا وعن عدم المسارعة إلى سيف الحجاج وأدوات الدولة العنفية لإقصاء الآخر .* كل الشواهد والدلائل تؤكد علي ان نظام الانقاذ* في أوج* ازمته الداخلية والتي تأكدت من إنفراد المجموعة الحاكمة و تخليها عن مرجعية الحزب وفشل مؤتمر الحوار الوطني ، العجزفي ادارة ملف الحكم* والململة في اوساط المواطنين جراء الغلاء والفساد والازمة الاقتصادية المستفحلة . أصبح من الاستحالة احتمال نظام الانقاذ الذي يريد من الجماهير* ان تقبله وتصبر عليه رغم* فشله ، ظهور تيار(قديم لنج) يريد تقييف النظام عبر الدفع بمقترح حكومة جامعة ل (ادارة الازمة) برئاسة البشير* من أجل الخروج من الورطة الراهنة** و حراق روح النظام الذي لن يثبت* ويجد القبول* بالعنف و التهديد والقتل و الاعتقالات* سيما و ان الجميع انفض من حوله* وندموا علي تاييدهم له* ولم يبق إلا أصحاب المصالح . القادم *الامريكي ترامب والسوداني ، *افظع لأنه يحمل كل نذر التغيير الذي سيكون عنيفا جدا *و كما قال الراحل محمد احمد محجوب في سفره العظيم (الديمقراطية في الميزان) ، ان عهد التسامح انتهي في السودان* . هذا النظام لن يقوي علي (التقييف)* ولن يحتمل التعديل وان اي محاولة لتقويمه أو تعديله ستفضي الي اسقاطه وتلك هي الورطة* الكبري* التي يدركها أهل الحكم لأنه نظام جاء بجماعته وسيذهب بجماعته ، (بس روقوا وادوها صنة ) وأغصان (النيم ) رمز التغيير كالثريات تدلت و أصبحت في متناول الايدي . يا أيلا .. لما ترجع بالسلامة …