زيارة رئيس الجمهورية المشير عمر البشير لولاية الجزيرة هذه الايام أسدلت الستار علي العبثية السياسية التي شهدها مسرح ولاية الجزيرة و أكدت علي أن ما يحدثه المركز من تمكين للوالي ايلا علي ولاية الجزيرة ما هو إلا عملية تزكية Endorsement أفصح عنها رئيس الجمهورية يوم أمس الاول في قرية ود الأبيض بمحلية أم القري مؤكدا وبصورة غير مباشرة علي دعم ترشيح أيلا لرئاسة الجمهورية في إنتخابات 2020 القادمة بعد أن أعطاه (تفويض) مطلق بالبقاء في الجزيرة إلي حين صاحب الامانة يأخذ أمانته أي مدي الحياة ثم عاد الرئيس قائلا ، (لو قلتو أيلا مرشح لرئاسة الجمهورية أنا معاكم ) وما يفهم من ذلك إنها تزكية مبكرة لتصبح بمثابة توجيه لحزب المؤتمر الوطني الذي يرأسه البشير وكان قد أكد في مناسبات سابقة بأنه لن يترشح مرة أخري وحتي ترشحه يتطلب تعديل الدستور وهذا الاتجاه يجد قبول من غالبية عضوية الحزب التي تعتبر البشير بمثابة رمانة ميزان الحكم وعدم ترشحه سوف يفجر صراعات كبري والبشير يري خليفته يجب أن يتمتع بشعبية وعينه علي ولاية الجزيرة مركز الوعي و الانتاج و من يجد قبول أهل الجزيرة بالتالي سيجد قبول الجميع ولكن أيلا ليس بالشخص المناسب لأنه نرجسي و خلافي . خبر ترشيح أيلا لمنصب رئيس الجمهورية ليس وليد زيارة الرئيس الأخيرة لولاية الجزيرة وقد سبق ذلك بأيام و من مصادر موثوقة بأن أيلا هو رئيس الجمهورية القادم إلا أن ذلك أُعتبر بمثابة تكهن أو مجرد بالونة إختبار لمعرفة ردود الفعل الذي قابله الكثيرون كضرب من المستحيلات والرجل أثبت فشله في البحر الاحمر الولاية التي أبعد منها للجزيرة التي أدمن فيها الفشل أيضا حتي أصبح ما بينه وبين المثول أمام القضاء لمواجهة تجاوزاته و مخالفاته التي قدمها المراجع العام مسألة وقت حتي جاءته النجدة من رئاسة الجمهورية التي أعلنت حالة طوارئ لتخليصه من رقابة المجلس التشريعي الذي تم حله حتي ينعم أيلا بمطلق الحرية في حكم ولاية الجزيرة وسط استغراب و دهشة الجميع الذين لم يتوقعوا كل هذه الحماية و الدعم و الدلال والرجل تحيط به الاتهامات و المخالفات ، حتما أن هنالك (سر) يخفي علي الجميع . زيارة الرئيس الحالية للجزيرة ، أماطت اللثام عن ذلك (السر) الذي فحواه التحضير بدفع أيلا مرشحا لرئاسة الجمهورية في الانتخابات القادمة . الراهن السياسي يؤكد علي أن أزمة الحكم أضحت مستعصية و متفاقمة أعجزت النظام في الوصول الي حل الازمة التي تفجرت و كشفت عن عجز الحكومة المواجهة بعاصفة من الاحداث وفي مقدمتها الازمة الاقتصادية والعجز المريع في موازنة هذا العام و الارتفاع المتصعد بجنون للدولار بالاضافة إلي أن الازمة علي صعيد الحزب الحاكم كشفت عمق الصراع الداخلي و فشل الاتجاه الذي يمكن رئيس الحكومة من رئاسة الحزب في وقت واحد وكل ذلك يصب في فشل النظام الرئاسي الذي وضع كل السلطات في يد رئيس الجمهورية . كل المراقبين أكدوا علي أن السلطة الرئاسية القابضة أعلنت (الخلع) عن حكم الدستور الامر الذي تكشف مؤخرا بإعلان حالة الطواري الغير دستوري علي ولاية الجزيرة ورفعها أيضا في لقاء جماهيري يؤكد أن حكم البلاد لا يخضع للدستور و من ناحية أخري بلغت أزمة الحكم الراهنة الي حد إنهيار مخرجات الحوار التي عكفت عليه الحكومة و القوي السياسية لأكثر من عامين حيث أشار رئيس حزب المؤتمر الشعبي الدكتور علي الحاج لنواب حزبة بالانسحاب من حكومة الحوار معتبرا أن ما حدث في ولاية الجزيرة أمرا غير دستوري . تزكية ترشيح أيلا لرئاسة الجمهورية سيفجر أزمة جديدة داخل الحزب الحاكم ربما تعصف به وتعجل بنهايته و الأيام القادمة ستشهد تصاعد الاحداث بصورة دراماتيكية. [email protected]