الدعم السريع يعلن السيطرة على النهود    وزير التربية والتعليم بالشمالية يقدم التهنئة للطالبة اسراء اول الشهادة السودانية بمنطقة تنقاسي    سقطت مدينة النهود .. استباحتها مليشيات وعصابات التمرد    عقار: بعض العاملين مع الوزراء في بورتسودان اشتروا شقق في القاهرة وتركيا    عقوبة في نواكشوط… وصفعات في الداخل!    الهلال يواجه اسنيم في لقاء مؤجل    تكوين روابط محبي ومشجعي هلال كوستي بالخارج    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    سلسلة تقارير .. جامعة ابن سينا .. حينما يتحول التعليم إلى سلعة للسمسرة    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المؤتمر الوطنى يعاقب د. فتح الرحمن القاضى بسبب موقفه من الاغاثة الانسانية
نشر في حريات يوم 08 - 02 - 2017


بسم الله الرحمن الرحيم
علي خلفية انتخابات المجلس السوداني للمنظمات الطوعية (اسكوفا)
رسالتي الي الاخوة الاساتذة عبد الله ابراهيم فكي
مسئول المنظمات بالحركة الاسلامية
وكمال عبد اللطيف مسئول المنظمات بالمؤتمر الوطني
سلام من الله ومحبة
عطفا علي مكالمتكم التلفونية التي تلقيتها امس الاول علاوة علي رسالتكم لي علي الواتساب فيما يتعلق بانتخابات المجلس السوداني للمنظمات الطوعية المزمع انعقادها نهار اليوم الاثنين باتحاد المصارف فانني لارجو ان افيدكم بانني تبلغت مضمون الرسالة التي تودون ابلاغها لي وفحواها انكم تستبعدونني من قائمة وضعتموها باسم الحركة الاسلامية والمؤتمر الوطني باعتبار ان المعايير الخاصة التي اعتمدتموها لا تنسحب علي شخصي الضعيف .
واود ان تتبلغوا بذات الوضوح في هذه الرسالة الموجهة الي شخصكم الكريم ومع موجبات التقدير علي المستوي الشخصي وعظم الخلاف علي المستوي الموضوعي فانني لارجو ان تسمحوا لي بابلاغ رسالتي المتواضعة هذه لشخصيكما فيما يلي :
اولا:
سوف تبقي مبادرتي التي طرحتها من قبل في الشأن الانساني في محلها ولن اتخلي عنها بالطبع نتيجة ضغوط او املاءات وفي مقدور المؤتمر الوطني او الحركة الاسلامية ان تقبل بها او تعرض عنها وفي نهاية المطاف يبقي الكاسب الاكبر من يمتثل لداعي السلام والانسانية ويبقي الخاسر الاعظم من يؤثر الاستمرار في تاجيج اوار الحرب والنزاع. ومن هذا المنطلق سنظل نطرح حزمة الافكار التي طورناها من قبل في سياق مبادرة المجتمع المدني للامن الانساني وفض النزاع وبناء السلام في سائر المحافل الوطنية والاقليمية والدولية املا في وضع حد لمعاناة عشرات الالاف من المنكوبين في مواقع النزاع المسلح ، علاوة علي تيسير عقدة التفاوض بين الحكومة والحركات المسلحة مما يسمح بدوره بانسياب المساعدات الانسانية وتحقيق الحريات والحقوق الاساسية لشعب السودان ، ما يعزز هذا المسعي ويجعله اكثر الحاحا من اي وقت مضي ان رهطكم الكريم في المؤتمر الوطني والحركة الاسلامية يربط اجازة الحريات ويرهن انفاذها بتحقيق السلام . ويستدل من ذلك انه طالما لم يتم ابرام السلام فسوف تظل الحريات معلقة، وسوف يظل السلام نفسه مؤجلا الي اجل غير مسمي طالما كانت موجبات تهيئة المناخ غير متوفرة وفي مقدمتها التوافق علي انماط تقديم المساعدات الانسانية لمختلف المواقع المتضررة ( Modalities of Relief Assistance) بين اطراف النزاع المتمثلة في حكومة السودان والحركات والفصائل التي تحمل السلاح.
واود في هذا المقام ان انهي لكريم علمكم بان سائر المبادرات اللاحقة التي تلت حزمة الافكار المتواضعة التي طورناها لتحقيق الاهداف السامية المشار اليها بعاليه ممثلة في المبادرة الامريكية ومبادرة السيد امبيكي التي انما تدور رحاها حول ذات الافكار والمقترحات والافكار الاساسية التي وردت في صلب مبادرتنا التي تستهدف حث الفئات المتنازعة وحضها علي التوصل لتوافق حول قضايا العون الانساني في مناطق النزاعات المسلحة مما يفضي الي معالجة الملفات الشائكة علي صعيد الحرب والسلام والوفاق في السودان، وبناءا عليه سيظل سعينا قائما وجهدنا متصلاً وايادينا ممدودة لجميع الاطراف بما فيها انتم من اجل تجاوز عقدة التفاوض باذن الله وتوفيقه مهما تعاظمت الضغوط او تزايدت امارات التشكيك .
ونود في هذا المقام ان ننهي لكريم علمكم باننا درجنا علي النفكير خارج اطر الصناديق الحزبية والتنظيمية منذ ما قبل الانقاذ حتي يومنا هذا مستصحبين (عقلنا النقدي )، وهكذا كان قدرنا ان نتصدي للجوانب السالبة لعملية شريان الحياة منذ الوهلة الاولي يوم كانت OLS مجرد طلاسم لا يدرك كنهها الكثيرون … وهكذا تصدينا لنيفاشا يوم ان صفقتم لها جميعا بمعية طائفة من اهل السودان غير متنبهين للمحاذير التي تنطوي عليها مما افضي من بعد لانشطار السودان الي قطرين شمال وجنوب وانتم تنظرون ولا تقدرون علي فعل شئ بعد وقع الكارثة . وفي هذا الصدد لم يحجبنا عن الجهر بما نراه حقا اعتقال جائر او سجن مقدر اواتهامات كيدية متحملين في سبيل ذلك كافة صنوف الاذي التي من الممكن ان تنجم عن البروز بموقف مستقل وسيظل هذا ديدنا الي ان يقضي الله امرا كان مفعولا ….
ثانياً:
كان مبتدأ حديثكم بالامس واضحا ومفاده ان رهطكم ينعي علينا عدم الاحتشاد خلف المفاوض الوطني في اشكالية المساعدات الانسانية ، ولو قلتم الموقف الرسمي لكان ادق واليق ذلك انكم تعمدون الي تفصيل رداء الوطنية علي مقاسكم وتنزعونها عن الاخرين. وفي هذا المقام نؤكد لكم وللمجتمع المدني كافة باننا لن نحتشد الا خلف ما نحسب انه حق ، وسوف يظل موقفنا هذا قائما ولو اجتمع اهل السودان جميعا في مواجهتنا طالما قدرنا اننا نلتزم الموقف الاصوب . ولذا فان اتخاذكم موقفاً اقصائياً في مواجهتنا علي خلفية انتخابات اسكوفا الذي يأتي في سياق فرض عقوبة علينا لتطويرنا مبادرة الشأن الانساني لن يفت في عضدنا ولن يعجزنا عن المضي في تقديم المزيد من الاطروحات والمبادرات مستهدفين خير هذه الامة ونفعها في المقام الاول والاخير، وسنمضي في هذا الاتجاه ولو اقتضي الامر ان نقيم لنا منبرا فوق السقف ، سقف المؤتمر الوطني والحركة الاسلامية او ما سواهما من المواقع والامكنة.
ثالثاً:
كان في مقدوركم أن تلجأوا الي مخاطبتنا مباشرة لكي ننسحب من سباق الترشح لمجلس ادارة اسكوفا ، وكنا سنمتثل لارادة التوافق بغض النظر عن مصدرها تقديرا لدواعي الاخوة والمحبة وايثارا للمصلحة العليا للعمل الطوعي ولكن مما يؤسف له أن الاسلوب الذي اتبعتموه لانفاذ هذا الغرض من خلال التآمر علينا والالتفاف خلف ظهرنا وعدم التورع عن ممارسة الضغوط والترهيب علي منظمة تنمية الاطفال اليافعين لكي تمتنع عن ترشيحنا او تسحب الترشيح الذي ابرمته لا يمكن أن يصنف الا في خانة الاساليب الفاسدة التي تمارس في ايام الصمت الانتخابي، فوق كونه لا يتسق مع قواعد التنافس الشريف مما لا يترك للمرء مجالا سوي مناهضته والتصدي له وفضح منطلقاته البائسة.
رابعاً:
ونود ان نقول باوضح عبارات ممكنة باننا سوف نتصدي من الان فصاعدا لاي مخططات تصدر من قبل امانة المنظمات بالمؤتمر الوطني والحركة الاسلامية طالما كان هذا النهج الاقصائي سائدا ومستحوذاً علي عقلية القائمين علي امر العمل الطوعي في هذين الكيانين. ليس ثمة شك في ان المجتمع المدني من الرشد بمكان بحيث انه لن يعجز عن التقرير في مصائره، وادارة شئونه بوعي واقتدار، واختيار ممثليه في مجلس ادارة اسكوفا او ما سواها من الشبكات والكيانات وفق المعايير التي تلبي متطلبات كل مرحلة من مراحل تطور العمل الطوعي في البلاد. ثم ان انتماؤكم للحركة الاسلامية او المؤتمر الوطني لا يخول لكم مشروعية التدخل في مصائر المجتمع المدني الحر او التحكم في مآلاته. والمجتمع المدني، ويشمل ذلك اسكوفا ولا يقتصر عليها ، ليس في حاجه لكي يخضع لوصاية اية جهة كانت لكي تمارس عليه دور الابوة ، او تضع له الخطط والمؤشرات الدالة علي اتجاهات تطوره والا لما صار مجتمعا مدنياً يتحلي بالقدرة للنهوض بمسئولياته منفرداً ولصار مجرد واجهة طوعية مصطنعة تصدر في مواقفها عن حزب سياسي متحكم.
خامساً:
لعلكم لا تدركون ان مواقع مجالس الادارات المعنية بوضع الاستراتيجيات والتخطيط انما هي الموقع الارحب لامثالنا وامثالكم فيما يحسن التنحي عن شغل مواقع التنفيذ وايكالها الي الاجيال الناشئة في سائر المجالات ، وعليه فمن عجب ان تلجأوا الي طرح حجة داحضة كهذه وتتخذوها معيارا لاقصائنا من الانتساب لمجلس ادارة اسكوفا ؟! . واذا كانت حجة كهذه تصلح معيارا للحكم فلم لا تلتزمون بها انتم اولاً بمعية صاحبكم الاستاذ كمال عبد اللطيف لكي تتنحيا في الحال وتخليا موقعيكما في امانة المنظمات بالحركة الاسلامية والمؤتمر الوطني علي التوالي لجيل الشباب …تري أتأمرون الناس بالبر وتنسون انفسكم ؟!. … وطالما كانت هذه هي الفرضية التي تنطلقون منها فان قانون الاتساق العام يحتم عليكم أن توعزوا الي مدراء المنظمات الذين قاربوا الستين او جاوزوها في المنظمات الطوعية الواقعة تحت امرتكم ، كما تزعمون، ان يسارعوا الي التنحي من مواقعهم في رئاسة المنظمات الطوعية لكي يتيحوا الفرصة للشباب ليشغلوا ذات المواقع… ولم نذهب بعيدا فلم لا تلتفون الي اعضاء مكتبكم في الحركة الاسلامية الذي دفعتم بعضاً منهم للترشيح من اجل السيطرة علي مقاليد اسكوفا والتحكم فيها لتكتشفوا ان المعايير التي اعتمدتموها في مواجهة الغير واقصائهم من الترشح لعضوية مجلس ادارة اسكوفا لا تنطبق عليهم بحال من الاحوال ، فمالكم كيف تحكمون ؟! … اما اذا اثرتم ان تركنوا انتم الي اسداء النصح والتوجيهات من علي البعد فوق رؤوس المؤسسات وليس عبر اجهزتها المنتخبة فاننا لن نسايركم في هذا المنحي الخاطئ المتمثل في التحكم في المؤسسات عبر الريموت كنترول من علي البعد خارج الاطر المعلومة باعتبار ان ذلك يشكل تقويضاً للعمل الطوعي واسسه ومكوناته وهو ما نربأ بانفسنا ان نكون طرفاً فيه ؟!.
سادساً:
في ظل التحولات التي طرأت علي البلاد والمتمثله في اقبال وتداعي العديد من القوي والتيارات السياسية والمنظمات المجتمعية علي ساحة الحوار الوطني فقد كان محتماً اتاحة الفرصة للجميع لبناء شراكة استراتيجية واتاحة الشوري لمخاطبة الاسباب الجذرية لمشكلات البلاد والسعي في تحقيق المصلحة الفضلي للبلاد بعامة والعمل الطوعي الانساني بخاصة ، بيد انكم في في امانة المنظمات بالحركة الاسلامية والمؤتمر الوطني عوضاً عن ذلك تتغافلون عن موجبات التلاقي الوطني في ظل مرحلة ما بعد الحوار، وتتجاهلون ما يجمع الناس ويوحدهم خلف الاجندة الوطنية التي افرزها الحوار الوطني ، وترتدون الي ولعكم القديم القائم علي الاستحواذ والسيطرة من خلال تصنيف الاخرين واقصائهم استنادا الي خلفيات سياسية متوهمة . وفيما تجتهدون في استنساخ تجارب المفاصلة من الميدان السياسي الي الميدان الطوعي من خلال اعادة انتاج تجارب الاقصاء والمفاصلة التي اطلت براسها الخبيث العام 2000 فان ذلك يعني انكم لم تنسون شيئا ولم تتعلمون شيئا خلال ستة عشر عاما انصرمت منذ المفاصلة حتي يومنا هذا الامر الذي يصيب فلسفة الحوار الوطني والغايات العليا للحوار في مقتل.
سابعاً:
في هذا السياق ينبغي ان تعلموا حقيقة ان المؤسسات والمناصب لا تصنع الاشخاص وانما علي العكس فان عطاء الافراد وخبراتهم هو الذي يجعل للمؤسسات قيمة، وهذا شاننا لا بل شان المخلصين من قبيلة العمل الطوعي في التعامل مع المجلس السوداني للمنظمات الطوعية (اسكوفا) وما سواه من الكيانات الطوعية. واسكوفا تبدو في الواقع اكثر احتياجا الي دعمنا الفني والمؤسسي اكثر من احتياجنا نحن للانتساب لعضوية مجلس ادارة اسكوفا … وينبغي ان تعلموا جيداً ان اقبالنا علي الترشح لمجلس ادارة اسكوفا انما يجئ من باب الامتثال لرغبة كريمة من منظمة تنمية الاطفال اليافعين التي تستحق بالفعل ان تشغل مقعدا في مجلس الادارة باعتبار كونها احد اكبر المنظمات الرائدة في مجال الطفولة.
ثامناً:
كما ينبغي ان تعلموا، فضلا عن ذلك ، ان امتثالنا للترشيح يجئ من باب الحرص علي اداء رسالة سامية التزمنا بها طوال سني حياتنا الواعية تجاه العمل الطوعي والانساني في السودان ، ونحن اذ نقول بذلك لا نمن علي احد ولا نستكثر علي امة السودان شيئا، وانما نذكر ذلك من باب تقرير الحقائق المقررة . وبما انكم في امانة المنظمات بالحركة الاسلامية والمؤتمر الوطني قريبو العهد بالعمل الطوعي بعامة واسكوفا بخاصة فلعله لم يتيسر لكم الاطلاع علي حجم الجهود المؤسسية والفنية والفكرية التي توفرنا عليها تطوعا عن طيب خاطر لاكثر من خمس وعشرين عاما للارتقاء باسكوفا والاعلاء من شان العمل الطوعي الانساني علي المستوي الوطني والاقليمي والدولي . أما ما يجعلنا لشيء من الطمئنان في امرنا كله فضلا عن توفيق الله وعونه ، تقدير نفر ليس باليسير لمجهودنا هذا المتواضع في ساحة الحقل الطوعي الانساني، الامر الذي يجعلنا ليس في حاجة للاعتراف بالجميل او تقدير المعروف ممن جبلوا علي الاجحاف والجحود ونكران الجميل.
تاسعاً:
في واقع الامر ان موقف العزل والاقصاء الذي يمارس ضد النشطاء في الحقل الطوعي باسم الحركة الاسلامية ليس بجديد ولا مستغرب ذلك ان الوكالة الاسلامية الافريقية للاغاثة شهدت من قبل استهدافا جائرا في شخص المرحوم الدكتور عبد الله سليمان العوض احد ابرز الرموز في مجال العمل الطوعي في السودان والعالم الاسلامي . ثم ان ذات الموقف الجاحد يتكرر بازاء منظمة الدعوة الاسلامية التي شهدت استهدافا لا يقل بشاعة في شخص الدكتور الامين محمد عثمان الذي تعرض للحبس والترهيب في احد بيوت الاشباح لارغامه علي التنحي في معركة الترشح لمنصب الامين العام للمنظمة فما كان منه الا ان غادر البلاد تاركا لكم ارثا ضخما فني زهرة عمرة لبنائه في الحقل الخيري وليتكم تفلحون في الحفاظ علي تراثه او المضي به من بعد . ومن عجب انني بلغت اليوم الذي رايت فيه بام عيني كيف تم اشهار السلاح في وجه الاخوة الاطباء د. عبد الله سليمان العوض ومصطفي ادريس البشير وحسن هرون وهم يشكلون قيادة الجمعية الطبية الاسلامية ، ولم يكن ذنبهم سوي انهم التقوا في رحاب اجتماع الجمعية العمومية للجمعية الطبية الاسلامية لتسليمكم الجمعية علي اثر قرار حل جائر ، مع العلم ان الاجتماع المذكور لم يشهده سوي نحو ثلاثون طبيبا مما لا يعد اخلالا بالامن او تهديدا للسلامة العامة باية حال من الاحوال ؟!.
وعلي كل حال يبقي الاستهداف الذي لقيناه من قبل الحركة الاسلامية ورصيفها المؤتمر الوطني ممثلا في امانتيهما للعمل الطوعي انما ياتي امتدادا لتراث طويل من العدوان، ذلك ان ما يلحق بنا انما يعد نذرا يسيرا مما لحق بهؤلاء الاخوة الصحاب ممن ارتحل الي رحاب العناية الالهية او من ظل علي قيد الحياة .لقد كان الظن قائما ، وبعض الظن اثم ، ان هذه الاساليب القمعية التي تتدثر بثياب الاسلام انما هي في طريقها للفناء مع بروز (بشريات مفترضة) للوفاق الوطني بيد ان ما اختبرناه بين ظهرانينا علي خلفية انتخابات اسكوفا ينبئ بوضوح تام ان البشريات المزعومة بين يدي مرحلة قادمة للوفاق انما هي نذر وخيمة تنبئ بسوء المآل .
عاشراً:
ليس ثمة شك في ان المجتمع المدني الذي بذلتم طاقتكم طيلة الشهرين الماضيين للتاثير عليه لا بل تزييف ارادته وانتم تعمدون من تأجيل الي تاجيل ومن تسويف الي تسويف في اقامة الانتخابات انما هو من الوعي بمكان بحيث لن يفوت عليه ادراك مخططكم الرامي للاستحواذ علي اسكوفا والتحكم في مجلس ادارتهاعبر الدفع ببعض عضوية مكاتبكم في امانة المنظمات بالحركة الاسلامية والمؤتمر الوطني للترشح لمجلس ادارة اسكوفا . وليتكم تكتفون بذلك واذا لاحتسبنا ذلك في اطار التنافس المشروع ولكنكم تستتبعون نهجكم الاستحواذي هذا بادارة حملة شرسة للترغيب والترهيب والامر والنهي باسم الحركة الاسلامية ، لضمان فوز مرشحيكم واقصاء الاخرين، في مواجهة كيانات طوعية مستقلة ليس لكم عليها من سلطان الامر الذي يخل بمبادئ التنافس الحر ويضرب مبدأ تكافؤ الفرص بين المنظمات في مقتل . ونسبة لما لهذا التوجه من مخاطر عظمي علي تراث الممارسة الديمقراطية والشورية فان هذا يستدعي دعوة جميع القوي الحية في الحقل الطوعي الوطني لمناهضة مسعاكم وابطال مفعوله الضار من خلال التصدي لمواجهة مخططكم الذي تعتزمون تمريره في انتخابات اسكوفا المزمع اجراؤها صبيحة اليوم الاثنين باتحاد المصارف .
حادى عشر :
وبغض النظر عن بلوغ مسعاكم فسوف يظل نهجنا في بسط الحقائق وجلاء الزيف قائما علي نحو موصول من اجل تبيان الحقائق وبذل النصح من موقع المعارض حتي يستبين الامر للناشطين كافة في سوح العمل الطوعي الوطني الامر الذي من شانه ان يمكنهم من الفكاك من الاستغلال، والانعتاق من الاستغفال الممارس عليهم باسم الوطنية المزعومة والاسلام المفتري عليه. وعلي كل حال فان ما تفرزه انتخابات مجلس ادارة اسكوفا التي يهرع القوم لانجازها في هذا التوقيت بالذات استباقا لتشكيل حكومة جديدة سوف تظل جزءا لا يتجزء من اهتمامنا باعتبار المكانة التي تحتلها اسكوفا في منظومة العمل الطوعي ككل … وسوف يبقي صوتنا عالياً في الدعوة لمراجعة العمل الطوعي باستراتيجياته وسياساته وهياكله ومؤسساته ولا نستثني اسكوفا عبر تصويب السهام تجاه مظاهر الخلل والقصور ، وفي هذا الاطار سنظل عونا لكل فئة او تجمع طوعي او كيان يستهدف رفعة العمل الخيري وتوظيفه لمصلحة الامة لا لمصلحة فرد او حزب او جهة. وسنظل نقف بالمرصاد لاية محاولة ترمي لتزييف ضمير العمل الطوعي وتحوير ارادة الناشطين عن مبتغاها الاصيل لكيما تخدم اي اغراض اخري تتنافي مع القيم النبيلة للعمل الطوعي والانساني في البلاد.
ثانى عشر:
وفي الختام فان الحركة الاسلامية الحقة، والمؤتمر الوطني يبقي مطلوبا منهما التبرؤ من نهج الدسائس هذا الذي يقوم به بعض المحسوبين عليهما والا اعتبرت هذه الكيانات نفسها مسئولة ومساءلة باجمعها عما يدور من تجاوزات كبري في ساحة العمل الطوعي الانساني. ويبقي العمل الطوعي في نهاية المطاف موعود بانجاز رسالته السامية وغاياته النبيلة حال زوال المهددات التي تعوق تصديه لمهامة بوعي وحكمة واقتدار.
د. فتح الرحمن القاضي
مرشح لعضوية مجلس ادارة المجلس السوداني للمنظمات الطوعية (اسكوفا)
الخرطوم / السودان
6 فبراير 2017 .
Tel: 00249912219666
E mail: [email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.