انتقد الكاتب البريطانى قيلز فريزر (Giles Fraser) تقليل الحكومات الاوروبية من واقعة استخدام الاسلحة الكيميائية ضد المدنيين فى السودان وقال ان الاتحاد الاوروبى الذى مسخته مخاوف الهجرة صار على استعداد الآن لعقد صفقات مع القتلة . واوضح الكاتب فى مقاله بصحيفة (القارديان) البريطانية ان الاتحاد الاوروبى ، فى اجتماع عقد فى مالطا ، نوفمبر 2015 ، جاء بما يسمى ب(عملية الخرطوم) – حيث كرد فعل بائس على ازمة الهجرة ، وقع اتفاقا ( لتعزيز التعاون فى مجال الهجرة والتنقل) ، ليعطى السودان (100) مليون يورو على مدى (3) سنوات ، و(46) مليون يورو اخرى تخصص تحديداً لمراقبة الحدود وتدريب شرطة الحدود وتأسيس مراكز الاحتجاز . وفى العادة تعهد مراقبة الحدود لمليشيات الجنجويد. وأضاف ان دول الاتحاد الاوروبى الثمانية والعشرين اتفقت على سرية الصفقة ، وحذرت المفوضية الاوروبية من ان يعرف الجمهور ما يجرى (تحت أى من الظروف) . وقال ان هذا ربما السبب فى اننا لا نسمع كثيراً عن اسقاط البشير للأسلحة الكيميائية على شعبه . وتساءل الكاتب : لماذا لم تصدر الحكومة البريطانية بياناً رسمياً حول أدلة استخدام الاسلحة الكيميائية ؟ واجاب بان هذا ربما يعود الى ان البشير اصبح الآن شريكاً للاتحاد الاوروبى فى ادارة الهجرة الافريقية لاوروبا. وأضاف بان القلق المتزايد بين الناخبين الاوروبيين من الهجرة دفع الاتحاد الاوروبى لدفع الملايين للديكتاتور السودانى عمر البشير المطلوب بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية والابادة الجماعية . وقال ان البشير يحاول القضاء على القبائل غير العربية – خصوصاً فى دارفور – بصورة منهجية ، أقله عبر وكلائه من مليشيا الجنجويد المعروفة بقسوتها ، والذين كمثال هاجموا فى فبراير 2004 مدرسة داخلية فى دارفور واجبروا تحت تهديد السلاح (110) من الفتيات على خلع ملابسهن ثم اغتصبوا العديدات منهن واحرقوا المدرسة ، ولذا لا غرابة فى ان عشرات الألوف يفرون للنجاة بحياتهم. وأضاف بان الامور تزداد سوءاً باستخدام الاسلحة الكيميائية ، مشيراً الى تقرير منظمة العفو الموثق فى 29 سبتمبر 2016 ، وقال انه من الصعب الحصول على عينات من التربة التى من شأنها التأكيد النهائى على استخدام الاسلحة الكيميائية ، لكن الصور المروعة للاطفال مع جلودهم المتقرحة وعيونهم النازفة تبدو الى حدود بعيدة كآثار للتعرض لنوع من انواع غاز الخردل . وأكد قيلز فريزر ان استبعاد الفارين من مثل هذه الفظائع يعبر عن عمى متعمد وقسوة بالغة . ( نص المقال أدناه ) : https://www.theguardian.com/commentisfree/belief/2016/oct/13/immigration-fears-make-the-eu-prepared-to-do-business-with-murderers