للحقيقة والتاريخ ظل المجلس السوداني للجمعيات الطوعية « اسكوفا » يشارك في دفع العمل التطوعي والانساني في السودان ويثبت وجوده في الساحة كلما طرأ طارئ عوضاً عن قيامه بالعديد من المناشط المرتبطة بأهدافه وغاياته خلال مسيرته الطويلة الممتازة ، واسكوفا لدي المراقبين والمتابعين لملف العمل الطوعي تعتبر النافذة المستقلة لمنظمات المجتمع المدني حيث تضم في عضويتها 306 منظمات مجتمع مدني سودانية بالاضافة الي 40 منظمة مجتمع مدني اقليمية ودولية ولا توجد نافذة برأي تماثل اسكوفا في الاستقلالية والحيادية فكل المجموعات التي تتسمي وتلتحف بالوطنية المزعومة لا تعدو كونها اجساما مصنوعة لتنفيذ اجندة محددة اما تتعلق بالسلطة فهي تقتات من اموال دافعي الضرائب او اجسام معارضة تتلقي الدعم من الاجنبي لتنفيذ غايات خارجية ، اما العمل المهني التطوعي فهو حصر علي اسكوفا ولو كره المبطلون وشواهدنا علي ذلك كثيرة . المجلس السوداني للجمعيات الطوعية يضم في قيادته العديد من خبراء العمل الطوعي والانساني المشهود لهم بالكفاءة والحكمة والمقبولية بالداخل والخارج واغلب قيادات المجلس يتمتعون بالخبرة المكتسبة من الخدمة الطويلة الممتازة ولذلك لايمكن ان يتجاهل المجلس اصدار البيانات في القضايا المهمة، فقد اصدر المجلس بيانات في احداث دارفور ومقتل المدنيين في دارفور، واصدر المجلس بياناً خاصاً بالوضع الانساني في المنطقتين جنوب كردفان والنيل الازرق، وعلي المستوي الدولي اصدر المجلس بياناً عن الاقليات المسلمة « الروهنجيا » ، ودعا المجتمع الدولي للانتصاف لحقوق الانسان والمواثيق الدولية، واصدر المجلس العديد من البيانات عن الوضع في سوريا وغيرها واوصلها للصحف ولوكالات الانباء ولوكالة سونا علي وجه الخصوص وجد بعضها حظه من النشر والاهتمام وتم اهمال نشر العديد من البيانات، اما قصداً ومنعاً وإما اهمالاً بلا وعي ، وبالتالي ليس من تحري المصداقية القول ان اسكوفا لم تصدر بيانات قبل بيانها الاخير غير المسبوق . وبيان اسكوفا الاخير الذي حمل عنوان « بيان حول الاحداث الجارية في مصر » يعتبر اول بيان يعبر عن رأي منظمات المجتمع المدني السودانية المستقلة في ما يجري في مصر من احداث ، فأهل السودان لا يمكن ان يتفرجوا علي ما يحدث في مصر وكأن الامر لا يعنيهم ، هنالك ارواح وأنفس تزهق وهنالك تمويلات مالية ضخمة لتغيير وجه مصر وهنالك رئيس مختطف ومعتقل بقوة السلاح لا لذنب سوي انه يبالغ في « دعم اواصر الإخاء بين شعب مصر واخوته الفلسطينيين ويعادي اليهود »، ينبغي التعبير ..وقد جاء التعبير من اسكوفا متوازناً يرفض سفك الدماء والغوغائية ويرفض الانقلاب علي الشرعية ويترك الباب موارباً نحو آفاق الحل فهو الي جانب مناشدته منظمات المجتمع المدني والناشطين في مجالات حقوق الانسان علي امتداد العالم الحر بادانة الانتهاكات والانتصاف لضحايا الجرائم ضد الانسانية في مصر ينادي في ذات الوقت بدعم مبادرات علماء مصر ومفكريها ونشطائها التي تستهدف نزع فتيل الأزمة، وحفظ كيان الدولة المصرية، وسلامة وأمن مواطنيها، واستعادة المؤسسات الشرعية وحكم القانون. وبيان اسكوفا المشار اليه سبق بيان هيئة علماء السودان وتم نشره علي نطاق واسع ونشرته الزميلة « الانتباهة » كاملاً وتم تداوله في الشبكة العنكبوتية وعلي مواقع التواصل الاجتماعي بكثافة وبرأيي ان هذا الحراك الكبير أوغر صدور قوم مبطلين ولذلك عمدوا الي تحريك ادواتهم للنيل من «اسكوفا» وتاريخها الناصع البياض والإيحاء الي الرأي العام ان البيان كتبه شخص واحد في حين ان البيان تمت صياغته بواسطة لجنة مختارة ثم تم عرضه علي المجلس للنقاش كالعادة وتم تعديل العديد من الفقرات وهو جهد عمل جماعي بعيد عن الشخصنة واطلاق الاكاذيب والترهات، ومن المهم ان يتذكر الناس مراقبة الالسنة والاقلام بعدم اطلاق الاكاذيب خصوصاً ونحن في شهر رمضان المعظم .