ايها الشعب السوداني البطل تخاطبكم نقابة اطباء السودان اليوم بعد ان قضيتم سبعة وعشرين عاماً حسوما في ظل حكومة الذل والقهر والتدمير. قضيتم دهوراً وازماناً عجاف شهدتم فيها العجب العجاب من التدهور المستمر في جميع مناحي الحياة وانتشار الجوع الفقر والمرض والهوان وتكاثر حروب الموتمر الوطني العبثية التي مورست فيها الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في مناطق دارفور وجبال النوبة وجنوب النيل الأزرق وانقسام السودان وانفصال الجنوب. عشنا دهوراً تحت القبضة الحديدة وتكميم الأفواه ومصادرة الحريات العامة وتعذيب النشطاء للسياسين في بيوت الاشباح. وشهدنا فيها تدمير الخدمة المدنية وإحالة الكوارد المهنية للصالح العام وتمكين الموالين للحكومة في مفاصل الدولة مما افرز فساداً غير مسبوق في إدارة الدولة والمال العام. فقد شهدتم فيها التدهور المستمر للخدمات الصحية والعلاجية لمستويات سحيقة تم فيها تفكيك الهياكل والمرافق الطبية، فقدنا فيها أفضل المستشفيات المركزية التي كانت تقدم لكم الوسائل المنقذة للحياة وخدمات الطورايء والعمليات الجراحة الاساسية. اتسمت هذه العهود المظلمة من حكم البشير للسودان بامتهان كرامة العاملين في الحقل الطبي، واحتسبنا ولازلنا نحتسب خيرة أبنائكم الأطباء في مقدمتهم الشهيد المناضل الدكتور علي فضل الذي مات تحت التعذيب واخرين كثر على هذه الطائلة. شهدنا الهجرة الجماعية القسرية لخيرة أبناء الوطن من اطباء ومهنيين والعقول النيرة. تم احالة كنوز الخدمة المدنية للصالح العام وتم تدمير القوات المسلحة السودانية وإحلالها بقوات المرتزقة من أعراب جنوب الصحراء الكبرى فتركوا لهم العنان فعاثوا في الارض فساداً لم يعهده السودان من قبل من اغتيالات واغتصابات للنسيج الاجتماعي وقضوا بها على الحرث والنسل. اصبح ثلث الشعب السوداني في معسكرات النزوح والمهاجر اما نتيجة هذه الحروب العرقية او نتيجة مصادرة مزارعه وأملاكه في مناطق السدود بمناطق المناصير بالشمالية ومناطق ودارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق. ايها المواطنون الكرام نقف أمامكم بصلابة وقد تم تدمير الركائز الاساسية لاقتصاد الوطن فشهدنا تدمير مشروع الجزيرة والخطوط الجوية والبحرية السودانية واهدار ثمانين مليار دولار من عوايد انتاج النفط. انٌ نقابتكم العريقة سعت بكل ما تملك من قوة لحماية هذه المرافق الحيوية والمحافظة عليها حتي لا يطالها الاهمال والتدمير. الا اننا لم ننال سوى السراب والخراب والتهديد والوعيد من حكومة الموتمر الوطني. اصبحنا الاَن لا نملك ابسط البنيات التحتية لاستيعاب الكوادر الطبية والكوادر المساعدة ومراكزنا الطبية الاَن أضحت خراباً ورماداً صفصفا. فقد بيعت مرافق الدولة الاساسية للصالح الخاص وتم إغلاق مستشفى الخرطوم التعليمي بأقسامه المختلفة وتشريد كوادرها الي المجهول لا سائلا أبدا ولا مسؤولا. وفي ظل هذا الخراب المستمر الذي طال جميع مرافق الدولة الآخري لا يسعنا نحن أبناءكم في نقابة اطباء السودان الا ان نَصِيْح بالصوت العال ونناشدكم بالانتفاضة والعصيان المدني والاحتجاج المستمر حتى اقتلاع هؤلاء اللصوص والمجرمين بحق الشعب وتقديمهم للمحاكمة علي ما اقترفوها من ظلم وتدمير. وبها نستطيع استعادة خدمات الصحة والعلاج والتعليم لانسان السودان. اذا الشَعبُ يوماً ارادَ الحياةَ فلا بُدّ ان يستجيب القدر ولا بُدَ لليلِ ان ينجلي ولا بُدّ للقيدِ ان ينكسر. اللجنة التنفيذية لنقابة اطباء السودان بالمملكة المتحدة وإيرلندا.