هاجمت مجموعة مسلحة أحد المساجد بمنطقة شمباتبالخرطوم بحري بغرض قتل إمام المسجد الذي هاجم يوم الجمعة الماضية زعيم القاعدة أسامة بن لادن . واشتبكت المجموعة بالسلاح الناري مع الشرطة مما أدى لإصابة أحد أفرادها إصابة بالغة . وكانت جهات رسمية عديدة أبدت حزنها على قتل بن لادن الذي عاش بعضا من سنواته في السودان في الفترة من 1991 – 1996 قبل أن يغادر إلى أفغانستان اثر تخلى حكومة عمر البشير عن دعمه نتيجة الضغوط عليها . ولكن الجهات الرسمية ورغم تعاطفها مع بن لادن في نهجه الفكري والعملي إلا انها أبدت قدراً من التحفظ ، بسبب سياستها الدائمة في اللعب على الحبال المختلفة ولرغبتها في تحسين علاقاتها مع الغرب وإخراجها من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب . ولكي تجمع حكومة المؤتمر الوطني بين (الحسنيين) – إرضاء الغرب وإرضاء إخوانها في الجماعات المتأسلمة – اعتمدت نهجها المعروف في تقسيم الأدوار ، وأعطت الدور الأكثر وضوحاً لحليفها ومناصرها عبد الحي يوسف، الذي أقام (صلاة الغائب) على روح بن لادن في ساحة مكشوفة في قلب الخرطوم ، وكفر من يشمت في وفاة بن لادن . وحين رد عليه علماء دين سلفيون بانه لا يمكن تكفير المسلم الذي يقتل مسلماً آخر دع عنك الشماتة في موته ، تراجع عبد الحي شكلياً وصرح بانه قال ان من يشمت في مقتل بن لادن لا يمكن اعتباره مؤمناً ! ونبهت (حريات) حينها للمخاطر المستقبلية على أهل السودان من فتاوى التيار التكفيري الإرهابي الذي يعبر عنه عبد الحي ، وذكرت بان هذه الجماعات تبدأ باستسهال قتل المخالفين في الملة الدينية ولكنها سرعان ما تستسهل الولوغ في دماء كل المخالفين ، خصوصاً من المسلمين الآخرين . وان هذه التصورات تنتهي بتحويل المجتمعات إلى طاحونة دم تدور بلا توقف . ويعد الاعتداء على مسجد شمبات تطبيقا عملياً لفتوى عبد الحي يوسف ، ونذارة أخرى إضافية لمخاطر هذه المجموعات على البلاد .