حرب دارفور هي حرب يعود تاريخها إلى 70 عاماً, اندلعت مجدداً في مطلع 2003 و قدرت الأممالمتحدة في عام 2008 ان الحرب ادت إلى نزوح اكثر من مليون شخص و مقتل 300 الف جراء الصراعات الدموية بين قوات الجنجويد، التي يعلم الجميع انها مدعومة من الحكومة السودانية برغم من عدم إعتراف الحكومة بذلك، و بين حركة العدل و المساوة و حركة تحرير السودان التي تنحدر اصولها من قبائل افريقية مثل الفور و الزغاوة و المساليت. هذه الحرب هي في الأصل حرب مناخية و السبب الرئيسي لبداية هذه الحرب هو النزاع على الأرض بين رعاة عرب و مزارعين أفارقة. تعتبر حرب دارفور أول حرب تندلع بسبب التغيير المناخي حيث أدى توالي الكوارث الطبيعية على السودان في الآونة الأخيرة إلى ان تصبح المناطق الشمالية غير صالحة للرعي مما أجبررعاة الشمال على النزوح نحو الجنوب و مشاركة المزارعين في أرضهم و هذا الأمر أدى إلى تدافع شرس نحو هذه الأراضي و تصاعد القتال و سفك الدماء. تطورت بعد ذلك الحرب و دخلت فيها عناصر اخرى كالعنصرية بين العرب و الأفارقة و إتهام الحكومة بتهميش ذوي الإصول الأفريقية لحساب اصحاب الإصول العربية و طمع الحكومة في الإستفادة من الموارد الموجودة في المنطقة لمصالحها الذاتية و ليس لصالح المنطقة نفسها و لكن يظل التغيير المناخي هو السبب الأول و الأهم في حدوث هذا النزاع. اهم أثر من آثار التغيير المناخي التي أدت إلى نزاع دارفور هو التصحرحيث ينتج التصحر بسبب القطع الجائر للأشجار و الغابات التي تعمل على تماسك تربة الأرض كما ينتج عن الرعي الغير منظم الذي يؤدي إلي حرمان الأراضي من حشائشها و سوء استغلال الموارد المائية، كل هذا يوضح أن التغيير المناخي هو ظاهرة من صنع البشرية ناتجة عن عدم الوعي و المعرفة التامة بأهمية المحافظة على البيئة. صناعة النفط ساعدت على تقوية جذور الحكومة السودانية حيث ان الحكومة و شركات النفط لم تكترث بحال المواطن بل كل ما ركز عليه هو الربح. تمت عمليات تهجير للمجتمعات التي كانت تسكن في مناطق إنتاج للنفط و التهجير لم يتم بطريقة إنسانية بل كان قسراً و ترهيباً باستخدام قوة السلاح و وثقت دراسة التحالف الأوربي أنماط التهجير القسري و التخريب المنهجي في مناطق حوض ملوط و المابان الواقعة في شمال أعالي النيل و وضحت ان التهجير طال اكثر من 15 الف نسمة من السكان الأمر الذي ادي إلى إلحاق اضرار بالإقتصاد المحلي لهؤلاء السكان و مقتل المئات بإضافة للمخاطر الصحية و البيئية الناتجة من إحتمال تلوث مياه النيل كما ان بعض القرى التي كانت تعتبر مركزاً سكنياً كبيراً يتم تهجير سكانها إلى أماكن لا تصلح للعيش مثال لذلك قرية (كوتولوك) التي كانت مركز سكاني كبير و اصبحت الأن موقعاً لقاعدة بترول رئيسية, اما السكن الجديد الذي تم توفيره لأهل هذه القرية يقع في منخفض رملي معرض دوماً للفيضان كما تنقصها مياه شرب و نسبة سوء التغذية و الفقر فيها مرتفعين جداً. هذه ما هي إلا بعض الأمثلة للسياسات التي اتبعتها الحكومة من اجل الحصول على النفط بأي ثمن و تم ذلك قبل إنفصال جنوب السودان ولكن بعد الإنفصال قل إنتاج السودان من النفط الأمر الذي يجبر السودان على البحث عن بدائلتساعد في تغطية النقص الناتج و إتخاذ خطوات عملية نحو محاربة التغيير المناخي السودان يمتلك الكثير من الموارد التي يمكن ان تستخدم كبدائل للنفط و كخطوة نحو استخدام موارد غير مضرة للبيئة و متجددة و يمكنها ان تساهم في تحسين إقتصاد الدولة. احد امثلة الموارد التي يمكن ان تكون بديل للطاقة التقليدية هي شجرة الجاتروفا و هي شجرة ذات افرع غليظة و اوراق عميقة, يتم زراعتها في المناطق الصحراوية و لا تحتاج إلى تسميد او استصلاح او مياه كثيرة فهي ليست بحاجة لأكثر من 250 ملم من المياه خلال العام. يمكن استخدام الجاتروفا لإنتاج الوقود الحيوي (وقود البيوديزل) لحل مشاكل نقص الوقود و زيادة دخل المزارعين و تقليل انبعاثات الوقود البترولي الملوثة للبيئة. تعتبر الطاقة الشمسية مثال اخر للموارد المتجددة التي يتمثل فيها عنصر التنمية المستدامة حيث يتميز السودان بشمس مشرقة طوال ساعات النهار مما يجعله من أكثر المواقع للإستفادة من الطاقة الشمسية. يواجه السودان ضعفاً في إنتاج الطاقة الكهربية يتمثل في ان نسبة السكان الذين تصلهم خدمة الكهرباء هي في الواقع متواضعة جداً خاصة في الأماكن الريفية لذلك يمكن ان تلعب الطاقة الشمسية دوراً كبيراً لسد حاجات المناطق الريفية التي يصعب توصيلها للشبكة القومية للكهرباء. يجب على السودان الإستثمار في هذه الموارد و الكثير غيرها و تمويل الدراسات و البحوث التي تختص بها حيث يمكن لهذه المواد تحسين الإقتصاد و توفير فرص عمل جديدة و المساهمة في محاربة الإحتباس الحراري الذي له أثار و اضرار كثيرة على حياتنا. تتمثل أهمية الطاقة البديلة و المتجددة في انها غير مضرة للبيئة ولا تساعد في زيادة الإنبعاثات التي تؤدي إلى الإحتباس الحراري و بتالي كان لابد للعالم الإهتمام بهذا المجال و تخصيص دراسات و بحوث متعددة حوله حيث يشكل التغيير المناخي تهديداً حقيقياً على مستقبل البشرية خاصة في الدول النامية مثل السودان لأننا لا نملك موارد كافية لمواجهة اثار هذا التغيير المتمثلة في إضطراب الأمطار و التصحر و االفيضانات و غيرها من الظواهر البيئة الخطيرة التي تؤدي إلى مقتل ملايين من الناس سنوياً. لذلك كان لابد من قيام منظمات و حركات تتبنى موضوع اهمية الطاقة المتجددة و الضغط على الحكومات من اجل القضاء على الصناعات الإحفورية و توجد الكثير من الأمثلة لهذه الحركات في العالم تنظم حملات لوقف دعم الحكومات لمشاريع الطاقة المضرة للبيئة و التركيز على مشاريع الطاقة المتجددة حيث يوجد تعاون بين الحركات و المنظمات غير الحكومية في جميع انحاء العالم تحت عناون "استصلاح الطاقة" "Reclaim Power" من اجل تعزيز النضلات و الروابط من لمكافحة التغيير المناخي و الضغط على السياسين وينظم هذا التعاون حملات في هذا الشهر بجميع انحاء العالم برعايات حركات مختلفةو من امثلة هذه الحركات"The Women's Global Call for Climate Justice" و هي عبارة عن حملة عالمية نظمت بشكل جماعي من قبل مجموعات متنوعة لحقوق المرأة في العالم تجمعهم الوعي بالحاجة الملحة للعمل على القضاء على التغيير من المناخي و مثال اخر هو الحركة الفليبينة للعدالة المناخية "The Philippine Movement for Climate Justice" تنظم وقفات في المدن الرئيسية للإحتجاج على إستمرار سياسات استخدام الوقود الإحفوري للتنمية و عدم التركيز على موارد الطاقة النظيفة و غيرها الكثير من الحملات المنظمة الان في جميع انحاء العالم و برغم من العدد القليل لمنظمات البيئية في السودان لكنه لابد لهذه المنظمات الإنضمام لهذا التعاون الدولي من أجل الضغط على الحكومة لضمان مستقبل افضل للدولة.