خفض اليوناميد يتضمن إغلاق عدد من قواعدها، والنتائج ربما تكون كارثية في بعض المناطق إريك ريفز 23 يونيو 2017 م نشرت مصادر داخل الأممالمتحدة قائمة لقواعد اليوناميد التي سوف تغلق أو تجرد من أي وجود عسكري (في مقابل الوجود الشرطي). وتكشف القائمة بشكل مؤلم مدى التبعات الخطيرة للخفض الكبير في البعثة: سوف يُخفض الوجود العسكري في دارفور بنسبة 44%، والوجود الشرطي بنسبة 33%. وسوف يكون هناك أيضاً خفض كبير لعدد أفراد اليوناميد غير المسلحين، مما سوف تكون له عواقب بإعاقة عمليات عناصر اليوناميد المسلحة المتبقية. سوف أتلمس التداعيات المعينة للقائمة الواردة أدناه، ولكن بعضها غير معقول وسوف يحد من وصول المساعدات الإنسانية. الجدير بالذكر أن خدمة الأممالمتحدة الإنسانية الجوية (UNHAS) لن تطير لمواقع بدون وجود عسكري. هذا لوحده يمثل تهديداً بالغاً لوصول المساعدات الإنسانية في دارفور. ربما لا تكون هذه القائمة شاملة بشكل كامل، وربما تخضع لتعديل طفيف. ولكن بالنظر للموعد النهائي المضروب بنهاية يونيو ليصدر قرار لمجلس الأمن بإعادة تفويض اليوناميد في شكل جديد، فإن القائمة دقيقة لدرجة كبيرة: المعسكرات التي سوف يُنهى فيها الوجودان العسكري والشرطي معاً لليوناميد (الأسماء الواردة باللون البرتقالي تشير إلى أن الإغلاق خطر على المدنيين بشكل خاص(: أبو شوك (شمال دارفور)- زمزم (شمال دارفور)- المليحة (شمال دارفور)- أم كدادة (شمال دارفور)- الطينة (شمال دارفور)- مليط (شمال دارفور)- هبيلة (غرب دارفور)- فور برنقا (غرب دارفور)- عد الفرسان (جنوب دارفور)- تلس (جنوب دارفور)- مهاجرية (شرق دارفور، جنوب دارفور سابقا). المعسكرات التي سيُنهى فيها الوجود العسكري لليوناميد: (الأسماء الورادة باللون الأحمر تشير إلى أن الإغلاق خطر على المدنيين بشكل خاص): معسكر كلمة (جنوب دارفور)- سريف (جنوب دارفور)- سرف عمرة (قرب الحدود بين شمال دارفور / وسط دارفور)- كرمة (شمال دارفور)- أم برو / برو (شمال دارفور)- ماستري (غرب دارفور). تعليق عام على هذه المواقع: حتى إذا لم يتم تمييز الموقع بالبرتقالي، فإن كل هذه المواقع كانت أماكن للعنف المتطرف على مدى ال14 عاماً من الإبادة الجماعية المستمرة في دارفور. ومع أن توجيه زعيم الجنجويد سيء الصيت موسى هلال قد تم تطبيقه لحد كبير "تغيير التركيبة السكانية في دارفور … إفراغها من القبائل الأفريقية" – فإن العنف لا يزال مستمراً في العديد من المواقع وقد حوّل موقعه باستمرار على مدى هذه السنوات. كل قواعد اليوناميد موجودة بالقرب من المعسكرات العديدة للنازحين ال2.7 مليون، وقد كانت بالفعل قوة دافعة لإنشاء المعسكرات (مدهش حقاً، على سبيل المثال معسكر سورتني للنازحين بشمال دارفور، وذلك عقب حملة الخرطوم الوحشية على جبل مرة في عام 2016م). ويؤكد خفض القوات العسكرية بنسبة ال44% أن العديد من المواقع ستكون خارج نطاق وصول المساعدات الإنسانية؛ وكما ذكر أعلاه، فإن خدمة الأممالمتحدة الإنسانية الجوية سوف لن تطير للمواقع الخالية من الحماية العسكرية. إن قواعد اليوناميد ال(11) المدرجة في هذه الفئة تقع بالقرب من أكثر المناطق اضطراباً وعنفاً في كل دارفور. أما قواعد اليوناميد ال(7) التي ستعمل من الآن فصاعداً بوجود شرطي فقط، فربما تستطيع السيطرة على النزاعات المحلية، ولكنها لن تكون قادرة كلياً على ردع الهجمات واسعة النطاق على المدنيين. وسوف تكون المعسكرات الواقعة قرب قواعد اليوناميد التي أعيد تشكيلها أكثر عرضة للهجوم من قبل الميليشيات أو القوات المسلحة السودانية، وعاجزة تماماً عن مواجهة خطط الخرطوم المعلنة بتفكيك معسكرات النازحين في دارفور. وفي حين أن الخرطوم قد تبدي انضباطاً أثناء انسحاب عناصر اليوناميد من دارفور، فإنها وعندما يتم تحقيق الانسحاب بصورة كبيرة – ومع وجود عدد أقل كثيراً على الأرض من العيون غير السودانية، وجهود إغاثة إنسانية مقيدة في حركتها بشكل أكبر – فسوف تنتقل الخرطوم للمرحلة الأخيرة من دمار الإبادة الجماعية. هناك سؤال مفتوح حول ما هي المنظمات الإنسانية الدولية غير الحکومية العاملة حالياً في دارفور والتي سوف تشعر بأن انعدام الأمن کبير جداً مما يحول دون مواصلة عملها المنقذ للحياة. لقد تمنت الخرطوم منذ فترة طويلة أن ترى جهود الإغاثة الدولية تخرج، وطردت أكثر من عشرين منظمة منذ عام 2009؛ وغادر آخرون بالفعل بسبب انعدام الأمن الذي لا يطاق. إن الخفض الشديد لليوناميد، ومهما كان ضعف أداء البعثة في مهامها المتمثلة في الحماية المدنية والإنسانية، قد يؤدي لاتخاذ مزيد من قرارات المغادرة. أخيراً، وبقدر ما كان باستطاعة عسكريي اليوناميد أن يقدموا خدمات الحراسة المسلحة لقوافل وكالات الأممالمتحدة (مثل برنامج الأغذية العالمي) ومنظمات الإغاثة، فإن هذه الخدمة سوف يتم بترها بشدة، مما يقلل من وصول المساعدات الإنسانية للمناطق التي تتطلب حماية للقوافل. ويقول مسؤولو الأممالمتحدة واليوناميد دفاعاً عن هذا الخفض، إن البعثة سوف يعاد تشكيلها بقدرات أكبر على الاستجابة السريعة. ولكن قياساً على كل ما رأيناه من ردود فعل اليوناميد أثناء اللحظات الحرجة من العنف ضد المدنيين والتهديدات الشديدة عليهم، فإن هذا الدفاع يبدو غير معقول تماماً. كما أنه لا توجد أية إشارة موثوقة عن المكان الذي سوف تأتي منه موارد النقل للاستجابة السريعة: فهي غير موجودة الآن، ولم يتم تحديد أي مساهمين للمعدات اللازمة. لقد وسمت اليوناميد نفسها في مناسبات كثيرة جداً بعدم الاستجابة حتى بالنسبة للهجمات على المدنيين القريبة منها؛ لذلك فإن الفكرة القائلة بأنه سيتم تحويلها إلى "قوة استجابة سريعة" تعد غير واقعية لدرجة السخف. بعض التعليقات المحددة على إغلاق مواقع قواعد اليوناميد أو تحويلها لحالة "شرطة فقط": أبو شوك (شمال دارفور): هذا المعسكر الكبير جداً بالقرب من الفاشر اعتمد في أمنه على دور اليوناميد كمراقب، وبدون وجود اليوناميد، سيكون من غير الواضح تماماً من الذي سيوفر الأمن والنظام داخل المعسكر. وستكون الخرطوم مسيطرة بشكل كامل على أحد من أكبر المعسكرات وأكثرها قلاقل في شمال دارفور. زمزم (شمال دارفور): هذا المعسكر على وجه الخصوص، هو أحد قلائل المعسكرات التي نمت سنوياً في الآونة الأخيرة، مما يجب اتخاذه دليلاً على أن وجود اليوناميد يخلق إحساساً بالأمن. ومن المؤكد أن هذا المعسكر الضخم والمتقلب للغاية سوف يشهد تفاقماً كبيراً في انعدام الأمن. ومعظم الناس هناك ليس لديهم مكان بديل يفرون إليه إذا أصبح العنف شديداً. مليط (شمال دارفور): على الرغم من الهدوء النسبي في الآونة الأخيرة، فإن هذه المنطقة شهدت عنفاً شديداً في شرق جبل مرة بشمال دارفور (2012 – 2015). ومع انسحاب اليوناميد من مليط، سوف يستأنف العنف على أساس عرقي. إن خطة اليوناميد الواضحة بإعادة الانتشار في المنطقة إن حدث ذلك مضللة لحد بعيد: ينبغي أن تظل القوة العسكرية قائمة هناك. (نظرة عامة على العنف في شمال دارفور خلال الهجوم على شرق جبل مرة، 2012 – 2015). http://sudanreeves.org/wp-content/uploads/2017/06/North-Darfur-1024×699.png مقياس تخطيط الأحداث: عدد الأحداث، وعكس مدى العنف: نقاط حمراء أو صفراء صغيرة: 1-5 من الأحداث كما يعكسها عدد الأحداث ومدى العنف. نقاط حمراء كبيرة: 6-10 من الأحداث كما يعكسها عدد الأحداث ومدى العنف. نقاط سوداء كبيرة: تمثل ما مجموعه 50 من الأحداث كما تعكسها عدد الأحداث ومدى العنف (وهذا يستخدم فقط في رسم الخرائط في شمال دارفور، حيث كان العنف مكثفاً وسيكون من المستحيل استخدام وسيلة أخرى للتمثيل يمكن أن تحتفظ لموقع بتميزه). يتم استخدام النقط السوداء للمناطق داخل وحول: قرى شرق جبل مرة. كبكابية؛ الطويلة. فنقا (شرق جبل مرة)؛ تابت. والفاشر. يستخدم رصد التخطيط للأحداث النقط الحمراء أو الصفراء بنفس الأحجام. من (تغيير التركيبة السكانية في دارفور: انتزاع الأراضي الزراعية بعنف وتدميرها، نوفمبر 2014م- نوفمبر 2015م)، كتابة إريك ريفز، تحرير وبحوث مايا باكا، 1 ديسمبر 2015م) وبشكل عام، من المرجح أن تكون المنطقة المحيطة بمناجم الذهب في جبل عامر بؤرة ملتهبة للنزاع بين القوات المسلحة السودانية وميليشيات قوات الدعم السريع التابعة لها من جهة، وقوات ميليشيا موسى هلال من جهة أخرى – فكلاهما يسعى للسيطرة على إحدى أكثر المواقع ربحية في جميع أنحاء السودان. مما تسبب بالفعل في قدر كبير من العنف المتمدد، فالانسحابات المختلفة لليوناميد من شمال دارفور سوف تؤدي فقط لأن يصير الوضع أكثر خطورة على المدنيين. هبيلة (غرب دارفور): مثل كل المناطق الكثيرة في دارفور، فإن الاستقرار الظاهر خادع للغاية؛ ويشعر السكان غير العرب / الأفارقة في هذه المنطقة باستمرار بتهديدات قوات الخرطوم بالوكالة من الميليشيات العربية، حتى إن لم تكن مباشرة تحت قيادة القوات المسلحة السودانية. إن انسحاب اليوناميد يخلق حالة من انعدام الأمن المستدام للمدنيين المهددين حالياً. فوربرنقا (غرب دارفور): يكرر الوضع هنا على ما نراه في هبيلة. مهاجرية: (شرق دارفور، جنوب دارفور سابقاً): كانت مهاجرية في أوقات مختلفة للإبادة الجماعية نقطة انفجار للقتال الشديد بين الجماعات المتمردة وقوات الخرطوم. ومن الواضح أنها لا تزال بؤرة ملتهبة، ويدرك المدنيون فيها جيداً مدى تهديد قوات الميليشيات لهم. قواعد اليوناميد التي سوف تظل مفتوحة ولكن بدون وجود عسكري (ومن جديد فإن الأسماء الواردة باللون البرتقالي تصف مواقع ذات خطر خاص على المدنيين): معسكر كلمة (جنوب دارفور): وهو الأكبر والأكثر تقلباً، بل تفجراً في الحقيقة، بين جميع معسكرات النازحين في دارفور. إن وجود شرطة لليوناميد فقط سوف لن يمكن من فعل شيئ في حالة حدوث عنف واسع النطاق في أجزاء من هذا "المقر" الشاسع مترامي الأطراف لنحو 150,000 نازح. وبدون دعم عسكري، سيكون احتمال تدخل شرطة اليوناميد أقل بكثير لو قررت الخرطوم شن هجوم. وكما كتبت في سبتمبر 2008، أي بعد تسعة أشهر من النشر الرسمي لليوناميد في دارفور: في الساعة السادسة من صباح يوم 25 أغسطس 2008م، كان معسكر كلمة، الذي يضم 90,000 نازح دارفوري، محاطاً بقوات الحكومة السودانية. و بحلول الساعة السابعة صباحاً، دخلت المعسكر 60 مركبة عسكرية مدججة بالسلاح، وأطلقت النار وأحرقت أكواخ القش. المدنيون المروّعون والذين كانوا قد فروا قبلاً من قراهم المحترقة عندما هاجمتهم هذه الحكومة نفسها وقتلتها الجنجويديون – قاموا على عجل بتسليح أنفسهم بالعصي والرماح والسكاكين. وبطبيعة الحال، لم تكن مكافئة للبنادق الرشاشة والأسلحة الآلية. ومن ثم اختتم أسوأ هجوم وحشي بحلول الساعة التاسعة صباحاً. وغادرت المركبات مخلفة أعداداً كبيرة من القتلى وأكثر من 100 جريح، معظمهم من النساء والأطفال. ("الآن السودان يهاجم معسكرات اللاجئين"، وول ستريت جورنال، 6 سبتمبر 2008، اريك ريفز وميا فارو | http://online.wsj.com/article/SB122065894281205691.html؟mod=googlenews_wsj إن خطر وقوع مثل هذه الهجمات في كلمة وفي مواقع أخرى عديدة- مرتفع بشكل لا يحتمل. سرف عمرة (بالقرب من الحدود بين شمال دارفور / وسط دارفور): لقد كان هذا أحد مواقع العنف المركزية خلال الهجوم على جبل مرة عام 2016؛ ولا يزال الوضع شديد التقلب وينطوي على إمكانية العنف. أم برو / برو (شمال دارفور): هذه القاعدة ليست فقط قريبة نسبياً من موقع جبل عامر، بل إنها كانت مركزاً للعنف في شرق جبل مرة (2012 – 2015م) ويمكن أن تنزلق بسهولة نحو نفس النوع من العنف الموجه عرقياً، والاستيلاء العنيف على أراضي الأفارقة الزراعية. كرمة (شمال دارفور): هنا مركز آخر للعنف الموجه عرقياً خلال الهجوم على شرق جبل مرة (انظر/ي الخريطة أعلاه). سريف (جنوب دارفور) وشعيرية (جنوب دارفور): تزايد العنف في جنوب دارفور على مدى العامين الماضيين، برغم طغيان العنف المرتبط بهجمات الخرطوم العسكرية في شرق جبل مرة وجبل مرة نفسه عليه. هذه المناطق شديدة التوتر وتتطلب استمرار وجود اليوناميد لتحظى بأية درجة من الأمن ووصول المساعدات الإنسانية. ماذا يعني قرار مجلس الأمن استجابة للضغوط من الصين وروسيا والخرطوم نفسها، سمح أعضاء مجلس الأمن لثلاثة أنظمة قاسية وغير ديمقراطية أن تقرر مصير ملايين الناس في دارفور. وإذا احتجنا لصورة تظهر كيف أصبح مجلس الأمن الدولي آلية مكسورة لصون "السلم والأمن الدوليين"، فإننا لن نجد أفضل من دارفور. ( نص المقال بالانجليزية أدناه ) : http://sudanreeves.org/2017/06/23/slashing-unamid-translates-into-numerous-base-closings-results-will-likely-be-catastrophic-in-some-areas/