تقليداً للعمل العظيم الذي يقوم به الكاتب والأديب المصري اللامع "بلال فضل" ، وتأسياً ببرنامجه "عصير الكتب" ، الذي يقدم فيه كل جديد في مجال الكتابة ، ويستعرض فيه سيرة ومنتوج مفكرين وأدباء عظام اثروا الحياة الأدبية والثقافية ، وساهموا في نشر المعرفة بكافة أنحاء العالم .. واستميحه العذر في ان أقدم مساهمتي هذه المتواضعة باسم "مديح الكتب " ، وسأقوم وإبتداء من اليوم الاثنين الموافق الأول من شهر رمضان وطيلة أيام الشهر ، بتقديم خدمة متواضعة تكمن في التنويه لكتاب أرى انه يستحق القراءة ، حتى نحظى بالحسنيين في هذا الشهر المبارك : الأجر والمعرفة ، وحتى نحقق حديث صوموا تصحوا ونعلي قيمة العقل فوق البطن . ودعواتكم .. أقدم لكم اليوم بعد التهنئة بشهر رمضان المبارك أعاده الله عليكم بالخير والبركات وزيادة المعرفة : ربما لا يعلم او يعلم من يقوم بحملات النظام العام خصوصا تلك التي تستقصد النساء وملاحقتهن بسبب مما يعتقد انه زي فاضح ربما لا يعلمون او يعلنوت انها واحدة من ادوات المساعدة على اذدياد التدين الشكلي وسط كثير من افراد المجتمع لان المقاصد العليا للاديان والشرايع هي تحقيق العدل والامن والمساواة والحرية ، هذه طبيعة كل دين الا ان السلطات تعمد لالهاء الناس عن مقاصد الدين العليا بالهاءهم او شغلهم بامور التدين عن الدين ولنعرف الفرق بين الاثنين ويكون هنالك تفاهم انساني يجب نعرف معنى الدين والتدين حسبما نراه كل اليوم في المجتمع الذي عشنا فيه فالدين هو مجموعة الافكار والقيم والمعتقدات التي نؤمن بها اما التدين فهو مدى التطبيق الذي يؤمن به كل مؤمن بهذا الدين لذلك كثيرا ما نسمع عن شخص ما اواننا نقول عن شخص ما انه متدين وذلك من حيث الشكل بحسب مظاهر معينة تعارف عليها افراد المجتمع وهي بعض العبادات التي يلتزم باداها افراد يؤمنون بدين من الاديان ومدى هذا الالتزام باداها ظاهريا يحدد تدين الفرد. بينما تجد في نفس الوقت تجد افراد من نفس الديانة يلتزمون باداء العبادات بشكل متقطع احيانا بها واخرين لا يلتزمون بها ولكن هولاء وهولاء جميعا يعتبرون من نفس الديانة. بعد ان ظهور الدولة القطرية بمعناها الحديث صار ملزما لاي دولة حتى تصبح دولة معترف بها صار الزاما عليها ان توقع على ميثاق الاممالمتحدة وحقوق الانسان ومؤامة دساتيرها وقانوينها عليه وتطبيقه والالتزام به وهو ما يضمن حرية الفرد في اي دولة. ميثاق حقوق الانسان الغى بصورة واضحة لا لبس فيها اكثر شئ مقيد لحرية الانسان وهو موضوع الاديان لم تلغه بالكامل وجعلت الية قد تنهيه تدريجيا وتعتبر هذه الاليه فضيلة من الفضائل وهي عتق الرقبة من العبودية ، والوسيلة التي يقع بها انسان في الرق كانت عن طريق الغزو وسبي واسترقاق المنهزم ، لكن العبودية الان لا يقرها احد الا المتشددين الذين يريدون غزو الدنيا لنشر الدين الاسلامي وهم قلة ولكنهم يؤمنون بأن من لم يدفع الجزية او دخل الاسلام طائعا يحل ان يستعبد وتسبى نساءه. هولاء القلة المتشدد عندما تصل للسلطة في اي بلد تعمد الى تزييف الدين وقيمه العليا في نشر العدل والمساواة بين الناس ، تعمل عبر طرق كثيرة تستخدم فيها ادوات كثيرة من ضمنها الاعلام حتى يرسخ في اذهان كثير من الناس ان التدين اهم من الدين بل وتصور التدين على اساس انه الدين ، فيبدأ وهم الخوف على ضياع الدين بسبب ابتعاد الناس من ممارسة اوالالتزام بالعبادات التي يمكن ان يراك الناس وانت تؤديها ويرسخ في اذهان البعض انه بالفعل قد يضيع الدين بسبب تهاون الناس في الالتزام بممارسة تلك العبادات ومنها عدم التزام بعض النساء بالازياء المحتشمة في حين ان العكس صحيح لان الملتزمين بالعبادات هم الاكثرية في كل زمان ومكان ، من هنا تنشأ فكرة ان الدين في خطر ويجب الحفاظ عليه من الضياع والدفاع عنه ، فيبدا بعض الافراد بسبب ذلك التصور الذي اشبعوا به في الدفاع عن التدين باعتبار انه الدين .ويصبح الدين واهدافه العليا في الحقيقة الضائعة ، لا تثير الغضب ونفس الثورة فبدلا من انتشار العدل ينتشر الظلم وبدل من المساواة تنتشر الواسطة والمحسوبية وبدلا من العدالة الاجتماعية ينتشر الاستعلاء القبلي والعنصرية ، وبدل ان يحصل الامن من الجوع والخوف ينتشر الفقر والامية وتذيد الهوة بين الفقراء والاغنياء وينتشر السلاح والامراض الاجتماعية وبدل الحرية ينتشر القمع بجميع اشكاله وتشتعل الحروب القبلية والطائفية . لكن تزييف الدين الى التدين جعل من الممكن التعايش والتسامح مع كل هذا السؤال ، اما الحديث عن ان يترك البعض ممن اختار عدم الالتزام بالدين او التدين معا حرا في ما يريد فهذا يحدث ثورة عند كثير من الناس وتبدا الحملة التي تحبها السلطة وهي الهجوم وكيل ما يعتبره هولاء تهم من قبيل الشيوعيين والعلمانيون واذيال الغرب ….الخ مع وجود قلة تناقش دون تعصب في هذا الامر حتى اذا كانوا هولاء الناس من الذين لا يؤيدون السلطة التي تعمل على تزييف هذا الواقع . في حين ان تفكير وتأمل بسيط من اي عاقل بينه وبين نفسه في انه هل يمكن ان يضيع الدين في بلدان يعيش بها المتدين وغير المتدين والمحتشمة وغير المحتشمة ويسيرون جنبا الى جنب دون ان تكون هنالك حملات من السلطات وقد يكونون من نفس الديانة في تركيا وماليزيا والهند واثيوبيا على سبيل المثال . وكيف يوجد دين ومتدينون من اصحاب الديانات المختلفة في امريكا واوربا بل وهنالك بعض المتدينون يجازفون بحياتهم حتى يصلوا اليها.