أمجد فريد الطيب يكتب: اجتياح الفاشر في دارفور…الأسباب والمخاطر    الكابتن الهادي آدم في تصريحات مثيرة...هذه أبرز الصعوبات التي ستواجه الأحمر في تمهيدي الأبطال    شاهد بالفيديو.. وسط دموع الحاضرين.. رجل سوداني يحكي تفاصيل وفاة زوجته داخل "أسانسير" بالقاهرة (متزوجها 24 سنة وما رأيت منها إلا كل خير وكنت أغلط عليها وتعتذر لي)    شاهد بالصورة.. حسناء الفن السوداني "مونيكا" تشعل مواقع التواصل الاجتماعي بأزياء قصيرة ومثيرة من إحدى شوارع القاهرة والجمهور يطلق عليها لقب (كيم كارداشيان) السودان    من سلة غذاء إلى أرض محروقة.. خطر المجاعة يهدد السودانيين    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    تفشي حمى الضنك بالخرطوم بحري    بالصور.. معتز برشم يتوج بلقب تحدي الجاذبية للوثب العالي    المخدرات.. من الفراعنة حتى محمد صلاح!    خطف الموزة .. شاهدها 6 ملايين متابع.. سعود وكريم بطلا اللقطة العفوية خلال مباراة كأس الأمير يكشفان التفاصيل المضحكة    لولوة الخاطر.. قطرية تكشف زيف شعارات الغرب حول حقوق المرأة    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    مدير شرطة ولاية القضارف يجتمع بالضباط الوافدين من الولايات المتاثرة بالحرب    محمد سامي ومي عمر وأمير كرارة وميرفت أمين في عزاء والدة كريم عبد العزيز    توجيه عاجل من"البرهان" لسلطة الطيران المدني    جبريل إبراهيم: لا يمكن أن تحتل داري وتقول لي لا تحارب    حركة المستقبل للإصلاح والتنمية: تصريح صحفي    مسؤول بالغرفة التجارية يطالب رجال الأعمال بالتوقف عن طلب الدولار    لماذا لم يتدخل الVAR لحسم الهدف الجدلي لبايرن ميونخ؟    مصر تكشف أعداد مصابي غزة الذين استقبلتهم منذ 7 أكتوبر    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    مقتل رجل أعمال إسرائيلي في مصر.. معلومات جديدة وتعليق كندي    النفط يتراجع مع ارتفاع المخزونات الأميركية وتوقعات العرض الحذرة    توخيل: غدروا بالبايرن.. والحكم الكارثي اعتذر    النموذج الصيني    غير صالح للاستهلاك الآدمي : زيوت طعام معاد استخدامها في مصر.. والداخلية توضح    مكي المغربي: أفهم يا إبن الجزيرة العاق!    موريانيا خطوة مهمة في الطريق إلى المونديال،،    ضمن معسكره الاعدادي بالاسماعيلية..المريخ يكسب البلدية وفايد ودياً    ثنائية البديل خوسيلو تحرق بايرن ميونيخ وتعبر بريال مدريد لنهائي الأبطال    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    الجنيه يخسر 18% في أسبوع ويخنق حياة السودانيين المأزومة    إسرائيل: عملياتنا في رفح لا تخالف معاهدة السلام مع مصر    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    الولايات المتحدة تختبر الذكاء الاصطناعي في مقابلات اللاجئين    كل ما تريد معرفته عن أول اتفاقية سلام بين العرب وإسرائيل.. كامب ديفيد    زيادة كبيرة في أسعار الغاز بالخرطوم    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خطيب الأنصار يطالب الحكام بأن يتركوا السودانيين يختارون من يتولى أمرهم
نشر في حريات يوم 23 - 09 - 2017


بسم الله الرحمن الرحيم
*خطبة الجمعة التي ألقاها الشيخ / محمد الحوار محمد بمسجد الهجرة الجمعة 22/9/2017م – 2 محرم 1439ه.*
الحمد لله مدبر الشهور والأعوام، ومصرف الليالي والأيام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو الجلال والإكرام، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله المبعوث رحمة للأنام. اللهم صلّ وسلم عليه وعلى آله وصحبه الأئمة الأعلام. صلاة تنجينا بها من جميع الأهوال والآفات، وتقضي لنا بها جميع الحاجات وتطهرنا بها من جميع السيئات، وترفعنا بها أعلى الدرجات وتبلغنا بها أقصى الغايات من جميع الخيرات في الحياة وبعد الممات. قال تعالى: (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) التوبة:40. وقال تعالى: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِين) الأنفال:30.
أحبابي في الله :
تظللنا هذه الأيام مناسبة عظيمة تستحق الوقوف؛ لأخذ الدروس والعبر، تلك المناسبة هي ذكرى الهجرة النبوية، فقد احتفلت الأمة بالأمس بدخول عام هجري جديد – إننا نُهنئ أمة الإسلام بهذا العام الهجري ونأمل أن يكون حافلاً بالعطاء والإنجاز والتمسك بحبل الله المتين- ونقول إزاء هذا الحدث العظيم، إذا كان في الحياة أيام غر يقف عندها المرء وقفات طويلة ليأخذ منها الدروس والعبر، فإن يوم الهجرة النبوية أشهرها وأعزها، ذلك لأن الهجرة النبوية حدث عظيم في تاريخ المسلمين، فقد كانت الخطوة الأولى لإقامة الدولة الإسلامية، وتحويل المبادئ الإسلامية العظيمة التي جاء بها الإسلام إلى واقع ملموس- فقامت الدولة وطبقت قيم الإسلام السامية من عدالة وحرية ومساواة وإخاء، ونال المسلمون بالهجرة القوة التي جعلتهم يقتحمون على الباطل أسواره، ويغزونه في عقر داره، وقد توالت بعدها انتصاراتهم حتى دانت جزيرة العرب بالإسلام، وبعدها دخل الإسلام دولاً وممالك ورقاعاً فسيحة، انتشرت فيها الدعوة الإسلامية، وصارت كلمة الله هي العليا، وبلغ الإسلام ما بلغ الليل والنهار، ولما كانت الهجرة نقطة تحول في تاريخ المسلمين، ولم تكن أبداً انتقالاً مادياً فحسب، بل إنها انتقالاً معنوياً من حال إلى حال، إذ نقلت الدعوة من حالة الضعف إلى حالة القوة ، ومن حالة القلة إلى حالة الكثرة ومن حالة التفرقة إلى الوحدة والائتلاف ومن حالة الجمود والركود إلى الحركة والفاعلية والانطلاق، ولذا سماها الله نصراً فقال: (اِلَّا تَنْصُرُوهُ).
وعمر بن الخطاب رضي الله عنه لمَّا استشار أصحاب رسول الله في اختيار حادثة من حوادث السيرة النبوية ليؤرخوا بها وقع اختيارهم على حادثة الهجرة الشريفة، ومنذ ذلك الحين صار الأول من محرم ذكرى انطلاقة الهجرة هو التاريخ الذي يؤرخ به المسلمون، وأدرك المسلمون لماذا أرَّخ عمر بن الخطاب بالهجرة النبوية- إن الهجرة إذا كانت بمدلولها العام تعني التحول من مكان إلى مكان، فإن الكائنات على اختلاف أنواعها في هجرة لا تتوقف، ولا تتخلف، فلا شئ في هذا الكون يعرف الثبات والاستقرار في حالة واحدة، فالإنسان في هجرة متتابعة منذ أن خلقه الله تعالى نطفة، فعلقة، فمضغة ، فهيكلاً عظمياً، فلحماً يكسو العظام. فوجوداً بعد ذلك يشهد على عظمة الخالق المبدع، ثم يرى النور وليداً ربيعاً فغلاماً صغيراً فشاباً قوياً فكهلاً ناضجاً فشيخاً ضعيفاً – وصدق الله سبحانه القائل: (مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا * وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا) نوح : 13-14. وهكذا تصبح رحلة العمر الإنساني في هذه الحياة سلسلة من الهجرات المتتالية، وكذلك غير الإنسان من الكائنات – الوحوش- الطيور- الحيتان- حتى الجمادات تعرف الهجرة- وإن كنا لا ندرك ولا نقف على آثارها إلا بعد مراحل زمنية طويلة وبعد دراسات علمية دقيقة- فالهجرة سُنّة من سُنن الله في كونه تدل على وحدانيته سبحانه وتعالى وبقاءه الذي لا يعتريه تغيراً أو أفول، (سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا) الأحزاب:62.
أحبابي في الله :
إذا كانت الهجرة سُنّة فعلها الأنبياء والرسل، فهي باقية وحاضرة في حياة المسلم في كل زمان ومكان، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركم بالمؤمن؟ من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله عز وجل، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب) (رواه أحمد في مسنده). فالهجرة الباقية والدائمة هي مفارقة المعاصي، وترك نوازع الهوى ووساوس الشيطان، وامتثال ما أمر الله به، والهجرة في المفهوم الإسلامي جهاد ، وقد تكون من أعلى أنواع الجهاد، قال تعالى في شأن الذين تقاعسوا عن الهجرة إلى المدينة:(قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) التوبة:24. إن رسالة الأمة الإسلامية تجعلها دائماً أمة مهاجرة نحو القيم السامية، وذلك بهجر الأهواء وسفاسف الأمور وكل ما من شأنه أن ينال من إيمانها، ويفرق كلمتها، ويذهب ريحها. قال تعالى: (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) الأنفال:46. إنها الهجرة من الرذيلة إلى الفضيلة، ومن الخلاف إلى الوحدة والائتلاف- ومن السيئ إلى الحَسُن، ومن الضَعف إلى القوة والنشاط- ومن الظلم والاستبداد إلى الحرية والعدالة والكرامة، فالهجرة بهذا المعنى الواسع، باقية ومتجددة ، لذلك فلا غرابة ولا غرو إن وجدنا أن سلفنا الصالح وقادتنا اليوم قد سلكوا هذا الدرب من أجل إعلاء كلمة الله، وتحقيق قيم العدالة والحرية والكرامة- مقتدين في ذلك بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، فمهدي الله قد هاجر من أبا إلى قدير وسار على دربه الأئمة من بعده، فكانت هجرة الإمام الصديق، وهجرة الأنصار مع الإمام الهادي إلى الحبشة وليبيا، وهجرات إمامنا الحبيب الصادق إلى أسمرا وليبيا من أجل نصرة الحق ورد الظلم.
أحبابي في الله :
إن الدروس والعبر التي ينبغي أن نأخذها من الهجرة كثيرة، ولكن نذكر منها الآتي:
أولاً: التخطيط، فهو مبدأ هام في الحياة، وهو من عوامل النجاح، فالنبي صلى الله عليه وسلم قد أخذ بالأسباب، وأحكم الخطة في هذه الرحلة، ثم توكل على الله، ليعلم من بعده أن الأخذ بالأسباب مطلوب. قال صلى الله عليه وسلم (أعقل وتوكل) وقد استبقى أبوبكر في مكة ولم يأذن له بالهجرة مع أصحابه، لعلّ الله أن يأذن له بالرحيل معه، فيكون رفيقه.
ثانياً: التضحية بالنفس والمال من أجل نصرة دين الله وحماية القيادة المتمثلة في الرسول صلى الله عليه وسلم ، وموقف أبي بكر وحمايته للرسول صلى الله عليه وسلم في الغار وفي كل هذه الرحلة حتى لدغ- كذلك موقف صهيب الرومي بتركه كل ما يملك مقابل أن يهاجر مع الرسول صلى الله عليه وسلم.
ثالثاً: من الدروس المستفادة، الدور العظيم الذي قامت به المرأة، فقد تولت السيدة أسماء بنت أبي بكر لجنة التمويل والإمداد، وفي ذلك تضحية كبيرة بالنفس، وكذلك دور أم معبد، وما لقيه رسول الله من ترحيب بالدفوف والطبل من نساء المدينة.
رابعاً: من الدروس المستفادة، حب الوطن، فالنبي صلى الله عليه وسلم عندما أراد مغادرة مكة نظر إليها قائلاً (إنك لأحب البلاد إليّ ولولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت) فحب الوطن من الإيمان وهو أمر لا يتناقض مع الدين.
خامساً: في هذه الرحلة تجلّت سماحة الإسلام، وذلك بالاستفادة من كل الخبرات، حتى ولو كان مصدرها لا يؤمن بالإسلام، فقد استفاد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الآخرين في بناء دعوته ودولته، بل حتى في بناء الفرد المسلم، وهذه الاستفادة تشمل الماديات والمعنويات أو ما يسمى اليوم بالجوانب المدنية والثقافية، فالإسلام قد أقرَّ الاستفادة حتى من الكلب للصيد فقال تعالى:(فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ) المائدة:4. لذلك لا عجب أن أباح الاستفادة من الآخر بغض النظر عن اعتقاده لذلك في هذه الرحلة استفاد الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه أبوبكر من خبرة عبد الله بن أريقط بالطريق عند هجرتهما رغم بقاءه على الشرك آنذاك، ومن قبل استفاد رسول الله صلى الله عليه وسلم من عدل النجاشي ملك الحبشة بإرسال دفعتين من أصحابه للجوء في بلاده عندما اشتدت أذية المشركين لهم، واستفاد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من قوانين وعادات المجتمع المشرك، وفي ذلك دخول عدد منهم في جوار وحماية بعض كبار قريش المشركين- واستفاد رسول الله صلى الله عليه وسلمو أصحابه مما عند الآخر في كثير من الأمور، ومن الدروس المستفادة قيامه صلى الله عليه وسلم بالإخاء بين المهاجرين والأنصار، ووضعه صحيفة المدينة التي توضح الحقوق والواجبات لكل ساكني المدينة، ومن الدروس المستفادة من الهجرة أنه لابد من الصبر على مشقات ومتطلبات الحياة، فالهجرة لم تكن رحلة ترفيهية، بل كانت رحلة طويلة شاقة فيها المتاعب والمخاطر والأذى – سفر في صحراء مجدبة، وانقطاع للماء، وقليل من الطعام- ليال مظلمة وأيامٌ حارة، وفي هذا كله درس لنا نحن المسلمون، بأن نصبر ونتحمل ما يصيبنا من ابتلاءات اقتداء بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، فالحياة جد واجتهاد، لذا لا تنال المطالب بالأماني والتمني، وإنما بالعمل وبذل الجهد والتضحية واحتمال المشقة والصبر على المكاره. ومن الدروس المستفادة من الهجرة أن الأرض التي بُنيَّ عليها المسجد في المدينة كانت لغلامين يتيمين فاشتراها منهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يستولي على هذا المكان، ولو كان مقراً للأمة والمصلحة فيه تعود على الجميع. وفي هذا يعلمنا الإسلام كيف نحفظ الحقوق لأصحابها، وكيف نحمي حقوق الضعفاء من اليتامى وغيرهم، وكيف أنه لا يجوز للمسلم أن يأخذ مال غيره إلا بطيب من نفسه، لقد تجلت في هذه الرحلة مسألة المحافظة على حقوق الآخرين. كيف لا.. وأن الهدف الأساسي من الهجرة هو الفرار من الظلم والاستبداد وانتهاك الكرامة إلى العدل والحرية والكرامة الإنسانية.
أحبابي في الله :
إننا في أمس الحاجة إلى استحضار معاني الهجرة وذلك بالسعي الجاد والتخطيط السليم للتخلص من أسباب التخلف والهوان المتمثلة في الاستبداد، وانتهاك كرامة الإنسان فلنجعل درسنا المستفاد من هذا الحدث العظيم، الهجرة من الظلم والاستبداد إلى الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية. روى الشيخان عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه) وقال صلى الله عليه وسلم:( إن للهجرة خصلتان أحدهما أن تهجر السيئات، والأخرى أن تهاجر لله ورسوله). ولا تنقطع الهجرة ما تقبلت التوبة.
يغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين.
الخطبة الثانية:
أحمدك ربي حمد الشاكرين وأصل وأسلم على المبعوث رحمة للعاملين حبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
أحبابي في الله :
حال بلادنا اليوم لا يسر أحداً حتى الحاكمين، فالأوضاع الاقتصادية كل يوم تصير من السيئ إلى الأسواء لدرجة جعلت المواطن عاجز عن تلبية جُل متطلبات حياته من طعام وشراب وعلاج وكساء وتعليم وسكن، وأصبحت بذلك الحياة أشبه بالجحيم الذي لايطاق، ولا شك أنّ هذا الضنك لم يأتِ بالصدفة وإنما جاء نتيجة لتلك السياسات الخاطئة التي انتهجها هذا النظام الذي ظل يحكم البلاد منذ 1989م إلى يومنا هذا، تلك السياسات التي خربت الاقتصاد وفككت النسيج الاجتماعي وقسمت الوطن وأدت إلى انتشار الفساد في مرافق الدولة ومؤسساتها. لذا فإن مواطن السودان يتطلع اليوم إلى نظام حكم تتحسن فيه ظروفه المعيشية ويتحقق فيه الأمن والسلام والعدل والكرامة الإنسانية، ولعمري هذه التطلعات لن تتحقق إلا بتغير جذري في كيفية إدارة حكم البلاد، من دولة الحزب إلى دولة المواطنة، وسيادة حكم القانون والتداول السلمي للسلطة وهذا الحلم والتطلع؛ الطريق إليه واحد هو إجراء حوار حقيقي وما يتمخض عنه يكون ملزماً للجميع، هذا هو الحل، وليس ذلك الترقيع الذي سئم منه أهل السودان.
إننا من هذا المنبر الذي ظل يصدع بكلمة الحق، نتوجه بهذا النداء إلى من يحكمون السودان اليوم نقول لهم: اتقوا الله في هذا الوطن وشعبه ونقول لهم إن كان في الحكم لذة ومتعة فقد أخذتم من ذلك نصيبكم، وإن كان الحكم أمانة ويوم القيامة خزي وندامة، فارفقوا بأنفسكم واتقوا الله فيها، وفي هذا المواطن، فقد حكمتم أكثر من ربع قرن، وفي ظل هذه السنين كم من أرواح أزهقت، وأطفال يتموا، ونساء رملت، ومواطنين شردوا اما نزوحا او لجوء .
إعلموا إنكم مساءلون أمام الله عن ذلك كله عاجلاً أم آجلا""(قال تعالي) ( ووجدوا ماعملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا ) وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (والله لو عثرت بغلة في العراق لسألني الله عنها يوم القيامة لما لم أسويّ لها الطريق). اتركوا اهل السودان ليختاروا من يتولى امرهم فإن الخير باق في الامة **
احبابي في الله نسأل ان يفك اسرعمد الادارة الأهلية بشرق دارفور الذين ظلوا منذ فترة محبوسين بسجن بورتسودان نسال الله ان يفك اسرهم واسر جميع المظلومين
احبابي في الله ""
نسأل الله العلي القدير ان يعجل بشفاء الاحباب ""
الامير علي يعقوب الحلو والبروف محمود مصطفي المكي والأمير عبدالرحمن ابوالبشر والحبيب الانصاري محمد ادم حمدي "ووالدة الدكتورالصادق سلمان"
قال تعالي انالله وإنا إليه رجعون تنعي هيئة شؤون الأنصار الأنصاري بخيت محمد عيس جد اولا الحبيب يس عيس عثمان عضو امانة الدعوة والارشاد
ونترحم علي الحبيب الفاضل محمدالفضل ابن خال الحبيب زروق العوض امين الثقافة والإعلام بهيئة شؤون الأنصار
وتنعي الهيئة الأنصارية زينب سليمان أحمد زوجة الحبيب أحمد محمد فضل الله ويقام المآتم بالغابة ونترحم علي الانصاري احمد عشميك من اهل القضارف.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.