كشكوليات (18) عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات بسم الله الرحمن الرحيم تقدم العالم من حولنا في سرعة إجراءات تكملة جميع متطلبات الحياة اليومية التي تحتاج لإوراق ثبوتيه حتي وصلوا لمرحلة الحكومة الإلكترونية ومن منزلك أو مكان عملك أو حتي سيارتك، يُمكِنك أن تقوم بكل إجراءاتك الرسمية ، بل وشراء ما يخطر علي بالك وإجراءات قطع تذاكر الطيران والحجز وتجديد رُخصة القيادة والإقامة ودفع جميع الفواتير وسحب النقود أوتحويلها وغيرها من المتطلبات دون أن تكلف نفسك الذهاب إلي مكتب وقوفاً في طوابير وزحمتها . في وطننا العزيز وبعد تطبيق قانون الرقم الوطني والبطاقة القومية كنا نمني أنفسنا أن تنتهي تلك الطوابير والزحمة إلي الأبد لأن البطاقة هي عنوان المواطن حاملة جميع معلوماته الضرورية لتكملة أي إجراء قانوني وهي تحمل رقم لا يتكرر إطلاقا كما البصمة للإنسان. شاءت الأقدار أن أكون الإسبوع الماضي مع أستاذ بروف لتجديد بطاقته القومية وذهبنا لمركز ما ، ومن كثرة تكرار هذا البروف علي المركز بمجرد دخولنا سأله السيد العقيد مالك يا دكتور؟ أجاب تجديد البطاقة القومية فقام بالتصديق وذهبنا حيث يتم إعطائك تذكرة متابعة!! تعجبنا لأن هنالك زحمة غير منظورة وأفاد البروف أنه ظل يتردد علي هذا المركز لفترة ثلاثة أسابيع وكل مرة هنالك وحجج وأعذار أقلها أن الشبكة طاشة. علي كل حال إنتظرنا الموظف المسئول والجماهير الغفيرة مُحتشدة في إنتظاره وطال الإنتظار وحصلت الهرجلة والكل قد علا صوته لغياب الموظف؟ هل في الفطور؟ هل خرج لغرض خاص؟ أين البديل؟ وجميع الموظفين يفيدون بأنه هو فقط المسئول عن إستخراج التذكرة عشان الباصوورد عندو!! ذهبنا إلي رئيس القسم وقام مشكوراً بتكليف موظف آخر بإجراء اللازم للجمهور وقد كان، ثم ذهبنا إلي قسم التصوير فكانت الطوابير لدرجة أننا ذهبنا لتناول وجبة الإفطار وعدنا لنجد أن دور البروف مازال بعيداً. الحمد لله إكتملت الإجراءات علي أن يستلم البروف البطاقة القومية في ظرف أيام ألله أعلم بعددها. نقول أتمني أن يكون جميع العاملين في هذه المكاتب ولإرتباطهم بالشرطة ،جزء ِمنها تنظيما وزياً . ثم أن عُذر الشبكة طاشة غير مُقنع إطلاقاً فكيف نقوم بتطبيق نظام فيه ثغرات فنية قد تؤخر مصالح المواطنين لإيام بل ربما أسابيع، وشئ آخر مكان إنتظار المواطنين لايتسع لعشرة فكيف بزحمة العشرات من جميع الأعمار نساء ورجال وأطفال تجدهم في الشارع وقوفاً لساعات والشبكة طاشة أو الموظف غير موجود. أتمني من السيد مدير عام البطاقة القومية أن يتكرم بإلزام جميع العاملين في هذه المراكز بالزي الرسمي إن كانوا ضباطاً أو صف أو جنود بل وعسكرة كل من يعمل بها لأن التعامل مع الجمهور يختلف، ثم العمل علي تهيئة مراكز البطاقة القومية بما يهيء سبل سرعة الإجراءات دون زحمة وفي نفس الوقت أن تكون سبل الراحة للمواطنين أثناء الإجراءات متوفرة ومتاحة وبينهم نساء وأطفال وكبار السن. نعلم أن هنالك مراكز يسير فيها العمل بسلاسة ولكن نتمني أن يكون هذا ديدنها كلها جميعاً دون إستثناء وأن تنتهي نغمة الشبكة طاشة أو أن الموظف غير موجود أو مشي يفطر أو عذر غير معروف. حملت الأسافير خبراً عن ولادة إمرأة أمام بوابة مستشفي الدايات بأمدرمان من شخص قال أنه كان شاهد عيان ولم يتمكن من تصوير الحدث!!! الطبيب السوداني ملاك رحمة ورسول إنسانية وقليل من المواطنين السودانيين يعلمون تلك الجهود التي يقوم بها الطبيب السوداني لأنه حكيم وفي جميع أصقاع الوطن وفي أسوأ ظروف وبيئة ومناخ عمل، ولكن الجحود والنكران من فئة لاندري إلي ماذا تهدف بنشر مثل تلك الأخبار الكذوبة إلا لحاجة في أنفسهم المريضة حقد وحسد وتأليب ضد الحكيم ومادروا أن الحكيم لا تؤثر فيه مثل تلك الأكاذيب والأخبار الملفقة ، لأنه وهب نفسه لخدمة الإنسانية جمعاء وإزالة الألم وبتر الداء وعودة الإبتسامة للمريض وأسرته والشافي هو الله. مستشفي الدايات بأمدرمان هي خلية نحل يعمل الأطباء والكوادر المساعدة ليل نهار دون كلل أو ملل ويقدمون أقصي ما يملكون من إمكانيات ومهارات وخبرات لإمراة أتتهم من أن تضع وليدها في أيدٍ حانية وقلوب عطوفة راحمة، وقبل سنوات نالت أعظم جائزة لإدائها المتميز عالمياً. كنا نتمني من ذلك الذي أورد الخبر أن يسجل زيارة للمستشفي قبل أن يكتب تلك الأكاذيب المغرضة والمضللة ليقف بنفسه علي أداء المستشفي والظروف التي يعمل فيها الأطباء والكوادر ومن ثم يحكم أو ينفث سمومه في الأسافير غرضاً وحقداً ونبشاً، الطبيب هو الحكيم لن تُغيّر فيه مثل تلك الأقاويل والأسافير والآن في كل بيت سوداني طبيب وطبيبة وكادر مُساعد، فلماذا يتقوّل البعض ذوي النفوس المريضة علي أهلهم وذويهم ؟ أليس الدعوة لإصلاح بيئة ومناخ العمل بالمستشفيات أولي وأهم وأوجب بدلا من تلك الأكاذيب ذات الغرض والمرض؟ الحكيم ليس معصوم من الخطأ أثناء الممارسة الطبية وإن كان الغرض هو تقديم أقصي درجات العلم والمعرفة والخبرة في ظروف إستثنائية لمساعدة المريض فهم يخلقون من الفسيخ شربات، فهل يدري كاتب تلك المعلومة المُضللة؟؟ الأطباء كما قلنا يواصلون ليلهم بنهارهم وصبحهم بمسائهم لايكلون ولا يملون، لايعرفون للراحة طعماً ولا للسرير مكاناً ولا للأسرة زمناً ولا لقضاء الحاجة وقتاً، هاشين باشين وتبسمك في وجه أخيك صدقة ويعلمون ويعيشون ويحسون بمعاناة المواطن وهو في أسوأ الظروف- المرض-، يكابدون ويدفعون من جيوبهم الخاوية لهذا المريض أو ذلك، ومع ذلك لايرجون إلا الجزاء من رب الجزاء، ولكن أن يكتب من يدّعي أنه صحفي تلك الفرية فهذا ما يحز في نفوسهم ويحبطهم، ولكنهم لأنهم ملائكة رحمة ورسل إنسانية، ولأن الطبيب حكيم، فهم حكماء في مثل تلك الترهات لأن هدفهم وغايتهم أسمي ،- الإنسانية-، وشفاء المريض ولا يعرفون التعامل بردة الفعل إطلاقاً لأن ذلك ليس من ديدنهم وعِلمِهم وأخلاقهم وطباعهم. مازال أطباء بلادي يرنون إلي مستقبل زاهر للطبابة في السودان تعليماً وخدمة وتدريباً، مازالوا ينظرون إلي الأفق من أجل التوزيع العادل للخدمات الصحية بالعدل والمساوة في جميع أصقاع الوطن، مازالوا يحلمون بمستقبل زاهر وتقدم للخدمات الصحية بداً من الرعاية الصحية الأولية التي يجب ويُفترض أن تشمل وتعم جميع قري وفرقان وحلال ومدن الوطن لأن الوقاية خير من العلاج ودرهم وقاية خير من قنطار علاج. أطباء وطني مازالوا ينظرون إلي الأفق مُحدقين في إلتزام وتبني السيد حسبو محمد عبد الرحمن نائب رئيس الجمهورية مذكرتهم التي كانت في أكتوبر 2016م وما شابها من سُلحفائية و تأخير وتعثُر في التنفيذ ، فكان الإحباط الذي قد يقود إلي عواقب نري أنها قد بدأت بالتململ وقد تنتهي إلي ما لايحمد عقباه ، ولهذا نتمني من السيد وزير الصحة الإتحادي الأستاذ بحر إدريس أبو قردة أن يتكرم بسرعة تنفيذ ماجاء فيها وهو المسئول الأول عن الخدمات الصحية في الوطن والمستشار لرئاسة الجمهورية فيها. إن تنفيذ تلك المطالب التي تضمنتها مذكرة لجنة الأطباء المركزية بمثابة صب الماء علي النار وتفويت الفرصة علي من يصفون الأطباء ومطالبتهم بحقوق المرضي والمهنة وتحسين بيئة ومناخ العمل والتدريب عبر الإضراب بأوصاف لاتليق بقيمنا ومثلنا وأخلاقنا، بل إن الأطباء وطنيتهم لاتحتاج لدليل أو برهان وتجردهم لايشكك فيه إلا من كانت بعيونه رمد أو أصحاب تضارب المصالح ذوي الغرض. أطباء بلادي هم رسل إنسانية وملائكة رحمة الطبيب السوداني هو الحكيم قولا وفعلا. وفقكم الله أينما كنتم وشفي علي يديكم كل من قصدكم مستشفياً والشافي هو الله.