إذا كانت الحكومة بالدف ضاربًة فما شيمة المغتصبين للارض السودانية الا الرقص، فإن حكومة المؤتمر الوطنى أفقدتنا بالأمس القريب جزء عزيز من وطننا الا وهو " جنوب السودان " وتسابقت بعد ذلك مسلسلات الاستيلاء على أراضي السودان ، حلايب وشلاتين "كنز السودان الذي ظل مفقودا حتى اللحظة " ومنطقة أبيي التي لا تستطيع الحكومة أن تخلص الى ملكيتها حتى اليوم ، واراضي الفشقة الزراعية التي يستولى عليها " الأثيوبيون " بقوة السلاح بعد أن جردوا أهلها من ممتلكاتهم ، تحت مسمع ومرأى الحزب الحاكم والذي اتضح أنه لا يهمه شئ الا التمكين واستدامة سلطته القهرية ولو فقد الوطن بأجمعه !! هذا خلاف الاراضي الزراعية الخصبة التي بدأت الحكومة بمنحها لمستثمرين اجانب في شمال السودان وارض الجزيرة الخضراء ، وكلكم قرأ الخبر الذي يقول : إن مليون سائح صيني سيبدأ تفويجهم قريبا للسودان ، – أي سياحة هذه – الأمر برمته استغلال للاراضي الزراعية والمواني البحرية واقامة مناطق حرة !! واليوم تستولى جنسيات أجنبية بقوة السلاح والعتاد من دول الجوار الأفريقي على معظم أراضي " جبل عامر " بولاية شمال دارفور والذي يعد من أغنى مناطق الأقليم بمعدن الذهب ، الأمر الذي استنكره مواطنى الاقليم ونوابهم بالبرلمان السوداني ، والغريب في الأمر أن وزير الداخلية في معرض رده عن الموضوع بقبة البرلمان أوضح أن قوات الشرطة لا تستطيع لوحدها مواجهة المسلحين الأجانب في المنطقة لما يتمتوا به من اسلحة وعربات حديثة ومدعومين من قبل سكان محليين !!! واقر وزير الداخلية ، بان عدد كبير من المسلحين يسيطرون على منجم جبل عامر وأن قوات الشرطة ليس لديها القدرة على الدخول والسيطرة على المنطقة !!! إن بداية الاستيلاء على منطقة جبل عامر تعود الى ما قبل عام 2013م ، ورغم خطورة الامر منذ بدايته والذي بدأ فيه المشهد باقتتال قبلي من اجل التعدين ، لم تستطع الحكومة حسم الأمر حتى أصبحت المنطقة الان بأكملها ومناجم الذهب فيها خارج سيطرة الحكومتين الولائية والمركزية خاصة منطقة جبل عامر بمحلية السريف، والتي تبعد ما يزيد عن 100 كم شمال مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، وعلى الطريق باتجاه محليتي كتم وكبكابية . والاستيلاء الان على جبل عامر من قبل أجانب يدعمهم بعض السكان المحليين كشف عن أكبر كارثة تمر في تاريخ التعدين بالسودان ، الأمر الذي دفع وزير الداخلية بأن يطلب الاستعانة بالقوات المسلحة ، ولكن في 2013 منذ اندلاع المشكلات القبلية وإتساع رقعة التنقيب العشوائي عن الذهب كظاهرة إقتصادية غريبة من نوعها ، فشلت القوات المسلحة في دخول جبل عامر وفرض السيطرة عليها ،،، واذكر تماما أن مصدر عسكري حينها صرح لموقع (عاين) وهوموقع إخباري يغطي الأحداث في المناطق المغلقة بسبب الحروب والنزاعات في السودان، التي لا تغطيها وسائل الإعلام المحلية، بأن الحكومة لن تستطيع حسم الموقف ما لم تقم باستخدام الطيران !! اذن قصة الاستيلاء على جبل عامر و"ذهبه" وفرض السيطرة عليه ، أمر خطط له منذ فترة طويلة ، ثم تفاقمت وتطورت الظاهرة منذ 2013 وما قبلها واصبح من المستحيل تحرير المنطقة بقوات برية اليوم ، الامر الذي يجب استدعاء وتدخل القوات المسلحة جويا لحسم الامر ، والا ستحلق المنطقة بأثرها مناطق فقدت بسبب الاهمال الحكومى واستصغار شأنها !!