نشرت واشنطن بوست تقريراً حول مخاطر عدم تسمية الكوليرا باسمها فى السودان ، أول أمس 14 سبتمبر . وأوضحت انه بحسب منظمة الصحة العالمية وحكومة السودان سجلت الجهات الصحية أكثر من (23.200) حالة اصابة ب(الاسهال المائى الحاد) فى الفترة ما بين اغسطس 2016 الى 7 يوليو 2017 . وأفاد الاطباء السودانيون منذ ديسمبر / يناير بان الفحوصات التى اجريت على عينات الاسهالات الحادة اثبتت انها كوليرا . وأضافت واشنطن بوست ان السفارة الامريكيةبالخرطوم ابلغت المواطنين الامريكان (ان هناك تقاريرا مؤكدة عن حالات كوليرا فى بعض مناطق السودان بما فى ذلك العاصمة الكبرى الخرطوم ، مما اسفر عن وفيات). وفيما يتصاعد عدد القتلى يخجل المسؤولون السودانيون من استخدام اسم الكوليرا . وسعت الخرطوم بنشاط لمنع الاطباء والصحفيين من اعلان وجود الكوليرا . وفى ابريل 2017 اعتقلت السلطات الصحفى عمار الضو بدعوى التشهير بوزارة الصحة لابلاغه عن تفشى المرض . وفى يونيو فصلت وزارة الصحة مدير احدى المستشفيات لتجرئه على اعلان الكوليرا . وفى يونيو اعتقل جهاز الأمن عدداً من المتطوعين الذين نظموا حملة توعية حول كيفية منع انتشار الكوليرا ، وابلغ المتطوعين بعدم ذكر الكوليرا. واضافت واشنطن بوست ان مجموعة من الاطباء الامريكيين ، فى رسالة مفتوحة الى منظمة الصحة العالمية ، شجبوا فشل المنظمة فى (تأكيد او نفى نتائج فحوص المختبرات السودانية بنقل عينات بالشكل المناسب الى جنيف) وخاطبوا تيدروس ادهانوم – مدير عام منظمة الصحة العالمية ، قائلين (ان اخفاقكم فى نقل عينات من المصابين بالسودان الى جنيف … يجعلكم متواطئين تماماً فى المعاناة الرهيبة وفى الموت الذى ينتشر خارج نطاق السيطرة ..). وأوضحت واشنطن بوست ان مدير عام منظمة الصحة العالمية عندما كان وزيراً للصحة فى اثيوبيا اتهم بالتغطية على الكوليرا بتسميتها الاسهال المائى الحاد ، لتجنب الاضرار بالسياحة فى اثيوبيا . وأكدت الاختبارات التى اجرتها الاممالمتحدة حينها ان الكوليرا اصابت (60) ألف شخصا وادت الى وفاة (600) باثيوبيا . وأضافت الصحيفة ان اعلان تفشى الكوليرا فى السودان محرج للنظام فى الخرطوم لكشفه عن الاضطراب الشديد لنظامه الصحى . واضافت انه من المثير للدهشة ان عدد الوفيات أعلى فى السودان (800) ، مقارنة بجنوب السودان (250) ، ولكن ذلك يرجع الى ان منظمة الصحة العالمية تمكنت من الاستجابة اللازمة فى جنوب السودان بعد اعلان حكومتها رسميا للكوليرا ، بتوفير (1.5) مليون جرعة من التطعيم ضد الكوليرا , والتوعية حول المرض القاتل ، فى حين ترفض الحكومة السودانية اساساً الاعتراف بوجود الكوليرا . ومن المحتمل ان تتفاقم العدوى فى السودان ، خصوصاً بعد ان وصلت الى العاصمة المكتظة بالسكان ويعيش فيها أكثر من مليونى شخص. وأضافت واشنطن بوست ان منظمة الصحة العالمية ووكالة التنمية الدولية الامريكية ملامتان ايضاً على استخدام مصطلح الاسهالات المائية الحادة بدلا عن الكوليرا , فالكلمات تحدث فرقاً . كما ان الاتهامات لمدير عام منظمة الصحة العالمية بالتغطية على الكوليرا فى اثيوبيا بتسميتها اسهالاً مائياً حاداً ، فى حين اثبت التجربة خلاف ذلك ، لتؤكد انه من الضرورى جداً ان تتسامى منظمة الصحة العالمية فوق السياسة . (المصدر أدناه): https://www.washingtonpost.com/news/fact-checker/wp/2017/09/14/as-the-death-toll-climbs-in-sudan-officials-shy-away-from-the-cholera-label/?utm_term=.420f1b37d8eb (للمزيد أدناه): http://www.hurriyatsudan.com/?p=228163 http://www.hurriyatsudan.com/?p=226388 http://www.hurriyatsudan.com/?p=227463