يعترض عمال وموظفو هيئة الموانئ البحرية على مخطط مشبوه ينقل إدارة الميناء الجنوبي لهيئة موانئ دبي،فيعاقبون بالتشريد تحت مسمى إعادة الهيكلة،وأكثر من 15 ألف باتوا في عداد العطالة،وعندما يعبرون عن رأيهم هذا صراحة لوفد الهيئة الذي كان يزور الميناء تضايقهم السلطات الأمنية وتعتقل بعضهم. لماذا يريد هذا النظام الفاسد إتمام هذه الصفقة التي تنقل السيادة على الميناء الهام من أبناء البلد إلي جهة أجنبية؟ الإجابة نجدها وسط المعلومات الخاصة بالميناء الجنوبي ببورتسودان والتي تقول أن مساحته تبلغ 1.8 مليون متر مربع،وفيه ستة مرابط،وصومعة للغلال بسعة 50ألف طن،ومساحات تخزينية بسعة 911 ألف متر مربع،ومحطتين للطاقة الكهربائية تبلغ سعتهما 16 ميغاواط. والميناء الجنوبي هو مركز الثقل بالنسبة لمجموع موانئ بورتسودان،ففي عام 2016،تم تصدير 1.7 مليون طن عبره،من مجموع كل الصادرات البالغة 1.9 مليون طن،واستقبل 2.86 مليون طن من الواردات من مجموع 8.5 مليون طن،محتلا الصدارة بنسبة 33.3%،وفيما يتعلق بالطن بالمتداول فقد حاز الميناء الجنوبي على نسبة 43.4% خلال العام الفائت. ومقارنة بعام 2015،فقد ارتفعت جملة الطن المنقول بالحاويات بنسبة 15.6% ،حيث سجل 4.57 مليون طن،مقابل 3.95 مليون طن في العام 2015،واستقبل 302 سفينة بمختلف الأنواع. وهكذا فإن الميناء الجنوبي هو روح الموانئ السودانية وشريانها،ومن يحصل عليه احتكر المنفذ البحري المهم. واستهداف الميناء الجنوبي لم يكن وليد هذه الأيام،بل حدث في اكتوبر 2013،نقل نظام الإدارة والتشغيل لمحطة الحاويات إلي الشركة الفلبينية العالمية لنظم الحاويات،عبر اتفاق لم تعلن تفاصيله فماذا كانت النتيجة؟! نقصت حركة الحاويات(20قدم) من 188 ألف حاوية في 2013،إلي 181 ألف حاوية،وكذلك الحاويات(40 قدم) من 130ألف إلي 126 ألف..والأسباب تظل طي الكتمان. الآن وفي سياق تبرير الإتفاق مع هيئة موانئ دبي يتحدث السدنة عن التطوير والتكنولوجيا والتحديث،ولا يتطرقون للجوانب المالية في مثل هذه الأمور،وهذا ديدن السماسرة وعشاق العمولة. وفي شأن الخصخصة عموماً،فإن النظام الحاكم حطم القطاع العام لفائدة منسوبيه والمحسوبين عليه،والمؤسسات التي بيعت لم تذهب أموالها للخزينة العامة كما قال المراجع العام،وعقود بيع تلك المرافق ظلت طي الكتمان،وتقارير المراجعة عن بيع ساتا وسوداتل والمدبغة الحكومية تكشف الفساد(المصلح)،أما اتفاقيات البترول والأنصبة،وخطوط الأنابيب،والمصافي،فتلك رواية من روايات نهب المال العام سيكشف عنها قريباً جدا. وبمثل ما للنظام من أدوات قهر،فللشعب أدوات مقاومة،وإن كان بضع عشرات من العاملين بالميناء قد استوقفوا وفد هيئة موانئ دبي،وأبلغوه اعتراضهم على بيع الميناء الجنوبي،فرجع الوفد إلي فندقه سريعاً ولم يكمل جولته في الميناء،فإن إعتصام الآلاف في الميناء الجنوبي، والتظاهر ضد البيع والتشريد،سيجهض مخطط السدنة والحرامية، وهيئة موانئ دبي ستنجو بجلدها من فخ(الجنوبي)، وستدرك قوة شكيمة أهل السودان..وفي الشرق يوجد أحفاد عثمان.. [email protected]