شاء حظي حضور الأمسية الثقافية التي أقيمت يوم السبت 30 يوليو2016 بدار الجالية السودانية في تورنتو لتدشين كتاب يحي فضل الله " وملأت شادية شباكها بالإبسامات " وهو الجزء الثاني من مقالاته الشهيرة بعنوان " تداعيات " التي نشرت ببعض الصحف السودانية والمواقع ااالإلكترونية ، وهذه المرة تم توثسق الأمسية بالصورة ، وكان يحي في أوج تجلياته المدهشة رغم مرضه ، فاستغرق عرضه للكتاب نحو ساعتين ، قرأ خلالهما بعض نصوصه الشعرية وبعض مقالاته الفكهة من سلسلة " تداعيات " بأسلوب مسرحي أخاذ حضرت الأمسية زوجته الصابرة هادية بدرالدين وبعض سيدات المجتمع السوداني في تورنتو وجمهور من المعجبين بكتاباته مع غياب رموز أدبية لها أهميتها ، إلى جانب نسخ من الكتاب المطبوع في السودان في ثوب قشيب ، أشرفت عليه دار نشر الأصدقاء والغلاف والتصميم الداخلي من الفنان إبن حسين ، ويقع الكتاب في نحو 243 صفحة ، حرص يحي أن يمهر الكتاب بتوقيعه الأنيق . خلا الكتاب من أشياء متل التمهيد والمقدمة ، وعوضا عن ذلك قدم يحي كتابه بطريقة شيقة بمصاحبة عزف منفرد للموسيقار وليد عبد الحميد . لم تتح للجمهور فرصة الأسئلة أو التعليق وربما التعقيب ، والذي إنصرف مباشرة بعد إنتهاء العرض ، بخلاف ما جرى سابقا في تدشين كتابي – أنين السواقي وصوت المطر (عبدالعظيم إبراهيم ) نوافذ الأمس ( محمد فقير ) ومطبوعات عفيف إسماعيل بمسرح كوكسول . أعود ثانية لوصف التقديم المسرحي الأخاذ الذي إتبعه يحي فضل الله ، لقد كتبت مئات المقالات في شتى حقول المعرفة ، ولكني ما زلت أعتز بخمس منها : الأولة " هاشم صديق ممثلا بالتركيز على دوره في مسرحية المنضرة من تأليف الراحل المقيم حمد نالله عبد القادر وإخراج الفنان مكي سنادة ، عز الدين هلالي ممثلا بالتركيز على دوره في مسرحية خطوبة سهير لذات المؤلف والمخرج ، والثلاث مقالات الأخرى بعنوان ك خطاب حسن أحمد ممثلا ، عبد العزيز العميري ممثلا ويحي فضل الله ممثلا ، وهذا الأخير يعرفه الناس ككاتب وأكثر ما إشتهر به " تداعيات " التي لاقى فيها ما لاقى من صنوف العنت والضرب في الركب ، ولكن يلاحظ القراء أن جميع من كتبت عنهم هم شعراء ، ولذا ركزت في مقالاتي عنهم عن علاقة الشعر بالتمثيل . في حالة يحي فضل الله الأمر يتعد ى ذلك ليشمل: الكتابة ، القص ، الإحراج المسرحي ، ولكني كنت دائم المناقشة مع حالي الراحل المقيم الفكي عبد الرحمن المدير الأسبق للمسرح القومي ، الذي كنت أردد على مسامعه أن يحي مشروع جاهز للتأليف المسرحي ، واضعا في الإعتبار أن مؤلفين لمسرحيين بمن فيهم الراحل المقيم الفاضل سعيد لم تزد مسرحياتهم عن أصابع اليد الواحدة ، وكمثال : حمدنالله عبد القادر ( خطوبة سهير ، المنضرة وفي إنتظار عمر ) الفاضل سعيد ( أكل عيش ، ما من بلدنا ، والسكته ) يوسف خليل ( جوابات فرح ، بت المنى بت مساعد والخضر ) عثمان جعفر النصيري ( مجلس تأديب ) حسن عبد المجيد ( الرفض ) وهكذا بقية المؤلفين المسرحيين ، وما زلت على قناعة أن يحي فضل الله يمكن أن يكون كاتبا مسرحيا غزير الإنتاج . [email protected]