في الأسابيع الأخيرة وبالتزامن مع احتفالات الحزب الشيوعي السوداني بمرور سبعين عامًا على تأسيسه، قامت قوات الأمن السودانية بمنع الاحتفالات واعتقلت عددًا من أعضاء الحزب في بعض الأماكن كما تم إبعاد آخرين، ولم يتم التعرف على أماكن نفيهم! فمن الأسماء التي ورد في الأخبار اعتقالها بالأمس (صديق يوسف وطارق عبد المجيد ومنذر أبو المعالي ومحمد ضياء الدين)، وفي يوم 19 الماضي تم اعتقال الدكتور شاكر زين من عيادته واقتياده لمكانٍ مجهول، والمسئول السياسي بالحزب بالعاصمة القومية (مسعود الحسن)، وتأتي أحدث التصعيد ضد الحزب الشيوعي السوداني وكافة القوى الديمقراطية والشعبية في ظل أجواء ملتهبة وإحتقان جماهيري، متراكم عبر العقود الماضية بسبب ممارسات نظام البشير الطائفي و العنصري، والذي يستند على القوى الاجتماعية التقليدية ذات النزوع العشائري والعرقي والقبلي التي تعمل على إبقاء التخلف والرجعية في السودان الشقيق التي تمزق بفعل تلك سياسات حفنة من لصوص رأس المال أصحاب أيدلوجية إسلامية رجعية مدعومين من النظام السعودي الوهابي. لقد شهد السودان خلال الفترة الماضية على سبيل المثال: 16 /11 إضراب الأطباء عن العمل احتجاجًا على الأوضاع المزرية داخل المستشفيات، والمطالبة بعلاج مجاني للمرضى، وكان هناك اعتصام لطلاب جامعة دنقلة للمطالبة بتحسين البيئة الجامعية، ومد وقت عودة الطالبات للداخليات الجامعية(المدن الجامعية) ، وإلغاء قرار تسجيل التنظيمات السياسية والروابط لدى الإدارة الجامعية، كما شهدت جامعة أم درمان الإسلامية تظاهرات صاخبة، تم قمعها بإستخدام الغاز المسيل للدموع؛احتجاجًا على الأوضاع الجامعية، وقد أعلن الحزب في بياناته وإعلامه دعمه لها بل والإنخراط فيها بشكل مباشر. هذه الأوضاع الملتهبة في السودان تزامنت مع قرارات النظام الاقتصادية الأخيرة، بتعويم (الجنيه السوداني) مما أدى إلى زيادة موجة التضخم بشكل كبير، حيث ارتفعت أسعار السلع و الخدمات بشكل جنوني، وهو مشابه ومتماشي مع ذات الإجراءات التي اتخذها نظام السيسي في مصر، وهو ما يعني أنَّ تلك النظم والقوى المستندة إليها من جنرالات وأصحاب رؤوس أموال ومشايخ وكأنها تعمل بوتيرة واحدة، تعيد إنتاج الفقر والتخلف، وتقمع كل الأصوات المعارضة لها، وتحاول تكسير كل حركات الإحتجاج الاجتماعي( سواء الطلابية أو العمالية، أو المهنية، كما حدث في مصر لعمال الترسانة والنقل العام و الصحفيين والأطباء)، وبالتالي تحطيم وكسر التنظيمات الكفاحية التي تعبر عن الكادحين، كنا يحدث حاليًا مع الحزب الشيوعي السوداني، والذي قدَّم الشهداء من أجل الاشتراكية والحريات والديمقراطية والعلمانية ( إعدام الرفيق عبد الخالق محجوب ورفاقه في السبيعينات) ولم تتوقف حملة الإعتقالات و الحصار حتى لحظة كتابة هذه السطور، وآخرها حصار مقر الحزب في خرطوم بحري. وإذ يعلن حزب العيش و الحرية (تحت التأسيس) عن رفضه وإدانته لنهج القمع والإفقار الذي يتبناه النظام السوداني ضد الشعب السواني وقواه التقدمية ومنها الحزب الشيوعي السوداني، يدع كل القوى الديمقراطية والتقدمية على المستوى العربي، أو الأفريقي، أو الدولي للتضامن بكافة السبل والوسائل الممكنة. عاش كفاح الأحرار حزب العيش والحرية (تحت التأسيس)