قنابل إخوان أركويت السودانية عماد الدين حسين قبل ثلاثة أيام أعلن المتحدث باسم جماعة الإخوان فى الخارج حسين عبدالقادر استقالته، قبل أن تقوم الجماعة بإقالته. السبب أن عبدالقادر ظهر على إحدى قنوات الجماعة التى تبث من تركيا، وكشف معلومة فى غاية الأهمية ربما من دون قصد. عبدالقادر قال إن بعض الإخوان المصريين كانوا يقومون بتصنيع قنابل فى شقة يقيمون فيها فى منطقة أركويتجنوب العاصمة السودانية الخرطوم. ثم عرفنا فيما بعد أنه وخلال عملية صناعة القنابل وقع انفجار أدى لإصابة أحد الإخوان فى يده. ذهب الشاب إلى المستشفى للعلاج، فأصر المستشفى على إبلاغ الشرطة، فحضر فريق من الأدلة الجنائية والأمن الوطنى والمخابرات، وتوسع الأمر، بحيث لم يكن هناك إمكانية لإخفائه. ويحسب للأمن السودانى أنه أصر على استكمال التحقيق، الذى وصل إلى مسامع العديد من وسائل الإعلام، خصوصا بعد القبض على كثيرين منهم، 11 مصريا أحدهم انفجرت القنبلة فى يده وآخر عضو سابق فى مجلس الشعب عن جماعة الإخوان. جماعة محمود عزت أدركت خطورة هذا الإعلان الخطير الذى أدلى به أحد كوادرها، وبدأنا نسمع تسريبات بأن المتهمين الذين كانوا يقومون بتصنيع المتفجرات ينتمون إلى «الكماليون» أو جبهة التيار الشبابى المتشدد الذى كان يقوده عضو مكتب الإرشاد محمد كمال الذى قتل فى اشتباك مع الأمن قبل اشهر قليلة فى شقة بحى المعادى. المتحدث المستقيل حسين عبدالقادر قال على صفحته على الفيس بوك كلاما اعتذاريا كثيرا خلاصته: «إن ما قلته لم يكن مناسبا، ولم أكن أقصد أن أدين أحدا بكلامى». انتهى كلام عبدالقادر وكلامه بالفعل لم يكن مناسبا بحق الجماعة، لأنه يكشف بوضوح للمرة المليون أن هناك أعضاء ينتمون إلى جماعة الإخوان يمارسون العنف والإرهاب بصورة سافرة، والبعض منا لا يريد أن يصدق ذلك حتى هذه اللحظة!. مجموعة محمود عزت تقول إنها بريئة من هذا العنف والإرهاب، ومجموعة محمد كمال تتباهى بهذه العمليات، وصرنا نسمع عن مجموعات وتنظيمات مختلفة تتبع الجماعة وتتبنى عمليات عنف وإرهاب متنوعة من أول اغتيال رجال شرطة وجيش وقضاة نهاية بتفجير منشآت حيوية خصوصا محطات ومولدات وأبراج الكهرباء. لكن خطورة هذه الحادث فى حى أركويتبالخرطوم أنه يكشف عن سؤال بديهى وجوهرى هو: ما هى الجهة التى كان يفترض أن تصل إليها هذه القنابل والمتفجرات؟! يصعب أن نتخيل أنها كانت سوف تستخدم فى السودان، أو فى الصراع الأهلى المحتدم فى جنوب السودان، أوبين الحكومة الأوغندية و«جيش الرب»!!. والمنطقى الافتراض بأنها كانت موجهة للتصدير إلى السوق المصرية. والافتراض الثانى أنها ليست المرة الأولى التى يقوم فيها إخوان السودان بالتصنيع والتصدير!، باعتبار أن بعضهم يقيم هناك منذ فترة طويلة، فى أعقاب إخراجهم من الحكم فى 30 يونيو 2013. لكن الجديد أنها انفجرت هذه المرة فى يد أحدهم فانكشفت القصة بالكامل!. إذا الذى يقوم بارتكاب العمليات الإرهابية فى مصر الآن ليس هم الدواعش فقط. هناك طرف صار يتباهى بذلك من جماعة الإخوان، خصوصا «المجموعة الكمالية». السؤال من الذى فجر كنيستى طنطا والإسكندرية أمس؟!. لا أملك إجابة محددة، على الرغم من تبنى داعش للعمليتين، وهناك بصمات داعشية فعلا فى الحادثين، خصوصا أتباع «العقلية التكرارية» كما قال الدكتور ناجح إبراهيم، أى تنفيذ عمليات بصورة كربونية تكرارية مادامت أول عملية قد نجحت. لكن المؤكد أيضا أن الفواصل والتمايزات، تتلاشى بصورة كبيرة يوما بعد يوم بين داعش والعديد من أجنحة الإخوان. فى هذه الحالة يصبح السؤال: كيف يمكن مواجهة ذلك؟!. https://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=09042017&id=501c172a-ba48-4fa1-913a-470e271dfa94