*في غمرة فرحة النظام بالرفع الجزئي المشروط للعقوبات,يأتي الرد الأمريكي صادمآ للنظام الحاكم وقد كان يمني النفس برضي أمريكا دون الخالق..!!! *ومن يطلب العزة من غير صاحبها ينال الذل والهوان…!!! *فالقرار ينسف أي نوع من التعاون الاقتصادي بين السودان وأمريكا,وبسببه لن يتمكن رجال الأعمال السودانيين السفر الي أمريكا لعقد صفقات تجارية…!!! *فالقرار نسف الرفع الجزئي للعقوبات من جذوره,وهنا يفرض سؤال محوري نفسه,ما هو رد فعل النظام الحاكم,تجاه ما يدور؟أهو الصمت الذي عودنا النظام التزامه ازاء القضايا المصيرية,والذي يظن النظام واهمآ,أن الصمت تجاه القضايا المصيرية يقود الي نسيانها بمرور الزمن…!؟ *الغريب في السياسة الأمريكية أنها تتعامل مع الأنظمة الحاكمة والتي تقبض علي زمام الأمور,بغض النظر عن طريقة حكمها ولا يهمها ان كان ديكتاتوريآ كان أم ديموقراطيآ,وهي تحبذ الأنظمة الديكتاتورية دون غيرها,فالديكتاتور عادة ما يطلب عونآ خارجيآ من نظام قوي يدعمه لسحق شعبه,وهنا تناديه أمريكا ..أنا لها…!! *فأمريكا بعدائها المصطنع للنظام ثبتت النظام الذي كانت قياداته تخشي السقوط في اية لحظة,ولو أرادت اسقاطه في لحظاته الأولي لما عجزت,,,!!! *فالنظام جاء في زمن تغيرت فيه موازين القوي العالمية,فالاتحاد السوفييتي كان في أضعف حالاته,التي سرعان ما أودت به الي الهلاك,وباتت أمريكا جراء ذلك الآمر الناهي في العالم.فغزت افغانستانوالعراق الذي كان بالمقارنة مع السودان قويآ,فما الذي منع أمريكا من غزو السودان رغم أنه كان أقل تكلفة بكثير من غزو العراق…!؟ *ورغم الشعارات البراقة(دنا عذابها)كانت أمريكا ترد(أمطري حيث شئت فسيأتيني خراجك) ومن هنا تمثل الدعم الأمريكي للنظام,وهو الدعم الحقيقي,الذي تمثل في عدم اسقاطها له وكان لها القدرة علي ذلك…!!!؟ *لو عملت امريكا علي اسقاط النظام لكان في هذا شرف له,ولكنها عملت علي ما هو أكثر اذلالآ له,فرضت عليه فصل الجنوب,رغم أن ذلك مخالف تمامآ للقانون الدولي,الذي تنص احدي مواده بصورة واضحة لا تقبل التأويل حيث تنص المادة (ان حق تقرير المصير يمنح للأمم ذات الثقافة واللغة المشتركة)وبرغم وضوح هذه المادة وضوح الشمس الا ان النظام رضخ للتعليمات الأمريكية وحقق لها رغبتها,أما الذي يجعلك تشعر بالغثيان أن من وقع علي هذه الجريمة رجل قانون…!!!؟ *أمريكا تريد لهذا النظام البقاء,وبعكس العراق الذي غزته وحولته لدولة فاشلة وانفقت جراء ذلك آلآف المليارات,فهي لا ترغب في دفع المزيد ما دام النظام قد تطوع لذلك بدلآ عنها.فالذي خططته أمريكا هو خلق دولتين فاشلتين في الشمال والجنوب,ولمن يريد التأكد من ذلك فليرجع الي تقرير csisالذي نشرته أمريكا قبل توقيع اتفاقية نيفاشا بعام كامل تحت عنوان (سودان ما بعد السلام)…!!!؟ *وتفتيت أي بلد يبدأ بجيشها الذي يحمي حدودها من التفتت,وكانت خطة النظام احلال الدفاع الشعبي مكان الجيش,وكان الاعلام مسلط عليه,ولعله اقتدي بما يعرف بالحرس الثوري في ايران,ولكنه تجاهل حقيقة ماثلة وهي أن الحرس الثوري لم يلغ الجيش,ورغم انهما متوازيان الا أن أي منهما لم يحاول الغاء الآخر…!!!؟ *وهنا وجدت أمريكا ضالتها فعملت علي الغاء دور الدفاع الشعبي بنص الاتفاقية,هذا بالاضافة الي اضعاف الجيش القومي,الذي مثل المؤسسة القومية الوحيدة في السودان,واستبداله بآخر قبلي آلت له زمام الامور امعانآ في تأكيد فشل الدولة…!!!؟ *وبفشل الدولة غاب مفهوم الأمن القومي تمامآ,وحل مكانه أمن النظام وبقائه,فالأمن القومي لأي دولة يجري البحث عنه خارج الحدود التي يحميها الجيش القومي,وبفشل الدولة ما عاد للحدود وجود فقد غاب حاميها….!!!؟ *ما هي الورقة التي يمكن للنظام لعبها لمواجهة القرار الأمريكي الأخير؟فالجميع في المنطقة يلعب دور محاربة الارهاب,وهذه لا يستطيع النظام لعبها فهو في لوح أمريكا (المحفوظ)أحد رعاته..!هل يلعب بورقة الاعتراف باسرائيل؟هذه الأخري احترقت بعد أن لعبت دورها في الرفع الجزئي المشروط للعقوبات ,والتي بدورها احترقت هي الأخري بأول قرار من ترامب…!!!؟ *هناك ورقة واحدة دبلوماسية يمكن من أجل السودان لعبها ان كان النظام يعبئ به.السفارة الأمريكية في الخرطوم,والتي تعتبر من أضخم السفارات في افريقيا,ليست لمصلحة في السودان,فمصالحها يؤمنها النظام,وموقع السودان الجيوبوليتيكي,يجعل من السهل ادارة افريقا من الخرطوم,فالسودان يطل علي غرب أفريقيا ومنطقة البحيرات والقرن الأفريقي,والسودان يتقاسم مع تلك المناطق القبائل كما أن له تأثير ثقافي قوي عليها,وكانت تلك ورقة يمكن للسودان لعبها ولكن ضيق افق النظام أضاعها,وبعد أن كان صاحب كلمة تبدل الحال لدرجة أن من كانوا يصغون اليه طمعوا في أراضيه واحتلوها…!!! *ماذا لو لعب السودان ورقة السفارة وطلب ذات العدد من الدبلوماسيين السودانيين في السفارة السودانية في واشنطن…!؟وهو حق تكفله الأعراف الدولية,سفارتنا في واشنطن لا يزيد عدد الدبلوماسيين فيها عن أصابع اليد,وفي السفارة الأمريكية في الخرطوم يصل العدد المئآت ان لم نقل الألآف.وهذا من حق الدولة يكفله القانون وتدعمه الأعراف الدولية,فأي مصلحة تعود للسودان من وجود مئات الدبلوماسيين الأمريكيين,وهي في ذات الوقت تحاصرنا من كل الجوانب…!؟ *أقول للنظام ما لم يكن السودان منتجآ وقويا فلن يعبأ به أحد بل سيطمع فيه الآخرون,ولن تنفعه حكومة عريضة كانت أم ضيقة,ولن يضيف اليه رجوع الصادق المهدي الية كما لم يخصم منه غيابه شيئا,ولن تغنه عودة المرغني,كما لم يفقره غيابه…!!! *السودان يريد حكومة تدافع عما بقي منه وتبقيه,حكومة تنتج وتطعم شعبها حكومة لا تتسول لقمة العيش لشعبها في زمن أصبح الغذاء فيه أزمة عالمية,والأمر المحير أن انه(أي السودان) أحد ثلاثة دول سيعتمد عليها العالم في غذاءه في المستقبل القريب…!!!؟ *أيها السياسيون الطامعون الذين امتنهنتم السياسة وسيلة لأكل عيشكم أفيقوا,كنت دائمآ أخاطب البشير بأن بقي له ذراع ولكن هذه المرة أخاطبكم جميعآ بما فيكم البشير بأن بقي للسودان ذراع,فهل من مدكر..!؟ [email protected]