الطيور الزرقاء هكذا ينادي الاطباء طالبات التمريض العالي عندما ياتين للتدريب بالمستشفيات. احييهن في اليوم العالمي للتمريض وهن يؤدون واجبهم الانساني تجاة المرضي في ظل ظروف اقتصادية سيئة وبيئة عمل اسوا ورواتب ضئيلة ونظرة مجتمعية تتارجح بين رفض المجتمع للمهنة في غابر الازمان لان المجتمع كان يرفض خروج المرأة من البيت ناهيك ان تعمل في نظام الورديات وخاصة الدوام الليلي وهو المبيت خارج المنزل ولكن بفعل مثابرة النساء والحركة النسوية باتت النظرة تدريجيا عادية الي ان اصبح المجتمع متصالحا تماما مع عمل المراة السودانية بل اصبحت كثيرٌ من الاسر تعولها إمرأة. هذا: رغم الزيادة التدريجية في إقبال الفتيات السودانيات على مهنة التمريض فلا يزال هنالك إحجام مقدر عن ولوجها.لهذه المهنة فعدد الممرضات حالياً في السودان حوالي (18) ألفاً مقارنة بالمطلوب وهو (80)الفأ. وهذايعني بان لكل 6 اطباء امتياز كادر تمريض واحد.ولكن حسب المواصفات والمعدل العالمي لابد ان يكون لكل طبيب امتياز 4-6 ممرضات لذا فان الوضع عندنا معكوس تماما ويحتاج منا للعمل لاصلاحه ولكنه و أمر متوقع على خلفية وجود اكثر من (35) كلية طب تخرج حوالي ألف طبيب تقريبا ربما اكثر سنوياً مقابل (14) كلية تمريض تخرج (500) ممرضة سنوياً ما يفاقم من نقص أعداد الممرضات. إن حوالي (%6) منهم فقط من الجامعيات فالغالبية العظمى من خريجات مدارس التمريض التقليدية كما أن الممرضة في مستشفيات السودان قد تغطي عنبراً بأكمله وهو عمل مضنٍ. وعالمياً كحد أقصى ممرضة لكل 4 مرضى في أقسام الجراحة وممرضة لكل 6-7 مرضى في أقسام الباطنية (من ورقه بروفسور محمد عثمان مالك). وتؤكد التقارير الصحية ان نقص التمريض او عدم تدريبه ورفع قدراته يؤثر بطريقة طردية علي مخرجات الصحة بصورة سالبة خاصة فيما يخص ارتفاع معدلات الوفيات وبالأخص وفيات الامهات و الاطفال الرضع كما ان عدم تأهيل التمريض يؤدي الي زيادة معدلات العدوي المكتسبة في المرافق الصحية مما يؤدي الي تدني سلامة المرضي وتعرضهم لاذي و كما ان تأهيل الكوادر الصحية يساعد كثيرا في تفادي الاخطاء الطبية التي اصبحت الان كثيرة الحدوث نسبة لتدني الخدمات الصحية وعدم وجود نظام صحي متكامل . . والتمريض اليوم يعاني ليس فقط في مجال رفع القدرات والتدريب وانما سوء بيئة العمل في المستشفيات وقلة الرواتب والحوافز مما ادي الي العزوف من هذه المهنة الانسانية او هجرة كوادرها المدربة والمؤهلة. لقد ظلت مستشفيات السودان حتي قبل تجفيفها تعاني من النقص الحاد في كادر التمريض وقد تضطر المستشفيات بتكملة النقص بمنتسبي الخدمة الالزامية بالمجال المحدد.مثال لذلك ففي مستشفي الخرطوم 295ممرضا و197 سسترا وتقنيا لي 30 عنبرا يحوي 806 مريض وكما يوجد 48 ممرضا بالحوادث و19 فقط بمجمع فتح الرحمن البشير اما الاقسام الطبية المساعدة كالاشعة وبنك الدم ولان الممرضة يقع عليها عبء كبير في متابعة المريض والسهر عليه لذا كان لأبد من إعطاء الممرضة وزنها المستحق في الفريق الطبي والقطاع الصحي عموماً ،فالممرضة ليست مجرد مساعد او معاون للطبيب وانما لها دورها الاساسي في المراقبة والمعالجة وحتي الجانب النفسي ولذا لابد ان تخضع لكثير من التدريب داخليا وخارجيا وان يجزل لها العطاء. كما ان تحسين بيئة العمل يمثل الجانب الاساسي في معالجة الوضع ،وبمناسبة هذا اليوم (يوم التمريض العالمي ) لابد ان احيي ذكري الاستاذه القديرة حواء علي البصير كاول مديرة تمريض بالسودان واحيي ايضا الصديقة الودوة سستر قمر الجاك بمستشفي بحري التي تعلمنا الكثير علي يديها. إعطاء الممرضة وزنها المستحق في الفريق الطبي والقطاع الصحي عموماً: فكما قالت انديرا غاندي رئيسة وزراء الهند الراحلة (الممرضة ليست مجرد مساعد أو معاون للطبيب فلها دورها المستقل الذي تؤديه في مجالات صحية عديدة خاصة تلك التي لا يتواجد فيها طبيب أو لا تكون هنالك ضرورة لتواجده ). في أحد هذه المستوصفات الخاصة ذكرت لي ممرضة بنغالية : ( أنها فضلت عقد العمل السوداني على عقد عمل أمريكي عرض عليها متزامناً مع السوداني للأجر المجزي الذي لم تتخيله فالمرتب يفوق مرتبها الذي تتقاضاه في الفلبين بستة أضعاف، وأكدت أن العمل بالسودان سهل جداً فهي تعمل بنظام دوام متوازن وتقطن بسكن مريح، وأضافت ضاحكة: (ما وجدته بالسودان فاق تصورات أحلامي). الميدان