كشف استقبال نائب أمير مكة لعمر البشير لدى زيارته للمملكة العربية السعودية أول أمس 19 يونيو ، عن تدهور جديد فى العلاقة التى ظلت مأزومة لعقدين . وأطاح عمر البشير الاربعاء 14 يونيو الجارى بمدير مكتبه طه عثمان ، المحسوب على السعودية ، على خلفية الازمة بين السعودية وقطر . وفيما اعلنت المصادر الحكومية السودانية عن حيادها الرسمى الا ان مناصريها فى الاعلام التقليدى ووسائل التواصل الاجتماعى لم يخفوا تأييدهم المتحمس لقطر الداعمة الرئيسية لجماعات الاسلام السياسى . وكانت المملكة السعودية ، طيلة سنوات الحرب الباردة ، وبتنسيق مع الغرب ، كانت احدى موائل منظمات الاخوان المسلمين فى المنطقة ، خصوصاً بالسودان ، حيث قدمت لهم الوظائف والدعومات المالية والبعثات الدراسية ومولتهم لانشاء المصارف الاسلامية ومنظمات الاغاثة الاسلامية التى صعدوا بها الى السلطة فى السودان ، ولكن عند اجتياح العراق للكويت أيد الاسلاميون السودانيون العراق على أمل (انهيار وشيك للعروش فى الخليج)! وشنوا حملة دعائية هوجاء على السعودية الى درجة ان شعاراتها المبتذلة مثل (يهود يهود آل سعود) ظلت تتردد فى معسكرات الدفاع الشعبى حتى أواخر التسعينات ، ثم احتضنوا أسامة بن لادن وغيره ، ووقعوا اتفاقية التعاون العسكرى مع ايران ليعملوا معها طوال عقدين لنشر نفوذها وسلاحها فى المنطقة . واذ واجه النظام السودانى عقابيل سياساته وحاصرته الازمات بدأ فى التراجع حتى انتهى الى وكيل جنجويدى للدول الخليجية فى حرب اليمن . ومع انفجار الازمة بين السعودية وقطر تصور النظام انه يمكن ان يرضى (او بالدقة يبتز) السعودية باستمرار مشاركة قواته فى اليمن وفى ذات الوقت مواصلة خدمة اجندة قطر الاخوانية فى المنطقة ، خصوصاً فى ليبيا ومصر والصومال . واطلق النظام على هذه الصيغة الانتهازية اسم (الحياد) ، وحاول اعطاءها غطاء شرعيا من الطرفين بادعاء (التوسط), غافلا عن حقيقة ان المتسول من طرفين لا يمكن ان يصلح وسيطاً بينهما ! فهل ترى يزيح استقبال نائب امير مكة واضح الدلالات غشاوة الغفلة ؟! http://www.hurriyatsudan.com/?p=225006 http://www.hurriyatsudan.com/?p=224798