قال عبد الحي يوسف نائب رئيس ما يسمى بهيئة علماء السودان ، لدى مخاطبته جمعا لتأبين بن لادن إن المقام مقام قوة وجهر وأنهم جاءوا ليؤكدوا للعالم أن إخوان أسامة ماضون في طريقه . لافتاً إلى أن من يفرح أو يشمت لموت رجل رفع راية الجهاد فهو كافر، وقال إن ما يعرفه عن أسامة أنه ترك النعيم وخرج من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقاتل في سبيل الله وجعل حياته آية ومماته آية وعاش ومات لله، وأوضح أن الطغاة العرب الذين أطاحت بهم الشعوب تلاحقهم اللعنات بينما أسامة يمضي إلى ربه تظلله الدعوات . وعلق محلل سياسي ل(حريات) بان هذه التصريحات تكشف عن الخطر الذي يمثله عبد الحي يوسف على حياة السودانيين ، فهو يعتبر أسامة بن لادن مجاهداً ، وممارسة تنظيم القاعدة (جهاداً) ، هذا في حين إنها ممارسة تقوم على استسهال قتل العزل والأبرياء . وأضاف المحلل السياسي بان الشماتة في الموت لا تجوز ، والإنسان السوي لا يشمت في موت مخالف له ، كأسامة بن لادن ، ولكن هذه القيمة التي أسستها الأديان والقيم الإنسانية لا يمكن فهمها إلا بارتباطها بقيمة رئيسية وحاكمة ، وهي قيمة الحياة الإنسانية ، ولكن تاكتيكات الإرهاب التي يتبناها تنظيم القاعدة إنما تاكتيكات تحتفي بالموت وبالقتل ، في استهانة بأهم قيمة من القيًم . وقال بان عبد الحي يوسف اذ يصف تاكتيكات الإرهاب هذه بالجهاد فإنما يكشف عن برنامجه المستقبلي للسودان . وأضاف بان عبد الحي الذي يتحدث عن (الطغاة العرب) الذين تشيعهم اللعنات ، يتغاضى عن الطاغية السوداني الذي يدعمه ، والذي أدت جرائمه كمثال فقط الى مقتل ما يزيد عن (300) ألف ضحية في دارفور ، وهذا الحد لم يصله أي طاغية عربي آخر ! والأسوأ ان جرائم السودان ، مثلها مثل جرائم الإرهاب الاسلاموي في المناطق الأخرى ، تبرر الولوغ في دماء الأبرياء ، بغطاء من الإسلام ، وبذلك فإنها تعتدي على الإسلام نفسه ، فتزيف طبيعته ك ( دين الرحمة) وتحوله الى آيدلوجية شحن وكراهية تجعل الإرهابيين المتأسلمين يقتلون الأطفال والعجزة والنساء دون ان يساورهم شك أو تطرف لهم جفن . وتلك خطوات الشياطين ، لان الشيطان إنما الحقائق التي لا تعرف الشك والقتل الذي لا يعرف التردد . وختم قائلاً لقد علمتنا التجربة بان التكفيريين (الجهاديين) مثل عبد الحي يوسف يبدأون بقتل المخالف في الملة الدينية ، ثم يتوسعون بقتل المسلمين الآخرين ، وينتهون بقتل بعضهم البعض ولو اختلفوا في حكم (ضراط الشيطان) ، مما يؤكد بان آيدلوجيتهم تعني تحول المجتمعات الى طاحونة دم تدور بلا توقف .