السودان..مساعد البرهان في غرف العمليات    مدير شرطة ولاية النيل الأبيض يتفقد شرطة محلية كوستي والقسم الأوسط    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    تدرب على فترتين..المريخ يرفع من نسق تحضيراته بمعسكر الإسماعيلية    عيساوي: حركة الأفعى    أبل الزيادية ام انسان الجزيرة    الفاشر ..المقبرة الجديدة لمليشيات التمرد السريع    الزمالك يسحق دريمز في عقر داره ويصعد لنهائي الكونفيدرالية    سان جرمان بطلا للدوري الفرنسي.. وعينه على الثلاثية    أرسنال يحسم الديربي بثلاثية    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. سائق "حافلة" مواصلات سوداني في مصر يطرب مواطنيه الركاب بأحد شوارع القاهرة على أنغام أغنيات (الزنق والهجيج) السودانية ومتابعون: (كدة أوفر شديد والله)    السودان..توجيه للبرهان بشأن دول الجوار    نائب وزيرالخارجية الروسي نتعامل مع مجلس السيادة كممثل للشعب السوداني    شاهد بالصورة والفيديو.. طلاب كلية الطب بجامعة مأمون حميدة في تنزانيا يتخرجون على أنغام الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله)    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصور.. بالفستان الأحمر.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة مثيرة ومتابعون: (هندية في شكل سودانية وصبجة السرور)    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    جبريل إبراهيم يقود وفد السودان إلى السعودية    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    تجارة المعاداة للسامية    رئيس حزب الأمة السوداني يعلق على خطوة موسى هلال    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    دبابيس ودالشريف    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    بمشاركة طبنحة و التوزة...المريخ يستأنف تحضيراته    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    لماذا لم تعلق بكين على حظر تيك توك؟    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العنصريًة: دراسة أسبابها…حملة أفكارها…ضحاياها … الحل الأوحد لهزيمة مشروعها
نشر في حريات يوم 17 - 04 - 2017

بخلاف قناعتي الراسخة أثبتت لي هذه الدراسة مرًة أخرى أنً العنصريًة و المسغبة في وطننا توأم سيامي لمخلوق بقلب واحد يحميه وحش يقتات على تشرذمنا ..، الخبر السيئ أنًنا لم نمتلك الجرأة على توجيه ضربة لقلب الوحش حتًى نكتشف أنًه مجسًم ضخم من ورق القمامة معاد التدوير، الكل ينتظر غيره لإنجاز المهمًة…، طالما أنًنا لا نمتلك خطًة للتغيير سنظل نعمل في فراغ لا يزيدنا إلاً بعداً ، و رغم قناعة الكثيرين بالجزئيًة الأخيرة إلاً أنًنا حتًى هذه اللحظة عجزنا عن استيعاب دروس الماضي القريب و أخذ العبر من تجاربنا …و حتًى من يفعلون معظمهم يعوزهم عنصر المبادرة بدرجة كبيرة لأنًهم جرًبوا و لم ينجحوا و لم يجدوا الدعم من الآخرين … كل النهايات تقودنا لأصل المشكلة "التشرذم الاجتماعي" الشيء الذي أثبتته هذه الدراسة كسبب رئيسي في كبوتنا ..، أرجو التنويه إلى أنً هذا المقال سيكون طويلاً رغم أنًه خلاصة أكثر من 50 صفحة و هو الجزء الأخير و الأهم من موضوع الحديث السًابق تحت الرابط: http://www.hurriyatsudan.com/?p=221233
سنحت الفرصة و لم أتوانى في اقتناصها عندما اندمجت كليًاً و لأكثر من شهروسط مجموعة مكونة من67 فرداًمن 12 قبيلة شكًلت عينة نموذجيًة تمثل كل السودان شرقه و غربه و شماله و جنوبه حيث ضمًت أفراد من قبائل القمر(3 أفراد)، المسيرية (4 أفراد) ، الرزيقات (2)، بني حسين (6 أفراد) ، التاما (9 أفراد)، البزع (11 فرداً) ، الحسانية( 5 أفراد) ، الفادنية (4 أفراد) ، الجعليين (6 أفراد) ، الرشايدة (3 أفراد) ، البرتي (3) ، الكواليب(نوبة)11 فرداً ، أعمارهم تتراوح بين 21 – 55 سنة، مستوياتهم التعليمية تتباين بين الأميًة و الدكتوراه ، خلفياتهم الثقافية متنوعة بين الحضر و البادية ، أوضاعهم الماديًة تتباين بين الفقر المدقع و الحال الميسور، جمعنا كلنا العمل في مشروع زراعي ملاك و مشاركين بالنسبة و شركاء بالانتاج و عمالة شهريًة و عمال يوميًة.
في ذات الزمان و المكان التقيت بأكثر من مائة فرد آخرون طرحت عليهم أسئلة تتعلق بالعنصريًة ، جميعهم تنطبق عليهم نفس مواصفات المجموعة المختارة للبحث من حيث الأعمار و تنوع القبائل و الجوانب الثقافية و الاجتماعية ..الخ ، بالاضافة للقبائل المذكورة أعلاه يوجد أفراد من قبائل الحمر،الكواهلة، المناصير، العبابدة و دار حامد، تلشي(نوبه) ، الفور و الامبررو … تم استبعادهم لوجود فجوات من الممكن أن تؤثر على موثوقيًة النتيجة مثل قصر الفترة الزمنيًة و استقصاء آراء بعضهم بصورة عرضيًة و توجس البعض و عوامل أخرى مثل اللغة أثرت مباشرةً على اجاباتهم…
غالبيًة القبائل كانت – بعضها لاتزال- طرفاً في نزاعات دموية خلال العشر سنوات الأخيرة …،على سبيل المثال الصراع بين: الرزيقات و بني حسين، التاما و الزغاوة، البزع و الشنابلة، البرتي و الزيادية..القمر و البني هلبه..الخ…، خمسة على الأقل ممن شملتهم الدراسة شاركوا بصفتهم الشخصيًة في نزاعات مسلحة مع قبائل أخرى…
توجد بعض الفجوات في الدراسة منها أنً جميع المشاركين فيها ذكور و على الرغم من أنًهم ينتمون لمناطق مختلفة إلاً أنً الكثير من القبائل في بقاع السودان المختلفة لم تمثًل، كذلك عدد المشاركين من القبيلة الواحدة كبير أو قليل نسبياً في بعض الحالات الأمر الذي يحتم إجراء دراسات مماثلة تراعي هذه الجوانب.
طوًرت مجموعة من تسعة أسئلة أضفت إليها سؤال لاحق ، أبرز ما راعيته في الأسئلة (1) صياغتها بطريقة تحتم قطعيًة الاجابات و لا تعطي مجالاً لأكثر من تأويل (2) إعادة طرح نفس السؤال بأكثر من صياغة حسب مدى إدراك المتلقي و درجة استيعابه (3) الاستماع جيداً لوجهة نظر المتلقي دون مقاطعة و إعانته على شرح وجهة نظره و محاورته بعد الاجابة بهدف التشجيع (4) تجنباً لأي هواجس غير مرغوبة قد تؤثر على صدق الاجابة يتم السؤال بطريقة تقليدية في جلسات ونسة مفتوحة (4) خلق جو من الثقة و الأريحيًة مع جميع من خضعوا للدراسة على مدى شهر كامل..
بالاضافة لما ورد أعلاه ، تربطني صلات قويًة بمعظم أفراد المجموعة المختارة على مدى ثلاث سنوات متتالية على الأقل ، لهذا السبب لا يوجد لديهم أي تحفظات أو مخاوف تؤثر على إجاباتهم ، حتًى الاجابة نفسها تخضع للمزيد من الأسئلة الاستيضاحيًة و الحوار بشأنها و من الشائع تغييرها أكثر من مرًة حتًى الوصول لإجابة نهائيًة ، الأسئلة تتم صياغتها بطرق مختلفة بهدف فهم المتلقي و معرفة المطلوب منه ، و كثيراً ما يعاد طرح السؤال نفسه في نفس اليوم أو يوم مختلف تزامناً مع إجابة سؤال آخر ضمن سلسلة الأسئلة فإن كانت الاجابة مختلفة عن إجابة سابقة يجري نقاش أطول لفهم أسباب تغيير الاجابة…، لكل سؤال هدف رئيسي و أهداف ثانويًة…، أخيراً، رغم أنً جميع الأسئلة مهمًة إلاً أنً الأسئلة المحوريًة التي تم التركيز عليها هى (الرابع، السادس و التاسع)، تم طرح السؤال العاشر لاحقاً لأنًه يرتبط بحل المشكلة…، تجدر الإشارة إلى أنً الكثيرين تغيًرت وجهات نظرهم بشكل جوهري بعد أن ثبت لهم بالدليل القاطع من خلال الحوار المصاحب للأسئلة أنًهم كانوا مخطئين في بعض اعتقاداتهم بمدى خطورة الواقع حيث أنًه لم يخطر على بالهم قبلها أنً الواقع بهذا السوء كما أفادوا..
السؤال الأوًل:هل سبق أن تعرضت لأي شكل من أشكال التمييز العنصري ؟
الهدف الرئيسي من هذا السؤال هو معرفة نوع التمييز العنصري الذي يتعرض له النًاس و من يمارسه ضدهم..، قياس درجة تباين الاجابات لمعرفة أكثر أنواع التمييز العنصري شيوعاً، يتشارك السؤال نفس الهدف الرئيسي لللسؤال الرابع (سؤال محوري) مع اختلاف الأهداف الفرعيًة…، عدد الاجابات 67، نسبة 63% منهم أي 42 شخصاً تعرضوا لشكل من أشكال العنصرية لم يكن اللون و العرق أو الدين سببها الحقيقي إنًما تعرضوا لشكل من أشكال العنصريًة مثل التعطيل و الابتزاز بواسطة موظفين حكوميين (عسكر –- مدنيين ) ، أو الحرمان من حق مثل الاستيلاء على أراضيهم أو أموالهم سواء كانت مملوكة على الشيوع أو ملكاً حرًاً ، أو تمتع بالانتفاع منها آخرون دون وجه حق أو حرموا من الانتفاع بها…، 19% أي 13 شخصاً تعرضوا للعنصرية على أساس لون بشرتهم أو قبيلتهم أو أصلهم العرقي اثنان منهم بسبب بياض لون بشرتهم و ليس سواده، 12 شخص أي 18% تعرضوا للعنصريًة بسبب مستواهم التعليمي أو وضعهم المادي أو خلفيتهم الثقافية.
السؤال الثاني: أين تعرضت لهذا النوع من التمييز؟ الشارع، مكان العمل، مكان آخر محدد.
الهدف الرئيسي لهذا السؤال هو معرفة أكثر الأماكن التي يمارس فيها التمييز العنصري، عدد 41 شخصاً أي 61% حدث الأمر معهم في دواوين الدولة بواسطة موظفين حكوميين في نقاط تحصيل أو في مكاتب حكوميًة أو أنً الأمر غير مرتبط بمكان محدد إنًما تضرروا بحرمانهم حقوقهم قسراً و تعطيل مصالحهم بواسطة الحكومة أو أفراد تربطهم علاقة بها، 23 شخصاً ما نسبته 34% حدث الأمر معهم في مكان العمل إمًا بواسطة رب العمل أو من ينوب عنه، 3 أشخاص ما نسبته أقل بقليل عن 5% حدث الأمر معهم داخل الأسرة من قريب تربطه بهم صلة دم، الجدير بالذكر أنً الجميع حدث الأمر معهم في الشارع سواء في الأسواق أو المواصلات أو المرافق العامًة.
السؤال الثالث: هل أنت على قناعة بأنً العنصرية متفشية في المجتمع السوداني ؟
الهدف من هذا السؤال قياس درجة تفشي التمييز العنصري في مجتمعنا حسب وجهة نظر النًاس العاديين ، 67 شخصاً أي نسبة 100% أكدوا بأن العنصرية متفشية في المجتمع السوداني و أنًها مشكلة حقيقيًة يعاني منها معظم النًاس .
السؤال الرابع: ما هو أكثر أسباب التمييز العنصري شيوعاً ؟
كما سبقت الاشارة في السؤال الأوًل الهدف من هذا السؤال هو معرفة تفاصيل أكثر أنواع العنصريًة تفشياً و النظر من زاوية أخرى لمعرفة مدى تباين الاجابات و قياس مدى موثوقيًتها ، 47 شخصاً ما نسبته 70% أفادوا بأن العنصرية ترجع لعوامل أخلاقية فأصحاب الثروات يمارسون العنصرية ضد الفقراء أو سياسيًة يمارسها من يمتلكون السلطة السياسيًة ضدً المواطنين بطريقة مباشرة أو غير مباشرة تؤدي في النهاية لفقدان حقوقهم ، أصحاب العمل يمارسونها ضد مستخدميهم، 11 شخصاً ما نسبته 17% أفادوا بأنًها ترجع للعادات و التقاليد و العوامل التربويًة حيث من الممكن أن تمارس العنصرية حتًى على مستوى الأسرة و أفرادها، 9 أفراد ما نسبته 13 % أرجعوا السبب لعوامل ثقافية كأن يمارسها الأكثر تعليماً ضد الأقل، أهل ثقافة ما ضد أهل ثقافة أخرى ، من يسكن الحضر ضد من يسكن الريف، و من يسكنون مراكز المدن ضد سكان أطرافها، من يسكنون الحضر ضد من يسكنون البادية…الخ.
السؤال الخامس: برأيك ما هو أساس أكثر أنواع العنصرية المتفشية في المجتمع؟ الدين، العرق، اللون أم ماذا؟
الهدف الرئيسي من هذا السؤال هو عقد مقارنة لتحديد الجهة الرئيسيًة المسؤولة عن التمييز (يتشارك نفس الهدف مع السؤال السادس و هو سؤال محوري)… ، 63 شخصاً ما نسبته 94% قالوا بأن العنصرية ليست كما كان في السابق حيث اليوم أساسها مختلف تماماً فهى مرتبطة عضويًاً بالوضع السياسي بسبب عدم سيادة القانون فضلاً عن غياب الأخلاقيًات و بالتالي كثر ضحاياها من جميع الأعراق و الألوان على حدً السواء ، يمارسها من يمتلكون السلطة و المسنودين بهم ضدً من لا سند لهم، الأغنياء ضد الفقراء و المتعلمين ضدً الأقل منهم تعليماً حيث المجتمع مقسًم لطبقتين إحداهما تستأثر بكل شئ و الثانية محرومة من جميع حقوقها..على أنً الأساس هو الانتماء الحزبي مع أو ضد النظام السياسي القائم ، 4 أشخاص ما نسبته 6% قالوا أنًها مرتبطة بالعرق أو اللون و غالباً ما يمارسها ذوو البشرة الفاتحة ضدً ذوي البشرة القاتمة، يوجد اجماع على أنً الدين لا علاقة له بالأمر ، مع ملاحظة أنً جميع من خضعوا للدراسة مسلمين.
السؤال السادس: أيهما أكثر مسؤولية عن تفشي أكثر أنواع العنصرية في مجتمعنا؟ المواطن العادي ، أم الحكومة؟
الهدف الرئيسي من هذا السؤال هو النظر من زاوية أخرى، بعد أن حدًدنا نوع التمييز العنصري المتفشي نريد معرفة المسؤول عنه بطريقة مباشرة أو هيكليًة و قياس مدى تباين الاجابات مع الأسئلة التي ترمي لنفس الهدف، 37 شخصاً ما نسبته 55% أفادوا بأن الحكومة هى المسؤول الأوًل عن تفشي العنصرية لأنًها هى من أطًرت لها و هى من تنتهك القوانين و الأعراف و تحمي من ينتهكون حقوق الآخرين و لا تتخذ أي موقف ضدً دعاة العنصريًة و غالباً ما تدعمهم ..، و تتخذ موقف المتحيز لطرف ما حال نشوب نزاع قبلي ، و تحرم النًاس حق العيش الكريم و تنتهك العدالة عندما تدعم فئات بعينها على حساب من يشكلون الأغلبيًة..، بالتالي تضيع حقوق المواطن الذي لا يستطيع مواجهتها مكشوف الظهر أو يصمد لفترات طويلة.. ،30 شخصاً ما نسبته 45% قالوا بأن المواطن العادي مسؤول عن تفشي العنصريًة لأنًه تهاون في حماية حقوقه و النًاس دوماً مختلفون في وجه التحديات و تفرق بينهم مصالح فرديًة و كثيراً ما يخذلهم من يفوضونهم بعد أن يتم إغواءهم و يدخلون في تسويات مجحفة…، لذلك اللائمة تقع على المواطن العادي لأنًه دائماً يفرًط في حماية حقوقه .
السؤال السابع: ما هى الحلول النًاجعة للقضاء على التمييز العنصري أو الحد منه؟
هذا السؤال يهدف بالدرجة الأولى للتعرف على الحلول التي يفكر فيها النًاس من وجهة نظرهم و قياس مدى التوافق بين وجهات النظر، لهذا السؤال علاقة مباشرة بالسؤال التاسع، 50 فرداً أي 75% قالوا بأنًه يمكن القضاء على العنصريًة بمعالجة مسبباتها المختلفة كل على حده..، محاربة الأفكار التي تقسم النًاس على أساس عنصري أي كانت، محاربة خطاب التحريض على الكراهيًة، إقامة الفعاليًات الاجتماعيًة و الرياضية و الثقافية للتعريف بثقافة الغير، ضمان سيادة القانون و عدم الافلات من العقاب، معاقبة الأفراد و المنظمات التي تروج للتمييز العنصري ، جميعهم اتفقوا على أنً الحلول المذكورة غير ممكنة بوجود النظام الحالي ، بالتالي حالياً لا يمكن معالجتها إلاً من خلال الاتحاد ضدً دعاتها و المستفيدين منها أيما كانوا بالتمسك بحقوقنا و تحمل العواقب و عدم المجاملة أو المحاباة، 12 فرداً ما نسبته 18% قالوا بالتخلي عن القبليًة، 5 أفراد ما نسبته 7% قالوا لا يمكن القضاء على العنصريًة و لا يمكن الحد منها و يجب القبول بهذا الواقع و التعامل معه بما يقرره حتى يقضي الله أمره.
السؤال الثامن: إذا لم يكن بمقدورك فعل شيء حيال الأمر، هل تستطيع حماية نفسك ضد التمييز العنصري؟ وكيف؟
الهدف من هذا السؤال هو قياس مدى تقبل النًاس للأمر ومعرفة مدى قوة إرادتهم و عزيمتهم على ضوء رأى الأغلبيًة المطلقة في السؤال السابق من عدمه، 15 فرداً بنسبة 22% قالوا بأنًهم يمكنهم حماية أنفسهم ضدً العنصريًة بعدم التفريط في حقوقهم و الرد بالمثل و الدفاع حتًى النهاية طالما أنًهم على حق، 19 فرداً ما نسبته 28% قالوا بأنًه لا يمكنهم حماية أنفسهم ضدً العنصريًة لأنً المسألة أكبر منهم لأنًهم يعيشون تحت رحمة من لا يعترف بهم و يمعن في التغول على حقوقهم و تسخيرهم لخدمته مرغمين، عدد 33 فرداً ما نسبته 50% أفادوا بأنً المسألة تعتمد على نوع التمييز إذا كان التمييز يمارسه من تسندهم السلطة لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم لأنًهم لا يمتلكون القوًة لذلك، أمًا إذا كان الأطراف مواطن مقابل مواطن عادي كما يحدث في الشارع يمكنهم الدفاع عن أنفسهم بالمعاملة بالمثل و رد اعتبارهم.
السؤال التاسع: هل تتوقع أن تتخذ الحكومة أي خطوات عمليًة لمحاربة العنصرية؟ وضح سبب الإجابة؟
هذا السؤال محوري لمعرفة مدى ثقة النًاس في الحكومة و تعويلهم عليها لحمايتهم ضد التمييز و هو مرتبط بالسؤال رقم (7) الهدف الثانوي هو ضمان عدم وجود تناقض في وجهات النظر حتًى نستطيع الأخذ بالنتيجة..، 64 فرداً ما نسبته 95.5% قالوا بأنً الحكومة الحاليًة لا يمكن أن تقوم بأي عمل جاد لمناهضة العنصريًة ، تباينت الأسباب معظمهم عزوا الأمر لجشع و فساد المسؤولين و كل من بيده سلطة يمارس العنصريًة في أبشع صورها و بالتالي لا يمكن أن يساهم في الحل بمحض إرادته ففاقد الشئ لا يعطيه، و البعض الآخر قال بأنً طبيعة الحكومة قبليًة و تسيطر عليها شخصيًات إجراميًة من مصلحتها استمرار الوضع (توجد أسباب أخرى أقل أهميًة)، 3 فقط أي ما نسبته 4.5% قالوا بأنً الحكومة يمكنها محاربة العنصريًة و يعولون عليها لأنً المواطن هو المسؤول عن التمييز العنصري و ليس الحكومة و أنً التمييز موجود في كل بقاع الأرض.
بتحليل النتيجة… لا يمكن القضاء على التمييز العنصري إلاً بالآتي:
1- محاربة الممارسات و الأفكار التي تقسم النًاس على أساس عنصري أي كانت.
2- ضمان سيادة القانون .
3- معاقبة أي فرد أو منظمة تروج للتمييز العنصري.
4- مكافحة خطاب التحريض على الكراهية العنصرية بإقامة الفعاليًات الرياضيًة و الاجتماعيًة و الثقافيًة.
و طالما أنً السلطة السياسيةً تقع على عاتقها مسؤوليًة تفشي التمييز العنصري بالدرجة الأولى و هذا ما أتثبته نتيجة الاجابات على الأسئلة المحوريًة، هذا يقودنا للنتيجة الحتميًة، لا يمكننا محاربة التمييز العنصري أو التخفيف منه بوجود النظام الحالي، لذلك إن أردنا التحرر من التمييز العنصري كمشكلة رئيسيًة في مجتمعنا لا بدً من معالجة السبب الذي أدى لتفاقهمها حتًى نضمن إنتفاء مسببها الرئيسي، جميع المداخل لذلك تبدأ بالتخلص من النظام الحالي بإزالته من الوجود..، أمًا كيف نفعل ذلك هنا السؤال الكبير الذي أضفته لاحقاً بعد استقصاء الآراء و طرحته على النًاس، إجابتهم كانت مخيبة للآمال و لا تقودنا لأي نتيجة فالكل يريد أن يقوم غيره بأمر اسقاط النظام و لا يوجد أي استعداد بتحمل أي مسؤوليًة عن ذلك ليس جبناً منهم إنًما عدم ضمانهم أنً ما قد يفعلونه سيسقط النظام (عدم اليقين)، أضف لذلك أنًهم مشغولون بكسب أرزاقهم و لا أحد يمكنه مساعدتهم إن توقفوا عن العمل سيموتون و من يعتمدون عليهم جوعاً..
أخيراً، قد يسأل سائل ما هى الغاية من هذه الدراسة، و لماذا تضيع الوقت و الجهد في مثل هذه الأشياء، الاجابة هى أنً الحل لمشكلة ما يبدأ أوًلاً بالبحث عميقاً في أسبابها الحقيقيًة لمعرفتها كماهى دون افتراضات قد تكون غير صائبة وهذا يحتاج الاستماع لرأي أصحاب المصلحة و أخذ رأيهم في المشكلة و مقترحاتهم للحل، هذه الأشياء لا يمكن أن نعرفها بدون إجراء مثل هذه الدراسة ، الدراسات و البحوث هى الشيء الوحيد الذي يوقف الجدل العقيم و التنظير الفارغ بشأن العنصريًة و الهويًة و نحن في النهاية شعب واحد نرى المتسبب في معاناتنا و أصل كل المشكلات التي نعيشها و نتركه ينجو بفعلته و نختار أن نختلق معاركاً مع بعضنا نكون ضحاياها و المجرم الحقيقي يفلت من العقاب و يتفرًج علينا نتشاكس و يخون كل منًا الآخر و لا تزال مشكلتنا قائمة و المجرم حراً طليقاً ليس لقوًته إنًما لتشرذمنا رغم أنً ما يجمعنا ضدًه أكبر بكثير ممًا يفرقنا و لا يحول بيننا و معاقبة المجرم الحقيقي إلاً اتحادنا ضدًه ، لا يمكن لنا أن نتحد ما لم نتصالح مع أنفسنا أولاً و يتقبًل كل منًا الآخر.
مقتطفات من النتائج الثانويًة للدراسة:
– يوجد تكافل و ترابط اجتماعي بين الجميع ، مثال له أنً الكل ساهموا حسب استطاعتهم في مساعدة أربعة من أعضاء المجموعة مالياً أحدهم تعرض لحادث سرقة في السوق عندما ذهب ليحول أموالاً لأسرته ، اثنان لديهم ظروف صحية أحدهم يريد أن يجري عمليًة حصوة ، و الآخر يخطط لإجراء عمليًة استئصال الزائده الدوديًة، و رابع توفيت زوجته بعد الولادة…
– لا توجد أي نزعة أو شعور بتفوق واحد من أفراد أي قبيلة على الآخر من قبيلة مختلفة فيما يتعلق بالمواطنة و الحقوق الأساسيًة ، و لا يكن أي فرد من المجموعة أي ضغينة لآخر من قبيلة أخرى على أساس أنًه أفضل منه أو شعوره بأنًه مضطهد….
– الجميع يشكلون فريق عمل واحد منسجم سواء كان مخدماً أو مستخدماً، الكل سواسية، يتشاركون المأكل و المشرب و همومهم و يتجاذبون أطراف الحديث و المزاح و سخرية الجعلي مرتدي الشال من البني حسين مرتدي الكدمول و وصفه بالجنجويدي او تهكم الرشايدي و سخريًته اللاذعه من التًاماوي بأنًهم يأكلون الصبر(الثعالب البريًه) و ردً التًاماوي اعتباره بسؤاله عن صحًة الروايات المتداولة عن أصل الرشايدة، ثمً سخريًة البزعي من الفادني لرواية حكاها له إحدى المرًات و رده عليهم بأنً الشنابلة نهبوهم أراضيهم ثمً يعود الفادني ليتفاخر بتجربته المتفردة في اصطياد بعشوم الغباش و نصب فخ له داخل جثة حمار فيتغيًر مسار الونسة و ينصرف البعض للنوم و يبقى من يريد مشاهدة التلفزيون و تنتهي الأمسية و نعود فجراً للعمل… وسط العمل يتهكم الجعلي على النوباوي مستفسراً عن صحة رواية سمعها ظاهرها استفساراً و باطنها مزاحاً تهكمياً قائلاً أن عادات قبيلته تحتم عليه اثبات رجولته بأن يسرق الفتاة التي أحبها و يهرب بها و لا يكون قد أثبت أنًه مؤهلاً للزواج إلاً بعد أن تحمل منه سفاحاً … و كله في إطار المزاح الذي يحتد أحياناً و لا تكبحه إلاً الضحكات التي تملاً المكان و يرد النيل صداها في المساء و نحن جالسون على حافة الضفًة ليسود الهدوء قليلاً ثمً يتجدد بسخريًة النوباوي من الجعلي مستشهداً بقصة هروب المك نمر و ما فعله البقًارة بقبيلته زمن المهديًة في عهد الخليفة التعايشي..، ثمً يأتي الدور على المسيري و تهكمه على آخر لممارسة قبيلته لأشياء مستهجنة على شاكلة رقصة إبرة ودًرت و الكسوك و دنقري كوسي و طقوسها….، و يرد عليه ذاك بثقافة بيت العزبة و أشياء من هذا القبيل ينصرف الكل بعدها لا غالب و لا مغلوب و لا غبن و لاضغينة ، و من يزعل اليوم يأخذ بحقه غداً …، لسان الحال تماماً كما يقول حميد طيب الله ثراه (تزعل من منو…، و تزعل في شنو..، كل النًاس هنا..، كل النًاس صحاب..، كل النًاس أهل ..، و الماهم قراب قرًبم العمل…).
– يوجد نوع من التكتلات بين أفراد كل قبيلة مثل وجود (تاية) مأوى منفصل، يذهبون إليه مساءاً ، يحضرون لمشاهدة التلفزيون سويًا، يذهبون في أوقات الرًاحة للسباحة في النيل سويًاً و حتًى للنادي في القرية القريبة يفعلون سوياً و يعودون سويًاً.. توجد نزعة ارتباط قوية بين أفراد القبيلة الواحدة و هذا أمر طبيعي كما يقال في المثل الشعبي (الجنس لي الجنس رحمة).
من المقال السابق…. (1) جدل بيزنطي
4 تعليقات و بعض المداخلات عليها كذًبتني في أمر الهوتو و التوتسي و يبدو أنً أصحابها لا يرمون إلى مقاصد تظهر خلاف ما يبطنون، لذلك الأمر يستحق إعادة التأكيد للعلم و نشر الوعي طالما أنًه الهدف الذي من أجله نحن هنا.، لذلك أجد نفسي مضطراً للعودة مرًة أخرى لموضوع خرج النقاش عنه تماماً عن مساره الذي أريد له، حيث صار مسار جدل بيزنطي لدى البعض من المتداخلين في المقال السابق و أصبح الكل يدلي بمعلومة على طريقة ( قص و لصق) دون التأكد من المصدر…، قناعتي الشخصيًةً: من يضلل النًاس عن قصد فهو مختل ، صفةً لا أقبلها ، و من يفعل عن جهل عليه أن يعتذر مرًة واحدة و إن رأى أنًه قد يكررها ليعتزل المسألة برمتها.. ليس صوناً لكرامته فحسب…، إنًما ليكفي النًاس آخر ما قد ينقصهم،… اطلعت على المعلومة للمرًة الأولى خلال دورة مقدًمة من المعهد الأمريكي للسلام عن تحليل الصراع في أغسطس من العام 2006، الإبادة الجماعية في رواندا ..مذبحة سربيرنيتشا ..الحرب الباردة و حالات أخرى كانت جزء منها.. منذ ذلك الوقت ظل الأمر عالقاً بذاكرتي و تعمقت في البحث عنه…، رغم هذا لا بأس من التأكيد مرًةً أخرى على حقيقة أنً الهوتو و التوتسي كانتا مكانة اجتماعيًة و ليست تصنيفاً على أساس القبيلة، و هذا كان أساس منح بطاقات الهويًة في عهد الاستعمار البلجيكي حيث صنفوا من يمتلك عشرة بقرات أو ما يزيد على أنًه توتسي، و ما دون ذلك هوتو… من أراد المعرفة أكثرعليه بأحد مرجعين يمكن الحصول عليها من موقع أمازون بسعر لا يتجاوز 10 دولارات :
(1)When Victims Become Killers: Colonialism, Nativism, and the Genocide in Rwanda,NJ: Princeton University Press, 2001, by Mahmood Mamdani , or(2) Genocide in Rwanda: A Collective Memory. Washington, DC: Howard University Press, 1999, by John A. Berry and Carol Pott Berry
ثانياً:ردود و تعليقات على مداخلات مختارة:
في المقال السابق أحصيت عدد 41 تعليقاً و 17 مداخلة فرعيًة ، 90% منها أصحابها موجودون خارج السودان…، في الواقع عندما أكون في السودان لا أستطيع الدخول على مواقع مثل الراكوبة و حريًات و ليس هذا الأمر بجديد ، الجديد في الأمر أنًه كان ممكناً في بعض المناطق في الخرطوم.. أمًا الآن حدث معي الأمر حتًى في ساعات الفجر الأولى في الخرطوم ، هذا يثبت أنً 90% على الأقل ممًن هم داخل السودان و يمتلكون خدمة انترنت لا يمكنهم تصفح الراكوبة و المواقع الحرًة لذلك مصدر المعلومة الوحيد يأتيهم من النظام و مع تطاول الأمد تسبب هذا الأمر في الكثير من الانتكاسات و عطًل الوعي الذي يحفز الإرادة، هذه مشكلة نأمل أن تحل قناة المقرن الجانب الأكبر منهاخلال وقت قريب طالما أنً رؤيتها المعلنة إعلام حر و الانحياز لكل ما يهم المواطن السوداني..
بالعودة لوجهات نظر القراء 8 تعليقات وجهت لي اتهاماً مباشراً بالعنصريًة ووضعتني في نفس المركب مع دعاة الفتنة ، هذا أمر متوقًع و لا يساوي شيئاً مقارنةً بالثمن الذي دفعه أناس فقدوا أرواحهم أو أصيبوا بأمراض نفسيًه أو عاهات مستديمة أو يقبعون في سجون النظام ..الخ….و من هم في حكمي ليسوا بمعرض الدفاع عن أنفسهم إنًما يفعلون ما يرونه صائباً من باب الوفاء بجزء من واجب اً لا زلت مقصراً فيه كثيراً…).
لسان حال الطيب في مداخلته يقول لماذا لم تجرم النظام أكثر، و لماذا لا تدافع عن مشروع السودان الجديد؟ رغم إعترافي بأنً أمر تجريم النظام يستهويني و أكثر.. كما في أغنية الراحل إبراهيم عوض "أصبح في ذاته غاية"…، و الحال كذلك لن أدخر أي جهد ..لكن متمسكاً بالمبدأ الأخلاقي و طالما أنً النظام عارياً… يمقدورنا تجريمه بالحق ولا داعي أن نطرق أبواب الباطل لفعل ما نستطيعه بالحق كأن يعني تجريمه أكثر السكوت عن الجرم الذي يمارسه بعض من يدًعون مناهضته قولاً و ليس فعلاً .. ، ثمً أنًني احتاج مجلدات و صفحاتي محدودة مخصًصة لموضوع أكثر تحديداً ، أمًا لماذا لا أدافع عن مشروع السودان الجديد…ليتني أستطيع حتًى يكفينا هذا شر الخلاف و الخالف و ما يترتًب.
طيب أحمد(معلق آخر) قال أنً النًاس لا ترغب في رحلة إلى المجهول لأنً نتائج جميع تجارب الحوار السابقة و الدساتير كانت حبر على ورق، و نتج عن هذا كله تثبيط الهمم و غياب الإرادة….) … لذلك لا بدً من مناقشة جميع خلافاتنا لنحدد ما نحن متفقون عليه و نوجد آليًة للتعامل مع ما نحن مختلفون بشأنه حتًى نبدأ العمل على التغيير و نحن مدركون أنً هنالك أشياء يجب أن لا تثار في مرحلة محدًدة و من يحاول إثارتها قبل الأجل المحدد يعامل على أنًه معوق للعمل..، يجب أن يكون لدينا ما نحتكم إليه و يحسم أمر الخلافات في أي مسألة.
أمًا خضر عابدين فيقول أنًني دسست السم في الدسم و أدافع عن دولة الجلاًبة و جرًدت العنصريًة من بعدها التاريخي و إن كان لدىً رأي في حق تقرير المصير فأنا عنصري ..)… من الواضع أنًه بنى وجهة نظره على غرض في نفسه و هذا يؤكد حقيقة أنًنا محتاجون لإثارة خلافاتنا و تصعيدها كي نصل لأرضيًة مشتركة توحدنا دون إقصاء و من أبى فهذا شأنه، نحتاج الاقناع بحجًة المنطق و الأدلًة و ليس مجرًد الاساءات و التجريح..
في تعليقه يقول د. فرح أنً النظام يمارس العنصريًة الجهويًة أيضاً جنباً إلى جنب مع العنصريًة على أساس الانتماء الحزبي بدليل أنً 95% من عناصر الأمن الشعبي هم من نهر النيل و كل من يعتقل يكون سؤاله الأول عن قبيلته و أنً هنالك حملات ممنهجة في الجامعات ضد أبناء دارفور…)… لا خلاف فيما ذكره ، و هو اثبات آخر لعنصريًة النظام و هذا ما هدفت لإثباته بنفس الطريقة..، و حتًى أنًني صاحب تجربة شخصيًة و كان أول سؤال في البوكسي و وجهي على أرضيًته و البوت فوق رأسي و الضربات تنهال على ظهري ..حتًى قبل أن أصل للمعتقل هو "قبيلتك شنو"..، لكن كما فهمت د. فرح يريد أن يشير لأمر آخر هو أنً النظام نفسه جهوي معظم قادته من نهر النيل و في ذلك تمييز لصالح سكان نهر النيل…، تعليقي : حقيقة ليست في النظام وحده إنًما تتشاركها كل كيانات الجريمة المنظمة حتًى عصابات المافيا الدوليًة دائماً ما تكون الجهويًة مسيطرة عليها و معظم قادتها صقليين مثلاً ..، حتًى أنًني لم أنكر وجود العنصريًة القبليًة و ما ركًزت عليه هو أنً مفهوم العنصريًة ليس كما كان في السًابق فهو الآخر تطوًر و حاولت اثبات هذه الجزئيًة ، و طالما أنًني توصًلت لهذا الأمر من خلال دراسة علميًة إذاً هى خاضعة للنقد المفتوح و الردود….، الهدف أيضاً أشرت إليه أنًنا بحاجة للمزيد من البحوث.
أمًا كون 95% من قيادات أجهزة النظام من الاقليم الشمالي ، أنا أيضاً من الاقليم الشمالي، أعرف مديريًة النيل جيداً حواضرها و بواديها و حتًى مناطق السكن العشوائي فيها، حيواناتها و طيورها و كل شئ عنها…. ما يؤهلني للقول أنًها أكثر مناطق السودان تهميشاً و تضرراً من النظام الحالي الذي سلب الناس أراضيهم و أهلك زرعهم و ضرعهم حتًى اضطروا للنزوح و بإحصائية بسيطة أقول لك بأنً أكثر من 90% ممًن يستطيعون العمل هناك نزحوا أو هاجروا لدول أخرى ، و في الشماليًة نفس الواقع..، و كون أهلها لم يحملوا سلاحاً في وجه النظام لا يعني أنًهم يحابون أبناءهم و عشيرتهم أو يتفقون معهم على فعلتهم القبيحة..، و يمكنني أن أضرب الكثير من الأمثلة التي تثبت هذا…، لذلك يظل السؤال الصحيح هو: هل كون النسبة الأكبر من قادة أجهزة النظام من الاقليم الشًمالي يعني بالضرورة أنً أهله عنصريون؟ قطعاً لا..، و بنفس المفهوم كون أكثر من 95% إن لم يكن جميع قادة الحركات المسلحة من مناطق النزاعات ، هذا لا يعني أنً أهلها عنصريًون، و هذا إثبات آخر على ما ذهبت إليه سابقاً و هو أنً العنصريًة التي نشهدها لا علاقة لها بالقبيلة أو العرق إنًما مشروعات عنصريًة ينفذها كل من النظام و الحركات المسلحة بصرف النظر عن أيهما أكثر عنصريًة لأنً الأمر جريمة يجب أن يكون التركيز على محاربتها بغض النظر عمًن يمارسها أكثر لأنً هذا ما يقوله المنطق السليم..(تحت يدي أدلًة لحالات احتيال مالي على طريقة Nigerian Scams" " ضحاياها بعض الأهالي الجاني فيها قريبهم الوالي ، بعض ضحاياها تربطني بهم صلة دم …، ما منعهم من مقاضاته الحصانة التي يتمتع بها و حرمتهم حقًهم و ليس محاباة لقريبهم…).
الرسالة الأكثر صلة بالمقال أتحفني بها الأخ/ علي يس، على الايميل، أوضح فيها ما نحتاج حيث يقول أنًه ينقصنا جسم سياسي يجمع الناس و يرى ضمناً أنًنا لسنا بحاجة لأي جسم جديد في ظل الظروف التي نحن فيها و يرى بأنً حزب المؤتمر السوداني يمكن أن يلبي المطلوب و ما يحتاجه مجرًد استقطاب أصحاب الأفكار المفيدة من الناس العاديين…..، و غيرها وردتني الكثير من الرسائل على فترات مختلفة بمضامين قريبة ، …)
الأمر الذي لا يختلف فيه عاقلان هو أنً حزب المؤتمر السوداني من التأهيل بحيث يصبح كياناً جامعاً ينجز مهمًة التغيير طالما أنًنا أفراداً لا نستطيع رغم إرادتنا (كما أثبتت نتيجة السؤال العاشر) و نفس الحال أظنه ينطبق على من هم خارج السودان لا يمكنهم ترك وظائفهم كي يحضروا ليسقطوا النظام في ظروف يشوبها عدم اليقين. ..، حزب المؤتمر السوداني ينقصه الكثير الممكن استيفاؤه بسهولة، و كأنٍي أطرح هنا سؤالاً عليكم جميعاً و لا استثني نفسي …لماذا لا ننضم لحزب المؤتمر السوداني؟ سأخصص المقال القادم للإجابة على هذا السؤال من وجهة نظر تكملها وجات نظركم حتًى نلقي بالكرة في ملعب قادة حزب المؤتمر السوداني و نفتح الباب لنقاش هادف قد يكون بدايةً لعمل يختصر علينا الطريق… كيف يتعاملون مع الأمر، هذا ما تعتمد عليه الخطوة التالية..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.