* ماذا بوسع الفاشل اللئيم أن يفعل للعباد غير الأذى؟! هذا أول سؤال خطر ببالي حين الاستماع إلى بعض مواطني أم دوم الذين استهدفت حكومة الخرطوم مواعين أرزاقهم؛ واستهدفت معها أرزاق الآلاف من عُمّال (كمائن الطوب). * لقد تابعنا الحملة التي ماتزال مستمرة من قبل السلطات لنزع أراضي سكان (الجريف شرق) الشرفاء الشجعان؛ نزعاً بقوة الظلم لا غير.. كما تابعنا حروب و(غزوات) شنتها السلطة على المواطنين في شتى الجهات بالسودان (تحت عناوين مختلفة) يربط بينها الإصرار على ذل الناس وسلبهم وتسليمهم للفقر ليخضعوا لأمر الفئة الحاكمة الباغية.. فليست صدفة أن تطال هذه الغزوات المئات من (بائعات الشاي) اللاتي أجبرتهن الظروف على الجلوس في الشوارع الكئيبة لتلقيط الرزق؛ بدلاً عن التسوّل أو الخوض في لُجج المُحرَّمات..! ويبدو أن الحكومة في الخرطوم لديها الرغبة بالفعل لتجريب أقصى وأقسى درجات الانتقام من فقراء الشعب الذي لم ينتخبها.. فهاهو الغزو الإستبدادي وصل إلى (كمائن الطوب) التي ظل المواطنون يعملون بها لعشرات السنين دون أن يعكِّر صفوهم كائن.. لكن سلطة تجار الدين التي تبغض البسطاء أبت إلّا أن تدك بنيانهم بإزالة الكمائن تحت تجبُّر البنادق؛ وذلك بناء على كيد اللجان الحكومية (كما يجهر الأهالي)..! ليس هنالك مبرر يتعلق بالبيئة يستدعي الإزالة؛ فهذه الكمائن التي تقع شمال أم دوم على امتداد أكثر من (2) كيلومتر وتبعد عن المنطقة السكنية أكثر من كيلو؛ ظلت تعمل برضا الأهالي لا ضرر منها ولا ضرار؛ بل تعتبر شريان لاستقرار المنطقة بما تجود به.. فهل وجدت السلطة مغنماً دفعها للتضحية بالكمائن وما حوَت؟! أظن ذلك.. فالوقت مازال مبكراً لمعرفة أهداف الهجمة الشرسة..! الحكومة التي تحاصر سكان (الثورات) بالنفايات وبمسؤولها (ذاك المنفوخ) هل يمكن لهذه الحكومة أن تكون شفوقة على مواطني أم دوم من التلوث مثلاً؟! لا أظن.. أم أنها ذات العين الطامعة التي وقعت على أراضي الجريف شرق زيّن لها شيطانها باتجاه أم دوم هذه المرة؟! * يقول بعض أصحاب الوجعة في منطقة أم دوم؛ إن الواحد منهم يدفع إيجاراً سنوياً للكمِينة قدره (50) ألف جنيه ويصل المبلغ إلى (70) ألف وأكثر في الحالات الأخرى (هذا بالنسبة للمُستأجِرين)، وهنالك من ورثوا الكمائن وظلوا يعملون بها لما يزيد عن الستين عاماً بلا عكننة.. فما الذي استجد في المكان؟! * أثناء الكتابة علمتُ أن مواجهات حدثت بين جند الحكومة وأصحاب الكمائن.. فالحكومة لن تتورع من الظلم ما دامت تملك السلاح لقهر المواطنين ولا خوف عندها من عقاب دنيوي أو أُخروي..! ما يحز في نفوس المستأجرين والمُلّاك بغير فقدانهم لمورد حياتهم؛ هو تشرد آلاف العمال ومنهم طلاب جامعات وجدوا في شغل الطوب رحمة لهم.. ويقدَّر عدد العاملين بالكمائن المستهدفة في أم دوم قرابة 10 آلاف شخص، هذه الأعداد المهولة من البشر تدفعهم سلطة الإستبداد إلى دروب وعِرة تبدأ (بالعطالة القسرية) وتنتهي إلى المعاناة إن لم يكن إلى المجهول..! * بعض المُستأجِرين على رقابهم ديون؛ فكيف يوفون بسدادها للمالكين بعد الإيقاف الجبرِي؛ ناهيك عن ما تؤول إليه أوضاع العُمّال المسحوقين؟! ما الذي اكتشفته السلطة فجأة في منطقة كمائن أم دوم فحشدت جندها للفتك بالأهالي من أجله؟! * حكومة الطاغية في الخرطوم تحتقر المواطنين؛ وما لم يتجرع كبارها مرارة الكؤوس التي ظلوا يسقونها الشعب فلن يرحلوا أو (ينعدِلوا).. الطغاة يصنعون الفقر والأعداء بأطماعهم في حقوق العباد ولا يشبعون؛ رغم أكلهم للأخضر واليابس خلال سنوات حكمهم.. إنهم يفتقدون لقيم الحق والعدل ولذلك يعيثون في الأرض فساداً.. يفشلون في كل شيء ما عدا الخراب..! أعوذ بالله الجريدة الالكترونية