الخرطوم: يونس عثمان : يذهلك منظر الأرض التي كانت فراديس ذات بهجة ترفد العاصمة بالخضر و الفواكه والمحاصيل الأخرى قد صارت ارضا محروقة جافة عبارة عن ركام من الطوب وسحب كثيفة من الدخان وروائح مزعجة ، ومنظر اللواري التي تقل الطوب من مواقع الانتاج الى الاسواق وحركة العمال يرفعون الطوب على صناديق اللواري جيئة وذهابا وهم يمارسون صناعة الطوب الاحمر وأصوات الوابورات التي تضخ الماء من البحر في حفر كمائن الطوب بأزيز لا ينقطع طول اليوم . الاثر الصحي و البيئي الذي تتركه تلك الكمائن علي المواطن في العاصمة المثلثة بالغ الخطورة مما تسببه من ازعاج وسهر واختناقات وتلوت بيئي وتلوث المياه. "الصحافة" التقت بعض المواطنين من منطقة كرري العجيجة للوقوف على حجم معاناتهم من مجاورة الكمائن، فقال المواطن الريح أحمد عبد الرحمن ان الكمائن ينبعث منها غاز ثاني اكسيد الكربون السام الخانق المقلل لنسبة الاكسجين في الجو، الامر الذي يؤدي للاختناق خاصة ليلا لاسيما من يعانون من الربو والأزمة وأمراض الصدر، وزاد الريح حتي الاصحاء من المواطنين عندما يستيقظون أناء الليل جراء استنشاقهم دخان الكمائن لا يستطيعون النوم مرة اخري. وأضاف أن بعض المواطنين فضلوا بيع بيع منازلهم والرحيل من المنطقة حفاظا علي صحتهم . وختم الريح بأن أكثر ما يزعج قاطني المنطقة بجانب الدخان انبعاث روائح مزعجة من الكمائن جراء استخدام روث الحيوانات في حرق الطوب، ولفت الى مساهمة الكمائن في تدمير الغطاء النباتي وانجراف التربة وزيادة الزحف الصحراوي ورفع درجات الحرارة وتقليل المساحات المزروعة علاوة على أن وجودها على الشاطيء يحرم المنطقة من التمتع بمنظر النيل جراء خلوه من المنتجعات ومناطق الترفيه على الشاطئ . وفي ذات السياق قال الشيخ الغالي وهو رجل مسن ان اندية المشاهدة المصاحبة لسوق الكمائن مزعجة تعج بالهتافات طول اليوم الى ساعات متأخرة من الليل ويطلقون الهتافات حتى عند سترنا للموتى في المقابر المجاورة للكمائن وأثناء اوقات الصلاة وبائعات الشاي يكن بالسوق بعد الساعة الثانية عشرة ليلا وهناك ممارسات سالبة. وأوضح مواطن فضل عدم ذكر اسمه ان كمائن الطوب الاحمر بالقرب من الشاطئ ادت الي تلوث الجو والتربة والمياه الجوفية ومياه النهر المجاور وأن تلوث المياه أدى لتوالد الديدان والبلهارسبا وتغيرت طبيعة مياه النهر ، وأضاف ان هناك احتكاكات بين عمال الكمائن ومواطني المنطقة بطريقة مباشرة وغير مباشرة . وغير بعيد عن افادته يقول العامل سانتينو شان من مدينة اويل بدولة الجنوب الوليدة انه لا توجد اى احتكاكات بين العمال ومواطني المنطقة ولا توجد مشاكل صحية ولا بيئية . وفي نفس المكان اضاف العامل كلمو دينق ، انه يعمل في مجال كمائن الطوب الاحمر قبل الانفصال ولا توجد مشاكل بينه وبين مواطنى المنطقة. ومن جانبها تقول الحاجة سعدية عيدروس ان المحلية تعد المواطنين في كل مرة بازالة الكمائن بيد أنها لم تنفذ وعدها حتي الان الذي اقتطعته على نفسها مع المواطنين منذ ما يناهز الأربع سنوات، وأضافت بالليل تسبب اختناقات للناس خاصة الذين يعانون من الزكام والربو وامراض الصدر والحساسيات علاوة على عدم وجود مراحيض لذا تنتشر المخلفات البشرية بارض الكمائن . فيما قال اسماعيل حاج البشير صاحب كمينة ان موضوع الكمائن ذي زوايا متداخلة بعضها مع بعض مع حاجات المواطن فهي تزود السوق بالطوب الاحمر الجيد وارتبط مصير مجموعة كبيرة من المواطنين بها كاصحاب الاراضي المؤجرة وبائعات الشاي واصحاب المحال التجارية التي قامت علي الكمائن واندية المشاهدة وبائعات الاكل والاطعمة وان كل هذه الاسر اصبح مصيرها مربوطا بالكمائن ، واضاف ان عائد اجرة الارض للكمينة اكثر بكثير من عائد الزراعة وهذه الكمائن لن تزال من الشاطئ ما لم تقم الحكومة بايجاد بدائل مجزية وتعويضات لاصحاب الكمائن والمواطنين الذين استأجروا اراضيهم واصحاب المصالح المرتبطة بالكمائن على السواء.