* سخرية مُرة واحتجاجات حادة قوبلت بها تصريحات وزارة الداخلية السودانية؛ ففي خبر متداول أكدت الوزارة عدم فرضها تأشيرة على السوريين لدخول البلاد، وقال الناطق الرسمي باسم الشرطة الفريق عمر المختار حاج النور في تصريح ل"المركز السوداني للخدمات الصحفية" إن الداخلية لا تحتاج لوضع مزيد من الضوابط وإن إجراءاتها في غاية الانضباط، وأكد أن الجواز السوداني لا تلاعب فيه، وأن استخراجه محاط بسياج منيع من الإجراءات والضوابط. وأكد المكتب الصحفي للشرطة أنه لم تصدر أية قرارات بشأن منح الجنسية والجواز لغير السودانيين، مشيراً إلى أن الحصول عليهما يتم وفق إجراءات محددة منصوص عليها في القانون لا يمكن تجاوزها. * ربما هذا التصريح هو الأول للناطق الرسمي الجديد.. ولا شك أنه استفز الكثيرين حسب إطلاعي على تعليقات شتى تسخر وتمد الألسن بوضوح حيال مسألة (السياج المنيع!!) الذي يحيط بجواز السفر السوداني..! لن أزيد بتعليق في هذه الجزئية التي لم يترك المعلقون قولاً حولها..! إذ أدّخر سطوري لوقت قادم؛ فربما يظهر وزير الداخلية مرة أخرى مصرحاً حول منطقة (جبل عامر) مؤكداً أو نافياً تصريحاته السابقة بوجود (3000) أجنبي مسلح في المنطقة المذكورة المشهورة بمناجم الذهب..! كما أدخر سطوري إلى حين انتهاء التحقيقات الشرطية بمدينة حلفا الجديدة مع ثلاثة أشخاص رموا عبوتين من الغاز المسيل للدموع أثناء حفل لإحدى المغنيات..! إلى ماذا ستنتهي التحقيقات يا ترى في ضوء الحقيقة الواضحة؟! وهل سيخبرنا المكتب الصحفي للشرطة بهوية (المُحَقق معهم) ومن أين حصلوا على الغاز؟! أعني بعد الفراغ من التحقيقات..!! سننتظر.. وعيننا دائماً تتابع (سياج الشرطة المنيع)..!! * لكن عموماً وبعيداً عن ما سلف؛ لسنا بحاجة لملء الفم بالقول إنه لا يوجد كابح أصلاً للفوضى العارمة في كافة النواحي السودانية طوال فترة تسلط الحزب الحاكم الفاشل لحد التهتك؛ ففي عهده صار السودان (كالغربال) من حيث (القدقدَة) والتقهقر والانحطاط الشامل..! لقد تحول الخداع إلى (موضة قديمة) في زمن الإعلام الجديد الذي لا سلطان عليه؛ وبالتالي فإن أي كلام عارٍ من الصحة سيرتد على وجه صاحبه فوراً ويعم القرى والحضر في دقائق معدودات..! * لقد مللنا مضغ الحروف كيفما اتفق من أفواه حكومة الأمر الواقع؛ واسهامها الكريه إزاء ما وصل إليه الإنسان السوداني من (تهميش عالمي) ووقاحة يبديها العرب والعجم تجاهه بسبب نظام (أكثر وقاحة) يصر رئيسه على ذل (الجنسية السودانية!) التي تعبت وزارة الداخلية في (سياجها المنيع) أيضاً..! الرئيس تحدث أمس الأول عن قضية حلايب حديثاً أفضل منه السكوت؛ ضارباً بالشعب عرض القصر.. أنظروا إلى الخيبة المجلجلة في خبر الرئيس ووزيره بشأن حلايب: (اتفق الرئيسان عمر البشير، ونظيره المصري عبدالفتاح السيسي أن لا تشغل قضية "حلايب المحتلة" البلدين عن تقوية العلاقات بينهما، وطلب البشير من السيسي الاسراع بحل القضية وتسليم معدات المعدنين السودانيين المحتجزة. وقال وزير الخارجية برفيسور ابراهيم غندور، ل"الجريدة"؛ إن الرئيسان اتفقا على أن لا تشغل القضايا الخلافية البلدين عن الوصول إلى ما يمكن أن يؤدي إلى تمتين العلاقة بينهما، وأشار الى أن قضية حلايب ممتدة وأن الرئيسان وجها وزيري خارجية البلدين بعمل أطر تنفيذية وهيكلية لرؤى تكاملية). * الخبر بقلم الزميلة مها التلب بتصرف من صحيفة (الجريدة)؛ وهو يصلح لكتاب عن (رذالة النظام اللا وطني) لكن لا أجد مساحة تتسع لتفصيل أوجه الخيبة غير المحدودة؛ إنما عطفاً على ما تقدّم يتأكد للقارئ أن السلطة ماتزال مصرة على أن تكون الفاعل الأول (لترخيص) البلاد وإنسانها..! لا سياج يحمي عزة المواطن وكرامته حينما تكون السلطة كلها عارية وعاجزة عن الارتفاع من حضيض أشخاصها..!! أعوذ بالله الجريدة