مرتزقة أجانب يرجح أنهم من دولة كولومبيا يقاتلون إلى جانب المليشيا المملوكة لأسرة دقلو الإرهابية    بعثة منتخبنا تشيد بالأشقاء الجزائرين    منتخبنا المدرسي في مواجهة نظيره اليوغندي من أجل البرونزية    إتحاد الكرة يحتفل بختام الموسم الرياضي بالقضارف    دقلو أبو بريص    هل محمد خير جدل التعين واحقاد الطامعين!!    كامل إدريس يلتقي الناظر ترك ويدعو القيادات الأهلية بشرق السودان للمساهمة في الاستشفاء الوطني    أكثر من 80 "مرتزقا" كولومبيا قاتلوا مع مليشيا الدعم السريع خلال هجومها على الفاشر    شاهد بالفيديو.. بلة جابر: (ضحيتي بنفسي في ود مدني وتعرضت للإنذار من أجل المحترف الضجة وارغو والرئيس جمال الوالي)    حملة في السودان على تجار العملة    اتحاد جدة يحسم قضية التعاقد مع فينيسيوس    إيه الدنيا غير لمّة ناس في خير .. أو ساعة حُزُن ..!    إعلان خارطة الموسم الرياضي في السودان    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    ترتيبات في السودان بشأن خطوة تّجاه جوبا    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    تحديث جديد من أبل لهواتف iPhone يتضمن 29 إصلاحاً أمنياً    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    ميسي يستعد لحسم مستقبله مع إنتر ميامي    تقرير يكشف كواليس انهيار الرباعية وفشل اجتماع "إنقاذ" السودان؟    محمد عبدالقادر يكتب: بالتفصيل.. أسرار طريقة اختيار وزراء "حكومة الأمل"..    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    "تشات جي بي تي" يتلاعب بالبشر .. اجتاز اختبار "أنا لست روبوتا" بنجاح !    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    أول أزمة بين ريال مدريد ورابطة الدوري الإسباني    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    بزشكيان يحذِّر من أزمة مياه وشيكة في إيران    لجنة أمن ولاية الخرطوم تقرر حصر وتصنيف المضبوطات تمهيداً لإعادتها لأصحابها    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    مصانع أدوية تبدأ العمل في الخرطوم    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    زيادة راس المال الاسمي لبنك امدرمان الوطني الي 50 مليار جنيه سوداني    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    استعانت بصورة حسناء مغربية وأدعت أنها قبطية أمدرمانية.. "منيرة مجدي" قصة فتاة سودانية خدعت نشطاء بارزين وعدد كبير من الشباب ووجدت دعم غير مسبوق ونالت شهرة واسعة    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    الشمالية ونهر النيل أوضاع إنسانية مقلقة.. جرائم وقطوعات كهرباء وطرد نازحين    شرطة البحر الأحمر توضح ملابسات حادثة إطلاق نار أمام مستشفى عثمان دقنة ببورتسودان    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحركة الاسلامية السودانية: يمكن للمجتمع تجاوز مسألة الدين ولا يمكن تجاوز مسألة العيش المشترك
نشر في حريات يوم 06 - 04 - 2017

بعكس مقولة ماني صاحب المانوية بالحكمة والدهاء قد شققت طريقي بين البشر ان الحركة الاسلامية السودانية بالحيلة والدهاء قد شقت طريقها في بحر أنتصار الفراغ الظافر في ساحة الفكر السوداني. هناك أربعة مجموعات تحرك حبل روح الحيلة والدهاء من أجل أن تربط به الشعب السوداني من جديد في جذع انتصار الفراغ الظافر. بالحيلة والدهاء تحاول الحركة الاسلامية السودانية أن تغافل الشعب السوداني وتحاول أن تقلد العنقاء في الاحتراق والنهوض من بين الرماد بعودة علي الحاج والمؤتمر الشعبي وظهور نافع وعلى عثمان محمد طه وتوقيع غازي صلاح الدين وظهور مهدي ابراهيم.
أما المجموعة الثانية وتظهر فيها براعة الحيلة والدهاء في مكر خالد التيجاني النور وحسن مكي والمحبوب عبد السلام في فكرة لقاء نيروبي وجذب كل من كمال الجزولي ودكتور النور حمد الى لجة الفراغ الظافر لكي يكون حوار الفراغ مع الفراغ كما يقول ايمانويل تود الفيلسوف الفرنسي في وصف حالة الانتخابات الفرنسية التي تظهر فرنسا في برامج الانتخابات وهي متأخرة عن الركب السياسي في الغرب بثلاثة عقود وخاصة في طرح فرانسوا فيون.
لقاء نيروبي روح الحيلة والدهاء أي أن تلتف الحركة الاسلامية كما ثعابين الادغال على ضحاياها وهاهي الحركة الاسلامية تبتلع كمال الجزولي والنور حمد في تحيدها لهم من أرض المعركة وهذا لا يحصل إلا مع المثقف المنخدع.
العالم اليوم يتخلق ليولد من جديد. اوروبا وامريكا تتجه باتجاه الحماية الاقتصاد وقد أصبحت الحماية الاقتصادية ممر إلزامي وفي انتصار الشعبوي على النخبوي في امريكا وفوز ترامب وخروج بريطانيا من الاتحاد الاوربي جرس انذار لمرحلة تعقب فشل النيوليبرالية. وهاهي الصين تتجه الى الانكفاء بعد أن فشلت في دفاعها عن العولمة في منتدى دافوس. وحتي السعودية تحاول بفكرها الوهابي البدوي أن تطرح فكرة الاقتصاد والمجتمع في خطة اقتصادية الى غاية عام 2030 في محاولة لتطبيق فكر ماكس فيبر وطبعا حيل العقل ومكر التاريخ سيطلب من السعودية ان تقدم ايضا على الصعيد السياسي طرحا سياسيا يواكب التطور في فكرة الاقتصاد والمجتمع في السعودية ولم يعد أي مجتمع لم يتأثر بالتطور الذي يعيشه العالم اليوم.
ان فكرة اللجؤ الى الحماية الاقتصادية في امريكا وبريطانيا تحتاج لمدة زمنية لا تقل عن العقدين من الزمن لذلك خطة السعودية وفكرة الاقتصاد والمجتمع اظن نتيجة استشارات اقتصادية مقدمة من الغرب لكي تساعد المملكة السعودية من عبور الممر الالزامي في سبيل تطور منطقة الشرق الاوسط وخروجها من أوهام انهم أمة لا يغشاها التغيير.
وبما أن السودان اليوم في خدمة السعودية وتحقيق أمنها قد شمل بتجربة رفع العقوبات التي تفرضها امريكا على السودان ولكن الفرق بين السودان والسعودية كبير لأن السعودية وسلعة البترول عليها طلب عالمي رغم تدهور اسعار البترول في الاونة الاخيرة فان السعودية سوف تستطيع أن تحقق برامجها الاقتصادية وهي فكرة الاقتصاد والمجتمع ولكن سيفتح عليها ابواب الجحيم لأن ذلك سيطلب منها أي السعودية تقديم اصلاح سياسي ربما يدخلها في اضطرابات سياسية ربما تؤدي الى تغيير نظم الحكم في السعودية على المدى الطويل.
أما السودان ليس له مصادر تمويل من أجل تحقيق مشاريعه السياسية البائسة ان الازمة الاقتصادية التي يعيش فيها السودان وتدني مستويات المعيشة سوف تقود الى انسداد شرايين السياسة السودانية وتعجل بثورة شعبية سببها الفشل في الاداء الاقتصادي لنظام الحركة الاسلامية السودانية. نعم الدول الاوروبية اليوم في ظل ازمة أقتصادية طارئة مقدور عليها لأن الغرب له أدب تاريخ الفكر الاقتصادي وفلسفة السياسة التي تستطيع أن تنقل المجتمع دون أن يقترب من فكرة أنه قد أصبح مجتمع خارج التاريخ عكس أزمة نظم الحكم في العالم العربي والاسلامي وأوهام الهويات القاتلة التي قد أدت الى تفشي الاستبداد والفساد.
فمثلا فكرة معادلة الحرية والعدالة كروح لفكرة العقد الاجتماعي قد أصبحت كثمرة ناضجة من ثمرات عقل الأنوار الذي يرفض حتى معادلة العدالة والسلام في عقد هوبز وفكر الماركسية فعقد هوبز والفكر الماركسي يضحيان بالحرية في سبيل العدالة والسلام أما فكر الغرب اليوم فلا يمكن أن يضحي بالحرية لأي سبب من الاسباب. فليعلم مصطفى عبد العزيز البطل والدكتور عبد الله على ابراهيم أن في فكرة معادلة الحرية والعدالة يمكنها أن تتجاوز فكرة الاديان ولكن لا يمكنها تجاوز فكرة العيش المشترك. في عقل الانوار الذي يمجد العقلانية وابداع العقل البشري قد أصبح الدين بعد حدود العقل. لذلك لا نستغرب دفاع عبدالله علي ابراهيم عن المطلق في فكر الحركة الاسلامية فهو نتيجة لايمانه بمطلق الفكر الماركسي في زمن أصبح العالم يرفل في النسبية. فمهما بلغ عبدالله علي ابراهيم من مقام في الكتابة على اطار المحلي فلا يستطيع أن ينقذ حضارة اسلامية عربية قد أصبحت حضارة بلا لسان حسب رأي اوليفيه روا.
وأظن هذه المشكلة لم تك مشكلة عبدالله علي ابراهيم وحده يشترك فيها معه مصطفى البطل والنور حمد وكمال الجزولي فبعد لقاء نيروبي قد أصبحت حراسة الشعلة المقدسة في السودان مهنة الكتبة والفريسيين. بالمناسبة المثقف السوداني اسير سلطة الاب وميراث التسلط وإلا لماذا الدفاع عن نظام شمولي كنظام الانقاذ كما يفعل مصطفى البطل وعبد الله علي ابراهيم.
سلطة الاب وميراث التسلط تظهر في سيطرة الشيوعيين والاسلاميين على ساحة الفكر في السودان الى اليوم كل الشيوعين والاسلاميين في ايمانهم بالمطلق. وتظهر في صورة الاحزاب الطائفية وأسمائها تدل على الخروج من سلطة الاب وميراث التسلط والدخول في أمة كاسم لحزب الامة وأتحاد كحزب الميرغني وكلها اسماء تظهر عدم قدرة الفرد على الايمان بالفرد والعقل والحرية. الحزب الشيوعي والجبهة الاسلامية واحزاب الطائفية هي احلال سلطة الاب وميراث التسلط في نشاط سياسي داخل احزاب تعكس فقط دور سلطة الاب وميراث التسلط.
سلطة الاب وميراث التسلط يجعل المثقف السوداني يؤمن بفكرة الدين والتراث والامة فيختفي الفرد والعقل والحرية. في مجتمع سلطة الاب وميراث التسلط يختفي مجتمع الفكر الحر ويتبدى مجتمع الخوف والقتل على الهوية لذلك في مجتمع سلطة الاب وميراث التسلط في ألمانيا ظهرت النازية وفكرة القتل على الهوية مثل حالة المجتمع السوداني اليوم فهو يجسد مجتمع الخوف والقتل على الهوية كما النازية وإلا لماذا يقتل الفور والنوبة والفونج ومازال عبدالله على ابراهيم يدافع عن الفكر الاسلامي للانقاذ. ويذهب مصطفى البطل الى أقاصي مجتمع الخوف والقتل على الهوية ويعود بمعادلة بائسة ويسميها معادلة الامن والحرية. أن معادلة مصطفى البطل تجسد فكر مجتمع الخوف الذي تخيم عليه روح سلطة الاب وميراث التسلط التي قد ورثناها من الفكر العربي الاسلامي الذي يشترك مع الفكر النازي في الجذوع.
بالمناسبة أن اصرار ألمانيا على سياسة التقشف الاقتصادي في الاتحاد الاوروبي هي نتيجة سلطة الاب وميراث التسلط الناتج من تاريخ الاسرة الجذعية واثرها في البنى السياسية في ألمانيا وهي عكس الاسرة النووية في بريطانيا وفرنسا. فتاريخ الاسرة الجذعية في السودان يجعل من الشيوعي عبدالله علي ابراهيم وغيره من الكتبة والفريسيين يدافعون عن فكر الحركة الاسلامية لأنها تجسد فكر سلطة الاب وميراث التسلط كنتيجة لاتفاقية البقط التي استمرت لستة قرون وتجعل الصادق المهدي يدافع عن الحركة الاسلامية السودانية والنور حمد يناور بفكرة أن الانقاذ أوصلت المجتمع السوداني الى مرحلة لم يعد الخلاص منها إلا بالتفاوض معها كما تصر ألمانيا على سياسة التقشف في الاتحاد الاوروبي كنتيجة لتاريخ سلطة الاب وميراث التسلط وتاريخ الاسرة الجذعية. كذلك يظهر تاريخ الاسرة الجذعية في مصالحة عبدالله على ابراهيم ومصطفى البطل والنور حمد وكمال الجزولي في حوارهم مع فكر نازي كفكر الحركة الاسلامية السودانية.
يذكرنا حوار النور حمد وكمال الجزولي ودفاع عبدالله علي ابراهيم ومصطفى البطل عن الحركة الاسلامية السودانية مأساة ميشيل فوكو وتهوره أيام نجاح الثورة الخمينية وأندفاعة ودفاعه عنها وزيارته لطهران وبعدها كيف أصابه الندم والخجل الذي قد دفعه أن يتفادى الخروج الى الشارع متحاشي نظرات الاحتقار. ولكن علينا أن ننصف الرجل ميشيل فوكو أنقذه أنه يلامسه عصب الشعوب الحية فبعد هجومه ونقده الكاسح لعقل الانوار ومحاولته أن يقول أن النظم الديمقراطية والنظم الشمولية لا اختلاف بينها وبعد أن توغل في أفكار ما بعد الحداثة عاد مدافع عن عقل الانوار في مجد عقلانيته كاشفا ابداع العقل البشري ومدافعا عن الحداثة التي قد قضت على جلالة السلطة وقداسة المقدس.
في زمن قد أصبحت فيه الحداثة البعد الروحي للانسانية الحالية واصبحت الدعوة الان الى الانسانية الثانية حيث أصبحت الروحانيات تستوعب حتى الذين قد نفد رصيدهم من الايمان كما يقول لوك فيري وكذلك اندرية كونت سبونفيل وكذلك كان يردد فيلسوف مصر عبدالرحمن بدوي. في زمن أصبحت الروحانيات تستوعب حتى الذين قد نفد رصيدهم من الايمان ياتينا الدكتور النور حمد وكمال الجزولي بفكرة المؤالفة بين العلمانية والدين كتخليد لعقل التلفيق بدلا من عقل الانوار لترضية الحركة الاسلامية السودانية أو قل لترسيخ عقل سلطة الاب وميراث التسلط في المجتمع السوداني من أجل الهيمنة على بقية شعوب السودان من نوبة وفور وفونج.
قد حان انتهاء عقل الهيمنة الذي قد كرست له ثلاثة مدارس فكرية ترتكز على أفكار الدكتور عبدالله الطيب في فكرة الوقوف بجانب التراث والدين والامة. وهذه الفكرة يروج لها تلاميذ يوسف فضل وتطبقها الحركة الاسلامية السودانية لذلك نجد في أحشاءها الشيوعي كمال الجزولي والشيوعي عبدالله علي ابراهيم ومصطفى البطل. وحتى النور حمدالذي قد كان من المفترض أن يبرا من مثل هذه الافكارولكن عقل سلطة الأب وميراث التسلط جعل النور حمد كالسائر في نومه مع هذه الجوقة اللئيمة.
على أي حال جاءت كل المحاولات هذة من أربعة مجموعات وهي ظهور علي الحاج ومهدي ابراهيم ومكر خالد التيجاني النور والمجموعة الثالثة اجتهادات مصطفى البطل وعبدالله علي ابراهيم ومحاولات الصادق المهدي كل هذه الجهود تصب في فكرة استمرار عقل الهيمنة عقل سلطة الاب وميراث التسلط الذي لا يؤمن بالحرية والعدالة كمعادلة قد أصبحت روح الحداثة.
كان من الافضل أن تعترف المجموعات الاربعة بأن عقل التراث والدين والامة المروج له في السودان قد وقف سدا منيعا أمام الخروج بالمجتمع السوداني من مجتمع تقليدي خالص الى مجتمعات الحداثة ولم يخلف إلا وعي زائف وحداثة زائفة.
أما محاولات عبدالله علي ابراهيم وكمال الجزولي في دفاعهم عن فكر شيوعي قد عافه العالم ولم يبقى فيلسوف واحد محترم في الدفاع عنه اليوم قد سد الطريق أمام انفتاح الشعب السوداني للاستفادة من ابداعات عقل الانور كما سدت الطريق ايضا محاولات الحركة الاسلامية السودانية خلال ثلاثة عقود. قد حان الوقت أن يكف كل من عبدالله علي ابراهيم وكمال الجزولي عن محاولتهم البائسة في خنق عقل الانوار فمن قبلهم رجع من هذا الطريق كل من ميشيل فوكو وجاك دريدا وغيرهم كثر يفوقون كمال الجزولي وعبدالله علي ابراهيم معرفة.
وحتى ادورد سعيد عندما كان يرتكز على أفكار ميشيل فوكو ونقدها لعقل الانوار قد كان كتابه الاستشراق سلاح حاد في أيدي المتطرفيين الاسلاميين لمحاربة أوروبا. ففي كتابه الاستشراق خدم ادورد سعيد التطرف الاسلامي أكثرمن أن يخدم التنوير.
وكما رجع ميشيل فوكو من نقد عقل الانوار كذلك عندما عاد ادورد سعيد وكفى عن نقد عقل الانوار جاءت جهوده في كتابه الاخير النزع الانسانية اعتراف واضح بان هناك فرق كبير بين كتاباته في نقد عقل الانوار وبين كتابه ذو النزعة الانسانية وعرف ادورد سعيد ولو متأخر أن هناك فرق كبير بين عقل الأنوار وخيانة أوروبا للتنوير. لذلك كانت نزعة ادورد سعيد الانسانية في كتابه الاخير ترفض المركزية العرقية والطهرانية الدينية وأمراض النخب وهذا ما نعاني منه اليوم في السودان في ظل نخب مازالت تريد أن تكرث لعقل الهيمنة كما يفعل عبدالله علي ابراهيم.
ومشكلة ادورد سعيد في نقده لعقل الانوار وغياب فكرة اوروبا وخيانة التنوير من افقه كان يشترك معه فيها ايضا فرانز فانون. فكما كان ادورد سعيد مرتكز على نقد عقل الانوار كذلك يرتكز كمال الجزولي وعبدالله علي ابراهيم علي فكر شيوعي واضعين تحت نيره فهمهم للاقتصاد والاجتماع والسياسة كما كان يفعل جان بول سارتر ولكن جان بول سارتر قد تصدى له ريموند آرون وأتضح فيما بعد أن سارتر كان يقود جيش من المثقفين المنخدعين في تعاطيهم لافيون المثقفين في نقد ريموند آرون للشيوعية.
أما نحن هنا في السودان مازال عبدالله علي ابراهيم كمثقف منخدع يقود ويوزع أفيون المثقفين في فكر شيوعي معطوب مما يدل على أن الكساد اليوم في ساحة الفكر السوداني يفوق كساد الاقتصاد العطيم. في حينها كان يردد في فرنسا من الأحسن أن أكون على خطاء مع سارتر من أن أكون على صواب مع ريموند آرون. ولكن بعدها عرف أن آرون لم يك مثقف منخدع بالفكر الشيوعي. هذا هو الفرق بين المجتمعات الحية والمجتمعات التقليدية كحالة المجتمع السوداني الذي يسيطر على ساحة فكره عبدالله علي ابراهيم وكمال الجزولي بفكر شيوعي كناصية للمثقف منخدع.
أقول ذلك لأن عبدلله علي ابراهيم منذ ثورة اكتوبر1964 أيام كان ريموند آرون يصارع في أوهام سارتر وانتصر عليه مازال كمال الجزولي وعبدالله علي ابراهيم في كسادهم الفكري وايمانهم بالفكر الشيوعي. السبب غياب من يتصدى لهم في ساحة الفكر في السودان.
مثلا في فرنسا تصدى كل من ريموند آرون وكلود ليفي اشتروس وألبرت كامي لنقد سارتر واثبات جهله بعلم الاجتماع. وبعدها أي ثورة الشباب في فرنسا1968 بما يقارب العقدين قد تصدى كل من لوك فيري وهو فيلسوف فرنسي وألان رونو لنقد ثورة الشباب ونقد كل من ميشيل فوكو وجاك دريدا وأفكار ما بعد الحداثة وانتهوا لرأي أن فكرة العقد الاجتماعي في الفكر الحر والفكر الديمقراطي لا يمكن أن يتساوى مع الفكر الشمولي على الاطلاق.
لذلك أن عقل المنهج التاريخي يبدأ برفض الماركسية والهيغلية ومرورا برفض أفكار فردريك نيتشة ومارتن هيدغر وبالتالي الايمان بفكر كل من جون لوك وديكارت وجان جاك روسو وعلم اجتماع منتسكيو وديمقراطية توكفيل ونظرية العدالة لجون راولز.
ريموند آرون حينما رفض الهيغلية والماركسية قد ذهب الى الكتب قبل الذهاب الى الحزب كحالة عبدالله علي ابراهيم وكمال الجزولي لذلك وجد ريمون في قلب فلسفة التاريخ أن ماركسية ماركس خاوية مما يجعلك ان تكون ماركسيا. وآمن ريموند آرون أن فكرة الاقتصاد والمجتمع لماكس فيبر هي روح قلب فكرة العقد الاجتماعي لذلك رفض ريموند آرون علم اجتماع دوركهايم وارتكز على علم اجتماع ماكس فيبر الذي تحاول السعودية اليوم تطبيقه في خطتها الاقتصادية الاقتصاد والرفاه أي الاقتصاد والمجتمع حتى عام2030.
منذ عام1938 كان ريموند آرون قد حفر عميق ومن فلسفة التاريخ عرف أن الفلسفة المثالية الالمانية قد بلغت منتهاها في الهيغلية والماركسية ويجب رفضها. وأعني عند قيام الاحزاب السودانية بعد انهيار مؤتمر الخريجيين قام الحزب الشيوعي السوداني على فراغ ولم ينتج إلا مثقف منخدعا. فلسفة التاريخ قبل ذلك التاريخ أي تاريخ قيام الحزب الشيوعي السوداني اثبتت أن الهيغلية والماركسية هي قمة الفلسفة المثالية الالمانية التي قد أصبحت مرفوضة في نظر عقل المنهج التاريخي.
أما مصطفى البطل والحركة الاسلامية فحيل العقل ومكر التاريخ كفيل بهم فلا جدوى من حراسة الشعلة المقدسة. وعقل الهيمنة قد أصبح أمام الرياح هباء في ظل تقدم البشرية وفي ظل روح فكرة المشاركة الوجدانية.
كلمة اخيرة للشباب أن كل المذكورة أسماءهم فشلوا في نقل المجتمع السوداني من مجتمع تقليدي الى مجتمع حداثى انهم روح النخبة الفاشلة. على الشباب السوداني أن يتسلح بروح الانعتاق من سلطة الاب وميراث التسلط. انكم أيها الشباب أبناء الحياة التي تؤمن بالفرد والعقل والحرية ولم تكونوا أبنا التراث والدين والأمة ففي الحداثة قد أصبحت الروحانيات تستوعب حتى الذين قد نفد رصيدهم من الايمان فلا تتركوا لتجار الدين من كل شاكلة ولون فرصة ترسيخ عقل الهيمنة نتاج سلطة الاب وميراث التسلط.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.