المرزوقي يهاجم الغنوشي (الانقلابي) منور المليتي هاجم منصف المرزوقي بشدة حليفه السابق راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة ولفت انتباهه إلى أنه "أنقذه وأنقذ الحركة " من مصير إخوان مصر وزعيمهم محمد مرسي من حكم الإعدام، ملمحا الى انه يفتقد إلى "الحد الأدنى من الأخلاق السياسية" بعد أن انقلب عليه وتحالف مع قائد السبسي. وقال المرزوقي إن الغنوشي زاره أكثر من مرة في قصر قرطاج لما كان رئيسا غير أنه لم يعلمه ب"انقلابه" عليه لصالح الباجي لافتا إلى أنه كان عليه أن يصارحه بذلك. وهذه هي المرة الأولى التي يهاجم فيها المرزوقي بهذه اللهجة حليفه السابق الذي انقلب عليه خلال الانتخابات الماضية في وقت كان يراهن على دعمه له للفوز برئاسة الجمهورية على حساب الباجي الذي يصفه ب"الطاغوت" مستنجدا بالمفردات التكفيرية للمتشددين لكسب تأييدهم. وعلى الرغم من تحالف المرزوقي المهزوز سياسيا مع المتشددين دينيا، فشل الرئيس السابق في منافسة الباجي الذي استفاد كثيرا من قواعد انتخابية علمانية ديمقراطية لم تنطل عليها لا مناورات النهضة ولا انتهازية حليفها السابق. وقال المرزوقي في حوار مشترك الجمعة للقناة التلفزيونية التونسية الحكومية وقناة فرانس 24 بمرارة "كان من المفروض أن يعلمني الغنوشي بانقلابه علي وتحالفه مع الباجي لأن هناك حد أدنى من الأخلاق السياسية". ولم يخف أنه "تفاجأ" من عدم مساندته من قبل الغنوشي ضد الباجي رغم ما يجمعه بقيادات النهضة وقواعدها من "صداقة" ورغم أنه "أنقذها في العام 2013 من انقلاب مشابه لما حدث لإخوان مصر". واعتبر المرزوقي أن الشعب التونسي كان من حقه أن يعلم بتحالف النداء والنهضة مضيفا "كم من شخص صوت للنهضة وهو يعتقد أنّها ضد النداء وكم من شخص صوّت للنداء وهو يعتقد أن الحزب سيقطع مع النهضة". وكشف الغنوشي في وقت سابق أنه صوت لفائدة قائد السبسي فيما هاجرت كوادر النهضة وقواعدها إلى دعم المرزوقي تشفيا من تحالف زعيمها الروحي مع الباجي الذي أسس النداء في صيف 2012 لإجهاض أحلامهم بالحكم. وأرجع المرزوقي "انقلاب الغنوشي" عليه إلى ما قال انه "تغير الموازين بالنسبة للنهضة" متهما إياه بالخضوع إلى إملاءات خارجية وتلقي أموال فاسدة في إطار خطة استهدفت شخصه، في إشارة الى أن الغنوشي تخلى عنه نتيجة مقايضة الرهان عليه بالرهان على جهات خارجية ضخت أموالا طائلة على النهضة يرجح خصومها أنها أتت من دول عربية وأجنبية. وخلال حملة الانتخابات لم تتردد القوى العلمانية واليسارية في اتهام النهضة بتلقي دعم قوي من أجندات خطيرة داعمة لها على حساب القوى الديمقراطية تهدف إلى إجهاض المسار الانتقالي الديمقراطي من خلال تأمين أكثر ما يمكن من حظوظ فوزها، غير أن إرادة الناخبين وأدت الأجندات وأهدافها. ووفق قراءات السياسيين يؤكد الهجوم الشرس للمرزوقي على الغنوشي "انتهازية" متبادلة بين رجلين فشلا في مغالطة الرأي العام التونسي وقوى خارجية بأنهما صاحبي مبادئ كما فشلا في كسب الحد الأدنى من ثقة التونسيين في قيادتهما للبلاد. وأظهرت عملية سبر للآراء أجراها معهد أمرود خلال مايو/ايار حول الشخصيات الأكثر قدرة على قيادة البلاد أن كلا من المرزوقي والغنوشي جاءا الاثنان معا في ذيل القائمة بنسبة لم تتجاوز 6 بالمائة. (ميدل ايست اونلاين).