رفضت قوات حرس الحدود بقيادة موسى هلال ، فى اجتماع حاشد بمنطقة (مستريحة) غرب دارفور أمس السبت ، رفضت قرار سلطة المؤتمر الوطنى بدمج قواتها فى الدعم السريع ، بحسب ما أكد مصدر مطلع وموثوق ل(حريات). وأضاف المصدر ان المجتمعين رفضوا بالاجماع كذلك حملة جمع السلاح التى يقودها حسبو عبد الرحمن – نائب عمر البشير – واعتبروها تهدف لاضعاف أى قوة لصالح قوات الدعم السريع . وطالب المجتمعون باطلاق سراح محمد الريس الشهير (الروقو) ، قائد الحرس الشخصى لموسى هلال ، وحملوا السلطة عواقب ما يحدث اذا لم تطلق سراحه والاخرين. وكانت قوات الدعم السريع اعتقلت محمد الريس و(7) آخرين من قوات موسى هلال مساء الخميس اثر عودتهم من ليبيا . وسُلم المعتقلون الى مكاتب جهاز الأمن بنيالا ثم نقلوا الى الخرطوم صباح الجمعة . وقال المحلل السياسى ل(حريات) ان الحركة المتأسلمة بقيادة الدكتور حسن الترابى سبق واستخدمت العسكريين المتأسلمين للانقلاب على الحياة السياسية ، وبعد ان دانت لها الاوضاع تصورت انها بقرار واحد سترجع العسكريين الى ثكناتهم ليحكم (الشيخ) ، ولكن كما اتضح عام 1998 فان الوظيفة القمعية تؤدى بطبيعتها نفسها الى تعاظم نفوذ العسكريين والأمنيين ، مما أدى فى النهاية الى ان يحيق المكر السئ بأهله وان تتحول مسرحية (اذهب للقصر رئيسا وساذهب للسجن حبيساً) الى حقيقة واقعة لم تتغير الا بقبول (الشيخ) لرئاسة (الكمندة) . ويتكرر ذات السيناريو حاليا مع المليشيا القبلية التى وظفتها السلطة فى حروبها وتريد الآن التخلص منها ، فى حين اكتسبت هذه المليشيات ديناميكياتها الستقلة بحيازتها على السلاح ، وعلى مصادر تمويل ذاتية (الذهب ، تجارة المواشى ، فرض الاتاوات) ، اضافة الى معرفة قيادات هذه المليشيات لحقيقة انها تحرس السلطة لصالح آخرين ، فلماذا لا تأخذها لنفسها ؟! خصوصاً وانها لمست كذلك قدرات الحاكمين ، فالبلاد التى يحكمها عمر البشير لربع قرن ، لم لا يستطيع موسى هلال أو حميدتى حكمها ؟! واضاف اذا تخلصت الانقاذ من موسى هلال الآن مستخدمة حميدتى – رغم ما يصاحب ذلك من اثمان حتمية – فان السلطة لن تستطيع لاحقاً حصر حميدتى فى دوره الحالى ، وهو سبق وصرح بان مليشياته هى التى تقاتل حقاً وان وزارة الدفاع لا تعدو كونها وزارة تشوين ، لذا فالمتوقع ان يطمع لاحقاً فى أكثر من وزير دفاع ، هذا فضلا عن ان عمر البشير الذى يرى سكاكين (اخوانه) تتحضر للانقضاض عليه لن يدخل فى مواجهة حاسمة مع المليشيات القبلية تنتهى بتعديل توازنات القوى لصالح أكبر مليشيا فى السودان – أى مليشيا المتأسلمين فى الأجهزة العسكرية والأمنية .