أيا نحن الذين قد دمرت بلادنا بسياسة تخبط العشواء والافكره . . تمزق وطننا الذي أوصانا عليه الجدود ، كنتيجه منطقيه تماما لافرازات أسوأ نظام يدير امرنا . . شطروا البلاد نصفين ، ولا تزال بقية انصافها تتأرجح في نفس المصير ، وستنفصل حتما إذا زاد حد طفح الكيل . . غرسوا فينا ونحن أبناء الوطن الواحد . . ونحن الذين كنا لا نعرف غير انا سودانيون ، يضمنا قطر واحد ، غرسوا الشقاق والعنصرية بيننا ، ومزقوا نسيجنا الاجتماعي فصار ينظر بعضنا لبعض ، هذا من قبيلة كذا وهذا من قبيلة كذا . . لدرجه ان صرنا أكثر رجعية من الرجعية نفسها . . في الوقت الذي تتحد فيه شعوب العالم وتذوب اثنياتها في تلاحم جميل ، من اجل التقدم ، ونحن نغوص في وحل القبيلة ومستنقعها الاسن النتن . . فهكذا صرنا ، نشحذ سيوفنا ضد انفسنا ، ونحاول أن نشرب صفو الماء ، ونعكر صفو الآخر بالكدر والطين وإراقة الدماء . . نتمرغ في واقع جاهلي بغيض اكثر سوءا يستعيذ منه الجاهليون انفسهم . . صار أهل البلاد التي تعرف بأنها سلة غذاء العالم وذخر سنواته العجاف . . يمدون القرعة ، ويتسولون القوت ، من شعوب العالم التي انطلقت ، في أسوأ تناقض بغيض لموروثاتنا القومية من مشروع الجزيرة وغيره من مشاريع ارضنا البكر التي كانت تثمر قمحا ووعدا وتمني ، الآن قد ذبلت سنابلها و جف ضرعها ليضعونا في قائمة الدول التي تتسول قوتها ، وتستجدي النفع من مرابيها . . فمحقتنا القروض الربوية ، و تسولنا حتي لم يبقي مزعة لحم في وجوهنا لم يبقوا حياء لشرفها . . مدارسنا ومستقبلنا ، وجامعاتنا تخرج الاف الأميين ، وأشباه الخريجين ، فى أكبر حملة تجهيل متعمد ، وتضليل ممنهج ، ترسم سياساتها انصاف المفكرين واشباه العلماء الذين بدلوا المناهج وسلالم التعليم من اجل ان يحصوا ثمار جهلهم و قله خبرتهم فاضاعوا جيلا كاملا يتخرج في جامعاتهم الخراب وهم الي الجهل أقرب ، فصارت جامعاتنا تخرج أجيالا لا تعرف معنى التنمية ولم تذق طعم الحرية . . وقد تحققت إرادتهم بذلك ، ليحكموا هذا الجيل الذي يحمل شهادات علمية فارغة المحتوى ، لا تساوي ثمن مداد الحبر الذي اختطها . . الصحة والمستشفيات ، يتخرج منها الموت والقتل ، والاخطاء الطبيه ، والاشعاعات المسببة للسرطان تخرج من مشافي السرطان نفسها ، وباعتراف وزارات الصحه والرعايه التي تشرف على هذا الخراب . . فصار الموت باتفه الأمراض ديدنا ومصيرا لكل مريض يتعالج في هذه الاماكن التي يفترض أن تكون اسمها مشافي ومراكز علاج . . استوردوا نفايات الصين الرخيصة ، ومخلفات أهل الارض اجمعين ، لتكون هي ملبسنا وقوتنا وزادنا . . فصارت بلادنا واسواقها مصدرا لتفريخ السرطان والقتل . . انهارت شبكة مواصلاتنا التي بدأوها بتدمير السكه الحديد ، وانهوها ببصات الوالي ، والطرق والجسور التي تأكلها جقور الفئران وجرذان الارض . . من ينظر إلينا ونحن نتدافع بالنوافذ والابواب كل يوم علي المواصلات الشحيحه ونديرها معركة حامية الوطيس ، من أجل الظفر بمقعد يقل اجسادنا المسمومه بالاطعمه المسرطنة ومنتهية الصلاحية الي مصير تعيس ينتظرنا وينتظر اطفالنا الجياع . يدرك تماما ان كارثة حقيقية تحل بهذا الشعب العظيم وتلقي به إلى هذا التردي والانهيار . . والموظف الذي يفترض ان يكون محترما ، جعلوه يصارع لقمة العيش ، وتدني سقف المعاش ، ولا يجدها إلا بعد ان يقيد اسمه في كشوف المؤتمر الوطني ويصير سارقا ، او يبصم لأي لائحة ظالمه يبتدعونها ، أو يرتشي من اجل ان يرتق راتبه الذي لا يتعدى بقاءه ثلاثة أيام بلياليها . . فصار لا مستند يمر ، ولا معاملة تنفذ ، الا بعد ان يتم دفع ثمنها فسادا مقبوضا . . فتفشت فينا الرشاوي والبلاوي ، وصرنا غضبا لأهل السماء بعد ان اغضبنا لأهل الأرض . . خصخصوا المشاريع القوميه واودعوها جيوب السماسرة والدلالين بثمن بخس ، ولم يبقوا بخزانة الدولة ولو حمارا اجرب ، يحفظوا به ما الوجه ، حياء من ذل التاريخ ، الذي يسطر كل مأساة ارتكبوها بحق هذه الأمة . والغلاء يطحن . . والدواء يطحن . . والحرب في كل مكان تطحن . . اداروا كل طواحين البؤس والشقاء والحرمان باجسادنا التعيسه . . وعبروا علي مجد أمتنا وثرواتها التي اكتنزوا ، تكوى بها جباههم وظهورهم في يوم الدين . . الينا ايها التعساء الذين لا نزال نهتف لعدل عمر ، وان يسير ، علي رفاتنا وحطام اجسادنا . . هذا ان ابقوا فينا حطام او بعض رفات يداس عليه . . فنحن الذين جعلنا منه أن يسير نيف وعشرون من السنوات ، لم نذق فيها إلا الفقر وبئس المصير . . نضحك على فشلنا اذا ثرنا . . وعلى جهلنا بما نصنعه من تدجين وتطبيل وهتاف اخرس ، لافشل طغمة عرفها تاريخ بلادنا . . هل تعلمون أيها السادة إنكم حين تضحكون علي فشل الاضراب او فشل العصيان أو فشل الثورة ، انكم انما تضحكون علي هذا القرح وهذا الفقر وهذا الموت الذي يأتيكم من هؤلاء القتله الذين ترقصون من اجلهم . هل تعلمون ايها الضاحكون علي كل ثائر ضد ظلم مرير ، إنكم حين تضحكون علي موت الثورة في جسد الأمة . . كأنكم ينتزعون الروح من جسد هذا الوطن . . إن أمة بلا ثورة تحمي مستقبلها ، كجسد بلا روح لا يساوي شروى نقير . . هل تعلمون أنكم بذلك تضحكون علي ضياع مستقبل باسم ومشرق لابنائكم الذين ينتظرهم نفس المصير الذي يكتوون من تفاصيله الآن . . هل تعلمون حين تسخرون من شاب اشتعلت الثورة في ضميره الحي ، في وقت يقاد فيه الشباب إلى قضايا انصرافية . . انما تضحكون علي جهلكم وتقاعسكم عن واجب الاوطان من اجل وطن عزيزا طيبا . . هل تعلمون انكم بذلك ، انما تضحكون علي سوءاتكم التي تظهر لكم عند فشل كل نداء من اجل الوطن . . ان السودان ليس هو فقط لمن يناضل ببندقيته من اجل واقع افضل . . وليس هو فقط لمن يجلس في بيته محتجا علي تعرفه دواء . . او يخرج ثائرا من اجل قنابل تلقى على رؤوس الابرياء في دارفور وجبال النوبة . . او قريه محترقة بالسلاح الذي حرمته مواثيق الانسان . . او امراه تجهض حملها وهي تهرب من مطارده قوات الجنجويد الذين يدجنهم عمر البشير واشباهه الذين تخرجون لاستقبالهم وتراقصونهم نكبه الوطن والفشل الكبير الذي حققوه لبلادنا حتي الان . . ايها الشرفاء . . ليس لهؤلاء دين كما يزعمون لكم لسنوات وسنوات . . والا فاحصوا لي سارق واحدا من سارقي الانقاذ وما اكثرهم قد يترت له يد بحد شرع الله الذي يدعون . . هؤلاء . . حتي المساجد في عهدهم تدفع فواتير انارتها وخدماتها . . فبالله عن اي دين يتحدث هؤلاء . . الم تنظروا ايها الساده الي ما فعلوه بقري دارفور التي يكتب اهلها القران ويكسون البيت الحرام . . انظروا كم يتيم شردوا وكم ام تبكي اطفالها الذين لم ولن تلتقي بهم ابدا ولم تعرف لهم مصيرا ، لان عمر البشير قد القي عليهم راجمات ابابيل والقنابل الزكيه التي يتبجح بانه قد طور جيشه وعتاده الحربي . . وليت ذلك كان من اجل اسرائيل التي اعتدت علينا في عقر دارنا لاربع مرات وهم ينظرون . . ليتهم حاربوا بها جيوش القتله الذين يقتلون ابرياء سوريا ويرجمون قراها . . ولكنها للاسف هذه الترسانة القاتله هي من اجلكم . . من اجل قتل اطفالكم يصنعون كل هذه الترسانه ليصبوها فوق رؤوسكم انتم في دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق . . ومن اجل هي لله التي يتصايحون بها رخيصه بافواههم التي ابتلعت كل اخضر ويابس . . ام ان اهل دارفور لا يعنونكم ايها الساده الذين تضحكون علي فشل الثوره . . لا تضحكوا علي سوءاتكم رجاء . . هذا هو الدين الذي اتخذوه شعارا استدروا به عطفكم لسنوات . . واشتروا به ثمنا قليلا ألا ساء ما يشترون . . ان المبكي المحزن ، ليس هو هذا الواقع المرير الذي نعيشه الآن . . ولا هذا الخراب والتردي الذي نغوص في تفاصيله كل يوم . . ولكن ما يؤسف حقا هو ان لا نسعى الي التغيير . . وان نضحك على شرفاء بلادي الذين يقودون هذا التحرير الذي سيأتي رغم انف كل جبان . . ارثوا حالكم ايها التعساء . . يكفي تدجينا للباطل علي رؤوسنا لعقود من الزمان . . كلها ساعات من الثورة ويحيا الوطن . . كونوا الامل لابنائكم ، وان فات فواتكم . .فلا تحرموا أطفالكم غدا اجمل . . ليس عيبا ان يستخدم ابناءكم الكيبورد . . من اجل تنسيق قضاياهم وهمومهم . . فهذا عصرهم والتقنيه جذء أصيل من هذا العصر . . لا تسخروا منهم كما سخر منهم رئيسهم الذي حشد لهم ارتال الدبابات واموال الشعب الجائع الضائع الذي كرثت كل ميزانيته لتصميع القتل والفتك بامه البلاد . . وهو يستفز اباءه الذين حرمه القدر منهم ، وليس العقم بمعيب للرجال ، ليقتلهم كما قتل شهداء هبه ديسمبر . . ويتحداهم ليخرجوا لرصاصة وقتلته . . بالله عليكم . . اي رئيس هذا تقدمون له الاحترام والتقدير . . فان حرمته القسمة من بسمه طفل . . فيجب ان يتعلم معني قتل الاطفال ومطاردتهم في ازقه الخرطوم بامنه وكلابه منزوعه الرحمه . . أفيقوا يرحمكم الله . .وتزكروا . . انه حتي الغرب الكافر بكفره صار ارحم لشبابنا من جحيم الانقاذ المتوضئة المغتسله الطاهرة ، بزعمهم افكا وافتراء . . لا توجد اسره الا وقد شرد شبابها . . انتم تقراون مقالي هذا ولعلكم تدمعون لابنكم الذي ركب البحر مهاجرا ليامن لكم مستقبلكم قبل مستقبله بعيدا عن هذا الجحيم الذي اشعلوه في تراب الوطن . . فمنهم من وصل ومنهم من ابتلعته امواج البحار والمحيطات ، ومنهم من صار مجهول المصير . . هذا بخلاف الاف الشباب الذين ابتلعتهم ابار الذهب التي يصل عمقها مئات الامتار وابتلعتهم الارض وابتلعت معهم احلام عريضه بمستقبل جميل حرمهم منه عمر البشير وزمرته . . بل وانتم ايضا قد شاركتم في هذا الموت والمصير المجهول لفلذات اكبادكم . . اي ظلم يستوجب الجهاد نحن قد تورطنا فيه اكثر من هذا . . اي بلاء تنتظرون اكثر من هذا . . واي مصير مظلم اكثر من هذا الحللك الذي نتخبط ظلماته ؟ ؟ ؟ ؟ . انها حياة واحدة تحياها ، هي التي حرمنا منها هذا العمر . . فلا تسمحوا له ان يحرم مستقبل ابناءكم . . ان التغيير لا ياتي مطرا وغيثا . . ولا ياتي في طبق من ذهب او مائده لنفرح عليها عيدا . . انه بانفسكم . . فالله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بانفسهم . . وان لم تكن هذه ايه تتلي من القراان لقطع علماء السلطان رقابنا وارجلنا من خلاف . . ولكنهم معزورون من اجل لقمه يغزفونها في الجوف فصاروا الهه يحرمون الخروج علي السلطان والتغيير الذي اوجبه الله . . ليس صراعنا وجدالنا من اجل دين نحن نفخر يانا من ملته . . فهذا الصراع الخاسر هم من ابتدعه . . ولكنا نتفق بان وطننا يسعنا جميعا . . مهما تباينت عقيدتنا واختلف لوننا فنحن ابناء هذا الوطن . . وحق علينا ان نقرر مصيرنا ومن يحكمنا . . ان الوطن هو مسؤولية الجميع . . فبدلا ان نشمت على حالنا ونضحك على سوءاتنا . ينبغي أن نلتحم ونوحد صفوفنا وهمومنا ونبدأ التغيير الآن . [email protected]