عندما غزا الاتراك العثمانيين بلاد السودان فى العام 1821 احتفظت دارفور بأستقلاليتها كدولة ذات سيادة ، ولم تستطيع الادارة التركية أن تدخلها الا بعد 53 عاما من احتلالها للسودان أى دخلتها فى 25 اكتوبرعام 1874 عندما غذاها تاجر الرقيق وعميل التركية الزبير رحمة من الجنوب واسماعيل ايوب من جهة الشرق ، حيث تمكن الزبير بعد عدة معارك مع جيش دارفور من مقتل السلطان ابراهيم قرض فى معركة منواشى الشهيرة وبذلك تم ضم دارفور الى السودان المصرى ، مع العلم ان الزبير نفسه اصبح لاحقا ضحية للادارة التركية وذلك عن طريق استدعائه الى مصر لمكافئته لما قام به من انجاز لتلك الادارة ، وخشيت تلك الادارة أن يتناما نفوذ الزبير ويطمع بالظفر بدارفور الامر الذى لم يرق لاسياده فوضع فى الاقامه الجبرية فى مصر وكان مصير ابنه الاعدام بعد ان سلم نفسه ، وهذا هو مصير كل العملاء. وعلى الرغم من هزيمة ابراهيم قرض لم تستكين دارفور،بل ثارت حيث تسلم الراية حسب الله عم السلطان ابراهيم قرض وبعد ان تم نفيه الى مصر قام بوش وتلاه هرون ثم دو بنجا ثم ابوكودة وابو جميزة وتوسطهم على دينار فى العام 1889 على أى حال صمدت درفور امام الغزاه، الى أن ظهرت المهدية التى هى الاخرى لم تكن اقل ضررا لاهل دارفور بفترتيها فى حيات مؤسسها أو ابان خليفته ، حيث ازيغ اهل دارفور خلالهما أمركأسات البؤس وهى الفترة التى ظهر فيها الاسلام السياسى بصورة واضحة ، والذى نكتوى بناره الى اليوم. والجدير بالذكر ان السلطان على دينار كان سجين المهدية فى أمدرمان الى عشية معركة كررى عندما جاءت غزت جيوش الحكم الثنائى امدرمان وانهت بذلك فترة الفمهدية ، فاتجه على دينار مع نفر من ابناء دارفور لتعود لها عافيتها مره اخرى وتظل مستقلة لفترة 18 عاما قبل ان تغزوها جيوش المستعمر. فى مثل هذا اليوم 17مايو 1916 اصبحت مدينة مليط الواقعة شمال الفاشر على بعد حوالى 60 كيلو متر اصبحت المدينة على ازيز طائرة تتبع لسلاح الجو الملكى البريطانى والتى بدأت بألقاء القنابل على المدينة،مما احدث الزعر باعتباره اول مرة يتم رؤية طائرة فى تلك البقعة وتعود تفاصيل ذلك الى عندما اندلعت الحرب العالمية الاولى عام 1914 وسمع السلطان على دينار باندلاع الحرب بين بريطانية العظمى وتركيا اعلن وقوفه بجانب تركيا ضد بريطانيا التى كانت تستعمر السودان انذاك ودارفور خارج سيطرة المستعمر مما ازعج الادارة البريطانية وقررت فى انهاء استقلالية دارفور كدولة لها سيادتها فوجد المستعمر انها الفرصة السانحة للانقضاض عليها. كتب ريجنالد وينجد حاكم عام السودان وقتها وبتاريخ 25 اكتوبر عام 1916 ملحق لوزارة الحرب فى بريطانيا يشرح فيها كيف هم استطاعو دخول مدينة الفاشر واسقاط دولة دارفور. فكتب يقول "عندما تلقى السلطان على دينار انباء نشوب حرب بين بريطانيا العظمى ودولة تركيا اظهر على دينار لأول مرة سلوك عدائى تجاهنا والتى الحقها فى ابريل 1915بتصريح رسمى معاديا فيه الحكومة السودانية واعلانه التعاون مع اعدائنا والذين لم ينقطع من الاتصال معهم عن طريق السنوسى،وفى ديسمبر فى نفس العام اصبح الوضع مهدد جدا لذا قمت بارسال وحدات عسكرية من الهجانة الى منطقة النهود للاسباب الاتية – لحماية ذهذا المركز التجارى المهم – وكذلك انذار للسلطان لوقف تهديده لقبيلة الرزيقات المتحالفة معنا فتحركنا تجاه الحدود قابلها السلطان بتعزيزات عسكرية لقواته التى كانت تتمركز بجبل الحلة وهذا اصبح دليل على تجهيز السلطان لغزو السودان. ويواصل رجنالد: لذلك امرت قواتنا التى كانت تتمركز فى النهود تحت قيادة المقدم كلى مكونة من الوحدات الاتية: عدد 2 سرية قوات راكبة عدد 2 كتيبة مزودة 6 بمدفع جبلى 12,5 وعدد 2 مدفع ماكسيم وقطاع البغال. عدد 5 سرايا من الهجانة عدد6 سرايا من قوات المشاه السودانية والتى تتبع للكتيبتين 13 و14 عدد سرية عرب مشاه (الكتيبة العربية) عدد 3 سرايا مصرية مشاه (الكتبة السادسة) كل تلك القوات مزودة بالوحدات الطبية والادارية حيث بلغت جملة القوات لغت 2000 من كل الرتب. ما زال رجنالد يواصل تقريره ويقول: قمت بزيارة ميدانية للنهود فى بداية مارس من العام 1916 وامرت المقدم كلى ليعبر الحدود وبين السودان ودارفور ليسطر على ابار المياه بجبل الحلة وأم شنقا وهذه المنطقتين تعتبران أول منطقتين دائمتين لمصدر المياه غرب النهود وفى الطريق الى الفاشر والسيطرة عليهما بواسطة قواتنا ليس فقط يوفر الامن للسكان المحليين القاطنين بين النهود والحدود بل تعتبران اهم نقطه لاى اى عمليات عسكرية لاحقا فى دارفور. فى 16 مارس 1916 تحركت قوات راكبة من قواتنا مزودة بمدفع ماكسيم وحمسة سرية هجانة وغادرت النهود عن طريق ود بندا عبرت جدود دارفور واستولت على أم شنقا بعد ان استولت على نقطة انذار لقوات على دينار فى صبحة 20مارس فى نفس العام،ولولا ندرة المياه لتقدمت قواتنا للاستيلاء على جبل الحلة فى مساء نفس اليوم،وفى مساء 21 مارس وصلت القوة الرئيسية الى ود بندا لذلك تم تشكيل قوة من الاتى قوات راكبة مزودة بعدد 2 بندقية و8 ماكسيم و240 جمل غادرت غادرت أم شنقا فى 22 مارس اكنها اعترضتها قوات السلطان على بعد 4 أميال من جبل الحلة واخيرا استطاعت قواتنا اتن تستولى على ابار جبل الحلة بعد كثفت نيراننا على قوات السلطان الذين كان يبلغ عددهم 800 فارس على ظهور الخيل الساعة 2:15 مساءا. جراء تلك التصادمات توفرت لنا معلومات عن خسائر جيش السلطان بلغ 20 نين قتيل وجريح أما خسائرنا لاتذكر، واستيلائنا على جبل الحلة اعاد لنا مكانتنا فى غرب السودان،لذا اصبح جليا بأن نتمكن من القيام بعمليات عسكرية فى اى فرصة سانحة. عدد قوات السلطان فى الفاشر قدرت بين 4000-6000 من القوات النظامية مزودين بالسلاح النارى ومزودين بالزخائر جيدا بالاضافة الى عدد غير معروف من القوات المسانده مسلحين لالحراب باقون فى الفاشر. فى بداية ابريل تحصلنا على معلومات بتمركز قوات السلطان فى منطقة بروش، أم أشيشات، وأم كدادة وقوة صغيرة بالطويشة انسحبت الى تولو. ارسلنا عدد 4 سرايا من المشاه السودانية مزودة بعدد 4 بندقية استطاعت ان تهزم تلك القوات فى 14و19 ابريل. خلال شهر اكتمل نظام التصال فى كل من أبيض،أم كدادة ،بروش ،لقود، جبل الحله وأم شنقا، وخلال شهر ايضا نظام الاستخبارات ونقاط لانذار ايضا نظمت على طول الحدود من جبر الدار(دارحمر) وحفير أقرفى جنوب غرب كردفان الى شيب غرب الشمال الغربى لحلفا، استخدمنا من الاصدقاء المحليين 260 رجل مسلخين بالرمنجتون فى كردفان وحدها تحت قيادة الامير آلاى (عقيد)بشير بيه كمبال. بالاضافة الى 200 رجل من قبيلة الكبابش تحت قيادة ناظرهم على التوم وأسندت لهم مهمة الاستيلاء على جبل الميدوب شمال شرق دارفور بأعتبارها نقطة انذار اساسية لمراقبة درب الاربعين بين دارفور وواحة السنوسى. فى 12 مايو 1916 قامت طائرة باسقاط عدد من المنشورات فوق مدين الفاشر. عند مساء 14 مايو اصبحت كل القوة جاهزة للتحرك من أبيض الى العاصمة الفاشر. عدد 60 من المشاه عدد 8 بندقية عدد 14 مدفع ماكسيم زائدا قوات بريطانية عدد 4 سرايا هجانة بعدد 2 ماكسيم عدد 8 سراية مشاه (الكتيبة 13و14)سودانية ولكتيبة العربية قرر المقدم كلى نسبة لندرة المياه ان تتقدم القوة بمجموعتين، مجموعة تسير ببطء(ِأ) ومجموعة جوالة سريعة (ب)لتلتقى المجموعتين 40 ميل غرب أبيض و28 ميل من مليط والتى تعتبر نقطة تمركز وانطلاقة يتم منها الهجوم على الفاشر. تحركت المجموعتين (أ)و (ب) فى 15مايو و16مايو على التوالى حيث وصلتا النقطة المعنية يوم 17مايو 1916 وفى صبيحة نفس اليوم اسقطت الطائرة التى تتبع لسلاح الجو الملكى البريطانى اسقطت قنابل على مدينة مليط بينما أصيبت الطائرة نفسها بأعيره نارية من التى اطلقها قوات السلطان التى كانت تتمركز فى تلك المنطقة والتى كان يقدر عددها 500 فارس،وفى صبيخة 18 مايو 1916 دخلت القوات المشتركة (أ)و(ب) الى مليط،، هنا انتهى كلام رجنالد. أود أن الفت نظر القارىء الكريم بأننى لم اضف شيىء فيما أورته فقط هى رواية بل كان ملحق لتقرير تقدم به السيردار رجنالد ونجد حاكم عام السودان وقتها نيابة عن الحكم الثنائى وفقط أوردت بعض المختطفات من ذلك التقرير ليتتبع القارىء سير العملية الى أن القيت أول قنبلة من سلاح الجو وهى حسب التاريخ تعتبر أول استخدام للقصف الجوى فى افريقيا واليوم يصادف العام رقم مئة من ذلك ومازالت الطائرات تقصف السودانيين أدناه المنشور الذى القته الطائرة فوق سماء الفاشر وهذه فى من ابرز سياسات فرق تسد وهى باللغتين الانجليزية والعربية.